تحميل
مكمل غذائي دوائي للقطط

كارنيتين: مكمل غذائي دوائي للقطط المريضة

svg16

يُعد الكارنيتين (Carnitine) (تحديداً Levocarnitine أو L-Carnitine) أحد المكمّلات الغذائية الطبية المهمة في الطب البيطري، خصوصاً في علاج بعض الأمراض التي ترتبط بعملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة داخل جسم القط.

على الرغم من أنّ الكارنيتين يُعدّ مادة طبيعية يصنعها الجسم من الأحماض الأمينية، فإن بعض الحالات المرضية في القطط تستدعي دعمه دوائياً لتعويض النقص أو لتعزيز القدرة على استقلاب الدهون داخل الخلايا، خصوصاً في أمراض الكبد.

يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح معمّق حول هذا الدواء، آلية عمله، دواعي استعماله في القطط، الجرعات، محاذير الاستخدام، التأثيرات الجانبية، وأهم النصائح لضمان إعطائه بشكل آمن وفعّال.

تعريف دواء كارنيتين وما هو

الكارنيتين هو مشتق أميني ينتج طبيعياً من حمضَي الميثيونين واللايسين، ويُعدّ جزءاً أساسياً في عملية استقلاب الدهون داخل الخلايا.

يُعرف أيضاً باسم Levocarnitine أو L-Carnitine وهو الشكل الفعّال بيولوجياً، ويجب استخدام هذا الشكل تحديداً للقطط، لأن الشكل الآخر (D-Carnitine) قد يسبب تثبيط امتصاص الكارنيتين الطبيعي ويؤدي إلى نقص وظيفي خطير.

يتوفر الكارنيتين كدواء بشري في عدة أشكال صيدلانية، ويُستخدم بيطرياً بشكل “استخدام غير مُدرج على البطاقة” (off-label)، لكنه مثبت الفاعلية في حالات معينة، خصوصاً مرض الدهون في الكبد (Hepatic Lipidosis) لدى القطط.

آلية عمل الكارنيتين وكيف يؤثر في جسم القطة

تتمثل وظيفة الكارنيتين الأساسية في نقل الأحماض الدهنية طويلة السلسلة إلى داخل الميتوكوندريا، حيث يتم تحويلها إلى طاقة.

من دون وجود كمية كافية من الكارنيتين، تفشل الخلايا (خصوصاً خلايا الكبد والعضلات) في استهلاك الدهون بشكل صحيح. وهنا تظهر أهميته في القطط المريضة بأمراض الكبد المرتبطة بزيادة ترسّب الدهون داخل خلايا الكبد.

كما يسهم الكارنيتين في:

  • تحسين قدرة الكبد على التخلص من الدهون المتراكمة.
  • تعزيز إنتاج الطاقة خصوصاً أثناء الأمراض الاستقلابية.
  • تحسين الشهية ورفع الطاقة بشكل غير مباشر من خلال تحسين عمليات الحرق.

تشير الدراسات الدوائية إلى أنّ أعلى تركيز للكارنيتين يوجد في العضلات، وأنّه يُطرح عبر الكلى والجهاز الهضمي، وقد يزيد مستواه في الدم لدى المرضى المصابين بالفشل الكلوي، لذا يحتاج الأمر إلى متابعة في هذه الحالات.

الاستخدامات العلاجية للكارنيتين في القطط

أهم دواعي استخدام الكارنيتين في القطط هي:

علاج ودعم حالات الكبد الدهنية (Hepatic Lipidosis)

يُعدّ هذا الدواء جزءاً أساسياً من البروتوكول العلاجي للقطط المصابة بما يُعرف بـ مرض الكبد الدهني، وهو من أكثر أمراض الكبد شيوعاً وخطورة في القطط.

استخدام جرعة واضحة في هذا السياق، يُعتبر علاجاً مساعداً أساسياً في تحسين استقلاب الدهون داخل الكبد، ومنع تراكمها، وبالتالي دعم تعافي الخلايا الكبدية.

دعم القطط المصابة بأمراض الكبد الالتهابية أو المزمنة

القطط المصابة بالتهابات الكبد تحتاج دعماً إضافياً لعملية الأيض، ويُستخدم لها الكارنيتين بجرعات أعلى نسبياً لتحسين وظائف الكبد.

دعم تغذية القطط الضعيفة أو المرهَقة مرضياً

بسبب دور الكارنيتين في تحويل الدهون إلى طاقة، فإن إعطاءه في بعض حالات سوء التغذية، خصوصاً عندما يكون فقدان الشهية أحد الأعراض، يساعد على تحسين الطاقة ودعم عملية الشفاء.

أمراض أخرى قيد الاستخدام البحثي

مثل بعض اضطرابات الطاقة العضلية أو الاستقلاب، لكن الاستخدام الرئيسي المؤكد في القطط هو حالات الكبد فقط.

أشكال إعطاء دواء كارنيتين للقطط

تتوفر أشكال الدواء في السوق البشري، ويُستخدم للقطط عبر طرق الإعطاء التالية، حسب التحضير الصيدلاني:

أقراص أو كبسولات فموية

  • غالباً بتركيز 250–500 mg.
  • يمكن فتح بعض الكبسولات وخلط محتواها مع الطعام في حال رفض القط ابتلاعها.

محلول فموي

  • بتركيز 100 mg/mL، وهو الشكل الأكثر استخداماً للقطط لسهولة إعطائه.
  • يمكن إعطاؤه باستخدام سرنجة فموية مع الطعام أو بدونه.
  • يُفضل إعطاؤه مع وجبة لتقليل الاضطرابات المعوية.

حقن (Levocarnitine Injection)

  • بتركيز 200 mg/mL.
  • نادراً ما تحتاج القطط لهذا الشكل إلا في المستشفيات البيطرية أثناء الحالات الشديدة أو عند عدم إمكانية الإعطاء الفموي.
  • يجب التخلص من أي جزء متبقٍ بعد فتح الأمبول لأنه لا يحتوي على مواد حافظة.

بودرة Bulk Powder

يمكن شراؤها كمكمل غذائي بشري وخلطها بجرعات دقيقة مع الطعام تحت إشراف الطبيب.

الجرعات المناسبة للقطط

في حالات الكبد الدهني الحاد (Hepatic Lipidosis)

250 mg مرة واحدة يومياً عبر الفم (باستخدام منتج Carnitor®). ويجب إعطاء المكمّلات المصاحبة التالية:

  • توراين Taurine: 250 mg مرة أو مرتين يومياً.
  • فيتامين E: بجرعة 10 وحدات/كغ يومياً.
  • فيتامينات ذائبة في الماء.
  • فيتامين B12: حقنة تحت الجلد 1 mg لكل قطة أثناء انتظار نتائج التحاليل.

دعم القطط المصابة بأمراض الكبد المزمنة

250–500 mg يومياً حسب شدة الحالة .

ملاحظات مهمة حول الجرعات

  • يُعطى الدواء مرّة يومياً في معظم الحالات.
  • لا يجب تعديل الجرعة دون متابعة الطبيب، خصوصاً في حالات الفشل الكلوي لأن الدواء يطرح عن طريق الكلى.
  • يُفضّل إعطاؤه مع وجبة طعام لتقليل الأعراض الجانبية.

موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها

  1. عدم استخدام الشكل D-Carnitine إطلاقاً: لأنه يعيق امتصاص الشكل الفعّال L-Carnitine ويُسبب نقصاً وظيفياً خطيراً في الجسم.
  2. الحذر الشديد مع القطط المصابة بقصور كلوي: لأن الدواء قد يتراكم في الدم نتيجة انخفاض الإطراح عبر الكلى.
  3. الحساسية تجاه الدواء: نادرة جداً، لكنها تبقى احتمالية واردة.
  4. الحذر أثناء الحمل والرضاعة: لا توجد دراسات كافية في القطط، رغم أن الدواء آمِن نسبياً في حيوانات التجارب.

التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها

يُعدّ الكارنيتين من أكثر الأدوية أماناً، بحسب المرجع، وتكاد تكون آثاره الجانبية قليلة جداً، وأكثرها شيوعاً:

  • اضطرابات معدية معوية:
    • إسهال خفيف.
    • ليونة البراز.
    • غثيان أو قيء بسيط. وغالباً ما تظهر عند الجرعات العالية، ويُنصح بإعطاء الدواء مع الطعام لتقليلها.
  • ظهور رائحة جسم مميزة: تم تسجيلها عند البشر، وقد تظهر نادراً في القطط.
  • تفاعلات نادرة جداً عند استخدام الحقن: مثل ألم خفيف في موقع الحقن، ويُستخدم عادة في المستشفى فقط.
  • في حالة الجرعة الزائدة: دواء عالي الأمان، وأن الجرعات الزائدة غالباً لا تسبب خطورة، ويكفي مراقبة الحيوان، بينما في الجرعات الكبيرة جداً يُنظر في إفراغ المعدة كإجراء احترازي.

نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده

  1. اعطاء الدواء مع الطعام: لتقليل اضطرابات الجهاز الهضمي.
  2. الالتزام التام بالجرعة اليومية: الزيادة لا تعطي نتائج أسرع أو أفضل، بل قد تزيد الإسهال.
  3. مراقبة الشهية والطاقة: لأن تحسن القط يعكس فاعلية العلاج.
  4. متابعة الطبيب في حالات الكبد الدهني: لأن العلاج يتطلب عدة مكونات متزامنة (تغذية قسرية + توراين + فيتامينات).
  5. إبلاغ الطبيب بأي دواء آخر تتناوله القطة: خصوصاً الأدوية التي تتداخل مع استقلاب الدهون أو الأدوية الكلوية.
  6. مراقبة البراز: لأن ليونة البراز مؤشر على الحاجة إلى تعديل الجرعة.

أخطاء شائعة عند إعطاء الكارنيتين للقطط وكيفية تجنبها

  1. استخدام مكملات بشرية تحتوي على الشكل D-Carnitine: وهو خطأ خطير لأنه يسبب نقصاً في الكارنيتين الطبيعي ويعيق الامتصاص. الحل: شراء منتجات تحتوي فقط على L-Carnitine أو Levocarnitine.
  2. إعطاء الدواء بجرعات عالية بطريقة عشوائية: لأن الجرعات محسوبة طبياً ويجب الالتزام بها.
  3. إيقاف الدواء مباشرة بعد تحسن الشهية: مرض الكبد الدهني يحتاج علاجاً مستمراً حتى يأذن الطبيب بإيقافه.
  4. عدم الجمع بين الكارنيتين والمكمّلات الأساسية: مثل التورين وفيتامين E، حيث يشير المرجع إلى أن العلاج يكون أكثر فاعلية عند دمج هذه المكملات معاً في حالات الكبد الدهني.
  5. نسيان إعطاء الدواء يومياً: فثبات الجرعة هو سر نجاح العلاج.

تحذير

لا ينبغي استخدام أي دواء (بما في ذلك الكارنيتين) للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص. حتى وإن كان الدواء آمناً بشكل عام، فإن كل حالة تختلف عن الأخرى، خصوصاً في أمراض الكبد، وقد يتسبب الاستخدام العشوائي أو الجرعات غير الدقيقة في تدهور حالة القطة.

0 People voted this article. 0 Upvotes - 0 Downvotes.
svg

هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟

نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم

ننتظر تعليكم

تحميل
svg

الإنتقال السريع

  • 1

    كارنيتين: مكمل غذائي دوائي للقطط المريضة