الكلى تقوم بتصفية الدم وإزالة المخلفات المختلفة من الجسم أثناء إنتاج البول، كما أنها تلعب دورًا في الحفاظ على حجم السوائل الطبيعي في الجسم.
تتكون كل كلية من آلاف الأنابيب الكلوية (الوحدات الوظيفية للكلى)، وكل منها يحتوي على الكبيبة (شبكة من الشعيرات الدموية) وسلسلة من الأنابيب التي تتدفق خلالها السوائل المصفاة لتكوين البول.
الفشل الكلوي الحاد أو ما يعرف بـ “اليوريميا” هو المصطلح الطبي للمستويات المرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى في الدم وتُعرف بـ “الأزوتيميا”.
اليوريميا الحادة هي حالة سريرية تتميز بحدوث فشل كلوي مفاجئ في وظائف الكلى، حيث تتراكم اليوريا والكرياتينين والمخلفات النيتروجينية الأخرى (مخلفات استقلاب الطعام)، وفقدان قدرة الكلى على تركيز البول، واضطرابات في التوازن الحمضي القاعدي والكهارل مما يؤدي إلى ظهور الأعراض السريرية.
يحدث عند بدء الإصابة الأولية انخفاض تدريجي في وظائف الكلى على مدى ساعات إلى أيام. وهذا يسبب نقص تروية الأنابيب الكلوية، تساقط خلايا الأنابيب الكلوية وانسدادها، وانخفاض في معدل الترشيح الكبيبي.
يمكن أن تكون الحالة قابلة للعكس ( قابلة للشفاء و التعافي) إذا تم تشخيصها بسرعة وعلاجها بشكل مكثف. إذ يزداد إخراج البول ويحدث تحسن تدريجي في حالة زيادة النيتروجين في الدم.
يعتمد التعافي على إزالة حطام الأنابيب الكلوية، تضاعف الخلايا القابلة للحياة، واستعادة معدل الترشيح الكبيبي.
لكن إذا لم يتم العلاج في التوقيت المناسب تؤسس الحالة ضررًا لا رجعة فيه للظهارة مع انخفاض معدل الترشيح الكبيبي، إخراج البول، وتقليل تدفق الدم الكلوي.
معظم القطط المصابة تكون في عمر من 6 إلى 8 سنوات. والكبيرة منها تكون الإصابة عندها أكثر خطورة.
ماهي الأجهزة والأعضاء التي تتأثر بالفشل الكلوي الحاد؟
- الجهاز البولي: تنخر الأنابيب الحاد، التهاب كبيبات الكلى.
- الجهاز الهضمي: التهاب المعدة اليوريمي، تقرحات الجهاز الهضمي، ارتفاع مستوى الجاسترين، التهاب الأمعاء.
- الدم: انخفاض إنتاج الإريثروبويتين مما يؤدي إلى فقر الدم، زيادة الصفائح الدموية.
- الغدد الصماء والاستقلاب الغذائي: ارتفاع مستويات البوتاسيوم، ارتفاع أو انخفاض مستويات الصوديوم، الحماض الأيضي، فرط نشاط جارات الدرقية الكلوي.
- الكبد: متلازمة الكبد الكلوية (لم يتم إثبات حدوثها في الحيوانات).
- الأعضاء العصبية: التهاب الدماغ اليوريمي.
- الجهاز التنفسي: التهاب الرئة اليوريمي.
- القلب والأوعية الدموية: ارتفاع ضغط الدم، التهاب التامور.
- العضلات والعظام: عدم التناسق الحركي، النوبات، ضعف العضلات.
الأعراض
- ظهور مفاجئ لفقدان الشهية.
- الخمول، الاكتئاب.
- التقيؤ مع أو بدون وجود دم.
- الإسهال مع أو بدون وجود دم.
- رائحة فم القطط الكريهة.
- مشية غير متوازنة أو يبدو القط المصاب وكأنه “سكران”.
- نوبات تشنج.
- إنتاج كميات قليلة فقط من البول، أو انعدام البول، أو كثرة البول.
- شكل الجسم والفراء طبيعيين.
- التجفاف.
- قرح في الفم.
- التهاب اللسان وتموت أنسجة اللسان.
- انخفاض درجة حرارة الجسم أو الحمى.
- تنفس سريع.
- بطء معدل ضربات القلب.
- عدم القدرة على الشعور بالمثانة البولية أثناء الفحص البدني، وكبد القطط كبير ومؤلم وصلب.
الأسباب
أسباب متعلقة بالكلى
- الصدمات التي تتعرض لها الكلى.
- إصابات الكلى (اصابة باداة حادة نافذة الى الكلى).
- الجلطات الدموية في الكلى.
- انسداد أو احتقان أحد أو كلا الحالبين (الأنابيب التي تربط الكلى بالمثانة).
- تضيق الأوعية الدموية للكلى بشدة، مثل ما يحدث بعد إعطاء الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs.
- نقص وظائف الغدة الكظرية.
- توسع الأوعية الدموية بشكل مفرط، مثلما يحدث بعد إعطاء مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين ACE أو أدوية خفض ضغط الدم مضادات ارتفاع ضغط الدم.
- التخدير الطويل للقط.
- فشل القلب.
المركبات أو الأدوية السامة للكلى
- الإيثيلين غليكول (الموجود في مضادات التجمد).
- المضادات الحيوية (الأمينوغليكوزيدات).
- الأدوية المضادة للفطريات (الأمفوتيريسين B).
- العوامل الكيميائية العلاجية (مثل السيسبلاتين والدوكسوروبيسين).
- الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- عوامل التباين الإشعاعي.
- المعادن الثقيلة (مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ والثاليوم).
- سم الثعابين أو الحشرات.
- الكالسيوم.
- تناول زهرة الزنبق.
أمراض عامة تؤثر على الكلى
- الأمراض المعدية (مثل داء البروسيلات أو داء لايم).
- الأمراض المناعية (مثل التهاب الكبيبات الكلوية والتهاب الشرايين).
- التهاب البنكرياس.
- الأمراض العامة الناتجة عن انتشار البكتيريا في الدم (إنتان الدم).
- اضطرابات تخثر الدم.
- فشل الكبد.
- ضربة الشمس.
- ردود فعل نقل الدم.
- التهاب البطانة الداخلية للقلب.
- التهاب الحوض الكلوي.
- الأورام (مثل الليمفوما، وهي نوع من السرطان الذي يتطور من الأنسجة الليمفاوية، بما في ذلك الخلايا الليمفاوية).
عوامل تزيد من خطورة الإصابة
- أمراض الكلى المزمنة السابقة.
- التجفاف.
- العدوى البكتيرية العامة (الإنتان الدموي).
- انخفاض حجم الدم الدوار بالجسم.
- انخفاض ضغط الدم.
- القطط المتقدمة بالعمر (القطط الكبيرة).
- الأمراض المصاحبة للإصابة.
- التعرض للسموم (إيثيلين غليكول، المعادن الثقيلة، زهرة عيد الفصح)
- انخفاض مستويات الصوديوم في الدم.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم.
- انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.
- الحماض (حالة تزيد فيها مستويات الحمض في الدم).
- الأدوية (مثل مدر البول، الفوروسيميد، الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs، مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين ACE، المضادات الحيوية الأمينوغليكوزيدات).
- الأدوية السامة للكلى (مثل الأمينوغليكوزيدات، الأمفوتيريسين بي، السيسبلاتين).
- التهاب البنكرياس.
- قصور الغدة الكظرية.
- التخدير الطويل المدة.
- الحميات الغذائية الحمضية.
- الإصابات.
- الأمراض المتعددة الأعضاء.
- ارتفاع درجة حرارة البيئة.
العلاج
الرعاية الصحية
- إدارة القطط المريضة داخل مسشفى بيطري.
- القضاء على الأسباب المحفزة.
- التوقف عن استخدام الأدوية السامة للكلى.
- إنشاء وصيانة الدورة الدموية وتدفق الدم.
- علاج اختلالات السوائل المهددة للحياة، والاختلالات الكيميائية الحيوية، والسُّمية اليوريمية.
- إذا كان السم المحتمل هو سبب اليوريميا الحادة والفشل الكلوي، فقد يتضمن العلاج تحفيز القيء، غسل المعدة ، وإعطاء الفحم المنشط والمضادات المحددة، يمكن أن يزيل الترشيح الدموي المبكر السموم.
- انخفاض حجم الدم أو الجفاف: تصحيح العجز المقدر في السوائل باستخدام محلول ملحي طبيعي (0.9%) أو السوائل المتوازنة خلال 2 إلى 4 ساعات، قد يتم تعويض فقدان الدم بواسطة نقل الدم، بمجرد ترطيب المريض، يتم توفير متطلبات السوائل المستمرة، تجنب زيادة الترطيب.
- زيادة حجم الدم أو زيادة الترطيب: إيقاف إعطاء السوائل والتخلص من السوائل الزائدة باستخدام الأدوية المدرة للبول أو الترشيح الدموي.
النظام الغذائي
تقييد تناول الطعام والشراب عن طريق الفم حتى يهدأ القيء وفق الآليات التالية:
- سيتم استهلاك مخازن الدهون والبروتين في الجسم عند فقدان الشهية، يجب توفير متطلبات الطاقة أثناء الراحة خلال 3 إلى 5 أيام باعتماد أنظمة غذائية مقيدة البروتين بشكل معتدل أو إطعام محاليل خاصة مصممة للتحكم في مستويات اليوريا والمخلفات النيتروجينية الزائدة في الدم وتوفير الاحتياجات السعرية.
- يمكن توفير التغذية عن طريق التغذية الوريدية في القطط التي تعاني من التقيء.
- يمكن توفير التغذية عن طريق الأنابيب للقطط التي لا تأكل ولا تعاني من القيء: يمكن تلبية الاحتياجات السعرية والبروتينية باستخدام أغذية الكلى التي تم تسييلها في خلاط المطبخ، أو الأنظمة الغذائية السائلة الخاصة، أو الأنظمة الغذائية المصممة خصيصاً للحالات المرضية.
الجراحة
- قد تكون الجراحة مطلوبة لانسداد أو احتقان مفاجئ لأحد أو أكثر من الحالبين.
- قد توفر زراعة الكلى بقاء طويل الأمد للقطط التي تعاني من إصابة كلوية حادة وشديدة.
الأدوية
يعتمد إعطاء الادوية على تشخيص العامل المسبب أو المرض الجهازي العام إضافة الى تخفيف الأعراض.
إنتاج بول غير كافي
- التأكد من أن القط المريض لديه حجم دم طبيعي.
- إعطاء أدوية لإزالة السوائل الزائدة من الجسم (مدرات البول)، مثل المانيتول أو الفوروسوميد (كبديل أو بعد المانيتول).
- إذا فشلت العلاجات بالمدرات في تحفيز زيادة إنتاج البول خلال 4 إلى 6 ساعات، يُعتبر الترشيح الدموي أو غسيل الدم (إجراء لإزالة المخلفات من الجسم).
اضطرابات التوازن الحمضي القاعدي
موازنة السوائل، والكهارل، واضطرابات الحمض القاعدي، وزن الجسم، ضغط الدم، إنتاج البول، والحالة السريرية من خلال المراقبة اليومية.
تعمل بيكربونات الصوديوم على تعديل التوازن الحمضي القاعدي للدم من خلال معادلتها حموضة المركبات البولية.
عند حدوث التقيؤ
- عدم تناول الطعام أو الشراب حتى يهدأ التقيء.
- تقليل إنتاج حمض المعدة: الفاموتيدين أو الرانيتيدين أو الأوميبرازول.
- حماية بطانة المعدة: السكرالفات.
- مضادات القيء: الميتوكلوبراميد، أوندانسيترون، أو دولاسيترون.
- التحكم في التقيء: الكلوربرومازين، البروكلوربيرازين، أو الأيسبرومازين.
الترشيح البريتوني أو الترشيح الدموي
هو نوع من الترشيح حيث يتم وضع السوائل في البطن ويقوم غشاء البطن (البريتون) بعملية تصفية لإزالة المخلفات من الدم، وبعد فترة زمنية معينة، يتم إزالة السوائل والمخلفات من البطن، “الترشيح الدموي” هو إجراء لإزالة المخلفات من الدم.
يمكن أن يساعد الترشيح في استقرار المريض حتى يتم استعادة وظائف الكلى أو حتى يتم إجراء الجراحة التصحيحية، بدون الترشيح، فإن معظم المرضى الذين ينتجون كميات صغيرة فقط من البول (قلة البول) يموتون قبل أن يحدث إصلاح الكلى.
الوقاية
توقع احتمالية حدوث إصابة كلوية مفاجئة (حادة) لدى القطط المسنة أو تلك التي تعانب من أمراض عامة، أو عدوى بكتيرية عامة (إنتان دموي)، أو إصابات، أو تتلقى أدوية سامة للكلى، أو فشل متعدد الأعضاء، أو التي تخضع للتخدير المطول، والحفاظ على الترطيب، توسع حجم المحلول الملحي الخفيف، وقائيًا يمكن إعطاء المانيتول.
مراقبة إنتاج البول والمستويات المرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى (الأزوتيميا) لدى القطط المريضة ذات الخطورة العالية.
المضاعفات المحتملة للمرض
- نوبات التشنج.
- إغماء القطط.
- عدم انتظام ضربات القلب (ضطرابات نظم القلب).
- ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع الضغط)، قصور القلب الاحتقاني.
- تراكم السوائل في الرئتين (وذمة الرئة).
- التهاب الرئتين بسبب وجود اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى.
- الالتهاب الرئوي الناتج عن الاستنشاق.
- النزيف في الجهاز الهضمي.
- الصدمة بسبب انخفاض حجم الدم.
- العدوى البكتيرية العامة (إنتان دموي).
- توقف القلب والتنفس.
- الموت.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم