تشوهات عيون القطط الولادية إما ان تكون في موضع أو عضو واحد من أعضاء العين أو متعددة تؤثر على كامل كرة العين أو الأنسجة المحيطة بالعين (مثل الجفون، الجفن الثالث، وغدد الدموع)، والتي قد تُلاحظ خاصة في القطط الصغيرة عند الولادة أو خلال أول 6 إلى 8 أسابيع من حياتها.
يجب التمييز بين التشوهات الخلقية والتشوهات الولادية، فالولادية تعني “موجودة عند الولادة”، اما التشوهات الخلقية قد تكون وراثية أو ناجمة عن مشكلة أثناء تطور الجنين قبل الولادة أو أثناء الولادة.
ماهي اعضاء عين القطط؟
- القرنية: هي الطبقة الخارجية الشفافة في الجزء الأمامي من العين.
- البؤبؤ: هو الفتحة الدائرية أو البيضاوية في مركز القزحية التي يمر من خلالها الضوء للوصول إلى الجزء الخلفي من العين (الشبكية).
- القزحية: هي الجزء الملون أو المصطبغ من العين: يمكن أن تكون بنية، زرقاء، خضراء، أو مزيجًا من الألوان.
- عدسة العين: هي الهيكل الشفاف عادةً خلف القزحية الذي يركز الضوء أثناء تحركه نحو الجزء الخلفي من العين (الشبكية).
- الشبكية: تحتوي على الخلايا الحساسة للضوء (العصي والمخاريط) والخلايا الأخرى التي تحول الصور إلى إشارات وتُرسل الرسائل إلى الدماغ لتمكين الرؤية.
هل لسلالة قطتي دور في حدوث الإصابة؟
يُشتبه في وجود خلفية وراثية لعدة تشوهات عينية خلقية، بعضها بآلية وراثة غير معروفة لحتى الآن.
أغشية القزحية الباقية من الولادة: أنسجة القزحية الباقية من الولادة التي قد تمتد من جزء من القزحية إلى جزء آخر أو من القزحية إلى بطانة القرنية أو من القزحية إلى العدسة: صفة سائدة بسيطة مرتبطة بالصبغي الجسدي.
التطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين: صفة متنحية بسيطة مرتبطة بالصبغي الجسدي.
التطور غير الطبيعي الوراثي للعين، مما يؤدي إلى تغيرات في أجزاء مختلفة من العين: صفة متنحية مرتبطة بالصبغي الجسدي.
التطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين: صفة متنحية بسيطة مرتبطة بالصبغي الجسدي.
تُلاحظ هذه الإصابات غالباً في القطط الصغيرة عند الولادة أو خلال أول 6 إلى 8 أسابيع من الحياة.
الأعراض
تعتمد الأعراض على نوع التشوه:
قد لا تسبب أي علامات مرضية وقد تكون اكتشافًا عرضيًا أثناء فحص شامل للعين.
قد لا تؤثر على الرؤية أو قد تسبب فقدانًا شديدًا للرؤية أو العمى.
العين الصغيرة
عين صغيرة خلقية (موجودة عند الولادة)، حجم كرة العين يختلف، ولكنه أصغر من الطبيعي، يمكن ملاحظته بسهولة عن طريق مقارنة حجم العينين، يكون الكشف أكثر صعوبة إذا كانت كلتا العينين (ثنائي الجانب) متأثرتين، غالبًا ما تكون مرتبطة بعيوب وراثية أخرى، مثل:
- عتامات القرنية (الجزء الأمامي الشفاف عادةً من العين).
- الأغشية الباقية في القزحية.
- إعتام عدسة العين.
- انفصال الشبكية عن الجزء الوعائي من كرة العين.
- التطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين.
غياب العين
غياب خلقي (موجود عند الولادة) لكرة العين أو العين، غالبًا ما تكون مرتبطة بعيوب وراثية أخرى، مثل:
- عتامات القرنية.
- الأغشية الباقية في القزحية.
- إعتام عدسة العين.
- انفصال الشبكية.
- التطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين.
العين المخفية
عين صغيرة أو كرة عين مخفية بسبب عيوب أخرى في الأنسجة المحيطة بالعين.
غياب الجفن أو فشل تكوين الجفن بشكل صحيح
غالبًا ما يؤدي إلى جفون مفتوحة خلقيًا، يُعتبر وراثيًا في القطط البورمية، عادةً ما يؤثر على الجفن العلوي، قد تلاحظ تشنجًا أو رمشًا مشنجيا وسيلان الدموع.
الأورام الشحمية
أنسجة جلد مزاحة خلقياً (موجودة عند الولادة)، تشبه الأورام، وتؤثر على الجفون، الملتحمة، أو القرنية، أحيانًا تؤثر على أكثر من عضو واحد، قد تلاحظ تشنجًا أو رمشًا متشنجيا وسيلان الدموع.
جفاف العين الخلقي
قد يحدث بشكل متفرق في أي سلالة من القطط، وقد يكون وراثيًا، عادةً ما تتأثر عين واحدة فقط، العين المصابة غالبًا ما تبدو أصغر من العين الطبيعية، يؤدي إلى إفراز مخاطي كثيف من عين حمراء ومتهيجة.
الأغشية الباقية في القزحية
قد تتعايش مع مجموعة متنوعة من التشوهات العينية الأخرى (مثل عيوب القزحية وإعتام عدسة العين)، تؤثر على أي نوع.
أكياس القزحية
هياكل دائرية، مصطبغة أو غير مصطبغة، تطفو بحرية في الجزء الأمامي من العين بين القرنية والقزحية (الغرفة الأمامية) أو تكون مرفقة بالقزحية أو بطانة القرنية.
ارتفاع ضغط العين الخلقي مع تضخم العين الثانوي: غالبًا ما تلاحظ زيادة في سيلان الدموع وعين ممتدة، حمراء، ومؤلمة.
التشوهات الخلقية في البؤبؤ
أكثر من بؤبؤ واحد، غياب البؤبؤ، نقص القزحية، شكل غير طبيعي للبؤبؤ.
إعتام عدسة العين الخلقي
أولي، غالبًا وراثي أو ثانوي لتشوهات تنموية أخرى، غالبًا ما يكون مرتبطًا بتشوهات خلقية أخرى في العدسة.
التطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين
التشوهات التي تُرى باستخدام منظار العين تتراوح بين طيات محلية في نسيج الشبكية إلى انفصال موضعي أو كامل للجزء الخلفي من العين عن الجزء الوعائي الأساسي.
التطور غير الطبيعي للخلايا الحساسة للضوء في القطط
يؤثر على سلالات القطط الشيرازية، والحبشة، والأمريكية من السلالات المختلطة، قد تظهر بؤبؤات متسعة عند عمر 2-3 أسابيع وحركات قصيرة وسريعة للعين عند عمر 4-5 أسابيع، مع علامات تدهور الجزء الخلفي من العين عند عمر 8 أسابيع، والعمى الليلي والنهاري بعد بضعة أسابيع.
التطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين
يسبب العمى الليلي عند القطط، حركات قصيرة وسريعة للعين، وبؤبؤات كبيرة بشكل غير طبيعي.
انفصال الجزء الخلفي من العين عن الجزء الوعائي الأساسي
يُشاهد بالتزامن مع أمراض العيون الوراثية (مثل Retinal Dysplasia)، قد تلاحظ بؤبؤًا متسعاً بشكل كبير وغير مستجيب للمحفزات الضوئية، الانفصال الشبكي قد يُرى في البؤبؤ كـ “ستارة” على شكل قمع، يؤدي الانفصال الكامل إلى العمى.
نقص تطور العصب البصري
يحدث بشكل متفرق كعيب عيني خلقي فيالقطط، يُعتقد أنه يحتوي على خلفية وراثية، غالبًا ما يؤدي إلى العمى.
الأسباب
- وراثية: تشوهات تلقائية للكرة العينية والأنسجة المحيطة بها.
- العدوى والالتهابات أثناء الحمل: مثل إعتام عدسة العين الخلقي، المتلازمات الطبية ذات العيوب الخلقية المتعددة.
- التسمم الحملي.
- نقص التغذية.
العلاج
الرعاية الصحية
قد يتم إحالة القطط المريضة إلى الطبيب البيطري المتخصص للتقييم الشامل، خاصة إذا كانت التشوهات العينية تؤثر على الهياكل الداخلية للعين أو تضعف الرؤية.
لا يوجد علاج طبي لمعظم التشوهات العينية الخلقية (الموجودة عند الولادة)، باستثناء العلاج الموجه للأعراض (مثل علاج جفاف العين الخلقي KCS).
يجب منع الحيوان من إيذاء نفسه بعد العمليات الجراحية باستخدام طوق إليزابيثي أو بتضميد الأرجل أو العين مباشرة.
الجراحة
يعتمد العمل الجراحي على مقدار تشوه العين أو الأنسجة المحيطة بالعين.
إذا أمكن، يجب الانتظار حتى يصل القط المصاب إلى مرحلة البلوغ لتجنب “تصحيح مفرط” للتشوه، ومع كل ما ذكر، قد تكون الجراحة ضرورية قبل البلوغ إذا كانت التشوهات شديدة للغاية أو قد تؤدي إلى مضاعفات مثل:
- تشوهات الأنسجة المحيطة بالعين: مثل الأورام الشحمية أو تشوهات الجفون الشديدة: الجراحة في أقرب وقت ممكن.
- نقص الفتحات الطبيعية في الجفون إلى نظام تصريف الدموع: تصحيح جراحي بمجرد أن يكون التخدير آمنًا.
- جفاف العين الخلقي: نقل قناة الغدة اللعابية النكفية إلى العين، حيث يعمل اللعاب كـ “دموع” في العين.
- إزالة إعتام عدسة العين جراحيًا: التشوهات الخلقية في العدسة (إعتام عدسة العين) قد تكون مرتبطة بتشوهات عينية أخرى قد تسبب مضاعفات جراحية.
- ارتفاع ضغط العين الخلقي: استئصال العين أو إزالة محتويات كرة العين مع زرع كرة سيليكون بدلاً عن كرة العين لإعطاء العين مظهرًا طبيعيًا نسبيًا، هذه التقنية تخفف الألم في العين، لكن العين تظل عمياء، غالبًا ما تكون خيارات العلاج المفضلة، يمكن التفكير في القتل الرحيم إذا كانت كلتا العينين متأثرتين.
المعالجة الدوائية
- جفاف العين الخلقي: بدائل الدموع (مثل Tears Naturale® وViscotears®)، ربما بالاشتراك مع المضادات الحيوية (قطرات أو هلام)، مرهم السيكلوسبورين العيني (Optimmune®).
- إعتام عدسة العين الخلقي: قد تُستخدم أدوية توسيع البؤبؤ لزيادة قدرة الرؤية إذا كان الإعتام يقتصر فقط على مركز العدسة.
متابعة الرعاية
تعتمد رعاية القطط المصابة بهذا النوع من التشوهات على نوع التشوه:
- جفاف العين الخلقي: يتطلب مراقبة متكررة لإنتاج الدموع وحالة الهياكل الخارجية للعين.
- إعتام عدسة العين الخلقي والتشوهات الشديدة المستمرة في غشاء العدسة الوعائي: فحوصات منتظمة، عادةً كل 6 أشهر، لمراقبة تطور التشوهات المحتملة.
- التشوهات الكبيرة في الجزء الخلفي من العين والتطور غير الطبيعي للجزء الخلفي من العين: فحوصات سنوية لمراقبة الانفصال الكامل المحتمل للجزء الخلفي من العين عن الجزء الوعائي الأساسي من كرة العين.
المضاعفات المحتملة
تعتمد المضاعفات على نوع التشوه:
- تشوهات الجفن غير المعالجة: مثل غياب تكوين الجفن أو الأورام الشحمية: مشاكل متكررة مع التهاب الأنسجة الرطبة المحيطة بالعين والتهاب القرنية .
- ارتفاع ضغط العين الخلقي: عين مؤلمة وعمياء مع تضخم كرة العين، غالبًا ما تكون القرنية جافة ومصطبغة.
- تشوهات العصب البصري في الجزء الخلفي من العين: قد تسبب انفصال الجزء الخلفي من العين عن الجزء الوعائي الأساسي من كرة العين.
- انفصال الجزء الخلفي من العين: قد يسبب نزيفًا داخل العين، خاصةً في الجسم الزجاجي، الجسم الزجاجي هو المادة الشبيهة بالهلام التي تملأ الجزء الخلفي من العين (بين العدسة والشبكية).
المسار المتوقع للإصابة والتشخيص
تعتمد على نوع التشوه ونوع العلاج الطبي أو الجراحي المقدم:
- تشوهات الأنسجة المحيطة بالعين: مثل الجفون، تشخيص جيد مع العلاج الجراحي.
- جفاف العين الخلقي: تشخيص ضعيف مع العلاج الطبي فقط، تشخيص أفضل قليلًا مع العلاج الجراحي .
- إعتام عدسة العين الخلقي: تشخيص جيد عادةً مع العلاج الجراحي إذا كانت الهياكل الأخرى داخل العين طبيعية.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم