هل تعلم أن الكبد هو أحد أهم الأعضاء في جسم قطتك؟ فهو لا يساعد فقط في هضم الطعام وإنتاج الطاقة، بل يعمل كمرشح طبيعي للتخلص من السموم والمواد الضارة.
عندما يتأثر الكبد بأي مرض أو خلل، قد يتسبب ذلك في ظهور مشكلات خطيرة مثل اعتلال الدماغ الكبدي .
هذا الاضطراب العصبي المعقد يمكن أن يؤثر على سلوك قطتك ويجعلها تعاني من أعراض مقلقة تتراوح بين الخمول والنوبات وحتى الغيبوبة.
في هذه المقالة، سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول اعتلال الدماغ الكبدي عند القطط ، بما في ذلك أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه بفعالية لضمان حياة صحية وسعيدة لقطتك.
ما هو اعتلال الدماغ الكبدي عند القطط؟
يعتبر اعتلال الدماغ الكبدي (Hepatic Encephalopathy) اضطرابًا أيضيًا يصيب الجهاز العصبي المركزي نتيجة لمرض الكبد. يحدث هذا الاضطراب عندما يعجز الكبد عن تنقية الدم من المواد السامة مثل الأمونيا، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم والتأثير على الدماغ.
الكبد هو أكبر غدة في جسم الحيوان، ويقوم بوظائف متعددة مثل إنتاج الصفراء لمساعدة الهضم، وإنتاج الألبومين الذي يحافظ على ضغط الدم الطبيعي، وتنقية الأدوية والمواد الكيميائية الأخرى.
مع ذلك، عندما يتأثر الكبد بأمراض مثل التهاب الكبد المزمن أو التشوه الوعائي البابي الجهازي، يمكن أن يتطور اعتلال الدماغ الكبدي .
أسباب اعتلال الدماغ الكبدي عند القطط
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ظهور اعتلال الدماغ الكبدي عند القطط، ومنها:
- التشوه الوعائي البابي الجهازي الخلقي:
- في هذا التشوه، يتدفق الدم بين الوريد البابي والدورة الدموية العامة دون المرور عبر الكبد.
- يعتبر هذا التشوه وراثيًا في بعض السلالات مثل الشناوزر المصغر والتيرير الكرن.
- أمراض الكبد المكتسبة:
- مثل التهاب الكبد المزمن وتراكم النحاس في الكبد، وهي شائعة في سلالات مثل الدوبرمان والكوكر سبانيل.
- ارتفاع ضغط الدم البابي:
- يحدث هذا نتيجة لتليف الكبد أو تلفه التدريجي، مما يؤدي إلى ظهور التشوه الوعائي البابي الجهازي المكتسب.
- أسباب أخرى:
- الإمساك، نقص مستويات البوتاسيوم في الدم، وبعض الأدوية مثل الميثيونين والتتراسايكلين.
الأعراض التي يجب أن تنتبه لها
يمكن أن تكون أعراض اعتلال الدماغ الكبدي عند القطط متعددة ومتنوعة، ومنها:
- علامات الجهاز العصبي: مثل التجول بلا هدف، الضغط بالرأس، والارتباك.
- صعوبات في التعلم: قد تلاحظ أن قطتك أصبحت غير قادرة على التدريب أو تعلم الأوامر الجديدة.
- الخمول والكسل: قد تبدو قطتك أكثر نعاسًا أو غير مهتمة بالنشاطات اليومية.
- فقدان الشهية وترجيع القطط: إذا رفضت قطتك الطعام أو بدأت بالتقيؤ بشكل متكرر، فقد يكون ذلك علامة تحذيرية.
- زيادة التبول والعطش: نتيجة لزيادة مستوى الأمونيا في الدم.
- النوبات والغيبوبة: في الحالات المتقدمة، قد تدخل القطة في حالة غيبوبة إذا لم يتم علاج الحالة بسرعة.
كيف يتم تشخيص اعتلال الدماغ الكبدي؟
لتشخيص اعتلال الدماغ الكبدي ، يقوم الطبيب البيطري بمجموعة من الفحوصات، مثل:
- تحليل الدم : لفحص مستويات الأمونيا والألبومين.
- التصوير بالأشعة فوق الصوتية : لتحديد حجم الكبد وحالته.
- اختبارات البول : للتحقق من وجود أي مشكلات في المسالك البولية.
خيارات العلاج
العلاج الغذائي
- تقييد البروتين الغذائي: يعد هذا من أهم الخطوات في إدارة الحالة. يمكن استخدام نظام غذائي خاص يحتوي على بروتين نباتي أو منتجات الألبان.
- مكملات الفيتامينات: خاصة الثيامين وفيتامينات ب، لأنها تلعب دورًا مهمًا في تحسين وظائف الكبد.
المعالجة الدوائية
- المضادات الحيوية: مثل الميترونيدازول والأموكسيسيلين لتغيير البكتيريا في الأمعاء.
- اللاكتولوز: يُستخدم لتقليل إنتاج الأمونيا وتحسين معدل مرور البراز.
الجراحة
- في حالات التشوه الوعائي البابي الجهازي الخلقي، يمكن تصحيح المشكلة جراحيًا عن طريق “ربط” الأوعية الدموية غير الطبيعية.
الوقاية والرعاية المنزلية
للحفاظ على صحة قطتك وتجنب تفاقم الحالة، يمكنك اتباع النصائح التالية:
- تجنب الجفاف: تأكد من أن قطتك تحصل دائمًا على كمية كافية من الماء.
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة قد تزيد من العبء على الكبد.
- مراقبة النظام الغذائي: قدم لقطتك طعامًا متوازنًا ومناسبًا لحالتها الصحية.
ختاماً
إن اتخاذ خطوات وقائية وفهم كيفية التعامل مع اعتلال الدماغ الكبدي يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في حياة قطتك.
سواء كنت تبحث عن علاج أو تريد تحسين جودة حياتها، فإن التركيز على الرعاية المناسبة والتشخيص المبكر هو المفتاح.
تذكر أن قطتك تعتمد عليك تمامًا كما تعتمد على نفسها، لذا كن دائمًا على دراية بالعلامات التحذيرية واستشر طبيبك البيطري عند الحاجة.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم