هل لاحظت أن قطتك تعاني من إسهال دموي مفاجئ أو تقيؤ مستمر؟ قد تكون هذه الأعراض علامة على التهاب المعدة والأمعاء النزفي، وهو مرض خطير يتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
في هذه المقالة، سنقدم لك دليلًا شاملاً حول هذا المرض، بما في ذلك الأسباب المحتملة، الأعراض الواضحة، وكيفية العلاج والرعاية المناسبة.
إذا كنت مربيًا للقطط، فإن فهم هذا المرض يمكن أن يساعدك في حماية صحة قطتك والحفاظ على حياتها.
ما هو التهاب المعدة والأمعاء النزفي عند القطط؟
التهاب المعدة والأمعاء النزفي (Hemorrhagic Gastroenteritis – HGE) هو حالة مرضية حادة تصيب القطط وتتميز بظهور مفاجئ لإسهال دموي شديد، غالبًا ما يكون انفجاريًا.
يتميز المرض أيضًا بتقيؤ متكرر، فقدان الشهية، واكتئاب القط. نتيجة لهذه الأعراض، يحدث نقص حاد في السوائل الكهارلية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم)، مما يؤدي إلى زيادة تركيز الدم وانخفاض حجم السوائل الدورية في الجسم.
الأسباب المحتملة
على الرغم من أن السبب الدقيق لالتهاب المعدة والأمعاء النزفي غير معروف حتى الآن، إلا أن هناك بعض الفرضيات التي قد تفسر حدوثه:
- رد فعل فرط الحساسية: حيث تتفاعل جدران الأمعاء الداخلية مع عوامل خارجية مثل البكتيريا أو السموم.
- العدوى البكتيرية: تم العثور على بكتيريا مثل Clostridium perfringens وإنتاجها للسموم المعوية في بعض الحالات المصابة.
- عوامل بيئية: مثل الإجهاد أو تغيير النظام الغذائي بشكل مفاجئ.
الأعراض الرئيسية
- إسهال دموي مفاجئ: يبدأ بالإسهال المائي ثم يتحول إلى إسهال دموي يشبه “مربى التوت”.
- ترجيع القطط المستمر: قد يكون التقيؤ أول علامة ظاهرة على المرض.
- فقدان الشهية والاكتئاب: القط يبدو مكتئبًا وضعيفًا.
- علامات الجفاف: مثل البطء في إعادة تعبئة الشعيرات الدموية (يمكنك اختبار ذلك بالضغط على اللثة).
- ألم في البطن: قد يظهر عندما يقوم الطبيب البيطري بفحص البطن.
التشخيص
للتأكد من أن قطتك تعاني من التهاب المعدة والأمعاء النزفي، سيقوم الطبيب البيطري بإجراء الفحوصات التالية:
- الفحص البدني: لتحديد وجود الألم أو الجفاف.
- تحليل الدم: لقياس نسبة تركيز خلايا الدم الحمراء (PCV) ومعرفة مستوى الكهارل.
- فحص البراز: لاكتشاف وجود دم أو سموم بكتيرية.
- تحاليل إضافية: مثل زراعة البكتيريا لاستبعاد وجود عدوى أخرى.
العلاج
علاج التهاب المعدة والأمعاء النزفي يتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا. هنا أهم خطوات العلاج:
- إعادة توازن السوائل: يتم إعطاء سوائل وريدية تحتوي على كهارل متوازنة لتعويض السوائل المفقودة.
- المضادات الحيوية: مثل الأمبيسلين أو السيفالوسبورينات لتقليل خطر العدوى.
- الأدوية المضادة للتقيئ: تُستخدم لتخفيف التقيؤ الشديد.
- النظام الغذائي: يتم حجب الطعام والماء خلال المرحلة الحادة، ثم تقديم نظام غذائي بسيط ومنخفض الدهون أثناء التعافي.
- نقل الدم: في الحالات الشديدة التي يحدث فيها فقدان كبير للدم.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الخروج من المستشفى، يجب عليك اتباع هذه النصائح لضمان تعافي قطتك:
- مراقبة الأعراض: تأكد من عدم عودة الإسهال أو التقيئ.
- النظام الغذائي: قدم وجبات صغيرة من الأطعمة سهلة الهضم.
- زيارات المتابعة: قم بزيارة الطبيب البيطري بانتظام للتأكد من استقرار الحالة.
عوامل تزيد خطر الإصابة
على الرغم من أن جميع القطط قد تكون عرضة للإصابة بهذا المرض، إلا أن بعض السلالات الصغيرة مثل الشناوزر المصغر والبودل المصغر قد تكون أكثر عرضة. بالإضافة إلى ذلك، القطط التي تتعرض للتوتر أو تغييرات مفاجئة في النظام الغذائي قد تكون أكثر عرضة للإصابة.
المضاعفات المحتملة للإصابة
إذا لم يتم علاج التهاب المعدة والأمعاء النزفي بشكل صحيح، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:
- اضطرابات تخثر الدم: بسبب زيادة تركيز خلايا الدم الحمراء.
- مشاكل في الجهاز العصبي: مثل التشنجات نتيجة نقص الأكسجين.
- اضطرابات القلب: بسبب تراكم السموم في الدم.
المسار المتوقع والتشخيص
مع العلاج المناسب، يتحسن معظم القطط خلال 24 إلى 72 ساعة. ومع ذلك، فإن التشخيص يعتمد على شدة الحالة وسرعة التدخل الطبي.
إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا وعلاجه بشكل صحيح، فإن فرص التعافي تكون عالية جدًا.
ختاماً
التهاب المعدة والأمعاء النزفي عند القطط هو مرض خطير يتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. إذا لاحظت أي أعراض مثل الإسهال الدموي أو التقيؤ المستمر، فلا تتردد في زيارة الطبيب البيطري فورًا.
بفضل العلاج المناسب والرعاية المنزلية الجيدة، يمكنك ضمان تعافي قطتك واستعادتها لصحتها.
تذكر دائمًا أن الوقاية هي أفضل علاج، لذا حافظ على نظام غذائي صحي وخالي من التوتر لقطتك.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم