تُعتبر الكلى من الأعضاء الحيوية والأساسية في جسم القطط، حيث تقوم بتصفية الدم وإزالة الفضلات، إضافة إلى دورها المحوري في الحفاظ على توازن السوائل.
قد تتعرض الكلى لبعض الأمراض التي تؤثر على وظائفها، ومن أهم هذه الأمراض التهاب الكبيبات الكلوية عند القطط، وهو حالة خطيرة تتطلب فهماً عميقاً من كل مربي حريص على صحة قطته.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة علمية مبسطة لفهم هذا المرض، أسبابه، أعراضه، وأساليب تشخيصه وعلاجه، بأسلوب يناسب المربين ويعزز وعيهم.
ما هو التهاب الكبيبات الكلوية عند القطط؟
تلعب الكلى دوراً أساسياً في تصفية الفضلات وإنتاج البول. تتكوّن كل كلية من آلاف الوحدات الصغيرة المعروفة باسم “النيفرون”، والتي تضم “الكبيبة”، وهي تجمع دقيق من الشعيرات الدموية يعمل كمرشح للدم.
التهاب الكبيبات الكلوية هو ببساطة التهاب واضطراب وظيفي يصيب هذه الكبيبات، غالباً بسبب تراكم مركبات مناعية تؤدي إلى تلف أنسجتها الدقيقة، مما يضعف قدرة الكلى على أداء وظائفها الطبيعية.
وفقًا للجمعية البيطرية الأمريكية AVMA, يعتبر الالتهاب ناتجًا عادة عن تفاعل مناعي مفرط ضد أنسجة الكلى نفسها.
الفرق بين التهاب الكبيبات وأمراض الكلى الأخرى
في الطب البيطري، يُستخدم مصطلح “التهاب الكبيبات الكلوية” بشكل عام، إلا أن بعض الأمراض مثل المرض الغشائي للكبيبات أو ترسب الأميلويد (Amyloidosis) لا تُعتبر التهابات حقيقية، لأن الضرر يحدث بسبب ترسبات أو تشوهات خَلقية وليس بسبب التهاب مباشر.
الأمراض المرتبطة
- ترسب الأميلويد: تراكم بروتينات غير قابلة للذوبان تضر بالكلى.
- أمراض وراثية في الكلى: مثل الاعتلالات الكلوية الموروثة.
الأسباب والعوامل الوراثية
تم توثيق دور الوراثة في بعض حالات التهاب الكبيبات الكلوية. على سبيل المثال: في القطط، قد تحدث إصابات عائلية، ولكنها أقل شيوعاً مقارنة بالكلاب.
كما يعتبر ترسب الأميلويد العائلي حالة معروفة بشكل خاص في القطط من نوع Shar-Pei (رغم أنها سلالة كلاب، إلا أن هناك حالات متشابهة تم رصدها في القطط).
مدى انتشار التهاب الكبيبات الكلوية عند القطط
رغم أن المرض أكثر شيوعاً في الكلاب، إلا أن القطط أيضًا معرضة له، خاصةً في أعمار مبكرة نسبيًا (متوسط العمر حوالي 4 سنوات عند التشخيص).
وفقًا لدراسة في Journal of Feline Medicine and Surgery، لوحظ أن 75% من القطط المصابة كانوا من الذكور.
الأعراض الشائعة عند القطط
تعتمد الأعراض على شدة فقدان البروتين في البول ومدى تقدم الفشل الكلوي. الأعراض تشمل:
- نزول وزن القطط التدريجي.
- خمول عام وكسل.
- تورم الأنسجة (الوذمة) أو البطن (الاستسقاء).
- زيادة في شرب الماء والتبول (العطاش وكثرة التبول).
- فقدان الشهية.
- الغثيان أو التقيؤ.
- صعوبة في التنفس بسبب تجلط الدم الرئوي (نادر).
- العمى المفاجئ بسبب نزيف أو انفصال الشبكية نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
كل هذه العلامات تستوجب زيارة الطبيب البيطري بشكل فوري.
الأسباب المرتبطة بالتهاب الكبيبات الكلوية عند القطط
تتنوع الأسباب بين الأمراض المعدية والمناعية وأحيانًا الوراثية:
الأمراض المعدية:
- فيروس اللوكيميا القططية (FeLV).
- التهاب الصفاق المعدي (FIP).
- فيروس نقص المناعة القططية (FIV).
- التهاب المفاصل الناتج عن بكتيريا الميكوبلازما.
السرطان
بعض أنواع السرطانات قد تسبب تفاعل مناعي يؤدي إلى تلف الكبيبات.
الأسباب الوراثية
توجد بعض الحالات الوراثية النادرة خاصة في السلالات النقية.
تشخيص التهاب الكبيبات الكلوية عند القطط
يعتمد التشخيص على عدة خطوات:
- تحليل البول: للكشف عن البروتين الزائد
- تحليل الدم: لفحص مستويات الألبومين واليوريا والكرياتينين
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: لرؤية حالة الكلى
- خزعة الكلية: في بعض الحالات لتأكيد التشخيص بدقة عالية
علاج التهاب الكبيبات الكلوية عند القطط
الرعاية الصحية
معظم القطط يمكن علاجها في المنزل، مع متابعة بيطرية دقيقة. الاستشفاء يكون ضرورياً فقط في الحالات الشديدة مثل وجود اليوريميا أو الوذمة الرئوية.
النظام الغذائي
ينصح باتباع نظام غذائي قليل الصوديوم، منخفض البروتين الكمي مع ضمان جودة عالية للبروتين المستخدم، بما يتناسب مع أطعمة الكلى المتوفرة تجارياً.
الأدوية
- مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (ACE inhibitors) مثل إينالابريل Enalapril لتقليل فقدان البروتين في البول.
- قد يتم وصف جرعات منخفضة من الأسبرين للحد من تجلطات الدم.
- حاليًا لا يُنصح باستخدام الكورتيزون أو أدوية تثبيط المناعة بشكل روتيني لأنها قد تسوء حالة القط.
نصائح مهمة لمربي القطط
- راقب وزن قطتك ومعدل شربها للماء.
- تأكد من زيارة الطبيب البيطري فور ملاحظة أي تغيرات غريبة.
- حافظ على الفحوصات الدورية للدم والبول حتى لو لم تظهر أعراض.
- اتبع النظام الغذائي بدقة ولا تقدم أطعمة مالحة أو مرتفعة البروتين.
ختاماً
التهاب الكبيبات الكلوية عند القطط ليس مرضًا بسيطًا، ولكنه يمكن السيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكرًا وعلاجه بشكل صحيح. مع الفهم الجيد والمتابعة المنتظمة، يمكنك أن تمنح قطتك ح
المصادر
FELINE GLOMERULAR DISEASES – PMC
Glomerulonephritis in Dogs and Cats – Veterinary Partner – VIN
Glomerular Disease in Dogs and Cats – Urinary System
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم