هل لاحظت أن قطتك تعاني من التقيؤ المتكرر أو الإسهال المزمن؟ قد يكون السبب هو التهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي ، وهو أحد أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا لدى القطط.
هذا المرض الالتهابي يصيب بطانة الأمعاء والمعدة، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي قد تجعل حياة قطتك غير مريحة.
في هذه المقالة، سنقدم لك دليلًا شاملاً عن هذا المرض، بما في ذلك الأسباب المحتملة، الأعراض، طرق التشخيص، العلاج، وحتى النصائح للوقاية. إذا كنت تربي قطة، فهذا الموضوع مهم جدًا بالنسبة لك.
ما هو التهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي؟
التهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي (Lymphoplasmacytic Gastroenteritis) هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD) الذي يميزه تراكم الخلايا الليمفاوية (نوع من خلايا الدم البيضاء) والخلايا البلازمية (Plasma Cells) في طبقات الأمعاء.
هذه الخلايا تهاجم عادة الطبقة تحت البطانة (Submucosa) ولكن يمكن أن تمتد إلى الطبقات الأعمق مثل الطبقة العضلية (Muscular Layer).
في حالة القطط، يعتبر هذا المرض أحد أكثر أشكال أمراض الأمعاء الالتهابية شيوعًا، خاصة عند سلالات النقية كقطط الراغدول والسيامي.
يبدأ المرض عادة في منتصف العمر، لكن هناك حالات تم تسجيلها عند قطط صغيرة بعمر 5 أشهر فقط.
اعراض التهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي
تختلف الأعراض من قطة إلى أخرى بناءً على شدة المرض وموقع الالتهاب. بشكل عام، يتميز المرض بأنه طويل الأمد (مزمن) وقد يتسبب في:
- ترجيع القطط المتكرر: يعتبر التقيؤ العرض الأكثر شيوعًا لدى القطط المصابة.
- الإسهال المزمن: غالبًا ما يكون الإسهال ناتجًا عن التهاب الأمعاء الدقيقة.
- فقدان الشهية والوزن: القطط المصابة قد تفقد اهتمامها بالطعام وتبدأ في فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- دم في البراز أو التقيؤ الدموي: في الحالات الشديدة، قد تلاحظ وجود دم في البراز أو التقيؤ.
- البراز الأسود اللزج (ميلينا): نتيجة لوجود دم مهضوم في البراز.
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، يجب استشارة طبيب بيطري فورًا لتجنب تفاقم الحالة.
الأسباب المحتملة
على الرغم من أن السبب الدقيق لهذا المرض غير معروف تمامًا، إلا أن هناك عدة عوامل قد تساهم في تطوره:
- العوامل المعدية: بعض الكائنات الدقيقة مثل الجيارديا (Giardia)، السالمونيلا (Salmonella)، والكامبيلوباكتر (Campylobacter) قد تكون مرتبطة بالمرض.
- العوامل الغذائية: قد يؤدي تناول بروتينات اللحوم أو الجلوتين (Gluten) إلى زيادة خطر الإصابة.
- العوامل الوراثية: بعض السلالات مثل الراغدول والسيامي أكثر عرضة للإصابة بسبب الاستعداد الوراثي.
- اختلال البكتيريا المعوية: التغيرات في التوازن الطبيعي للبكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي قد تؤدي إلى استجابة مناعية غير طبيعية.
التشخيص
للتأكد من تشخيص التهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي، يقوم الطبيب البيطري بعدة خطوات:
- الفحص السريري: يتم تقييم الحالة العامة للقطة ومراجعة التاريخ الصحي.
- تحليل الدم والبراز: لاستبعاد الأمراض الأخرى مثل العدوى البكتيرية أو الطفيلية.
- أخذ خزعة من الأمعاء: تُعتبر الخزعة هي الوسيلة الأكثر دقة لتأكيد التشخيص.
العلاج
النظام الغذائي
العلاج الغذائي هو حجر الأساس في إدارة هذا المرض. يجب تقديم نظام غذائي سهل الهضم ومنخفض المستضدات (Low-Allergenic Diet) يحتوي على مصدر واحد من البروتين. الأنظمة الغذائية التجارية الخاصة أو المنزلية تعد خيارًا ممتازًا.
المعالجة الدوائية
- الكورتيكوستيرويدات: مثل البريدنيزون (Prednisone)، وهي العمود الفقري للعلاج.
- البوديسونيد : يستخدم كبديل للبريدنيزون لتقليل الآثار الجانبية.
- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل الأزاثيوبرين (Azathioprine) والتي تساعد في تقليل جرعات الكورتيكوستيرويدات.
السوائل والكوبالامين
إذا كانت القطة تعاني من الجفاف أو نقص في الفيتامينات، يتم إعطاء السوائل الوريدية وفيتامين B12 لتحسين الحالة الصحية.
الوقاية
لتقليل خطر الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي، يجب:
- تجنب الأطعمة التي قد تسبب حساسية.
- تقديم نظام غذائي متوازن ومراقبة صحة القطة بشكل دوري.
المضاعفات المحتملة للإصابة
إذا لم يتم التعامل مع المرض بشكل صحيح، قد تحدث مضاعفات مثل:
- فقدان البروتين عبر الأمعاء.
- نقص الفيتامينات والمعادن بسبب سوء الامتصاص.
- استمرار الأعراض المزمنة.
ختاماً
التهاب المعدة والأمعاء اللمفاوي البلازمي هو مرض شائع يمكن أن يؤثر بشدة على جودة حياة قطتك. ومع ذلك، مع التشخيص المبكر والعناية المناسبة، يمكن تحقيق تحسن كبير في معظم الحالات.
إذا كنت تشك في أن قطتك تعاني من هذا المرض، لا تتردد في استشارة طبيب بيطري متخصص. صحة قطتك هي أولوية، وأنت المسؤول الأول عن توفير الرعاية اللازمة لها.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم