اصابة القطط بالسالمونيلا أو السالمونيلوزس هو مرض بكتيري يصيب القطط ويسببه العديد من الأنماط المصلية المختلفة للسالمونيلا، “الأنماط المصلية” هي أقسام فرعية للأنواع تختلف عن السلالات الأخرى.
قد يؤدي الإصابة بالسالمونيلا إلى التهاب الأمعاء، والمرض العام الثانوي لانتشار البكتيريا في الدم (تسمم الدم)، والإجهاض.
نود الإشارة إلى أن القطط البالغة لديها مقاومة عالية ضط الإصابة بانماط السالمونيلا.
اعراض اصابة القطط بالسالمونيلا
شدة المرض تختلف، قد يكون الحيوان مصابًا ولكن بدون أعراض المرض (عدوى تحت سريرية) مما يؤدي إلى حالة الحمل، حيث يحمل الحيوان السالمونيلا ويطرحها في البراز وبالتالي ينقلها للحيوانات الأخرى. يمكن ملاحظة حالات سريرية خفيفة ومتوسطة وشديدة في حديثي الولادة والكلاب والقطط البالغة المجهدة.
العدوى الموضعية خارج الجهاز المعوي: التهاب الأنسجة الرطبة للعين (التهاب الملتحمة)، الرحم أو الإجهاض، التهاب الأنسجة تحت الجلد الذي يميل للانتشار (التهاب النسيج الخلوي)، العدوى أو التهاب بطانة الصدر، مما يؤدي إلى تراكم القيح في الفراغ بين جدار الصدر والرئتين.
قد تظهر القطط متلازمة مرض مزمن (بدون أعراض الجهاز الهضمي) تتميز بحمى مستمرة، مرض طويل الأمد مع أعراض غامضة وغير محددة، وعدم انتظام عدد الخلايا البيضاء في الدم.
الحيوانات التي تعاني من وجود البكتيريا في الدم (البكتيريميا) والمرض العام الناجم عن انتشار البكتيريا في الدم (تسمم الدم)، الصدمة المرتبطة بعدوى بكتيرية عامة (الصدمة الإنتانية)، أو وجود السموم البكتيرية في الدم (التسمم الداخلي): شحوب اللثة والأغشية المخاطية، الضعف، انهيار الدورة الدموية، معدل قلب سريع (تسارع القلب)، تنفس سريع (تسارع التنفس).
الحيوانات التي تتعافى: قد تظهر إسهالًا متقطعًا مزمناً لمدة 3 إلى 4 أسابيع، وقد تطرح السالمونيلا في البراز لمدة 6 أسابيع أو أكثر.
العدوى تحت السريرية أكثر شيوعًا من المرض السريري، الذي يعتبر نادرًا.
الحيوانات الحاملة: لا تظهر عليها أعراض سريرية.
بشكل عام نلاحظ الأعراض التالية على القطط المصابة:
- إسهال مع وجود مخاط أو دم.
- القيء.
- الجفاف.
- الحمى.
- علامات عامة للإزعاج وعدم الشعور بالراحة (سوء الحالة العامة).
- فقدان الشهية.
- الخمول والاكتئاب.
- ألم في البطن.
- فقدان الوزن.
- إفرازات مهبلية أو إجهاض.
اسباب اصابة القطط بالسالمونيلا
- أي واحد من أكثر من 2000 نمط مصلي للسالمونيلا، “الأنماط المصلية” هي أقسام فرعية للأنواع تختلف عن السلالات الأخرى.
- وجود نمطين مصليين أو أكثر في نفس الوقت في الحيوان المضيف ليس أمرًا نادرًا.
عوامل الخطر
عامل المرض:
- نمط السالمونيلا المصلي: عوامل مسببة للأمراض متغيرة، الجرعة المعدية، وطريقة التعرض.
- عوامل المضيف التي تزيد من احتمالية ظهور الأعراض السريرية:
- العمر: حديثو الولادة أو الشباب من الكلاب والقطط، نظام مناعي غير ناضج.
- الحالة الصحية العامة: الحيوانات الصغيرة أو البالغة المجهدة: أمراض أخرى موجودة معًا، وجود الطفيليات، الحيوانات الصغيرة: جهاز هضمي غير ناضج، عدم تطور البكتيريا المعوية الطبيعية بشكل جيد.
عوامل بيئية:
- أكل البراز أو الفضلات: يساعد على انتشار العدوى.
- أغذية الحيوانات الجافة – قد تحمل السالمونيلا، الكريات والبسكويت عادةً ليست خطيرة بنفس الدرجة.
- مكملات الأذنين الخنزيرية الملوثة بالسالمونيلا.
- لحم الحصان الذي يُطعم للقطط الغريبة.
- عادات التنظيف: قد تؤدي إلى وجود شعر ملوث بالسالمونيلا، مما يلوث بيئة القفص أو المكان، وأوعية الطعام والماء.
- الكثافة العالية للقطط: الأقفاص أو مرافق الإيواء، الملاجئ، ملاجئ القطط، الإسكان المزدحم، الظروف غير الصحية، التعرض للحيوانات المصابة أو الحاملة الأخرى: تراكم السالمونيلا في البيئة، زيادة فرص التعرض للسالمونيلا، عوامل الإجهاد.
الحيوانات البرية أو الضالة:
- البحث عن الطعام: التعرض للقمامة، الغذاء أو الماء الملوث، الحيوانات الميتة.
- التعرض للحيوانات المصابة أو الحاملة الأخرى.
- التعرض للحوم النيئة الملوثة.
الحيوانات المحتجزة في المستشفى البيطري:
تعرض الحيوان المحتجز في المستشفى للسالمونيلا خلال فترة الإجهاد أو تنشيط (بفعل الإجهاد) لعدوى السالمونيلا الموجودة مسبقًا، خاصة في الحيوانات التي تعالج بالمضادات الحيوية.
التطعيمات:
حدثت وفيات للقطط الصغيرة بعد التطعيم بأنواع معينة من لقاحات البارفو (من المحتمل أن تكون مصابة بالسالمونيلا، ولكن دون ظهور أعراض عدوى تحت سريرية).
علاج القطط المصابة بالسالمونيلا
الرعاية الصحية
في حالات التهاب الأمعاء البسيط والحالات الحاملة، (هي الحالة التي يكون فيها الحيوان بدون أعراض المرض ولكنه يحمل السالمونيلا ويمكن أن ينقلها للحيوانات الأخرى) تتم إجراءات العاية في المنزل بدون الحاجة الى الإقامة في المشفى البيطري.
القطط التي بحاجة للرعاية في المشافي البيطرية: في حالة وجود بكتيريا في الدم (البكتيريميا) أو المرض العام الناجم عن انتشار البكتيريا في الدم (تسمم الدم)، وكذلك في حالات التهاب المعدة والأمعاء لدى حديثي الولادة والقطط غير الناضجة التي تضعف بسرعة بسبب الإسهال.
يختلف علاج القطط حسب شدة المرض: يتم تقييم التجفاف، وزن الجسم، الفاقد المستمر للسوائل، الصدمة، نسبة الخلايا المرصوصة (“PCV”، وهي طريقة لقياس نسبة حجم خلايا الدم الحمراء مقارنة بحجم السائل في الدم) والبروتين الكلي (اختبار مختبري سريع يوفر معلومات عامة حول مستوى البروتين في الجزء السائل من الدم)، الكهارل، والتوازن الحمضي القاعدي.
التهاب المعدة والأمعاء غير المضاعف:
- الرعاية الداعمة: استبدال السوائل والكهارل.
- السوائل المتوازنة (مثل محلول رينغر اللاكتات)، تُعطى عن طريق الوريد.
- السوائل الفموية: محاليل الجلوكوز الخاصة، للإسهال الإفرازي.
- نقل البلازما: إذا كان مستوى الألبومين في الدم أقل من 2 غ/دل.
حديثوا الولادة، المسنون، والقطط المجهدة:
- نقل البلازما.
- الرعاية الداعمة: كما هو الحال في التهاب المعدة والأمعاء غير المضاعف.
النشاط
عزل القطط المريضة: جميع القطط المريضة في المرحلة الحادة من المرض قد تطرح عددًا كبيرًا من السالمونيلا في برازها.
تقييد النشاط بالراحة في القفص، والمراقبة، وتوفير الدفء: للقطط المريضة فجأة (بشكل حاد)، الحيوانات التي تحتوي دماؤها على بكتيريا (البكتيريميا) أو المرض العام الناجم عن انتشار البكتيريا في الدم، والقطط التي تعاني من الحالات المزمنة.
النظام الغذائي
تقييد الطعام لمدة 24 إلى 48 ساعة، ثم إدخال نظام غذائي سهل الهضم ومنخفض الدهون تدريجيًا.
المعالجة الدوائية
حالة الحمل (الحيوان لا يظهر عليه أعراض المرض، لكنه يحمل السالمونيلا ويمكن أن ينقلها للحيوانات الأخرى):
- المضادات الحيوية: لا يجب إعطاؤها.
- أدوية الكينولون: أظهرت نجاحًا في القضاء على حالات الحمل لدى البشر، هناك حاجة إلى تجارب أكثر تحكمًا في الحيوانات.
التهاب المعدة والأمعاء غير المضاعف:
- المضادات الحيوية: غير مطلوبة.
- الأدوية الموضعية لحماية بطانة الأمعاء.
حديثو الولادة، المسنون، والحيوانات المجهدة:
- الستيرويدات: أظهرت تقليل معدل الوفيات في الحيوانات التي تعاني من صدمة بسبب وجود السموم البكتيرية في الدم (صدمة السموم الداخلية).
- المضادات الحيوية: يجب إعطاؤها، من الأفضل إجراء زراعة بكتيرية واختبار الحساسية لتحديد المضاد الحيوي المناسب، أمثلة تشمل: تريميثوبريم-سلفا، إنروفلوكساسين، نورفلوكساسين وكلورامفينيكول.
مراقبة القطط المريضة
- زراعة البراز لفحص وجود السالمونيلا في البراز: كرر الاختبار شهريًا لبضعة أشهر لتقييم تطور حالة الحمل.
- الحيوانات الأخرى: راقب انتشار العدوى الثانوية.
- اتصل بطبيب الحيوانات الأليفة الخاص بك إذا أظهر المريض علامات مرض متكرر.
الوقاية من السالمونيلا
حافظ على صحة الحيوانات: تغذية سليمة، عدم إعطاء اللحوم النيئة، التطعيم ضد الأمراض المعدية الأخرى، تنظيف وتعقيم الأقفاص، البيئات المغلقة، وأوعية الطعام والماء بشكل متكرر، تخزين الطعام وأدوات التغذية بشكل صحيح.
- تقليل الاكتظاظ: في الأقفاص/مرافق الإيواء، الملاجئ، ومزارع القطط.
- الوصول الجديد: قم بعزلهم وفحصهم، راقب المرض قبل إدخالهم إلى الحيوانات الأخرى.
- لقاح حي مضعف تجريبي يظهر وعدًا، خاصةً للكلاب المشاركة في السباقات.
- من المهم حماية الحيوانات التي تعالج بالمضادات الحيوية من التعرض لبيئة ملوثة بالسالمونيلا.
المضاعفات المحتملة
- انتشار العدوى داخل المنزل إلى الحيوانات الأخرى أو إلى البشر ليس أمرًا نادرًا.
- تطور عدوى طويلة الأمد (مزمنة) مع الإسهال.
- تكرار المرض عند التعرض للضغط.
- الوفاة.
المسار المتوقع للإصابة والتشخيص
- التهاب المعدة والأمعاء غير المضاعف: التشخيص ممتاز، غالبًا ما يكون المرض ذاتي الحدود، المرضى يتعافون مع الرعاية التمريضية الجيدة.
- الحيوانات التي تعافت قد تطرح السالمونيلا بشكل متقطع لأشهر أو أكثر كحامل متعافٍ (الحيوان لا يظهر عليه أعراض المرض، لكنه يحمل السالمونيلا ويمكن أن ينقلها للحيوانات الأخرى).
- حديثو الولادة، المسنون، والحيوانات المجهدة: يمكن أن يتطور لديهم مرض عام ناجم عن انتشار البكتيريا في الدم (تعفن الدم أو تسمم الدم)، يمكن أن يكون شديدًا ومُضعفًا، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم