داء الكلب عند القطط مرض عصبي يصيب القطط ويصيب أيضاً جميع الثدييات تقريبًا. يوجد المرض في جميع أنحاء العالم، باستثناء أماكن مثل أستراليا ونيوزيلندا، وقد تم القضاء عليه في الجزر البريطانية بفضل اجراءات الحجر الصحي وإجراءات أخرى.
كان أول ذكر للمرض في بريطانيا، عام 1026، لكنه لم يصبح شائعًا حتى أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
تم التعرف على الكلاب كمصدر رئيسي للعدوى (داء الكلب)، وكانت أول محاولة للتعامل مع المشكلة في عام 1831 عندما تم إعداد مشروع قانون لمنع انتشار “جنون الكلاب” في بريطانيا.
كان هناك انخفاض ملحوظ في عدد حالات داء الكلب سنويًا. بدا أن المرض قد تم القضاء عليه في عام 1903، ثم أعيد إدخاله في عام 1918، ولكن تم القضاء عليه نهائيًا بحلول عام 1922.
ماهو فيروس الكلب؟
فيروس داء الكلب هو فيروس من عائلة الفيروسات الربدية. تتميز هذه الفيروسات بأنها تحتوي على RNA محاط بمغلف يحمل تحورات سطحية.
يتكون الجينوم من جزيء واحد من RNA السلسلة الواحدة ذات الشحنة السلبية، وهو غير معدٍ ويتم نسخه إلى خمسة mRNAs، يرمز كل منها إلى بروتين واحد.
ينتمي فيروس داء الكلب إلى جنس Lyssavirus، لسنوات عديدة، كان يعتقد أن فيروس داء الكلب عترة وحيدة فقط. الآن أصبح واضحًا وجود اختلافات داخل الفيروس، بالإضافة إلى وجود عدة فيروسات مرتبطة بداء الكلب.
يمكن تمييز هذه الفيروسات باستخدام مصل تقليدي أو أجسام مضادة وحيدة النسيلة وعلم الوراثة المستند إلى التسلسل الجيني.
يتم انتقاله بشكل رئيسي عبر لعاب الحيوانات المصابة من خلال عضاتها أو خدشها.
ماهي فترة حضانة داء الكلب عند القطط؟
أظهرت التجارب على القطط أن فترة الحضانة تتراوح بين 9 إلى 51 يومًا (متوسط 18 يومًا)، بينما استمرت فترة المرض السريري حتى الوفاة من 1 إلى 8 أيام (متوسط 5 أيام).
تم اكتشاف الفيروس في لعاب هذه القطط باستخدام تقنيات الفيروسات التقليدية قبل ظهور الأعراض السريرية بيوم واحد، واستمر طرح الفيروس منها حتى وفاة القطة.
في الظروف الطبيعية، تكون فترة الحضانة مشابهة عمومًا، على الرغم من أن هناك حالات قليلة قد تكون فترة الحضانة فيها أطول بكثير، ربما تصل إلى 6 أشهر أو أكثر.
اعراض داء الكلب عند القطط
يتم وصف مسار داء الكلب سريريًا في ثلاث مراحل وغالبًا ما تتقاطع مع بعضها.
الفترة الأولية
تستمر هذه المرحلة عادة ليوم واحد فقط في القطط، وتتميز بتغير واضح في السلوك. قد تصبح القطط الكئيبة أكثر يقظة ونشاطًا وودودة، بينما قد تخدش أو تعض القطط الودية دون أي استفزاز لها، أو تصبح مكتئبة ومنعزلة، وتختبئ في الأماكن المظلمة.
يلاحظ عدوانية القطط بشكل أكثر شيوعًا في القطط مقارنة بالكلاب. خلال هذه الفترة، قد يكون هناك ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وتوسع في حدقة العين مع ضعف في رد فعل القرنية.
مرحلة الاستثارة
يصبح داء الكلب في هذه المرحلة أكثر سهولة في التعرف عليه، ويكون الحيوان في حالة خطورة أكبر على الآخرين.
تصبح القطة متزايدة العصبية والتهيج والشراسة، وقد تظهر عليها رعشة عضلية، وهزال، أو عدم تناسق في الحركة.
كما هو الحال في البشر المصلبين بداء الكلب، يواجه القط المصاب صعوبة في البلع بسبب تشنجات عضلات الوجه، مما يؤدي بالنهاية إلى شلل عضلات البلع، مما يؤدي بدوره إلى تراكم اللعاب ونزوله أو تشكل الرغوة.
مرحلة الشلل
مع دخول القطة هذه المرحلة، يؤدي عدم تنسيق العضلات والتشنجات إلى شلل عام، ثم غيبوبة وموت. قد تستمر مرحلة الاستثارة لمدة تصل إلى 7 أيام، ولكن في بعض الأحيان تكون غير موجودة تقريبًا، وتنتقل القطط مباشرة من المرحلة الأولية إلى المرحلة الشللية.
العلامات السريرية النموذجية لداء الكلب عند القطط
- تغير السلوك: يبحث القط عن العزلة، القلق، التوتر، القلق النفسي، الخجل غير المعتاد أو العدوانية.
- سلوك غير منتظم: العض أو النقر، لعق أو مضغ مكان الجرح، العض في القفص، التجول والتجوال، الاستثارة، التهيج، الشراسة.
- الارتباك.
- عدم تناسق العضلات، التشنجات، عدم القدرة على الحركة الطوعية (شلل).
- تغير نبرة المواء.
- زيادة إفراز اللعاب أو الرغوة.
- شلل الفك السفلي وشلل الحنجرة، الفك المتدلي.
- عدم القدرة على البلع.
- حمى.
عوامل الخطر
- التعرض للحياة البرية، خاصة الخفافيش، والثعالب.
- نقص التطعيم الكافي ضد داء الكلب.
- جروح العض أو الخدش من كلاب، قطط، أو حيوانات برية غير ملقحة.
- التعرض للهواء المحمل بالفيروس في كهوف الخفافيش.
- الحيوانات التي لا تستطيع تطوير استجابة مناعية طبيعية.
التعامل مع القطط المصابة بداء الكلب
داء الكلب مرض خطير ونهايته الموت المحتم ويمكن أن تنقله قططنا إلينا، لذلك احرص على التقيد بالإرشادات التالية:
- يجب عزل جميع القطط المشتبه في إصابتها بداء الكلب بشكل آمن ومراقبتها لأي تغيرات في المزاج أو السلوك أو الأعراض السريرية التي قد تشير إلى المرض.
- قطة تبدو بصحة جيدة ولكن تعض أو تخدش شخصًا ما من العائلة، يجب مراقبة القطة لمدة 10 أيام أو وفقًا للوائح المحلية أو الحكومية، إذا لم تظهر أي علامات مرض على القطة خلال 10 أيام، فإن الشخص بكل تأكيد لم يتعرض للفيروس، فالكلاب والقطط لا تنشر الفيروس لأكثر من 3 أيام قبل ظهور المرض السريري.
- قطة غير ملقحة تتعرض للعض من حيوان مصاب بداء الكلب يجب وضعها في الحجر الصحي لمدة تصل إلى 6 أشهر أو وفقًا للوائح المحلية أو الحكومية.
- يجب أن يكون العلاج داخل المستشفى البيطري فقط للحيوانات المشتبه في تعرضها لداء الكلب أو المصابين به.
- تقديم الرعاية للقطط المصابة بحذر شديد.
- حبس القط المصاب في منطقة حجر صحي آمنة مع لافتات واضحة تشير إلى الاشتباه في داء الكلب.
- يجب قفل الأقفاص أو الأحواض، ويجب أن يكون الوصول مقتصرًا على الأشخاص المعينين فقط.
- توفير الطعام الرطب والماء (معظم القطط لن تأكل) دون فتح باب القفص أو الحظيرة (أي، تمرير أطباق الطعام والماء إلى القفص أو الحظيرة من خلال نقاط وصول مخصصة لهذا الغرض).
- بمجرد التأكد من التشخيص، يُوصى بالقتل الرحيم.
الوقاية
يجب تطعيم جميع الكلاب والقطط وفقًا للتوصيات البيطرية والقوانين المحلية التي لديها أي احتمال للتعرض للحياة البرية أو الحيوانات الأخرى.
يجري إعطاء جرعات التطعيم ضد داء الكلب على الشكل التالي: الجرعة الأولى بعد 12 أسبوعًا من الولادة، ثم جرعة معززة بعد 12 شهرًا، ثم جرعة كل 3 سنوات باستخدام لقاح معتمد لمدة 3 سنوات، استخدام لقاحات الفيروس غير النشط أو اللقاحات المتجددة للقطط فقط.
الدول الخالية من داء الكلب: تخضع الكلاب والقطط الداخلة للحجر الصحي لفترات طويلة، عادةً 6 أشهر.
التعقيم: يجب تعقيم أي منطقة ملوثة، قفص أو ملجئ، طبق الطعام، وعاء الماء أو الأدوات بشكل كامل، استخدام محلول مخفف بنسبة 1:32 (4 أونصات لكل جالون) من مبيض المنزل لإبطال الفيروس بسرعة.
المضاعفات المحتملة
- شلل.
- تغيرات في السلوك أو المزاج.
- الموت.
- نقل داء الكلب للحيوانات الأخرى أو حتى البشر.
المصادر
Rabies in Cats: What Is It, and What Causes It?
Diagnosis and Treatment of Cat Rabies | VetAmerican
Rabies in Cats: Signs & Symptoms | Toledo Vets
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم