هل تعلم أن مرض الديدان القلبية (Heartworm Disease) ليس مجرد مشكلة صحية تصيب الكلاب فقط؟
القطط أيضًا ليست بمنأى عن هذا المرض الخطير الذي قد يؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل فشل التنفس الحاد أو حتى الموت.
إذا كنت من مربي القطط، فمن الضروري أن تكون على دراية كاملة بأعراض هذا المرض، وأسبابه، وطرق الوقاية منه، والعلاجات المتاحة.
في هذه المقالة، سنأخذك في رحلة شاملة للتعرف على كل ما يتعلق بمرض الديدان القلبية في القطط، مع تقديم نصائح عملية للوقاية والرعاية الصحية.
دورة حياة الديدان القلبية
تنتقل الديدان القلبية (Dirofilaria immitis) إلى القطط من خلال لدغة البعوض الذي يحمل يرقات ديدان قلبية معدية. تبدأ دورة الحياة عندما يلدغ البعوض حيوانًا مصابًا (غالبًا كلبًا) ويأخذ معه اليرقات غير الناضجة (Microfilaria). تخضع هذه اليرقات لتطور داخل البعوض لتتحول إلى يرقات معدية قادرة على إصابة القطط عند اللدغة التالية.
عند دخول اليرقات إلى جسم القط، تبدأ بالهجرة عبر الأنسجة وتستغرق حوالي 6 أشهر للوصول إلى القلب والأوعية الدموية الرئوية.
مع ذلك، فإن دورة الحياة في القطط تختلف عن الكلاب، فالقطط تحتوي عادةً على عدد أقل من الديدان القلبية، وتكون الديدان أصغر حجمًا ولها عمر أقصر.
بالإضافة إلى ذلك، وجود Microfilaria في الدم نادر جدًا في القطط (يحدث في أقل من 20% من الحالات المصابة).
الفروقات بين الإصابة بالديدان القلبية في القطط والكلاب
على الرغم من أن معظم الدراسات تعتمد على مقارنة الإصابة بالديدان القلبية بين القطط والكلاب، إلا أن هناك اختلافات مهمة يجب ملاحظتها. في حين أن الكلاب قد تحتوي على عشرات الديدان القلبية في أجسامهم، فإن القطط غالبًا ما تحتوي على عدد قليل جدًا، أحيانًا دودة واحدة فقط.
كما أن الديدان القلبية في القطط تعيش لفترة زمنية أقصر مقارنة بالكلاب، مما يعني أن فرص الشفاء التلقائي أعلى نسبيًا.
الأعراض السريرية لمرض الديدان القلبية في القطط
تختلف الأعراض التي تظهر على القطط المصابة بالديدان القلبية عن الكلاب بشكل ملحوظ. بعض الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
- السعال: وهو أحد العلامات الأولى التي قد تلاحظها.
- صعوبة التنفس (Dyspnea): قد تبدو القطط وكأنها تعاني من ضيق في التنفس.
- ترجيع القطط: وهو عرض غير شائع لكنه مميز لهذا المرض.
- الجلطات الدموية في الرئتين (Pulmonary Thromboembolism): يمكن أن يؤدي إلى فشل تنفسي حاد والموت.
في الحالات المزمنة، قد تظهر اضطرابات تنفسية مستمرة والتقيؤ كأعراض رئيسية. وعلى الرغم من أن الفحص البدني قد يبدو طبيعيًا في كثير من الحالات، إلا أن الطبيب البيطري قد يلاحظ زيادة في أصوات الرئة عند استخدام السماعة الطبية.
اسباب الديدان القلبية في القطط
السبب الرئيسي للإصابة هو الدودة القلبية (Dirofilaria immitis) ، ولكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة:
- القطط التي تعيش خارج المنازل: تكون أكثر عرضة للإصابة بنسبة 2:1 مقارنة بالقطط المنزلية.
- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالإناث.
- عدوى فيروس اللوكيميا القطط (FeLV): لا تعتبر عامل خطر مباشر للإصابة بالديدان القلبية.
التشخيص والفحوصات
للتأكد من إصابة قطتك بالديدان القلبية، يقوم الطبيب البيطري بإجراء مجموعة من الفحوصات، بما في ذلك:
- أشعة X على الصدر: للكشف عن أي تغيرات في الرئتين أو القلب.
- اختبارات الدم: للكشف عن مستضدات وأجسام مضادة متعلقة بالديدان القلبية.
- الفحص السريري: لتحديد الأعراض مثل السعال أو ضيق التنفس.
العلاج والرعاية الصحية
حتى الآن، لا يوجد علاج طبي معتمد أو موصى به لقتل الديدان القلبية البالغة في القطط. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف الأعراض وتحسين الحالة الصحية للقط:
- الاستقرار الأولي: يتم تقديم الأكسجين التكميلي واستخدام أدوية مثل Theophylline وPrednisolone لتقليل الالتهاب.
- علاج Doxycycline: قد يساعد في تقليل شدة التهاب الرئة الناتج عن موت الديدان.
- الجراحة: في الحالات الشديدة، قد يتم استخراج الديدان القلبية جراحيًا باستخدام تقنيات متقدمة.
الوقاية من الديدان القلبية في القطط
الوقاية هي أفضل استراتيجية لحماية قطتك من مرض الديدان القلبية. هناك العديد من الأدوية الوقائية التي يمكن استخدامها شهريًا، مثل:
- Ivermectin (Heartgard® للقطط) : يُعطى عن طريق الفم كل 30 يومًا.
- Milbemycin Oxime (Interceptor®) : يُعطى عن طريق الفم أيضًا.
- Selamectin (Revolution®) : يوضع على الجلد كل 30 يومًا.
المضاعفات المحتملة للإصابة
إذا لم يتم اكتشاف المرض ومعالجته في الوقت المناسب، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:
- تجلط الدم في الرئتين (Pulmonary Thromboembolism).
- فشل تنفسي مفاجئ والموت.
ختاماً
مرض الديدان القلبية في القطط هو مرض خطير ولكنه قابل للوقاية. من خلال الفهم الصحيح لأسبابه وأعراضه، واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، يمكنك حماية قطتك من هذا الخطر الكبير.
تذكر دائمًا أن زيارة الطبيب البيطري بانتظام والاستمرار في استخدام الأدوية الوقائية يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحة قطتك وسعادتها.
احرص على توفير الرعاية اللازمة لقطتك لتحافظ على حياتها مليئة بالصحة والنشاط.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم