كثيراً ما يطلب مربي القطط وسائل التواصل الأجتماعي ومنتديات الحيوانات الأليفة علاج سلس البول عند القطط بدون أن يدركوا أن له مسببات عديدة ، تختلف العلاجات باختلاف هذه المسببات.
أيضاً يجب التمييز بين سلس البول و التبول غير المناسب (انحراف سلوكي) حتى يتم التوجه السليم للمعالجة أو تصحيح السلوك.
تابع معنا قراءة المقال لتتعرف بشكل تفصيلي على مسببات سلس البول وطرق المعالجة.
كيف تحدث عملية التبول عند القطط
يعتمد تحكم القطط في بولها على التوضع التشريحي السليم للمسالك البولية السفلية ( بدون تشوهات) و قيام المسالك البولية السفلية ( المثانة و الحالبين و الإحليل) بوظائفها الطبيعية، بالإضافة إلى سلامة الجهاز العصبي (الودي، نظير الودي).
أثناء مرحلة ملئ المثانة تعمل المثانة كخزان وتكون جدرانها بحالة إرتخاء وضغطها الإنقباضي منخفض، بينما يكون عنق و فتحة (مصرة) المثانة ذات مقاومة عضلية عالية (مغلقة بسبب انقباضها) وتمنع مرور البول أثناء تجميعه في المثانة.
تساهم عضلات الإحليل المخططة ( عضلات إرادية التحكم ) في زيادة مقاومة الإحليل، والتي تنقبض انعكاسيًا وتكون تحت السيطرة الإرادية (مسؤول عنها العصب العاني).
في مرحلة الإفراغ يتم عكس الأدوار السابقة التي تم ذكرها، حيث تصبح المثانة كمضخة ضاغطة تدفع البول تحت ضغطها العالي، بينما تفتح مصرة المثانة انعكاسيًا لتصبح قناة المثانة ذات مقاومة منخفضة حتى يمر البول.
المرحلتان السابقتان ( تجميع البول و تفريغه) مستقلتان وظيفيًا وتعتمدان على القشرة الدماغية للتنسيق بين المرحلتين والتحكم الإرادي في عملية التبول.
من خلال الشرح السابق تكون المسالك البولية السفلية (الحالب السفلي، المثانة البولية، الإحليل) هي الأعضاء المسؤولة عن التحكم بالتبول من خلال أوامر الجملة العصبية ( الودية و نظير الودية).
كيف يحدث سلس البول عند القطط؟
القط المصاب بسلس البول يتسرب منه البول بشكل متقطع أو مستمر لأنه فاقد السيطرة الإرادية على التبول. غالبًا ما يُلاحظ كتسرب غير إرادي للبول أثناء الراحة.
هنا يجب التفريق بين القطط التي تتبول في أوقات أو أماكن غير مناسبة ( انحراف سلوكي) وبين القطط التي تعاني من سلس البول ( مرض عضوي) من خلال تاريخ الحالة المرضية والفحص السريري للقطط.
يحدث سلس البول نتيجة لاضطرابات في عمليات ملء المثانة أو إفراغها.
في حال اكتشاف تشوهات تشريحية خلقية (مثل الإحليل المهاجر – نقص تنسج الإحليل) يمكن أن نتخطى أو نلغي الإهتمام أو البحث في الآليات العصبية العضلية للتحكم بعملية التبول.
يشير سلس البول، التبول المتكرر أو التبول الليلي مع مثانة فارغة إلى اضطرابات في تجميع وتخزين البول في المثانة (انخفاض سعة المثانة، فرط نشاط عضلة المصرة، ضعف الإحليل).
في المقابل، يشير احتباس البول مع التفريغ غير الكامل للبول ومثانة ممتلئة بالبول ( في الحالة الطبيعية يبقى أقل من 0.5 مل من البول في المثانة) إلى اضطرابات في عملية إفراغ البول (ضمور المصرة، انسداد الإحليل).
بشكل عام سلس البول نادر الحدوث عند القطط. قد يلاحظ عند القطط الصغيرة، وغالبًا بسبب تشوهات خلقية (مثل الإحليل المهاجر)، بينما في القطط البالغة السبب عادةً مايكون عصبيًا ( خلل ما في الجملة العصبية).
الأعراض
- تسرب البول دون سيطرة من القط.
- فرو رطب في الجزء السفلي من البطن (المنطقة بين الأرجل الخلفية وعلى الأرجل الخلفية)، التهاب الجلد (Dermatitis) في هذه المناطق، وقد يقوم الحيوان بلعق المناطق المصابة.
- وجود بقع أو برك من البول في مكان نوم أو جلوس القطة، أو في أماكن أخرى في المنزل.
- قد تظهر علامات التهاب المسالك البولية (مثل الضغط أثناء التبول، وجود دم في البول، أو ألم أثناء التبول).
- حروق البول (حالة جلدية تبدو مثل الحروق التي تكون بسبب تهييج البول للجلد).
- التهاب الجلد والأغشية الرطبة (المخاطية) حول الفرج أو القلفة (حول القضيب).
- قد يكون التسرب أسوأ بعد شرب الحيوان كمية كبيرة من الماء أو ممارسة النشاط البدني الشديد.
أسباب سلس البول عند القطط
اضطرابات الجهاز العصبي
- انقطاع الأعصاب المشاركة في التنظيم العصبي لعملية تخزين البول في المثانة أو عملية التبول.
- آفات في النخاع الشوكي العجزي، مثل: العيوب الخلقية، متلازمة Cauda Equina، مرض القرص (الفتق اللبي) بين الفقرات القطنية العجزية، كسور في هذه المنطقة، يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى مثانة بولية مترهلة وممتدة بشكل مفرط؛ مما يؤدي إلى احتباس البول وسلس البول نتيجة التدفق الزائد.
- الآفات في الدماغ قد تؤثر على السيطرة الطوعية على التبول، مما يؤدي عادةً إلى التبول المتكرر وغير الإرادي أو تسرب كميات صغيرة من البول.
اضطرابات تخزين البول في المثانة البولية
- ضعف استيعاب البول أثناء التخزين أو فرط نشاط المثانة (ما يُعرف بـ “المثانة المفرطة النشاط” أو “عدم استقرار العضلة المثانية”) مما يؤدي إلى تسرب متكرر لكميات صغيرة من البول.
- التهابات المسالك البولية، التهاب المثانة المزمن، سرطان المثانة، الضغط على المثانة من الأورام أو الدهون، والانسداد الجزئي المزمن لحالب البول (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى الخارج).
- قصور تطور المثانة (Congenital Urinary Bladder Hypoplasia) قد يصاحب قصور تطور المثانة اضطرابات خلقية أخرى في المسالك البولية والتناسلية.
- العضلة المثانية (Detrusor Muscle) التي تعمل على ضغط المثانة لإخراج البول: اضطرابات هذه العضلة قد تكون مرتبطة بعدوى فيروس اللوكيميا لدى القطط (FeLV).
اضطرابات الحالب
يتم ملاحظة سلس البول المتقطع إذا لم تتمكن العضلات الملساء والأنسجة الضامة في الحالب من منع تسرب البول أثناء التخزين، كما في حالات:
- قصور تطور المثانة (Congenital Urinary Bladder Hypoplasia).
- عدم كفاءة الحالب المكتسبة (مثل السلس البولي المرتبط بالهرمونات التناسلية).
- التهابات المسالك البولية.
- أمراض البروستاتا.
الاضطرابات التشريحية أو الهيكلية
- تشوهات تطورية أو مكتسبة تحرف تدفق البول عن آليات التخزين الطبيعية أو تتداخل في وظائف المثانة أو الحالب.
- أثناء تطور الحالب، قد لا يرتبط بالشكل الصحيح بالمثانة أو قد يرتبط بأعضاء تناسلية بدلاً من ذلك، عندما يحدث ذلك، يُطلق عليه “Ectopic Ureters”، ويمكن أن ينتهي واحد أو كلاهما في الحالب البعيد، الرحم، أو المهبل.
- بقايا قناة البول الجنينية (Patent Urachal Remnants) تحول تدفق البول إلى السرة.
- التشوهات في المهبل أو المثانة أو الحالب.
- موقع عنق المثانة داخل الحوض قد يساهم في تسرب البول بسبب عدم كفاءة الحالب (عدم قدرة الحالب على منع تدفق البول).
- التشوهات التشريحية في الفرج أو الأنسجة المحيطة به قد تساهم في تجمع البول وتسربه المتقطع.
الأمراض والمشاكل التي تسبب سلس البول
مثانة قليلة الانقباض
اسبابها
يمكن أن يحدث ضعف انقباض المثانة بسبب خلل في عضلة المصرة أو نتيجة تمدد المثانة لفترات طويلة.
تحدث هذه الحالة بسبب خلل وظيفة المصرة (Detrusor Dysfunction) نتيجة الآفات والإصابات في الحبل الشوكي العجزي ( وفيه المراكز العصبية المسؤولة عن المثانة) مما يؤدي الى:
- فقدان وظيفة المصرة، مما يؤدي إلى مثانة مرتخية.
- استرار انقباض العضلة العاصرة للإحليل.
- زيادة مقاومة تدفق وخروج البول عبر الإحليل.
- يحدث سلس الفيض عندما تصبح المثانة ممتلئة بشكل كبير أو عندما يتجاوز الضغط داخل المثانة ضغط عضلات الإحليل.
- مع مرور الوقت يصبح التبول عادةً غير إرادي وغير كامل.
من مسببات هذه الحالة أيضاً تمدد المثانة لفترات طويلة مما يؤدي إلى فقدان الإنقباض العضلي لجدران المثانة، مسبباً فيما بعد ضمور المصرة.
يحدث تمدد المثانة نتيجة قلة تفريغ المثانة، والذي يعود (قلة تفريغ المثانة) الى عدة أسباب:
- أسباب ميكانيكية (حصوات الإحليل، انسداد الإحليل، تضيق، كتل في عنق المثانة أو الإحليل، التهاب).
- أسباب وظيفية (إصابة عصبية، تشنج عضلات الإحليل) عندما يتجاوز الضغط داخل المثانة مقاومة الإحليل، يحدث فيض كبير بالبول.
- مرتبط باضطرابات الأطراف الخلفية (الألم) أو الاستلقاء القسري.
تؤدي إصابة الجهاز العصبي إلى فرط نشاط الإحليل وعدم التنسيق العصبي بين المصرة والإحليل، وهو أمر نادر الحدوث في القطط ( إصابات الحبل الشوكي العجزي والعجز)، مما يؤدي إلى فشل عضلات الإحليل في الاسترخاء أثناء انقباض المصرة، وبالتالي بقاء المقاومة العالية لتدفق البول.
قد يحدث تشنج لعضلات الإحليل بعد القيام بعمل جراحي للإحليل أو الحوض أو نتيجة أمراض و التهابات الإحليل الثانوية.
يجب أن نشير إلى أن التهاب المثانة وضمور المصرة هما من المضاعفات الشائعة لانسداد الإحليل الميكانيكي.
خلل في الجهاز العصبي الذاتي عند القطط ( الودي ونظير الودي) قد يؤدي إلى سلس البول. إذ يكون هناك عدم قدرة على انقباض المثانة، ويسهل تفريغها يدويًا.
أعراض سلس البول بسبب ضعف انقباض المثانة
مع المثانة قليلة الانقباض يظهر سلس بولي مرتبط بمثانة منتفخة وعدم قدرة على تفريغ البول تمامًا. قد تحاول القطة التبول إرادي أو لا قد تحاول. قد تكون المثانة سهل الإحساس بها يدويًا أو لا.
بشكل عام نلاحظ:
- تسريب البول.
- مثانة بولية منتفخة.
- أحياناً يحدث ضعف أو شلل في الأطراف الخلفية.
- قد يحدث شلل الذيل.
عند إصابة الحبل الشوكي أعلى العجز، تكون المثانة في البداية منتفخة وصلبة ويصعب تفريغها يدويًا. لكن مع مرور الوقت قد تعود المثانة للانقباض مما يؤدي إلى تبول متكرر ولا إرادي لكميات قليلة من البول.
إذا كانت مقاومة تدفق البول عالية في هذه المرحلة، يحدث عدم تنسيق بين المصرة والإحليل، مما يؤدي إلى عسر التبول (تبول صعب أو مؤلم) وانقطاع التبول.
قد تتضمن الأعراض السريرية الأخرى المرتبطة بآفات الحبل الشوكي فوق العجز فقدان الإحساس بالوضعية، ضعف الأطراف الخلفية أو حتى جميع الأطراف، وزيادة الانعكاسات.
مع آفات الحبل الشوكي العجزي والأعصاب الطرفية، تكون المثانة البولية عادةً منتفخة ولكن مرتخية، ومقاومة التدفق تكون منخفضة عمومًا، لذلك يسهل تفريغ المثانة.
قد تحاول القطة التبول ولكن تفشل في إنتاج تفق كافٍ من البول.
قد تتضمن الأعراض السريرية أيضًا ضعف أو شلل الأطراف الخلفية ، سلس البراز وشلل الذيل.
يتميز سلس البول المرتبط بزيادة مقاومة تدفق الإحليل في البداية بانتفاخ المثانة وصعوبة تفريغ البول يدويًا، وكمية كبيرة من البول المتبقي بعد التبول، وعسر التبول وتقليل تيار البول (سلس متناقض).
إذا بدأت القطة في التبول ولكن تيار البول يتوقف بشكل مفاجئ، فهذا يقةد الى الشط في حدوث عدم تنسيق بين المصرة والإحليل. قد يكون هناك أيضًا سلس البراز والإمساك.
التشخيص
قد يساعد تاريخ الحالة في توصيف المشكلة، والتفريق بينها وبين التبول غير المناسب( في اماكن غير مناسبو أو توقيت غير مناسب)، وتحديد السبب المحتمل (الصدمات، الاستلقاء الطويل الأمد).
الفحص البدني
قد يكشف جس البطن عن مثانة منتفخة. وغالبًا ما تُرى علامات أخرى لأمراض الجهاز العصبي مثل شلل الأطراف الخلفية (إذا كان خلل المصرة ناتجًا عن سبب عصبي).
الفحص العصبي
- قديشير العجز العصبي في الأطراف إلى سبب عصبي للسلس.
- فقدان التناغم بين الشرج والإحساس في منطقة العجان ووظيفة الذيل قد يشير إلى وجود آفة في الحبل الشوكي العجزي.
- العلامات العينية (توسع الحدقة) قد تشير إلى أن السلس مرتبط بخلل الجهاز العصبي الذاتي(الودي و نظير الودي).
مراقبة التبول
- يجب القيام بذلك دائمًا.
- تقييم تدفق البول اثناء التبول.
- ملاحظة التغيرات في حجم المثانة وحجم البول المتبقي بعد التبول.
يشتبه في خلل المصرة بناءً على التاريخ المرضي، الفحص البدني، واستبعاد وجود انسداد ميكانيكي لتدفق البول.
التصوير الشعاعي
إذا تم الكشف عن انسداد، غالبًا ما تكون الصور الشعاعية العادية ضرورية لتوصيف الانسداد بشكل أوضح.
إذا كان الانسداد بسبب حصوة في الإحليل، تكون الصور الشعاعية للبطن ضرورية لتحديد ما إذا كانت هناك حصوات أخرى موجودة في المسالك البولية (الكلى، الحالب، والمثانة).
إذا لم يتم الكشف عن انسداد، قد تكون هناك حاجة إلى تصوير الإحليل و المثانة بالأشعة لاستبعاد وجود كتل نسيجية في المثانة والإحليل.
في حال استبعاد الانسداد الميكانيكي، قم بتقييم مقاومة الإحليل عن طريق جس المثانة وتطبيق ضغط ثابت وقوي على المثانة. يجب ألا يسبب الضغط المطبق أي إزعاج أو ألم للقطة.
إذا تم بدء نشاط المصرة وبدأت القطة في التبول، لاحظ ما إذا كان تيار البول يتوقف فجأة وعملية التبول غير مكتملة (انسداد وظيفي للإحليل).
مع بدء نشاط المصرة والمثانة سهل الإحساس بها بالجس، فإن ضمور المثانة موجود.
الموجات فوق الصوتية غالبًا ما تكون مفيدة في أمراض المثانة (الأورام، حصوات المسالك البولية) ولكنها لا تصور معظم الإحليل.
تحاليل البول و الدم
تحليل البول مفيد في اكتشاف وجود التهاب وعدوى.
اختبارات الدم بما في ذلك مستويات اليوريا والكرياتينين والكهارل يمكن إجراؤها للكشف عن الفشل الكلوي.
إجراء التحاليل المخبرية، بما في ذلك قياس مستويات اليوريا والكرياتينين والكهارل في البلازما وتحليل البول، لتحديد درجة النيتروجين غير البروتيني ما بعد الكلوي للكشف عما إذا كانت هناك بيلة دموية، بيلة صديدية أو عدوى موجودة.
العلاج
يجب قبل المضي في أي مسار علاجي يخص سلس البول التفكير في علاج حالات تهدد الحياة بشكل عاجل (مثل الفشل الكلوي ما بعد الكلوي، واختلال السوائل والكهارل) قبل التوجه لمعالجة سلس البول.
علاج ضمور المثانة
لاستعادة دور العضلات الملساء ( عضلات لا إرادية)، يجب الحفاظ على حجم البول المتبقي صغيرًا عن طريق تفريغ المثانة يدوياً وبشكل متكرر، القسطرة أو وضع إجراء قسطرة بولية داخلية مؤقتة.
يمكن الإستعانة بالأدوية مثل الأدوية المنبهة للجهاز نظير الودي (كلوريد بيثانيكول 1.25–2.5 مجم/قطة عن طريق الفم كل 8-12 ساعة) لزيادة انقباض المصرة.
مضادات مستقبلات ألفا الأدرينالية (فينوكسيبنزامين، 0.25 مجم/كغم عن طريق الفم كل 12 ساعة) لتقليل مقاومة الإحليل إذا لزم الأمر. من المرجح أن الأدوية المنبهة للجهاز نظير الودي فعالة عند استمرار وجود اسباب عصبية.
يمكن زيادة جرعات الأدوية تدريجيًا إذا لزم الأمر كل 4-5 أيام، ولكن يجب مراقبة القطة المصابة لتجنب الآثار الجانبية للأدوية (الدموع، اللعاب، تقلصات البطن، القيء، الإسهال).
معالجة زيادة مقاومة الإحليل أو عدم التنسيق بين المصرة والإحليل (Detrusor-Urethral Dyssynergia)
- دانترولين الصوديوم (دواء مُرخٍ مباشر للعضلات الهيكلية) بجرعة 0.5–2 مجم/كغم عن طريق الفم كل 12 ساعة أو 1 مجم/كغم وريديًا فعالًا في تقليل مقاومة العضلات المخططة.
- فيوكسيبنزامين (مضاد مستقبلات ألفا الأدرينالية) فعالًا في تقليل مقاومة العضلات الملساء.
- البنزوديازيبينات مثل الديازيبام (فالوم 2-5 مجم عن طريق الفم ثلاث مرات يوميًا) تقلل من مقاومة العضلات المخططة.
الإحليل المهاجر
تشوه خلقي لأحد الحالبين أو كلاهما حيث لا تكون نهايته طبيعيية ( اتصاله بالمثانة) في مثلث المثانة البولية. يحدث الإحليل المهاجر بسبب هجرة غير طبيعية لقنوات الميتانيفروس (التي تصبح الحالب).
غالبًا ما ينتهي الحالب المهاجر في الإحليل وأقل شيوعًا في المهبل. وحوالي 50% من الحالات تكون أحادية الجانب ( حالب مهاجر واحد لأحد الطرفين).
قد تحدث حالة الإحليل المهاجر نتيجة لتطور ناسور بين المهبل والحالب كمضاعفات لعملية قيصرية أو استئصال الرحم والمبايض.
العدوى البكتيرية الثانوية للمسالك البولية شائعة الحدوث وقد تؤدي إلى نوبات متقطعة من البيلة الدموية، التهاب المثانة مع أو بدون التهاب الحوض الكلوي الصاعد.
في حالة الإحليل المهاجر ثنائي الجانب، قد يحدث فشل كلوي.
العلامات السريرية
تحدث هذه الحالة عادةً في القطط التي تقل أعمارها عن 18 شهرًا. ويعتمد ظهور العلامات على مكان انتهاء الإحليل المهاجر ووجود تشوهات خلقية أو مكتسبة أخرى.
- نلاحظ تسريب بول مستمر أو متقطع وقد تتبول القطط ذات الإحليل المهاجر ثنائي الجانب ( في كلا الإحليلين) بشكل طبيعي أو لا، وذلك بناءً على كمية البول التي تعود إلى المثانة.
- القطط التي تعاني من إحليل مهاجر أحادي الجانب تتبول بشكل طبيعي.
- قد يؤدي تهييج البول إلى إفرازات مهبلية، تضيق فتحة القلفة، وتهيج الجلد حول منطقة الفرج أو القلفة.
- يتغير لون الشعر المتلوث بالبول.
- عند جس البطن، لا يلاحظ انتفاخ المثانة البولية.
- قد يكشف جس البطن عن وجود كلية غير طبيعية.
علاج سلس البول بسبب الإحليل المهاجر
- وصل الحالب بالمثانة جراحياً هو الحل الأفضل وذلك عندما تكون وظائف الكلى طبيعية والحالب غير مشوه بشكل كبير.
- يمكن النظر في استئصال الحالب والكلى عندما تكون الكلية المصابة مريضة والكلية المقابلة طبيعية.
- قد يتم النظر في انسداد تدفق الدم الكلوي عن طريق ربط الأوعية الدموية الكلوية في القطط التي تعاني من ارتفاع النيتروجين في الدم مع إحليل مهاجر أحادي الجانب.
- قد يكون استمرار السلس بعد الجراحة بسبب ضعف الإحليل أو انخفاض سعة المثانة. إذا كان الأمر كذلك، فإن سعة المثانة عادةً تتحسن مع مرور الوقت.
- باعتبار أن العدوى البكتيرية الثانوية واردة الحدوث، يجب إعطاء المضادات الحيوية بناءً على نتائج الزرع الجرثومي واختبارات الحساسية.
تضيق الإحليل
تُرى تضيقات الإحليل الخلقية أحيانًا في القطط الصغيرة. أما التضيقات المكتسبة فهي أكثر شيوعًا وتنتج كنتيجة للصدمات، الالتهابات أو الإجراءات الجراحية السابقة أو بعد القسطرة.
العلامات السريرية
العلامات النموذجية لهذه الحالة هي سلس البول المقترن بمثانة منتفخة (سلس الفيض) وعسر التبول (صعوبة في التبول) مع تيار بول ضيق.
العلاج
يعتمد العلاج على موقع وحجم التضيق. يمكن معالجة التضيقات خارج الحوض عن طريق استئصال الإحليل، بينما قد تتطلب التضيقات داخل الحوض استئصال جزء من الإحليل وتوصيل الأطراف المتبقية.
ضعف الإحليل
يحدث السلس في هذه الحالة بسبب انخفاض مقاومة تدفق البول عبر الإحليل أثناء تخزين البول. ينتج هذا عن فقدان أو ضعف انقباض عضلات الإحليل الملساء أو المخططة.
الأسباب التي تم الإبلاغ عنها لضعف الإحليل:
- تلف أعصاب الحوض والعصب العاني نتيجة للصدمات (مثل جراحة المثانة، استئصال الإحليل العجاني)، ونادرًا ما تكون بسبب الأورام (ضعف الإحليل المكتسب).
- خلل التنسج في سلالة قطط “مانكس”.
- تم الإبلاغ عن نقص تنسج الإحليل في القطط الأنثى الصغيرة (ضعف الإحليل الخلقي).
- يُشتبه في وجود علاقة بين السلس وعدوى فيروس اللوكيميا القطط (FeLV).
- تم الإبلاغ عن سلس في قطط بعد استئصال المبايض، ويُشتبه في ذلك لدى الذكور المخصيين.
العلامات السريرية
- مثانة طبيعية أو صغيرة.
- تسريب متقطع لكميات صغيرة من البول، غالبًا عندما تكون القطة نائمة أو مسترخية.
- إذا كان السبب خلقيًا، فإن التشوهات الأخرى مثل غياب المهبل ونقص تنسج المثانة قد تكون شائعة.
- العديد من القطط المصابة بفيروس FeLV تعاني من سلس البول، اضطرابات التناسل، فقدان الوزن، التقيء واللعاب الزائد، مما يشير إلى خلل وظيفي ذاتي متعدد البؤر. في القطط التي تعاني من سلس البول المرتبط بـ FeLV، غالبًا ما يؤدي جس المثانة إلى تدفق البول.
- في القطط التي تعاني من ضعف الإحليل بسبب الأورام، قد يكشف الجس البطني عن كتلة عند عنق المثانة. وهناك علامات أخرى مثل عسر التبول والبيلة الدموية غالبًا ما تكون موجودة.
- العدوى الثانوية في المسالك البولية شائعة.
العلاج
يمكن عمل جراحة لإعادة تصحيح عنق المثانة في القطط التي تعاني من نقص تنسج الإحليل.
يمكن استخدام محفزات مستقبلات ألفا الأدرينالية، مثل فينيلبروبانولامين (1.5–2.2 مجم/كغم عن طريق الفم كل 8-12 ساعة) وإفيدرين (2-4 مجم/قطة عن طريق الفم كل 8-12 ساعة) لتخفيف السلس. وبمجرد السيطرة على السلس، يمكن تقليل الجرعة أو زيادة الفترة الزمنية بين الجرعات.
تم الإبلاغ في دراسة تجريبية عن فعالية جرعات عالية من العلاج بالإستروجين عن طريق الفم في قطتين تعانيان من سلس البول بعد استئصال المبايض. ومع ذلك، قد تحدث آثار جانبية سامة مثل الهياج الجنسي واضطرابات نخاع العظم عند هذه الجرعات.
عند حقن بروبيونات التستوستيرون (5-10 مجم داخل العضل) لثلاث قطط ذكور مخصية يُشتبه في أنها تعاني من سلس مستجيب للهرمونات التناسلية، أدى إلى نجاح معالجة متفاوت فيما بينها.
القناة السرية المفتوحة
تحدث القناة السرية المفتوحة (المستمرة) عندما تبقى القناة السرية بأكملها بين المثانة البولية والسرة مفتوحة بعد الولادة.
العلامات السريرية
تظهر على القطط الصغيرة تسريب البول من السرة. غالباً ما تكون القناة السرية المفتوحة مرتبطة بالتهاب السرة (التهاب السرة)، التهاب جلد البطن وعلامات عدوى المسالك البولية.
العلاج
التصحيح الجراحي والعلاج بالمضاد الحيوية للعدوى الثانوية.
خلل تنسج النخاع الشوكي
عدم إغلاق الأنبوب العصبي بشكل كامل خلال المراحل المبكرة من التطور الجنيني يؤدي إلى تشوه في قطاعات الحبل الشوكي العجزي وتعطيل المسارات العصبية المسؤولة عن التبول، مما يؤدي إلى فقدان استجابة المصرة والسيطرة على العاصرة الإحليلية.
خلل تكوين الذيل والعجز في القطط “مانكس” ناتج عن جين سائد نصفي مميت.
العلامات السريرية
تظهر العلامات في القطط الصغيرة (عمرها أقل من 6 أشهر).
تختلف شدة الأعراض السريرية وقد تتضمن تشوهات في عملية التبول و التبرز ومشية الأطراف الخلفية.
يمكن أن تكون العلامات السريرية النموذجية:
- سلس البول (تسريب البول) مع مثانة منتفخة يسهل تفريغها يدويًا.
- التهاب الجلد حول منطقة الفرج أو القلفة.
- العدوى الثانوية في المسالك البولية.
تشمل العلامات الأخرى التي تُرى بشكل شائع: سلس البراز، الإمساك، اضطرابات الحركة في الأطراف الخلفية (وضعية الوقوف المسطحة، المشي بالقفزات)، وتشوهات في تكوين الأطراف الخلفية.
العلاج
يعتمد العلاج على شدة العلامات السريرية. يجب أن يكون العلاج موجهًا لتقليل أو التغلب على سلس الفيض عن طريق الضغط اليدوي على المثانة ومعالجة عدوى المسالك البولية بالشكل المناسب.
ناسور المثانة والأمعاء الغليظة
العلامات السريرية
تم الإبلاغ عن الناسور بين المثانة والأمعاء الغليظة نتيجة التشكل غير الكامل للأمعاء أثناء التطور الجنيني.
العلامات عبارة عن تسريب مستمر للبول والتهاب المثانة في القطة الصغيرة.
العلاج
العلاج هو التصحيح الجراحي للناسور مع الحفاظ على وظائف القولون والمثانة البولية.
خلل الجهاز العصبي الذاتي عند القطط
خلل الجهاز العصبي الذاتي عند القطط هو اضطراب متعدد العقد العصبية الذاتية (متلازمة كي-جازيل).
تتأثر العقد العصبية الذاتية (الودية ونظير الودية)، مما يؤدي إلى ضمور المصرة وضعف العاصرة الإحليلية. ونتيجة لذلك يحدث سلس.
العلامات السريرية
تُرى بشكل رئيسي في القطط الصغيرة.
قد تُخرج القطط المصابة كمية صغيرة من البول بصعوبة.
عادةً ما تكون هناك مثانة بولية كبيرة ومرتخية (ضمور المصرة)، والتي يسهل تفريغها يدويًا.
غالبًا ما تطغى العلامات السريرية الأخرى، مثل ظهور مفاجئ على مدى 24-48 ساعة من الاكتئاب وفقدان الشهية،
الأعراض الهضمية (صعوبة البلع، الارتجاع، القيء، الإسهال، الإمساك)، توسع الحدقة، انتفاخ الجفن الثالث، جفاف الأغشية المخاطية.
العلاج
البيثانيكول فعالًا في تحفيز التبول في بعض هذه الحالات، ولكن لا ينبغي استخدامه في القطط التي تعاني من عدد نبضات قلب بطيئة.
ختاماً
ناقشنا في مقالنا أغلب الأسباب المحتملة لسلس البول عند القطط مع تفصيل شامل لكل مسبب وأعراض.
اوردنا مع كل مسبب علاجاته الممكنة، سواءاً كانت دوائية أو جراحية.
نود مشاركتكم الملاحظات حول هذا الموضوع في التعليق على المقالة.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم