القطط حيوانات مثيرة للإعجاب. ولابد إنك شاهدت على الإنترنت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو عن سلوك القطط المنزلية في المواقف المختلفة، وأثارت في في قلبك الإعجاب و المتعة أثناء ملاحظة سلوكها والتفاعل معها.
السبب الذي يجعل الكثير من مربي القطط يجدون صعوبة في تفسير سلوك القطط هو أنها تعيش في عالم أكثر حساسية للروائح مقارنة بنا نحن البشر.
تستخدم القطط حاسة الشم القوية لديها لتحديد موقعها في البيئة وكذلك لاكتشاف وصيد فرائسها. كما تترك القطط إشارات على الأشياء و المواقع على شكل روائح لأغراض التواصل مع القطط الأخرى.
لا تمتلك القطط القدرة على عرض إشارات بصرية معقدة مثل تعابير الوجه بنفس الطريقة التي نفعلها كبشر، فهي تجد التواصل البصري صعبًا، خاصة في أوقات الصراع. نتيجة لذلك، يمكن أن تتصاعد المعارك بين القطط بسرعة وتنتهي غالبًا بجروح قتال وخراجات عضات القطط.
إن طبيعة وسلوك القطط يجعلانها واحدة من أكثر الحيوانات الأليفة شيوعًا في التربية في منازلنا. فاستقلاليتها، لعبها، وفضولها هي من بين الصفات التي تذيب قلوب عشاق القطط.
من خلال فهم سلوك القطط، يمكننا أن نتعلم كيفية توفير أفضل رعاية لقططنا، وتلبية احتياجاتها، وتعزيز رفاهيتها، وضمان صداقات طويلة الأمد تسعد كلًا من القطط وأصحابها.
ما هو سلوك القطط؟
يُعرَّف “سلوك القطط” بأنه الطريقة التي تتصرف بها القطة استجابةً لموقف معين في بيئتها. أي هو تعبير يتجلى بتصرفاتها وردود أفعالها و يتأثر بالحالة العاطفية للقطة في تلك اللحظة.
للقطط مجموعة من السلوكيات الغريزية المرتبطة بأصولها البرية ( للصيد مثلاً). وعلى الرغم من أنها كائنات عاطفية، إلا أنها تفتقر إلى بعض المشاعر الخاصة بالبشر، مما قد يؤدي إلى سوء فهمها.
بالإضافة إلى السمات السلوكية التي أكتسبتها أثناء تدجينها و تطورها و صداقتها مع البشر، فإن سلوك القطة الفردي يتأثر أيضًا بالعوامل الوراثية (متوارثة من أسلافها).
كما يتأثر سلوك القطة بشكل كبير ببيئتها وتربيتها، وأهم هذه العوامل البيئية هي تلك التي تحدث خلال فترة التعلم المبكرة للقطط من عمر أسبوعين إلى سبعة أسابيع، وهي الفترة المعروفة بفترة “التنشئة الاجتماعية”.
بالنسبة للكثير من القطط، فإن العديد من السلوكيات الخاصة بها تتأثر بتجاربها السابقة.
لماذا يعد فهم سلوك القطط مهمًا ؟
يشكوا بعض المربين و خاصة ممن خبرتهم قليلة في تربية القطط من بعض التصرفات المزعجة لقططهم، مثل سلوك القطط العدواني تجاه الناس أو القطط الأخرى، وتبول القطة خارج صندوق الفضلات، استخدام الحمام بشكل غير مناسب ورش البول.
الدراية غير الكاملة بالسلوكيات الطبيعية ، المكتسبة، والإنحرافات السلوكية يدفع الكثير من المربين قليلي الخبرة الى التخلي عن قططهم ورميها في الشارع لتواجه مصيراً قاسياً لا تستطيع مجاراته.
بالتالي يتحمل هؤلاء المربي جزء من المسؤولية عن مصيرها نتيجة قلة خبرته وعدم إضطلاعهم على المعلومات عن سلوك القطط.
هناك جدل كلاسيكي بين “الغريزة مقابل العادات المكتسبة”. أي هل تعتمد تصرفات القطط على السلوكيات الفطرية أم على كل ما يحدث بعد ولادتها ويتم إكتسابها له من خلال البيئة التي تعيش فيها (السلوك المكتسب)؟
الإجابة بسيطة، هي أن كلا العاملين يؤثران، حيث إن جميع أنماط سلوك القطط تتأثر بالجينات الوراثية والبيئة معًا. هناك تفاعل معقد بين السلوكيات الفطرية والمكتسبة.
التأثيرات الوراثية على سلوك القطط
يمكننا القول، إنه يتم تشكيل شخصية القط الصغير حتى من قبل ولادته من خلال الحالة العاطفية لأمه أثناء فترة الحمل.
إذا تعرضت القطة الحامل للضغط (مثل القطة الوحشية التي تخضع للحبس، مثلًا في قفص)، فإن صغارها سيولدون ولديهم احتمالية أكبر لإيجاد الحياة اليومية أكثر إجهادًا مقارنة بالقطط التي تولدت من أم مطمئنة ومرتاحة في بيئة منزلية. يُعرف هذا باسم التأثير الجنيني.
يمكن للقطط الصغيرة أن تكتسب التأثيرات الجينية من كل من الأم والأب. إذ تشير الدراسات إلى أن صفة الجرأة أو الثقة والودية تُورَّث من الأب.
عندما تكون القطة في موسم التزاوج، قد يتم تزاوجها مع أكثر من ذكر واحد، مما قد يؤدي إلى ولادة قطط من آباء مختلفين. ونتيجة وجود آباء مختلفين يمكن أن تظهر اختلافات في ألوان المعطف ومستويات متفاوتة من الجرأة التي تسهم في شخصيات القطط الصغيرة.
اختلافات السلالات وتأثيرها على السلوك
الاختلافات بين السلالات يؤثر على سلوك القطط من حيث السلوكيات الغريزية، على سبيل المثال، تشتهر القطط السياميّة بأنها صوتية (تكثر من المواء)، وكذلك قد تعاني من مشاكل سلوكية مختلفة إذا لم تُلبَّى احتياجاتها.
القطط البنغالية هي سلالة حديثة تحتوي في تركيبها الجيني الهجين على جينات القطط البرية الآسيوية ذات البقع. وبشكل غير رسمي، غالبًا ما تكون هذه القطط إقليمية بشكل خاص ولديها دافع قوي للصيد. طبيعتها البرية تعني أنها لن تتكيف بشكل جيد مع الحبس، مما قد يؤدي إلى مشاكل سلوكية.
كلاً من التوتر الجنيني والجينات (مثل الأم أو الأب الوحشيَّين والخائفين) هما عاملان مهمان يجب أخذهما بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن تنشئة القطط الوحشية الصغيرة جدًا، حيث إن تنشئة القطط (خلال الشهرين الأولين من الحياة) وحدها ليست كافية لتغيير سلوك القطط بالكامل.
السلوكيات الغريزية للقطط ( الموروثة)
الاستقلالية والعزلة
القطط المنزلية تحتفظ برغبة فطرية في الحفاظ على أراضيها الإقليمية (خاصة بها)، وهي غالبًا ما تكون سعيدة بالحياة بدون وجود قطط أخرى كرفقاء لها.
في الواقع، العديد من القطط التي تعيش معًا تحت نفس السقف (في منزل واحد) تتحمل فقط وجود الآخرين من القطط للوصول إلى الموارد القيمة بالنسبة لها (مثل الطعام). يمكن أن يؤدي ذلك إلى القلق والإجهاد المزمن ( لايكون واضحًا بشكل دائم ) خاصة وأن القطط غالبًا ما تقضي أوقاتها معًا للوصول إلى هذه الموارد.
قد تختار بعض القطط قطة أخرى كرفيقة لها، لكن هذا يعتمد على شخصية هذا الرفيق وليس بالضرورة أن يكون سلوك القطط هذا عامًا ( اجتماعية وتحب الصداقات مع جميع القطط ).
بشكل عام، تحتاج القطط إلى أن تكون قادرة على الحفاظ على نمط حياة مستقل إذا رغبت في ذلك، وأن يكون لديها موارد منفصلة كافية في كل من أراضيها الخاصة بها.
الصيد

تصطاد القطط وفقاً لأصولها البرية الأفريقية بمفردها، وتخصص عدة ساعات يوميًا لتلبية احتياجاتها الغذائية من لحوم فرائسها.
لا يمكن أن تكون كل محاولة صيد للقطة ناجحة، لذا فإنها تبدأ بالإصطياد قبل أن تشعر بالجوع لضمان الحصول على ما يكفي من الطعام.
تتغذى القطط يوميًا على عدد كبير من الفرائس الصغيرة ( مثل القوارض ) وكل منها يوفر كمية قليلة من الطاقة. بشكل متوسط، تبلغ نسبة نجاحها في الصيد حوالي واحد من أربعة محاولات فقط.
للحصول على حوالي 10 فرائس يلزمها القيام بـ 40 محاولة صيد يوميًا، وغالباً ما تتم محاولاتها عند الفجر والغسق، وهو الوقت الذي تكون فيه فرائسها أكثر نشاطًا.
بدافع التأثير السلوكي التاريخي للقطط، فإن القطط المنزلية لا تزال تحمل هذا الطبع ولديها حاجة غريزية لتنفيذ “عمليات قتل” ناجحة لتجنب الإحباط وإطلاق الإندورفين لديها (مواد كيميائية تمنح الشعور بالسعادة☺ ).
تنجذب القطط إلى الحركة، لذلك فإن النشاط التفاعلي مع الألعاب التي تحاكي فرائسها يساعد القطط على إظهار هذا السلوك الطبيعي ويقلل من رغبتها في أماكن أخرى لممارسة هذا السلوك.
يمكن تدريجيًا تقديم ألعاب مليئة بالتحديات الغذائية لتوفير التحفيز الذهني للقطط للبحث عن طعامها، مع تسهيل حاجتها إلى تناول الطعام بكميات صغيرة وباستمرار.
سلوك التواصل

بما أن القطط كما اسلفنا لا تحبذ و لا تحتاج إلى التواصل مع القطط الأخرى، لذلك لم تتطور عندها العضلات الوجهية اللازمة حتى تستطيع القيام بالتعابير الوجهية.
بدلاً من ذلك، تستخدم القطط التواصل الكيميائي لتوصيل رسائل شمية (رائحة) وهرمونية طويلة الأمد، وهذه هي طريقتها الطبيعية التي تسمح لها بالتواصل مع القطط الأخرى عن بعد.
يتم توصيل هذه الرسائل عن طريق الاحتكاك، رش البول، والخدش، مما يمكّن القطط من الحفاظ على أراضيها دون الدخول في صراع مباشر، مما يقلل من خطر الإصابة أو انتقال الأمراض.
القطط التي تعيش في مجموعة واحدة تحافظ على روابطها من خلال الحفاظ على ” رائحة مشتركة” من خلال جلسات احتكاك متكررة فيما بينها.
لكن هناك استثناء في سلوك القطط المنزلية ( التواصل الصوتي) ومعاكس تماماً للقط البري الأفريقي الذي نادرًا ما يكون صوتيًا، والذي يمكن تفسيره بإن القطط المنزلية تعلمت التفاعل مع البشر من خلال إصدار اصوات مختلفة من المواء، حيث يتم تعزيز هذه السلوكيات من قبل أصحابها بالرد عليها بإيجابية من خلال إظهار مودتهم لها أو تقديم الطعام أو المكافآت.
تجنب التوتر والصراع

القط بأصله البري حيوان مفترس صغير يحب الإستقلالية و لا يستطيع الاعتماد على الآخرين من مجموعته لاصطياد الفريسة خاصة إذا كان مصابًا. يفضل الهروب عن طريق الجري، التسلق، أو الاختباء بدلاً من البقاء لمحاربة خصومه.
كذلك عندما تشعر القطط المنزلية بالتوتر، فإنها تحاول استخدام نفس الاستراتيجية التي استخدمتها أسلافها.
التوفير للقطط أماكن للإختباء أو الصعود للأعلى يمكن أن يساعدها على التعامل مع المواقف المجهدة. غالبًا ما يكون سبب سلوك القطط العدواني هو شعورها بالتوتر أو الخوف ولكن للأسف ليس لديها خيار الفرار والهرب، وبالتالي تُجبر مكرهة على القتال 😒.
تتجنب القطط المواجهات مع القطط الأخرى من خلال تقاسم الوقت مع هذه القطط في بيئتها، مثل الأريكة المفضلة لديها أو التجول في خارج المنزل في أوقات مختلفة. كما تفتقر القطط إلى إشارات التهدئة التي يمكن أن تخفف من الصراع، وهو السبب في أنها قد تنتهي في “مواجهة وجهاً لوجه” مع بعضها البعض.
النوم

القط البري الأفريقي يحتاج إلى الكثير من النوم (16 ساعة في اليوم) لتجديد احتياطي الطاقة لديه، حتى يمكّنه الصيد كلما اكتشف فريسة ما. يبحث عن مكان آمن داخل أراضيه ويقوم بتغيير الموقع لتجنب تراكم الطفيليات على شعره. غالبًا ما يقوم بالخدش عندما يستيقظ لتمديد عضلاته والحفاظ على قوة مخالبه.
على الرغم من أن القطط المنزلية لديها مالكين يوفرون لها الطعام، فإن غريزتها تدفعها الى حفظ طاقتها (النوم) لضمان البقاء. ستقوم أيضًا بتغيير مكان نومها، تمامًا مثل القط البري الأفريقي.
غالبًا ما تفضل القطط السيطرة والإدارة لمكان نومها. فعندما تنام قطة على حجرنا، غالبًا لا ندرك أنها غفت ونستمر في مداعبتها. لكن معظم القطط التي تستيقظ فجأة بسبب هذه المداعبة و ستدرك ما يحدث. وقد تتفاعل بشكل دفاعي مع التهديد المتصور بالنسبة لها. لذا إذا كانت قطتك تستريح على حجرك، فمن الأفضل أن تتوقف عن مداعبتها حتى تنام بهدوء.
من الجيد توفير عمود خدش بجانب منطقة نومها. يجب أن يكون العمود مناسبًا بدرجة كافية لتتمكن من التمدد إلى ارتفاع كامل وقوي بما يكفي للاعتماد عليه أثناء الخدش، وفي الموقع الصحيح، فمن المرجح أنها ستسخدمه للخدش بدلاً من خدش الأثاث أو السجاد!
سلوك التبول والتبرز
التبول والتبرز نشاط حساس بالنسبة للقط البري الأفريقي، لذلك يختار مكانًا آمنًا وخاصًا داخل أراضيه الإقليمية. يتجنب التبول أو التبرز بالقرب من المناطق التي يأكل أويشرب فيها لتفادي تلوث طعامه ومائه. يقوم بدفن فضلاته في رمال السافانا، ربما لتجنب أكتشاف وجوده من قبل الفرائس أو الحيوانات المفترسة.
تفضل القطط المنزلية أيضًا التبول والتبرز في مكان آمن وخاص، بعيدًا عن مصدر طعامها ومائها. في البيئة المنزلية، عادةً ما تفضل القطط سطحًا رمليًا ناعمًا يحاكي بيئتها الطبيعية في السافانا، مع عمق كافٍ لتتمكن من دفن فضلاتها.
شرب الماء

يفضل القط البري الأفريقي شرب الماء من مصدر متحرك بدلاً من بركة راكدة. أيضاً سيقوم بالشرب في موقع مختلف عن أماكن الأكل والتبول لتجنب التلوث الناتج عن محتويات أمعاء الفريسة أو فضلاته الخاصة. وباعتباره حيوانًا صحراويًا، فقد تطور ليتمكن من البقاء دون الحاجة إلى شرب كمية كبيرة من الماء.
تتجنب القطط البرك الراكدة وغالبًا ما تفضل مصدر ماء متحرك بعيدًا عن أوعية الطعام وصناديق الفضلات.
كما أنها تحب أن تكون اطباق الماء ذات حواف عريضة وسطح عاكس. قد تختار بعض القطط الشرب من مصدر ماء طبيعي في الخارج لأنها لا تحب طعم المياه المكلورة أو الرائحة الناتجة عن الأوعية البلاستيكية.
حتى في هذه الحالات، يجب أن تكون المياه العذبة متوفرة دائمًا في المنزل في حال جفاف المصدر الخارجي أو أصبح غير متاح. قد تفضل بعض اللقطط صنبورًا يقطر منه الماء أو غمس أقدامها في الماء وشرب الماء من أقدامها.
بشكل عام، تفضل القطط أوعية شرب واسعة الحواف مصنوعة من السيراميك أو الزجاج التي لا تلامس شواربها. يمكن أن يؤدي استخدام الأوعية البلاستيكية أحيانًا إلى تغيير طعم الماء.
تجنب التواصل البصري
عادةً ما تحاول القطط تجنب التواصل البصري، حيث يعتبر الحفاظ على التواصل البصري بين القطط الأخرى وبين القطط والبشر أمرًا استفزازيًا. غالبًا ما تنظر القطط بعيدًا عندما ينظر إليها شخص ما، ليس لأنها “وقحة”، بل على العكس تمامًا.
يمكن ملاحظة “الإغماض البطيء للعينين” بشكل شائع، حيث تقوم القطة بإغلاق عينيها ببطء لإظهار لقط آخر أو لشخص أنها تشعر بالاسترخاء.
يمكن أيضًا تكرار الإغماض البطيء تجاه قطة أخرى لإظهار نفس المشاعر. على النقيض من ذلك، فإن تكرار الإغماض السريعة عدة مرات متتالية قد يشير إلى الخوف أو القلق أو التوتر.
التواصل الصوتي
القطط البرية ذات طبيعة وشخصية منعزلة. وغالبًا ما يقتصر التواصل الصوتي على التفاعل بين الأم وصغارها، أو عند مناداة شريك التزاوج، على سبيل المثال: تختلف القطط المنزلية عن نظيراتها البرية في أنها تعلمت أن تكون صاخبة الصوت مع البشر.
القطط تتعلم أنها يمكن أن تحصل على استجابة من صاحبها من خلال المواء. مع مرور الوقت، يمكن لأصحاب القطط وقططهم بناء تفاهم متبادل، حيث تطور القطط مجموعة من الأصوات الفردية التي تحمل معاني محددة.
هذا التواصل الصوتي يوضح كيف يمكن للقطط أن تتواصل بشكل فعال مع البشر من خلال استخدام الأصوات، بالإضافة إلى إشارات الجسد.
سلوك القطط الصغيرة
بشكل مبدئي يمكن القول أن سلوك القطط الصغيرة الفطري سيكون ملاحظ عليها منذ الولادة. حيث يكون رد فعل الرضاعة موجودًا عند الولادة ويمكن تحفيزه من خلال الأشياء الصغيرة في الفم، وقوي بشكل خاص بعد استيقاظ القطط الصغيرة من النوم.
كما يمكن ملاحظة سلوك البحث عن الدفء للاختباء في أو بالقرب من جسم دافئ (عادةً الأم أو الأخوة والأخوات الصغيرات).

كل من سلوك البحث عن الدفء ورد فعل الرضاعة هما سلوكيات مهمة تمكن القطط الصغيرة أو الرضيعة من الحصول على طعامها بنجاح.
الاتصال الجسدي مع الأم له تأثير مهدئ على القطط، وسوف تدفن القطط الصغيرة رؤوسها في فرائها بعد فترة من الانفصال.
تستطيع القطط الصغيرة تقريبًا منذ الولادة أن تصدر صوت خرخرة، وعادةً ما تخرخر أثناء الرضاعة. فهو شكل من أشكال التواصل مع الأم للإشارة إلى أن كل شيء بخير.
سلوك الصيد هو مثال آخر على سلوك القطط الصغيرة الفطري، لذلك حتى القطط التي تُربى في المنزل بدون أمها (يتيمة) بمفردها ستظل محتفظة بقدرتها على الصيد.
يبدأ سلوك اللعب في عمر أسبوعين عندما تحاول القطط الصغيرة ضرب وملاحقة الأجسام المتحركة، لكن سلوك اللعب يكون شائعًا بشكل أدق في عمر أربعة إلى خمسة أسابيع.
سلوك القطط في موسم التزاوج
سلوك القطة عند التزاوج

يمكن للقطط أن تبلغ جنسيًا من عمر أربعة أشهر. تنادي الإناث على شريكها عندما تكون في موسم التزاوج، و تتنقل القطط الذكور لمسافات طويلة للعثور على إناث مستعدة للتزاوج.
مع توفير الغذاء والمأوى والموارد الأساسية الأخرى، يمكن أن تكون القطط غزيرة الإنجاب، ويمكن لقطة واحدة وذريتها أن تكون مسؤولة عن 20,000 قطة صغيرة خلال خمس سنوات فقط من حياتها. لذا يوصى بتعقيم القطط عند عمر أربعة أشهر تقريبًا لمنع ولادة قطط غير مرغوب فيها.
بشكل عام يمكن أن يتجلى سلوك القطط في موسم التزاوج بما يلي:
- الصراخ ✅: تُصدر القطط الإناث مواءاً مرتفعاً ومميزاً لجذب الذكور.
- فرك الجسم ✅: تُفرك القطة جسدها على الأشياء والأثاث لنشر رائحتها وجذب الذكور و تخبط بأرجلها الخلفية على الأرض.
- رفع الذيل ✅: تُرفع القطة ذيلها مع إنحناءة لأحد جوانب جسمها وتُظهر أعضائها التناسلية لجذب الذكور.
- الدوران ✅: تدور القطة حول نفسها لجذب انتباه الذكور.
- الاستلقاء ✅: قد تستلقي القطة على الأرض وتُظهر بطنها للذكور.
- الخروج المتكرر ✅: قد تخرج القطة من المنزل بشكل متكرر بحثاً عن شريك ( هذا أكثر ما يشكي منه المبتدئين ).
- فقدان الشهية ✅: قد تفقد القطة شهيتها خلال موسم التزاوج .
- احياناً تظهر سلوكيات عدوانية تجاه الذكر .
سلوك القطط الذكور عند التزاوج
القطط الذكور التي تكون جاهزة للتزاوج تظهر سلوكيات مميزة يمكن ملاحظتها بسهولة. من بين هذه السلوكيات:
- العدوانية : القطط الذكور قد تصبح أكثر عدوانية تجاه القطط الأخرى أو حتى تجاه البشر. هذا السلوك يكون ناتجاً عن رغبتهم في فرض سلطتهم وجذب الانتباه.
- الفرك بالأثاث : قد تلاحظ أن القطط الذكور تقوم بفرك جسمها على الأثاث أو الأسطح المختلفة، وهو سلوك يعكس محاولة لتحديد أراضيها وجذب الإناث.
- البحث عن الإناث : القطط الذكور تظهر اهتماماً شديداً بالقطط الإناث ويقومون بالبحث عنها بجدية، وقد يحاولون حتى الهروب إذا كانت هناك فرصة للعثور على قطة أنثى.
- الصراخ والمواء العالي : قد تلاحظ أن القطط الذكور تبدأ في إصدار أصوات صرخات أو مواء عالية، وهي محاولة لجذب الإناث والتأكيد على وجودها.
- الأصوات المستمرة : القطط الذكور قد تكون أكثر صرخاً خلال فترة التزاوج، حيث تستمر في إصدار أصوات بشكل متكرر.
- النشاط المفرط : القطط الذكور تصبح أكثر نشاطاً، حيث قد تراها تجري في المنزل أو تقوم بحركات غير معتادة. هذا النشاط الزائد يكون نتيجة لارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون.
- التجوال المستمر : قد تلاحظ أن القطط الذكور تجول في المنزل بشكل مستمر، وذلك بحثاً عن أي إشارة لوجود قطة أنثى.
سلوك القطط بعد الولادة
تتغير سلوكيات القطط بعد الولادة بشكل كبير. حيث تصبح حريصة جداً على حماية صغارها و أكثر ارتباطاً بهم. قد تصبح القطة أيضاً أكثر عدائية تجاه الغرباء أو الحيوانات الأخرى.
فيما يلي بعض التغييرات الملاحظة في سلوكيات القطط بعد الولادة :
- البحث عن مكان آمن لصغارها ✅: ستبحث القطة عن مكان هادئ ومظلم ومحمي لوضع صغارها فيه.
- تنظيف صغارها ✅: ستقضي القطة الكثير من الوقت في تنظيف صغارها لإزالة المشيمة والافرازات عنهم.
- الرضاعة الطبيعية ✅: ستطعم القطة صغارها كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
- حماية صغارها ✅: ستدافع القطة عن صغارها بشراسة ضد أي خطر محتمل.
اسباب تغير سلوك القطط
الأسباب الصحية
القطط تخفي آلامها بطبيعتها، لذا أي تغير في سلوكها قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية:
الألم أو المرض
- التهابات المسالك البولية: تسبب التبول خارج صندوق الرمل أو المواء المفرط أثناء التبول.
- مشاكل الأسنان: قد تؤدي إلى رفض الطعام، سيلان اللعاب، أو العض العشوائي.
- التهاب المفاصل: يجعل القط أقل حركة، يرفض القفز، أو يُظهر عدوانية عند لمسه.
- مشاكل الجهاز الهضمي: قد تسبب القيء المتكرر، الإسهال، أو تغير الشهية.
- الطفيليات: كالبراغيث أو الديدان قد تؤدي إلى الحكة، العض، وسلوكيات غريبة مثل الإفراط في تنظيف الفرو.
من مصادر الألم الشائعة والتي تؤدي إلى سلوك عدواني لدى القطط هي:
- ألم الأسنان.
- التهاب اللثة (التهاب اللثة).
- الخراجات.
- الجروح.
- التهاب المفاصل.
- الكسور.
- مشاكل الأذن.
- إجهاد و شد العضلات.
التغيرات الهرمونية
- البلوغ: يزيد العدوانية، محاولات الهروب، والمواء بصوت عالٍ بحثًا عن شريك.
- الحمل أو الولادة: تغيرات في الشهية، الحماية المفرطة لصغارها، أو عدوانية تجاه البشر.
الأسباب البيئية
- التغير في بيئة القطط قد يؤدي إلى ردود فعل سلوكية مفاجئة.
- الانتقال إلى منزل جديد: بعض القطط تصاب بالتوتر وقد تختبئ لعدة أيام حتى تتكيف مع المكان الجديد.
- تغيير ترتيب الأثاث أو إضافة أفراد جدد: قد يؤدي إلى التوتر، رفض استخدام صندوق الرمل، أو العدوانية تجاه الأشخاص الجدد.
- قلة التحفيز والملل: قد يُظهر القط سلوكيات مدمرة، مثل خدش الأثاث أو العض بسبب قلة الألعاب أو التفاعل.
- إدخال حيوان أليف جديد: قد يشعر القط بتهديد مكانته، مما يؤدي إلى سلوك عدواني أو انسحاب اجتماعي.
الأسباب النفسية والسلوكية
القلق والتوتر
- يحدث بسبب الضوضاء العالية، السفر، أو تغيير الروتين اليومي.
- علامات القلق تشمل الإفراط في تنظيف الفرو، الاختباء، أو التبول خارج الصندوق.
الاكتئاب
- ينتج عن فقدان شريك (قط آخر أو إنسان مقرب)، الإهمال، أو قلة التحفيز.
- تشمل العلامات قلة النشاط، النوم المفرط، وفقدان الشهية.
العدوانية
- قد تكون عدوانية موجهة نحو البشر أو الحيوانات الأخرى.
- أسبابها تشمل الخوف، الدفاع عن الموارد، أو الغيرة.
اضطرابات التعلق
- بعض القطط تتعلق بأصحابها لدرجة أنها تعاني من قلق الانفصال عند غيابهم.
- قد تظهر مواءً مفرطًا، خدش الأبواب، أو حتى فقدان الشهية.
الأسباب الغذائية
- الجوع أو سوء التغذية: نقص بعض العناصر الغذائية (مثل البروتين أو الفيتامينات) قد يؤدي إلى سلوكيات مثل مضغ الأسلاك أو العض.
- الحساسية الغذائية: بعض القطط قد تصبح عدوانية أو مضطربة عند تناول طعام يسبب لها الحساسية.
تعديل سلوك القطط
سنركز في مقالتنا على تعديل سلوك القطط العدواني و أسبابه، باعتباره يشكل السبب الرئيسي في تغير تصرفات القطط ويشكل خطراً على اعضاء الأسرة. ، خاصة تجاه الأطفال الذين قد لا يستطيعون التعرف على الإشارات الجسدية للقطة والتي تعتبر علامات تحذيرية لعدوانيتها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عضات وخدوش القطط مؤلمة جداً ويمكن أن تنقل بعض الأمراض.
سلوك القطط العدواني
سلوك القطط العدواني هو قيامها بتهديد أو فعل أي فعل ضار موجه نحو كائن آخر ( قد يكون حيوانًا أو بشر)، ويتجلى بأصواتها، وضعيات الجسم، تعابير الوجه، والهجمات. أيضًا قد تكون العدوانية استجابة طبيعية في بعض المواقف. فهي ليست بالضرورة حالة مرضية.
يمكن أن يحدث سلوك القطط العدواني لأسباب عديدة، وأحيانًا نتيجة مجموعة من الأسباب.
قد تظهر العدوانية عند بعض أنواع القطط عند بداية نضجها الاجتماعي (2-4 سنوات). وفي الغالب تكون الذكور أكثر ميلاً للعدوانية من الإناث.
نقص التهيئة الأجتماعية ( عدم تعرضها و اختلاطها بالبشر أو الحيوانات الأخرى خلال 7 أسابيع الأولى من العمر) من أبرز أسباب عدوانية القطط إضافة الى تعرضها لإساءة ما، إهمال، سوء التغذية المبكرة، زيادة عدد القطط في بيئة ذات مساحة ومصادر محدودة.
في أغلب الحوادث عادةً ما يعتبر سلوك القطط العدواني قراراً أخيرًا بالنسبة لها، حيث تفضل الهروب أو الاختباء أو التسلق إلى مكان مرتفع عند مواجهة الصراعات.
غالبًا ما يتم سوء فهم القطط التي تظهر سلوكًا عدوانيًا وتصنف بشكل غير منصف على أنها “شريرة”. ومع ذلك، فالقطط لا تحمل هذه الدوافع أو المشاعر المعقدة.
بالتأكيد، القطط ليس لديها “شخصية عدوانية”. فالمشاعر الأساسية التي قد تسبب السلوك العدواني عندها هي: الخوف، القلق، الألم، والإحباط.
غالبًا ما يكون سبب العدوانية غير المألوفة لدى القطط هو الألم، ويجب دائمًا أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار. غالبًا ما تكون هناك حاجة لفحص بيطري.
القطط التي تعاني من الحمى وارتفاع الحرارة غالبًا ما تكون عصبية وعدوانية، وقد تسبب نوبات المغص أو تهيج المعدة بسبب كرات الشعر ظواهر مشابهة، خاصة إذا تم لمس البطن، مثل عند حمل القطة.
في القطط الأكبر سنًا (أكثر من 7 سنوات)، قد يكون هناك احتمال لنشاط زائد في الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية). هذه الحالة غالبًا ما تسبب فرط النشاط والعدوانية، بالإضافة إلى أعراض أخرى.
يمكن أن تسبب مشاكل السلوك أيضًا العدوانية. يحدث ذلك نتيجة لتغيير في بيئة المنزل، إضافة حيوانات جديدة إلى المنزل أو الحي، أو تغييرات مفاجئة في الروتين.
أحيانًا يبدو أن السلوك يتغير بعد عودة القطة من مكان بعيد، مثل منزل تربية القطط أو المستشفى البيطري.
الأسباب النادرة للعدوانية تتضمن أمراض الكبد وأضرار الدماغ، وفي البلدان التي ينتشر فيها مرض داء الكلب.
التدخل المبكر لمعالجة هذا السلوك هو الأفضل، قبل أن يصبح سلوك قطتك العدواني عادة عندها.
العدوانية تجاه البشر
تحدث عدوانية القطط تجاه البشر أكثر من عدوانيتها تجاه القطط الأخرى. قد يكون السبب هو التأثير والتفاعل المباشر الكبير مع الأشخاص المعنيين، مما يجعل التعايش معها أكثر صعباً.
يشير العديد من الأشخاص الذين يتعاملون مع قطة عدوانية إلى أن القطة قامت بسلوك عدواني “بدون سبب”، ولكن بالتأكيد دائمًا هناك سبب كامن.
كما هو الحال مع جميع مشاكل السلوك، إذا كانت القطة تظهر سلوكًا عدوانيًا، فمن المهم أن يتم فحصها أولاً من قبل طبيب بيطري. فهناك عدد من الحالات المرضية التي يمكن أن تسبب السلوك العدواني، ويحتاج الطبيب البيطري إلى استبعاد هذه الأسباب قبل أي تشخيص آخر. على سبيل المثال:
- القطة التي تعاني من الألم سيكون لديها مستويات تحمّل منخفضة للغاية، وهذا سبب شائع جدًا للسلوك العدواني.
- القطط بارعة في إخفاء علامات الألم، لذلك يمكن أن يكون للألم غير المكتشف تأثير كبير على رفاهيتها.
إذا لم يتم العثور على سبب مرضي، فمن الأفضل اكتشاف الأسباب السلوكية الكامنة مع أخصائي سلوكي محترف.
العدوانية الناتجة عن الخوف
قد تخاف بعض القطط من البشر وتخشى الاقتراب أو التعامل معهم. فإذا لم تنجح تقنياتها الخاصة لتجنب الإقتراب منهم، فقد تلجأ إلى السلوك العدواني كوسيلة لإنشاء مسافة بينها وبين الشخص الذي تخاف منه.
يمكن للقطط أن تتعلم أن السلوك العدواني كوسيلة فعالة لجعل الناس يتركوها ولا يقتربوا منها
عادةً ما يحدث هذا النوع من العدوانية عندما تقترب القطة من شخص ما، ولكن ليس بشكل دائم.
في ملاجئ الإنقاذ بعض القطط تكون خائفة عند وصولها للمة الأولى، مما يؤدي إلى “تثبيط سلوكي” أو استجابة “التجمد” والانسحاب بسبب الإجهاد.
عندما تبدأ هذه القطط في التكيف، قد تبدأ بعضها في إظهار سلوك عدواني. هذا نتيجة لتحسن طفيف في الحالة العاطفية للقطة حيث تبدأ في محاولة السيطرة على بيئتها.
أحيانًا يتم الخلط بين هذا السلوك وبين “التملك” أو “الحماية”، خاصةً إذا أظهرت القطة سلوكًا عدوانيًا بالقرب من مكان اختبائها.
يمكن توفير أماكن إضافية للاختباء وإجراءات لتقليل الإجهاد لمساعد القطة على التكيف.
السلوك العدواني الناتج عن اللعب بشكل خاطئ

السبب الشائع الآخر للعدوانية تجاه البشر هو أن القطط تعلمت عندما كانت صغيرة أن هذا التصرف هو وسيلة جيدة للتفاعل مع البشر.
في حياتها البرية، تبدأ القطط الصغيرة باللعب كوسيلة لممارسة سلوكيات الصيد. في البداية، يتم توجيه هذا السلوك إلى جميع أنواع الأشياء، ولكن مع نموها، تقوم الأمهات بتوجيه سلوكهن نحو فرائس مناسبة.
تظهر غريزة اللعب عند القطط وتصل إلى ذروتها في مرحلة مبكرة من عمرها، ثم يتم استبدال اللعب بأنشطة الصيد بحلول الأسابيع ( 10-12 )والإقتتال الاجتماعي بحلول الأسبوع( 14).
في البيئة المنزلية، غالبًا ما يرتكب الناس خطأ اللعب مع القطط الصغيرة باستخدام أصابعهم أو تحريك أقدامهم تحت الغطاء. على الرغم من أن هذا قد يكون ممتعًا مع قط صغير، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات اللعب ذات الطابع الصيدي نحو المالك، هذا التعلم ومع بلوغها وكبرها سيكون مؤلمًا للبشر ويصبح من الصعب التعايش معها.
يشكل هذا النوع من السلوك (لعدواني الناتج عن اللعب بشكل خاطئ) نسبة كبيرة من مشاكل السلوك.
غالبًا ما يبدو هذا النوع من العدوانية وكأنه “كمين حربي 🤣”، حيث تنتظر القطة حتى تهاجم عندما يمر شخص ما. من وجهة نظر المالك، قد يبدو السلوك وكأنه “مفاجئ” أو “غير مستفز”، لأنهم لم يلاحظوا القطة في وضعية الاستعداد للصيد.
القطط التي يتم فطامها مبكرًا وتربيتها على بدائل الحليب قد لا تتعلم أبدًا تهدئة استجابات اللعب، إذا لم يتم تعليمها وهي بالمراحل العمرية الأولى كيفية تنظيم استجاباتها، فقد لا تتعلم كيفية إخفاء مخالبها أو تثبيط عضاتها.
القطط التي تظهر هذا النوع من السلوك غالبًا لا يكون لديها الكثير من الأشياء الأخرى للقيام بها في بيئتها. يجب توفير أشياء مناسبة للهجوم (هناك العديد من الألعاب المناسبة المتاحة).
يجب قضاء وقت في اللعب مع القطة، ولكن يجب أن تكون الألعاب بعيدة عن الجسم (على سبيل المثال، باستخدام ألعاب “صنارة الصيد”).
يمكن قضاء جلسات لعب متعددة خلال اليوم، مما يسمح للقطة بالإمساك و”قتل” اللعبة، يمكن أن يساعد هذا في تحفيزها عقليًا.
من الأفضل عند اللعب معها البقاء ساكنًا تمامًا وعدم إصدار أي صوت. قد يبدو هذا صعبًا، لكن أي حركة أو صراخ سيحفز القطة على العض أو الخدش أكثر، حيث إن هذا ما ستفعله مع “فريسة طبيعية”.
البقاء ساكنًا سيجعل القطة تفقد الاهتمام بسرعة، وبعد ذلك يمكن الابتعاد. إعادة توجيه السلوك إلى لعبة صنارة الصيد بعيدًا عن الجسم. يجب اتباع هذا النهج باستمرار من قبل الجميع في المنزل.
العدوانية الإقليمية
القطط إقليمية للغاية، أكثر بكثير من الكلاب. تحدث العدوانية الإقليمية عندما تشعر قطة أن منطقتها قد تم غزوها من قبل قط دخيل.
اعتمادًا على المكان الذي تقضي فيه قطتك وقتها، قد تعتبر حيّك بأكمله كمنطقة لها. يمكن أن تكون القطط الإناث إقليمية تمامًا مثل الذكور.
تشمل أنماط السلوك في هذا النوع من العدوانية مطاردة القط الدخيل وعمل كمائن له، بالإضافة إلى الفحيح والضرب عند حدوث الاتصال.
غالبًا ما تحدث المشاكل الإقليمية عندما يتم إدخال قطة جديدة إلى المنزل، أو عندما تصل قطة صغيرة إلى سن البلوغ، أو عندما تواجه قطة جيرانها.
العدوانية الأمومية
من الطبيعي أن تكون القطط الأم بحالة حماية لصغارها. لحسن الحظ، معظم امهات القطط اجتماعية جدًا وستكون متقبلة للأشخاص الذين يقتربون منها ويتعاملون مع صغارها. ومع ذلك، يمكن أن تصبح بعض الامهات عدوانية أثناء حماية صغارها بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل والولادة.
إذا كانت الامهات ضعيفة التنشئة الاجتماعية سيكون احتماية عدائيتها كبيراً وبالتالي تشعر بالإجهاد بسبب وجود الناس.
يجب إتخاذ تدابير تقليل الإجهاد بما في ذلك استخدام رشاش الفيرومونات مثل FELIWAY لتقليل الإجهاد الذي تشعر به الام، وكذلك توفير مكان آمن، هادئ وخاص للولادة.
العدوانية الأضطرارية
تحدث العدوانية الأضطرارية عندما تصبح القطة مستثارَة أو مضطربة بشدة، غالبًا بسبب رؤية قطة أخرى لا يمكنها الوصول إليها، ثم تعيد توجيه هذا الإحباط نحو شخص بريء عادةً 😕. قد يكون هذا السلوك موجهًا نحو البشر، القطط الأخرى، الحيوانات الأليفة الأخرى، وأحيانًا و نادرًا نحو نفسها.
مثال شائع: عندما ترى قطة من المنزل قطة حيّ في الخارج تبدأ في الشعور بالاضطراب. يمكن أن تظل القطط في حالة إثارة عالية لعدة ساعات، وقد لا يكون واضحًا للمالك أن الحالة العاطفية للقطة كانت نتيجة رؤية قطة أخرى، والتي قد لا تكون موجودة بعد هذه الرؤية للقطط الأخرى.
إذا حاول مالك القطة مداعبة قطته أو حتى المشي بجانبها وهي في هذه الحالة، فقد تهاجم المالك فجأة. هذه هي الحالة التي يصف فيها المالكون سلوك قططهم بأنه “مستفز”.
العدوانية تجاه القطط الأخرى

من المستحيل تقدير مدى تحمل أي زوج أو مجموعة معينة من القطط لبعضها البعض. فبعض القطط إقليمية بشكل غير عادي، وقد لا تتأقلم أبداً مع مشاركة منزلها، وقد يكون من الأفضل لها أن تعيش في عائلة مكونة من قطة واحدة.
يمكن حل العديد من المشاكل العدوانية بين القطط بشكل جيد. لكن للقيام بذلك، قد تحتاج إلى المساعدة، سواء من الطبيب البيطري أو من متخصص في سلوك الحيوانات لديه معرفة بسلوك القطط.
قد لا تصبح القطط التي تعاني من مشاكل عدوانية أصدقاء من القطط مقربين أبداً، ولكن يمكنها غالباً أن تتعلم تحمل بعضها البعض مع حد أدنى من الصراع. سيتطلب العمل على مشاكل العدوانية بين القطط العائلية وقتًا والتزامًا منك. لا تستسلم دون استشارة الخبراء المناسبين.
تُشير العدوانية تجاه القطط الأخرى إلى التفاعلات العدوانية بين القطط، كالزمجرة، الهسهسة، البصق، الهجوم، المطاردة، والعض.
اسباب العدوانية تجاه القطط الأخرى
هذا السلوك يكون أكثر واضحًا عند عمر 2-4 سنوات أو عندما تصبح القطط ناضجة اجتماعيًا.
غالبًا ما يتبع العدوانية تجاه القطط الأخرى سلوكيات الانسحاب وزيادة المسافة الفاصلة عن القطط.
العدوانية بين القطط مشكلة شائعة جدًا. يتم التقليل من تأثير هذه المشكلة على الحالة العاطفية ومستويات الإجهاد لدى القطط بشكل متكرر من قبل مالكي القطط.
على الرغم من أن القطط يمكن أن تكون اجتماعية في بعض الظروف، إلا أنها غالبًا ما تشعر بالتهديد من القطط البالغة غير المألوفة.
أكثر أسباب هذا النوع من العدوانية:
- قد يكون هذا السلوك جزءًا من مجموعة السلوكيات الطبيعية للقطط.
- نتيجة لحالات مرضية.
- القطط الذكور غير المعقمة أكثر عرضة للإقتتال مع القطط الأخرى في البيئة خارج المنزل حول المنطقة الإقليمية الخاصة بها والتنافس على الشريك أثناء موسم التزاوج (التنافس على الشريك يشمل عادةً العدوانية بين الذكور فقط).
- غالبًا ما يكون اساس هذه العدوانية هو النزاعات داخل مجموعات القطط. قد تحدث أيضًا بين القطط غير المعروفة لبعضها البعض. إضافة إلى عوامل مرتبطة بالخوف، الدفاع، والإقليم.
- يمكن أن تصبح العدوانية أكثر شيوعًا مع زيادة عدد القطط في المنزل وقلة المساحة الخاصة بكل قطة.
- بسبب إضافة قطة جديدة الى القطط الموجودة بالمنزل أو اضطراب في المنزل مثل الانتقال، المرض، أو دخول أحد القطط المسشفى البيطري ( غياب إحدى القطط).
- ممكن أن تحدث العدوانية كاستجابة إقليمية، أو بسبب الخوف أو القلق.
لهذا السبب، لا ينبغي وضع القطط التي لا تعرف بعضها معًا في منزل واحد يجمعهما معاً، ويُوصى بأن تكون الأقفاص مزودة بحواجز صلبة وغير شفافة بينها.
مخاطر العدوانية تجاه القطط الأخرى
- قد تختلف الاستجابة العدوانية في شدتها وربما في تواترها ولا تحدث دائمًا في نفس الظروف.
- غالبًا ما تتبع استجابات العدوانية سلوكيات الانسحاب وزيادة المسافة عن القطط.
- قد يقوم أحد القطط (المعتدي) بمراقبة القطة الأخرى، ويمكن أن تختبئ الضحية. قد يبدأ ذلك كهجوم منقول من قطة إلى أخرى ويستمر بسبب سلوك الضحية الذي يشمل الهسهسة، الزمجرة، والفرار.
- قد تكون العدوانية نتيجة غياب أحد القطط من المنزل (زيارة العيادة البيطرية أو دخول المستشفى) أو بإضافة قطة جديدة.
- قد تحدث العدوانية أيضًا عندما يتم التنافس على الموارد(اطباق الطعام – اللتربوكس) داخل المنزل.
- قد تحدث السلوكيات العدوانية تجاه القطط الأخرى التي تدخل إلى إقليم القطة المنزلية ويتم التعبير عنها كاستجابات عدوانية (عند النوافذ والأبواب).
- إذا حدثت العدوانية بين القطط خارج المنزل، فإنها غالباً بسبب التنافس على الإقليم أو الشريك (في موسم التزاوج).
- يمكن أن تكون العدوانية بين القطط ظاهرة ومخفيّة. العدوانية الظاهرة تتضمن: التحديق، الهسهسة، و وضعيات الجسم (بما في ذلك التغيرات في انتصاب الشعر، وضعيات الذيل، شكل الأذنين، شكل وتوسع الحدقات، وضعية الظهر والأرداف، والعلامات الوجهية). بينما العدوانية المخفية تتضمن: التحديق والإزاحة السلبية للضحية من أي بيئة تحتلها أو منع الضحية من الوصول إلى مناطق معينة.
- قد يكون وضع العلامات (بالتبول أو رائحة الغدد) من قبل المعتدي أو الضحية جزءًا من التفاعلات الاجتماعية العدوانية. قد تكون هذه العدوانية سببًا لسلوك التبول خارج الصندوق.
تعديل سلوك العدوانية تجاه القطط الأخرى
- فصل القطط: يتم فصل القطط باستثناء فترة التعارف بين القطط، ويجب دائمًا الإشراف عليهما عندما تكونان معًا.
- تبديل صناديق الرمل: قد يكون من المفيد تبديل صناديق الرمل بين القطط لمساعدتهما على التعرف على بعضهما البعض.
- إنشاء بيئة للرائحة مشتركة بين القطط: يمكن تحقيق ذلك عن طريق فرك القطط بمناشف وتبادلها بين القطط لخلط روائحهم.
- استخدام القفص كوسيلة تعريف: يتم وضع قطة واحدة في القفص بينما تكون القطة الأخرى حرة في الغرفة. الهدف هو السماح للقطط بالراحة مع وجود بعضها البعض (كلا من الرؤية والرائحة). عادةً يكون من الأفضل وضع المعتدي في القفص والضحية حرة. يسمح ذلك للضحية بضبط المسافة حسب مستوى راحتها والتحرك في وجود المعتدي.
- إدخال القطط باستخدام حاملات: إذا كانت القطط غير مرتاحة عندما تكون إحداها حرة، يمكن وضع كلتا القطط في حاملات للتعارف. يتم استخدام الطعام أيضًا في هذه التقنية لتهدئة القطط ومكافأة السلوك المرغوب فيه.
دراسة حالة
السلوك العدواني تجاه البشر: قطة عمرها 6 سنوات تم إحضارها إلى المركز بسبب سلوكها العدواني تجاه المالكين، خاصةً عند محاولة التعامل معها أو اللعب معها.
الخطوات المتخذة:
1. الفحص الطبي: تم فحص القطة للتأكد من عدم وجود ألم أو مشاكل صحية تسبب العدوانية.
2. التقييم السلوكي:
- تم تحديد أن القطة قد تكون تعاني من الخوف أو الإحباط نتيجة لسوء الفهم بين القطة والمالكين.
- المالكين كانوا يحاولون “معاقبة” القطة عندما تظهر السلوك العدواني، مما زاد من شعورها بالتهديد.
3. التدابير المتخذة:
- تم تقديم برنامج لإزالة الحساسية (Desensitisation) لمساعدة القطة على الشعور بالأمان حول البشر.
- تم تدريب المالكين الجدد على كيفية التعامل مع القطة بلطف وعدم إجبارها على التفاعل.
- تم توفير ألعاب صيد السمك (fishing rod toys) لتحفيز القطة على اللعب دون الحاجة إلى الاقتراب منها.
النتيجة:
- بعد شهر من التدريب، أصبحت القطة أكثر استرخاءً وأقل عدوانية.
- المالك الجديد أفاد أن القطة بدأت تبدي علامات الثقة وتستجيب بشكل إيجابي للتفاعل.
المصادر
Understanding your cat’s behaviour
23 wonderfully weird cat behaviors: odd feline phenomena explained
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم