عدوانية القطط مشكلة معقدة ومزعجة لأصحابها. فالقطة العدوانية يمكن أن تكون خطرة جدًا، خاصة تجاه الأطفال الذين قد لا يستطيعون التعرف على إشاراتها الجسدية التي تعتبر علامات تحذيرية للعدوانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عضات وخدوش القطط مؤلمة ويمكن أن تنقل بعض الأمراض.
أنواع العدوانية ليست حصرية بنوع معين. قد تظهر قطتك أكثر من نوع واحد من العدوانية، ومع ذلك، هناك بعض المبادئ العامة التي تنطبق على جميع الأنواع والمستويات من عدوانية القطط.
التدخل المبكر لتعديل هذا السلوك هو التصرف الأفضل، قبل أن يصبح سلوك قطتك العدواني عادة. لذلك تابع قراءة المقال حتى تتعرف على خطوات تدخلك المبكر لتعديل هذا السلوك وكسب ثقة وتفاهم قطتك.
ماهي عدوانية القطط؟
عدوانية القطط هي قيامها بفعل تهديدي أو فعل ضار موجه نحو كائن آخر وتظهر بسلوكيات شتى كالأصوات ، وضعيات الجسم ، تعابير الوجه ، والهجمات.
لعدوانية القطط نوعان ، عدوانية هجومية للحصول على مورد ما، وغالبًا ما ترتبط بالوضع الاجتماعي للقطط أو العدوانية بين الذكور ، والعدوانية الدفاعية من قبل القطة الضحية تجاه قط آخر والذي يُنظر إليه كمصدر للإثارة والتهديد ، تنتج العدوانية الدفاعية عن الخوف ، الدفاع عن الإقليم ، العدوانية المتعلقة بالألم أو الإحباط، والعدوانية الأمومية.
العدوانية ليست بالضرورة حالة مرضية ولكن بعض الحالات المرضية ترتبط بزيادة في العدوانية بسبب تأثيرها على الجهاز العصبي المركزي ، أو الحالات الحية المسببة للألم أو انخفاض وظائف الحواس وبالتالي حدوث العدوانية.
قسم كبير من سلوك القطط الطبيعي يتأثر بشدة بالتاريخ الاجتماعي المبكر والتعرض للبشر والحيوانات الأخرى ، الجنس ، السياق الاجتماعي ، التعامل ، الشخصية ، والعديد من العوامل الأخرى.
تظهر العدوانية لدى بعض الأنواع عند بداية النضج الاجتماعي (2-4 سنوات) وقد تكون القطط الذكور أكثر سلوكاً عدوانياً من الإناث.
اسباب عدوانية القطط
معظم اسباب عدوانية القطط هي نتيجة التفاعل بين العوامل البيئية والجينية والخبرات السابقة للقطط (التعلم والتدريب).
الحالات الصحية المرضية مثل التوكسوبلاسموزيس، مشاكل الأوعية الدموية، اعتلال الدماغ الكبدي، التهاب الدماغ، الورم السحائي، التسمم بالرصاص، التهاب المفاصل، عجز السمع أو البصر، فرط نشاط الغدة الدرقية، الصرع، أمراض الجهاز البولي السفلي في القطط، فيروس نقص المناعة في القطط، وداء الكلب جميعها من اسباب عدوانية القطط ايضاً.
بالإضافة إلى أن استخدام بعض الأدوية بغرض المعالجة لبعض الحالات المرضية مثل العوامل المخدرة والكورتيكوستيرويدات أيضًا من اسباب عدوانية القطط.
قطتي عدوانية معي
أحياناً قد تكون العدوانية مع اصحابها بسبب مشكلة صحية ، لذا زيارة قطتك إلى الطبيب البيطري لإجراء يعض الفحوصات البدنية والاختبارات التشخيصية سيكون خطوة باتجاه معرفة الاسباب الرئيسية لعدوانيتها.
هنا ارتباط وثيق بين العدوانية والحالات المسببة للألم مثل التهاب المفاصل وأمراض الأسنان ، وكذلك بعض حالات الجهاز العصبي المركزي وفرط نشاط الغدة الدرقية.
غالبًا ما يؤدي تخفيف حدة المشاكل الصحية الكامنة إلى تعديل السلوك العدواني تجاهنا نحن البشر. فبمجرد استبعاد الأسباب الصحية ، سيكون من المهم تحديد نوع العدوانية التي تظهرها قطتك لوضع استراتيجية لتصحيح هذا التصرف ، وصولاً إلى الحل النهائي.
أحيانًا تقوم قطتي الصغيرة بعضي وخدشي عند اللعب معها. مع علمي أن القطط الصغيرة تحب اللعب، لكن هجماتها اصبحت مؤلمة.
عض وخدش القطط أثناء اللعب هما سلوك نموذجي للعدوانية المرتبطة باللعب ، وهو سلوك شائع جدًا في القطط الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
تتعلم القطط الصغيرة التي نشأت مع أخواتها في المنزل كيفية العض والخدش بشكل خفيف وغير مؤلم ( هي تدرك من خلال التجارب أن اللعب الخشن يسبب الألم لأخواتها، مما يؤدي إلى انتقام اخواتها منها أو توقف اللعب معها).
بالتالي ، غالبًا ما يتم ملاحظة العدوانية المرتبطة باللعب في القطط التي لم تربى مع قطط أخرى معها، أو تلك التي تعاني من نقص التحفيز الذهني ، أو تفتقر إلى مخرجات اللعب المناسبة.
يمكن التعرف على عدوانية القطط المرتبطة باللعب عادةً من خلال وضعية جسم القطة. فذيل القطة الذي يتحرك ذهابًا وإيابًا ، والأذنين منتصبتان فوق الرأس، وتوسع الحدقة (الجزء الأسود من العين). هذا النوع من الوضعيات قد يتطور عادةً من اللعب الطبيعي ويُتبع بالعض والخدش.

القطط التي تتبع الأجسام المتحركة، مثل يديك وقدميك ، يظهر ليها أيضاً عدوانية مرتبطة باللعب. غالبًا ما تقوم القطط العدوانية بالاختباء ثم تقفز لتهاجمك عندما تمر بالقرب منها.
على سبيل المثال ، إن كانت قطتك الصغيرة تميل إلى الاختباء تحت سريرك والقفز عند استعدادك للنوم. من خلال توقعك لهذا الأمر ، وتشجيع اللعب معها قبل هجومها، قد تستطيع السيطرة على هذا السلوك.
تعليق جرس على الطوق حول رقبة قطتك سيخبرك بمكان وجوده. قد تحتاج أيضاً إلى حرمانها من الوصول إلى أماكن الاختباء المفضلة لديها لإيقاف هذا السلوك.
تقنية أخرى لإدارة وتعديل هذا السلوك، هي استخدام الرادع الصوتي، مثل الصفير البشري، أو تيار من الهواء المضغوط. يجب استخدام هذه الوسائل خلال الثواني الأولى من بداية هجومها لإرباكها، وليس لتخويفها، ولجعلها تتوقف عن سلوكها هذا.
لا تقم بالعقاب الجسدي لقطتكا، حتى ولو كانت ضربة خفيفة على أنفها. فألم الضرب يمكن أن يؤدي إلى سلوك أكثر عدوانية ، وستخاف قطتك منك وستبقى ميالة دائماً للابتعاد عنك.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تفسر قطتك أي تواصل جسدي معها على أنه لعب، مما يعني بالنسبة لقطتك الصغيرة المتهورة على أنه مكافأة منك لهذا السلوك. لذلك مجرد المشي بعيدًا عنها وتجاهلك أياها هو أكثر فعالية ، و يعلمها أن نتيجة اللعب الخشن من طرفها هي عدم اللعب معها.
يجب أن تكون جميع ألعاب قطتك بعيدة عن يديك، بحيث لا يكون لدى قطتك أي فرصة لعضك أو خدشك. على سبيل المثال:
- قم بإلقاء أجسام متحركة مثل كرات بينج بونج، الجوز، أو كرات من رقائق الألومنيوم لقطتك لمطاردتها.
- وفر لها أماكن للتسلق، أعمدة خدش، وألعاب كرة تستطيع الحصول على طعام منها عند تحريكها.
- اشترِ لعبة صيد ذات ريش في نهايتها لتتدلى أمام قطتك.
قطتي عدوانية مع الزوار الجدد إلى المنزل
علامات على العدوانية هذه ناتجة عن الخوف، وهي سلوك دفاعي تجاه المحفزات غير المألوفة بالنسبة للقطط، مثل الناس الغرباء ، الحيوانات الاخرى، والأصوات العالية او المفاجئة.
يمكن أن تؤدي التجارب غير السارة للقطط 😒، مثل زيارة عيادة الطبيب البيطري، أيضًا إلى إثارة العدوانية الناتجة عن الخوف.
تصدر القطة التي تسلك هذا النوع من العدوانية صوت هسهسة، وتكشف عن أسنانها، وتجلس منخفضة مع ذيلها وأرجلها المطوية تحت جسدها. أذناها مسطحتان منتصبتان، وتتوسع حدقتها، ويصبح شعر فراءها منتصبًا.
إدارة هذه المشكلة يجب تحديد، وإذا أمكن، تجنب المحفزات التي تثير خوف القطط. يمكنك تجربة برنامج تدريبي تدريجي، حيث يتم تعريض قطتك لهذه المحفزات على مسافة آمنة لفترات زمنية قصيرة، ثم مكافأتها بحلوى غذائية مقابل سلوكها الغير العدواني.
على سبيل المثال، إذا كانت قطتك تخاف من الرجال، قد يقف رجل على مسافة لا تثير السلوك العدواني في قطتك. كافئ قطتك مقابل هدوئها. مع كل جلسة، يتحرك الرجل لمسافة أقرب إليها، ستتعلم القطة تدريجيًا ربط وجود الرجل بوجبة خفيفة لذيذة.
هناك شيئان مهمان لا ينبغي القيام بهما مع عدوانية القطط بسبب الخوف:
- لا تهدئها. الكلمات اللطيفة والمداعبة تنقل موافقتك على سلوكها غير المناسب.
- يجب ألا يتراجع الزوار أو يظهروا الخوف أمام قطة عدوانية بسبب الخوف، لأن ذلك يعلم القطة أن سلوكها يمكن أن يجعل الزوار غير المرغوب فيهم يذهبون.
مع الحلول الممكنة لمعالجة هذا النوع من العدوانية تبقى الاستراتيجية الأفضل هي إبداء عدم الاهتمام بها عن سلوكها هذا التصرف.
قطتي تهرب الى خارج المنزل لإصطياد الفئران والطيور

للقطط رغبة طبيعية وغريزية في اصطياد الفرائس، تتمثل هذه العدوانية الافتراسية في تتبع الفريسة، ملاحقتها، والهجوم عليها.
يختلف سلوك الصيد عن أشكال العدوانية الأخرى التيتقوم بها القطط بنية تخويف أو تهديد حيوان آخر ويعتبر معظم مالكوا القطط مستوى معينًا من سلوك الصيد و الافتراس ( قطط تصطاد فأر ) سلوكًا طبيعيًا للقطط ولا يتطلب تدخلًا.
عندما تكون نتائج هذا السلوك الافتراسي غير مقبولة اجتماعيًا ( قطة تصطاد هامستر أليف أو افتراس القطط للطيور) يصبح مالكوا القطط المالك قلقون و يلجأون لطلب المساعدة.
يمكن ملاحظة السلوك الافتراسي عند القطط في أي عمر بعد أن تصبح قادرة جسديًا على القيام به (نمو وتطور الحواس وحركات ومهارات الصيد).
تبدأ القطط الأنثى بإحضار الفريسة إلى أعشاشها ( في تصرف غريزي يحاكي حياتها البرية ) عندما تكون القطط الصغيرة بعمر حوالي 4 أسابيع لتتدرب على مهاراتها.
بالطبع هذا السلوك غير مناسب خاصةً عندما تسلك غريزتها الطبيعية الموجهة نحو البشر، ويمكن أن يكون مزعجًا عندما يكون موجهًا نحو الحيوانات خارج منزلك أو الحيوانات الأليفة الأخرى الصغيرة داخل المنزل.
تُظهر القطة التي تبحث عن فريسة وضعيات الجسم الخاصة بالصيد. فهي تمشي متسللة ورأسها منخفض وذيلها متعرج، وتهاجم عندما تكون الفريسة في متناول مرماها.
نظرًا لأن هذا السلوك غريزي عند القطط، فمن الصعب جدًا السيطرة عليه. ومع ذلك، هناك بعض الاستراتيجيات الفعالة لغدارته و التخفيف منه.
إذا أظهرت قطتك سلوك عدواني افتراسي تجاه الحيوانات الأليفة الأخرى في المنزل مثل الهامستر، أو طيور الزينة، فمن المنطق أن تمنعها أولاً من الوصول إلى تلك الحيوانات (ابقائها داخل المنزل).
إذا كنت لا تود أن تخرج قطتك خارج المنزل لتصطاد، فحاول إبقائها في الداخل واستخدام حاويات القمامة المغلقة بإحكام لمنزلك.
طوق القطط حول رقبتها ممتاز لجعل قطتك تتعثر في سلوكها هذا ، لكن يجب الإنتباه لحقيقة أن القطط الصغيرة والكبيرة لها آذان حساسة جدًا. ويمكن أن يكون الطوق (وخاصة إذا أُرفق معه الجرس) مزعجًا جدًا لقطتك.
تم إثبات أن وضع جرس على طوق قطتك الصغيرة أو الكبيرة لن يمنعها من محاولة إصطياد الطيور أو الفئران. لذا يرجى إزالة أي جرس من طوق قطتك لقلة اهميته وحفاظاً على إحساسها المرهف.
نظرًا لأن معظم سلوك القطط الافتراسي يستهدف بشكل خاص الحياة خارج المنزل فلا يملك المالكون سيطرة عليها أو سيطرة محدودة جدًا، لذا فإن محاولات تعديل هذا السلوك تتضمن بشكل اساسي تقييد الوصول للخارج و هي الاستراتيجية الأكثر نجاحًا.
قطتي تصرخ وتهسهس عندما أحملها لإعطائها الدواء
قد تظهر القطة التي لا تحب أن تُلمس في منطقة مؤلمة عدوانية ناتجة عن الألم في محاولة منها لإيقافك عن التعامل معها.
يمكن أن يكون سلوك القطط هذا مرتبطًا أيضًا بتجارب مؤلمة في الماضي. على سبيل المثال، قد تستمر القطة التي علُق ذيلها ذات مرة بين مصراعي الباب في رفض أي محاولة منك للمس ذيلها لفترة طويلة حتى بعد اختفاء الألم.
بالطبع سيكون تخفيف الألم هو أفضل طريقة لإدارة هذه المشكلة. ومع ذلك، وكما هو الحال مع القطة المصابة بالتهاب المفاصل ( التهاب مؤلم جداً للقطط و خاصة القطط الكبيرة )، قد تحتاج إلى التعامل مع قطة مصابة بالألم من أجل علاجها وإعطائها دوائها.
تعامل معها بلطف قدر إمكانك، وارتدي القفازات الواقية من عضات القطط إذا لزم الأمر، وأعطها المكافآت الغذائية حتى تربط لمسك بمكافأة لذيذة.
إذا أظهرت سلوكًا عدوانيًا أثناء التعامل معها، لا تقم بمكافئها بالكلمات اللطيفة والمداعبة، فهذا يفسر عندها على أن السلوك العدواني هو تصرف مقبول.
قطتي الجالسة على حافة النافذة تتهجم عليّ دون أن استفزها

عادةً ما يحدث التصرف من القطط عندما يتم تحفيزها بواسطة محفز خارج المنزل، كحيوان آخر في الخارج أو شخص آخر من خارج المنزل حاول التواصل معها.
قد يكون العصفور الذي قد شاهدته وهي جالسة امام زجاج النافذة هو من قام بتحفيزها، لكن صاحبها الذي لم يكن على علم بذلك أصبح الضحية بدلاً من ذلك العصفور.
تُظهر القطة التي تعاني من هذا السلوك شعراً منتصبًا، ويتحرك ذيلها بقوة، وتتوسع حدقاتها.
يجب عليك تجنب القطة حتى تهدأ. يمكن أن يؤدي التفاعل معها إلى إصابتك بخدش من مخالبها، وأي انتباه منك باتجاهها، بما في ذلك العقاب، قد يشجع سلوكها هذا.
لمعالجة و تعديل سلوكها قد تحتاج إلى عزل قطتك بكل لطف في غرفة هادئة ومظلمة لفترة زمنية قصيرة ( استخدم بطانية مطوية سميكة أو لوحة لحماية نفسك من الإصابة إذا لزم الأمر).
بشكل دوري، ادخل إلى الغرفة، وأشعل الإنارة فيها، ثم ضع لها وعاء من الطعام. مع كل هذا ولا تزال قطتك عدوانية، أطفئ الضوء وغادر الغرفة. إذا لاحظت بقائها هادئة، امنحها الاهتمام والمديح الصوتي.
إذا أظهرت قطتك هذا التصرف تجاه قطة أخرى في المنزل، أعد تقديم وتعريف القطة الثانية لها ببطء بعد أن تهدأ قطتك العدوانية.
ضع القطط في طرفي الغرفة المتقابلين وأطعمهم، إذا لزم الأمر، يمكنك وضع كل قطة في حامل للحفاظ على سلامتهم. هذا سيسمح لكلا القطتين بربط الطعام بوجود القطة الأخرة.
هذه التقنيات الخاصة بتعديل هذا السلوك مهمة للحفاظ على الانسجام بين القطط في المنزل، إذا استمر حدوث هذا النوع من العدوانية وبشكل متكرر، ستشهد صراعات طويلة بين قططك كلما كانوا معًا.
قد تتمكن من منع عدوانية القطط هذه إذا تمكنت من تحديد المحفز الذي يثيرها. ومع ذلك، إذا كان المحفز هو ضوضاء أو رائحة أو مشهد خارجي، قد تحتاج إلى حجب قطتك لمشاهدة العالم الخارجي.
يمكنك وضع شريط لاصق على حافة النوافذ. الستائر أيضًا فعالة كوسائل لردعها عن العالم الخارجي.
يمكنك منع الحيوانات خارج المنزل من الاقتراب من منزلك عن طريق تركيب رشاشات مياه تعمل بالحركة، وإزالة حبوب الطيور التي تجذبها لمنزلك، واستخدام حاويات قمامة مغلقة بإحكام.
أخيرًا، يمكنك إفشال العدوان بين القطط عن طريق إرباكهم فورًا باستخدام مرش مياه أو هز برطمان يحتوي على عملات معدنية. هذا النوع من العقاب البعيد يحميك من الإصابة، وإذا كان متسقًا، قد يثني عن المزيد من الهجمات بين القطط.
تهاجمني وتهرب مني عندما احاول الإهتمام بها
تُظهر القطة التي تعاني من العدوانية الناتجة عن اللمس أنها تبحث عن الاهتمام، ولكن في مرحلة ما و أثناء التدليل، تتصرف وكأنها قد تجاوزت حدودها ( غير مؤدبة)، ثم تهاجم.
على الرغم من أن جسمها المشدود، وأذنيها المنتصبتين، وذيلها المتحرك هي علامات تحذيرية نموذجية تظهرها القطة قبل الهجوم، يجب على أصحاب القطط العلم بالعلامات الخاصة بكل قطة. الأطفال الصغار معرضون للخطر بشكل خاص لهذا النوع من العدوان لأنهم بكل بساطة غير قادرين على قراءة لغة جسد القطة.
للتعامل مع هذه المشكلة، عليك معرفة كيفية التعامل مع قطتك. حاول حمل أو لمس قطتك فقط عندما تأتي إليك، تجنب التعامل غير المرغوب فيه، العقاب الجسدي، أو حمل قطتك وهي تأكل طعامها. عند تدليل قطتك، لا تستخدم الكبح الجسدي، قد يزيد من قلقها وخوفها.
يمكنك تقليل عدوان قطتك الناتج عن اللمس باستخدام بعض التكتيكات: اجذب قطتك إلى حضنك بمافأة لذيذة، وامسح على جسدها بلطف.
مباشرة وعند ملاحظتك علامات التحذير العدوانية التي بدأت قطتك تظهرها، ضعها على الأرض مع مكافأة عند سلوكها الهادئ. زد تدريجيًا من مدة وقت تدليلها، وستتعلم قطتط أن التفاعلات الهادئة معها تليها مكافآت🍖.
أصعب جزء في التعامل مع العدوانية الناتجة عن اللمس هو قبول أن لقطتك حدود لما يمكنها تحمله و تقبله. قد لا تكون قطتك محبة للتواصل الجسدي معها، لكن يمكنها أن تتعلم التفاعل معك بدون عنف منها.
قطتي تصدر أصواتًا وتهسهس عندما أحاول نقلها عن سريري
هذه القطة تحاول السيطرة على الوضع من خلال السلوك العدواني الناتج عن الحالة. من أمثلة هذا السلوك: القطط التي تمنع فتح الأبواب، أو تطلب الانتباه من صاحبها أو من قطة أخرى عن طريق عضهم أو الهجوم عليهم أثناء مرورهم، غالبًا بمخالب غير مخفيّة.
علامات هذا النوع من العدوانية تحريك الذيل، أذنين مسطحتين، توسع الحدقات، الزمجرة، والهسهسة.
للتعامل مع هذه القطة، يجب على المربين تجاهل مطالبة القطة للعب معها ، طلبها للطعام والاهتمام. يجب أن تُمنح هذه المكافآت فقط عندما تكون القطة مسترخية.
يكون ذيل القطة المسترخية للأعلى، وحدقات عيونها عادية الحجم، ولا تقوم بالهجوم.
يجب على المربين عدم معاقبة قطتهم جسديًا أبدًا، حتى النقرة الخفيفة على أنفها قد تُعتبره تحديًا وقد تصبح القطة عدوانية أكثر. الأفضل من حيث رد الفعل على العدوان الناتج عن الحالة هو تجاهل القطة تمامًا 🙁.
قطتي عدوانية تجاه القطة الجديدة التي أحضرتها مؤخرًا للمنزل

اشكال العدوانية بين القطط تظهر اثناء الإحتكاك و التفاعل بين القطط متجلية بالزمجرة، الهسهسة ، البصق ، الهجوم ، المطاردة ، والعض.
هذا السلوك يكون أكثر وضوحًا عند القطط بعمر 2-4 سنوات أو عندما تصبح ناضجة اجتماعيًا.
يمكن أن تظهر العدوانية بين القطة الجديدة و القطة القديمة على شكلين: ظاهرة وخفيّة.
العدوانية الظاهرة تتضمن: التحديق، الهسهسة، ووضعيات الجسم ( انتصاب الشعر، وضعيات الذيل، موقع الأذنين، شكل وتوسع الحدقات، وضعية الظهر والأرداف، وعلامات الوجه).
العدوانية الخفية: التحديق والإزاحة السلبية للقطة الجديدة من أي بيئة قد تحتلها أو منعها من الوصول إلى مناطق معينة.
غالبًا ما يلاحظ أصحاب القطط أن القطة العدوانية الإقليمية تضرب، تطارد، وتهاجم القطة الجديدة أو العائدة مؤخراً. الإدارة الفعالة لهذا السلوك هي في منع حدوثها عند إحضار قطة جديدة لأول مرة.
اسبابها
- أحياناً هذا السلوك يعتبر جزءًا من مجموعة السلوكيات الطبيعية للقطط.
- قد تكون نتيجة لحالات مرضية.
- القطط الذكور غير المخصيين أكثر عرضة للقتال مع القطط الأخرى في الخارج للدفاع عن الإقليم وشركاء التزاوج (التنافس على الشريك يشمل عادةً القطط الذكور فقط).
- ازدحام وكثرة عدد القطط في مساحة صغيرة (شقة صغيرة) وقلة المساحة الخاصة لكل قطة.
- التنافس على الموارد ( طعام ، صندوق فضلات ، ماء…) داخل المنزل.
- إضافة قطة جديدة أو تغيير في المنزل مثل الانتقال، المرض، أو دخول أحد القطط المسشفى البيطري.
يمكن أن تحدث العدوانية كاستجابة إقليمية، هجوم عدواني منقول، أو بسبب الخوف أو القلق.
تعديل السلوك العدواني لقطتي تجاه القطة الجديدة
تختلف الاستجابات العدوانية في شدتها وربما في تواترها وتكرارها ولا تحدث دائمًا بشكل قطعي في نفس الظروف ، غالبًا ما تتبعها سلوكيات الانسحاب والزيادة في المسافة بين القطط(مسافة أمان).
الهدف من كل الإجراءات لتعديل عدوانية القطط مع بعضها و تجنبه هو السماح للقطط بأن تكون معًا دون أي سلوكيات عدوانية من كليهما تجاه بعضهما البعض.
من أجل ذلك ، يجب اتخاذ جميع الخطوات التالية بشكل تدريجي، فكما تعلم أن المقدمات السريعة هي السبب الأكثر شيوعًا للفشل:
- يجب حجز قطتك الجديدة في غرفتها الخاصة مع صندوق فضلاتها، طعامه، ومائها. يجب أن تتمكن القطط من شم بعضها البعض وسماع بعضها البعض عبر الباب المغلق، ولكن لا ينبغي أن يكون هناك أي تلامس جسدي بينهما.
- بعد بضعة أيام، قم بتبديل مواقع القطط. اسمح لقطتك بالتحقق من الروائح الجديدة، بينما تستكشف القطة الجديدة المنزل ورائحة رفيقتها الجديدة.
- توقع صدور بعض الهسهسة. قم بتبديلهم مرة أخرى بعد أن يكون لديهم وقت للاستكشاف.
- قم بوضعهم في طرفي الغرفة نفسها ، إما في حامل أو مقيدتين بحزام. يجب إطعام كلا القطتين ، بحيث تتعلمان ربط متعة الأكل بوجودهما مع بعضهما البعض. إذا لم تأكل القطط، أو بدت قلقة أو عدوانية ، فمن المحتمل أنهما قريبتان جدًا. ومع ذلك ، إذا أكلتا وبدتا مسترخيتين، يمكن تقريبهما في جلسة الطعام التالية.
- الخطوة الأخيرة هي إطلاقهم من حوامل القطط وإطعامهم ، مع الحفاظ على المسافة بينهما. راقبهم لملاحظة أي قلق أو عدوان.
يمكن أن تتم العملية بأكملها بالسرعة التي تسمح بها قططك فقط، يمكن أن تستغرق أسابيع أو حتى أشهر.
عادةً ما تشير علامات القلق أو العدوان إلى أن المقدمات تتم بسرعة كبيرة. إذا لم تتمكن من السيطرة على العدوان الإقليمي ، فالأفضل أن يصف الطبيب البيطري دواءً لكل من القطط العدوانية و القطط الضحية.
تذكر أن الدواء هو جزء من الحل فقط، يجب استخدامه بالتوازي مع المقدمات البطيئة والمكافآت المتسقة للسلوك السلمي للقطط.
قطتي تصبح عدوانية عندما نحمل صغارها
القطة الأم تعاني من سلوك العدوان الأمومي. عادةً ما ينحسر هذا السلوك مع تقدم عمر صغارها.
في الوقت الحالي، من الأفضل توفير بيئة قليلة التوتر، وتقليل عدد الزوار، وتجنب الاقتراب أو التعامل مع القطة الأم أو صغارها إذا كنت تواجه العدوان الأمومي لقطتك الوالدة.
إذا كنت بحاجة إلى التعامل مع القطة الأم خلال هذا الوقت، يمكن وضع كمامة عليها أو تقييدها بلطف. إذا تطلب الأمر حمل الصغار لغاية ما (الكشف عليهم أو معالجتهم ….)، حاول إغراء الأم بعيدًا عنهم ببعض الطعام اللذيذ.
قططنا الذكور توقظنا بالقتال والهسهسة
غالبًا ما تكون القطط الذكور متورطة في القتال مع قططأخرى، وعادةً ما يظهر هذا السلوك عندما تصل القطط إلى النضج الاجتماعي في سن 2 إلى 4 سنوات.
على الرغم من أن هذا النوع من العدوان عادةً ما يُرى في الذكور بسبب المنافسة الهرمونية لشريك الزواج ( التنافس على الزوجة)، إلا أنه يمكن أن يحدث بين القطط من أي الجنسين عندما تحدث نزاعات إقليمية.
تظهر مثل هذه القطط العلامات النموذجية للعدوانية: الأذنين المسطحين، الشعر المنتصب، الهسهسة، والصراخ.
بسبب وجود مكون هرموني، فإن الخطوة الأولى نحو تخفيف هذا العدوان هي تعقيم أو تحييد جميع القطط المتورطة في القتال.
إذا تم ذلك بالفعل، يجب فصل القطط، كل واحدة لها طعامها الخاص، مائها، وصندوق فضلاتها الخاص، كلما كانوا غير مراقبين 🕶🔎.
عندما تراقبهم، يجب مكافأتهم بالحلوى مقابل تصرفاتهم السلمية. ضع أجراسًا ذات أصوات مميزة على الطوق حول الرقبة لكل قطة حتى تعرف أماكن تواجدهم.
قم بإرباكهم فورًا بصوت عالٍ (مثل علبة هواء مضغوط، أو برطمان به عملات معدنية) أو رشهم بماء من مرش مياه كلماقاموا بالتصرف بعنف فيما بينهم.
ختاماً
ذكرنا أغلب حالات العدوانية التي تظهرها قططكم في منازلكم، واسبابها وطرق تعديل هذه السلوكيات المزعجة.
كلما تقيدتم بالنصائح التي وردنا على ذكرها في مقالتنا، كلما اصبحت علاقتكم مع أليفكم مفعمة بالتفاهم و المحبة.
نكركم أن السلوكيات الحسنة لقططكم ليست من اجل الترفيه و حسن التفاهم معها، بل لها كامل الاهمية لصحتها ونوها وشخصيتها مع جميع افراد عائلتكم أطفالاً و كباراً ، و حتى مع ضيوفكم.
إذا لاحظت سلوك عدواني لقططكم و لم نذكره في مقالتنا، نرجوت ذكره في التعليق على المقالة حتى نوفر لكم كامل المعلومات حوله.
نشكر وصولكم الى هذا السطر لانه يؤكد جدية أهتمامكم بهذه الكائنات اللطيفة.
المصادر
Cat attack! Understanding the cat ambush attack
Aggressive cat behavior after lockdown
Aggression in Cats: Causes & How to Stop It
Feline Behavior Problems: Aggression
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم