الربو عند القطط هو حالة صحية شائعة تتطلب اهتمامًا خاصًا من مربي الحيوانات الأليفة. قد يبدو مصطلح “الربو” مألوفًا لنا كبشر، لكن عندما يتعلق الأمر بحيواننا الأليف المحبوب، فإن هذا المصطلح يحمل معنى مختلفًا وأهمية أكبر.
الربو عند القطط (Asthma in Cats) هو التهاب في المسالك التنفسية السفلية يؤدي إلى صعوبة في التنفس والسعال المستمر.
إذا كنت تمتلك قطة أو تخطط لتبني واحدة، فهذا المقال سيكون دليلك الشامل لمعرفة كل ما تحتاجه حول هذا المرض وكيفية التعامل معه بفعالية.
ما هو الربو عند القطط؟
الربو عند القطط هو مرض تنفسي مزمن يصيب المسالك التنفسية السفلية، بما في ذلك القصبات الهوائية والقصيبات الهوائية والحويصلات الهوائية.
يحدث هذا المرض نتيجة استجابة مفرطة للمسالك التنفسية تجاه محفزات بيئية معينة، مما يؤدي إلى تضييق المجاري الهوائية وظهور أعراض مثل السعال، الصفير، وصعوبة التنفس.
تشمل المسالك التنفسية العلوية الأنف، الممرات الأنفية، الحلق، والقصبة الهوائية، بينما تشمل المسالك التنفسية السفلية القصبات الهوائية والقصيبات الهوائية والحويصلات الهوائية، وهي الجزء المسؤول عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم.
الأسباب والعوامل المؤدية للربو عند القطط
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة للربو عند القطط غير معروفة بالكامل، إلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض:
العوامل البيئية
التعرض لدخان السجائر، رمل القطة الغباري، البخاخات، ومزيلات الروائح.
وجود عث الغبار أو المواد المهيجة في الجو.
العدوى الطفيلية
بعض الطفيليات الرئوية قد تكون أكثر شيوعًا لدى القطط التي تعيش في الخارج في مناطق جغرافية معينة.
العوامل الوراثية
السلالات مثل القط السيامي تظهر ميلاً أعلى للإصابة بالربو مقارنة بالسلالات الأخرى.
العمر والجنس
القطط بين عمر سنتين وثمان سنوات هي الأكثر عرضة للإصابة.
دراسات أشارت إلى أن الإناث قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بالذكور.
الأعراض الواضحة للربو عند القطط
إذا كانت قطتك تعاني من الربو، فمن المحتمل أن تلاحظ الأعراض التالية:
- السعال المتكرر (80% من الحالات)، والذي قد يُخطئ البعض في اعتقاده بأنه مجرد زكام.
- عطس القطط (60%) وصوت صفير أثناء التنفس (40%).
- صعوبة التنفس ، خاصة عند القيام بأنشطة بدنية خفيفة.
- الخمول وفقدان الشهية في الحالات المتقدمة.
- تغير لون اللسان والأغشية المخاطية إلى الأزرق بسبب نقص الأكسجين (Cyanosis).
- في الحالات الشديدة، قد تتنفس القطة بفتح الفم وتظهر عليها علامات ضيق شديد في التنفس. إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، يجب عليك استشارة الطبيب البيطري فورًا.
التشخيص والفحوصات
لتشخيص الربو عند القطط، يقوم الطبيب البيطري بعدة خطوات:
- الفحص السريري: الاستماع إلى الصدر باستخدام السماعة الطبية للكشف عن أصوات الصفير أو الانفجارات القصيرة.
- الأشعة السينية: لتحديد وجود التهاب أو انسداد في المسالك التنفسية.
- تحليل البلغم: لفحص وجود الخلايا الحمضية (Eosinophils) أو أي علامات أخرى للالتهاب.
- اختبارات الدم: لاستبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة.
العلاج وإدارة المرض
في حالات الأزمات المفاجئة سيطون العلاج الإسعافي هو الإجراء الطبي الأول، يتم تقديم العلاج التالي:
- العلاج بالأكسجين: لتحسين مستويات الأكسجين في الدم.
- دواء موسع للقصبات الهوائية (Bronchodilator): مثل Terbutaline الذي يُعطى عن طريق الحقن.
- الكورتيكوستيرويدات: مثل Dexamethasone Sodium Phosphate لعلاج الالتهاب الحاد.
الإدارة طويلة الأمد للمرض:
- الكورتيكوستيرويدات:
- تقلل الالتهاب وتعمل على تحسين التنفس.
- الأدوية الشائعة تشمل Prednisone وFluticasone Propionate (Flovent®) المستنشق.
- موسعات القصبات الهوائية:
- مثل Theophylline وAlbuterol المستخدم كعلاج مستنشق.
- الأدوية القاتلة للطفيليات:
- تُستخدم إذا كان هناك اشتباه في وجود عدوى طفيلية.
- المضادات الحيوية:
- إذا تم اكتشاف عدوى بكتيرية ثانوية.
- الوقاية البيئية:
- تحسين جودة الهواء في المنزل عن طريق تغيير فلاتر التدفئة والمكيفات.
الوقاية والرعاية المنزلية
للمساعدة في منع تفاقم الربو عند القطط، يمكنك اتباع النصائح التالية:
- إزالة جميع المواد المهيجة مثل دخان السجائر والبخاخات.
- استخدام رمل قطط خالٍ من الغبار.
- تحسين التهوية في المنزل.
- مراقبة وزن القطة وتجنب السمنة.
المضاعفات المحتملة والتشخيص النهائي
إذا لم يتم علاج الربو بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- فشل الجهاز التنفسي .
- تطور أمراض القلب بسبب الضغط المستمر على الرئتين.
مع ذلك، ومع العلاج المناسب والرعاية المستمرة، يمكن لمعظم القطط أن تعيش حياة طبيعية وسعيدة. التشخيص الجيد يتطلب مراقبة دقيقة للأعراض وتعديل العلاج بناءً على تطور الحالة.
ختاماً
الربو عند القطط هو مرض مزمن يتطلب صبرًا واهتمامًا خاصًا. بمجرد أن تفهم الأسباب والأعراض، يمكنك اتخاذ خطوات فعالة لحماية قطتك من المضاعفات الخطيرة.
تذكر أن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، لذا حافظ على بيئة منزلية نظيفة وخالية من الملوثات. إذا كنت تشك في أن قطتك تعاني من الربو، لا تتردد في استشارة طبيب بيطري متخصص.
صحة قطتك هي أولوية، ونحن هنا لمساعدتك في تحقيق ذلك.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم