قد يكون ارتعاش القطط مصدر قلق كبير لأي مربي حيوانات أليفة، خاصة إذا لم يكن لديك فهم واضح للأسباب الكامنة ورائه.
الارتعاش في القطط يمكن أن يكون عرضًا لمشاكل صحية مختلفة تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
في هذه المقالة، سنستعرض الأسباب الشائعة لـ ارتعاش القطط ، وكيفية التعرف على الأعراض، والخطوات التي يمكنك اتخاذها لعلاج الحالة أو الوقاية منها.
هدفنا هو تقديم معلومات شاملة ومفيدة تسهم في رعاية أفضل لقطتك.
ما هو ارتعاش القطط؟
الارتعاش في القطط يشير إلى حركات متكررة وغير إرادية تصيب الجسم كله أو جزءًا منه.
قد تكون هذه الحركات خفيفة أو شديدة، ويمكن أن تحدث بسبب مشكلات في الجهاز العصبي أو نتيجة أمراض استقلابية أو حتى التسمم. الارتعاش قد يشمل الرأس، الأطراف الخلفية، أو حتى الجسم بالكامل، وهو عرض يجب عدم تجاهله.
تشريح العمود الفقري ودوره في حدوث الارتعاش
العمود الفقري هو أحد أهم الأجزاء في جسم القطط لأنه يدعم الجسم ويحمي الحبل الشوكي.
يتكون من عدة عظام (الفقرات) بينها أقراص تعمل كمصدات صدمات وتسمح بحركة مرنة. يتم تقسيم الفقرات إلى مناطق رئيسية:
- الفقرات العنقية (C1-C7): تقع في الرقبة.
- الفقرات الصدرية (T1-T13): تمتد من منطقة الكتفين حتى نهاية الأضلاع.
- الفقرات القطنية (L1-L7): تبدأ عند نهاية الأضلاع وتستمر حتى الحوض.
- الفقرات العجزية والعجزية الذيلية: تشمل الجزء السفلي من العمود الفقري والذيل.
أي ضرر أو اضطراب في هذه المناطق قد يؤدي إلى ظهور ارتعاش في القطط.
الأنواع والأسباب المحتملة لارتعاش القطط
ارتعاش الرأس
يمكن أن يكون سبب ارتعاش الرأس تشوهات في الدماغ أو المخيخ، وهي المنطقة المسؤولة عن تنسيق الحركة والتوازن. بعض الأسباب الشائعة تشمل:
- أمراض خلقية: مثل انخفاض كمية المايلين (hypomyelination)، وهو الغلاف الواقي للأعصاب.
- التهاب الدماغ (Encephalitis): قد يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية.
- أسباب وراثية: بعض السلالات أكثر عرضة لهذا النوع من الارتعاش، لكن يمكن أن يحدث أيضًا في القطط.
- الأدوية: مثل استخدام دواء Diphenhydramine أو Metoclopramide الذي قد يؤدي إلى آثار جانبية.
ارتعاش الأرجل الخلفية
غالبًا ما يكون علامة على مشكلة في منطقة الظهر القطني (Lumbosacral area). الأسباب المحتملة تشمل:
- آفات ضاغطة على العمود الفقري: مثل تضيق القناة الشوكية (Lumbosacral stenosis) أو متلازمة “cauda equina”.
- أمراض استقلابية: مثل الفشل الكلوي أو انخفاض مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم (Hypoparathyroidism).
- ضعف تدفق الدم: بسبب أمراض القلب أو الرئتين.
الارتعاش العام
يشمل الجسم بالكامل وقد يكون نتيجة:
- انخفاض المايلين: غالبًا ما يُلاحظ في القطط الصغيرة.
- التسمم: بسبب التسمم بالمبيدات الحشرية (Organophosphates) أو مواد مضادة للبكتيريا (Hexachlorophene).
- الأمراض التنكسية: مثل الأمراض الاستقلابية الوراثية (Storage diseases) التي تؤدي إلى تدهور الأنسجة العصبية.
الأعراض المرتبطة بارتعاش القطط
- حركات ارتجاجية في الرأس أو الأطراف الخلفية.
- فقدان التوازن أو صعوبة في المشي.
- تغيرات في السلوك مثل الخمول أو العدوانية.
- فقدان الوزن أو فقدان الشهية.
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة الطبيب البيطري فورًا.
التشخيص والعلاج
التشخيص
- الفحص السريري: لتحديد موقع الارتعاش وشدته.
- الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لفحص العمود الفقري والدماغ.
- تحليل الدم: للكشف عن أي اختلالات استقلابية أو التهابات.
العلاج
يعتمد العلاج على السبب الأساسي. بعض الخيارات العلاجية تشمل:
- الستيرويدات: لتقليل الاستجابة المناعية في حالات الالتهاب.
- Gabapentin: قد يساعد في السيطرة على الارتعاشات.
- المضادات الحيوية: في حالة العدوى البكتيرية.
- الجراحة: إذا كان هناك ضغط على العمود الفقري أو الأعصاب.
الوقاية
- تجنب التعرض للمواد السامة مثل المبيدات الحشرية.
- توفير نظام غذائي متوازن لضمان صحة القطط.
- تقليل الإثارة والتوتر الذي قد يؤدي إلى زيادة الارتعاش.
ختاماً
الارتعاش في القطط هو عرض خطير قد يشير إلى مشكلات صحية تحتاج إلى عناية فورية.
من خلال فهم الأسباب المحتملة وطرق العلاج، يمكنك تقديم الدعم اللازم لقطتك وتحسين جودة حياتها.
إذا لاحظت أي علامات غير طبيعية، لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. صحة قطتك هي أولوية، وفهم هذه المشكلة يمكن أن يجعلك أكثر استعدادًا لحمايتها.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم