يُعد فطر الهيستوبلازما عند القطط من انواع الفطريات التي تسبب الأمراض الفطرية الشديدة والنادرة التي قد تصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وحتى الدماغ في بعض الحالات.
يسببه كائن دقيق يُدعى فطر الهيستوبلازما كابسولاتوم Histoplasma capsulatum ويكثر انتشاره في المناطق الرطبة والغنية بفضلات الطيور أو الخفافيش.
تتعرض له القطط المنزلية وقطط الشوارع على حد سواء، وغالبًا ما تظهر القطط المصابة أعراض غير محددة في بداية الإصابة به مما يجعل تشخيص الحالة تحدي كبير للطبيب البيطري.
من المهم أن يكون مربي القطط على دراية بأعراض المرض وأهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب حتى يمكن إنقاذ حياة قططهم المصابة قبل تفاقم حالتها.
ما هو فطر الهيستوبلازما عند القطط؟
فطر الهيستوبلازما عند القطط (Histoplasmosis) هو عدوى فطرية شاملة تنتج عن التعرض للفطر هيستوبلازما كابسولاتوم. يُعتبر هذا الفطر منتشرًا في التربة، خاصةً في المناطق الدافئة والرطبة التي تحتوي على فضلات الطيور أو الخفافيش.
ينتقل الفطر إلى القطط عبر استنشاق الأبواغ المنتشرة في الهواء أو ابتلاعها أثناء تنظيف الجسم.
على الرغم من أن الكثير من القطط قد تتعرض لهذا الفطر، إلا أن عددًا قليلاً فقط يتطور لديه المرض السريري بسبب قوة جهازها المناعي. ومع ذلك، فإن القطط الصغيرة أو تلك التي تعاني من ضعف المناعة ستكون معرّضة بشكل أكبر لتطور الحالة إلى مرحلة خطرة.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
- الأنواع: تصاب كل من القطط والكلاب، لكن الإصابة لدى القطط أقل شيوعًا مقارنة بالكلاب.
- العمر: غالبًا ما تصيب القطط تحت السنة الأولى من عمرها، لكنها لا تستثني أي عمر إذا كان هناك ضعف في المناعة أو تعرض القطط المستمر لبيئة ملوثة بهذا الفطر.
- السلوكيات الخطرة: القطط خارج المنزل، خاصة في المزارع أو الكهوف أو العنابر القديمة ، تكون أكثر عرضة للإصابة به.
الأعراض الشائعة لفطر الهيستوبلازما عند القطط
تظهر الأعراض بشكل تدريجي على مدى أيام إلى أسابيع، وقد تشمل:
- فقدان الشهية وانخفاض الوزن: أحد الأعراض المبكرة والمهمة.
- صعوبة التنفس (ضيق التنفس): نتيجة تأثر الرئتين بالفطر.
- زيادة جهد التنفس وأصوات رئوية غير طبيعية .
- السعال: ليس شائعًا دائمًا في حالات القطط.
- ارتفاع في درجة الحرارة تصل إلى 40°م (104°F).
- شحوب اللثة والأغشية المخاطية : يشير إلى وجود فقر دم.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- تصاب القطط بإسهال إذا تأثر الجهاز الهضمي.
- تورم العينين وإفرازات عينية .
- عرج أو آلام في المفاصل: إذا انتشر الفطر إلى العظام.
كيف يصاب القطط بفطر الهيستوبلازما؟
ينتقل الفطر إلى القطط عبر استنشاق أبواغ الفطر الموجودة في التربة الملوثة، وخاصةً في الأماكن التي تكثر فيها فضلات الطيور أو الخفافيش.
كما يمكن أن تحدث العدوى أيضًا عن طريق البلع. بمجرد دخول الأبواغ إلى الجسم، تتحول إلى شكل خميرة وتبدأ في التكاثر داخل خلايا الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تطور وظهور أعراض المرض.
عوامل الخطر المؤدية للإصابة
- الإقامة أو التواجد في مناطق موبوءة مثل:
- أماكن تعشيش الطيور.
- الكهوف أو العنابر الزراعية القديمة.
- التعرض للغبار الملوث بالأبواغ .
- ضعف المناعة الناتج عن أمراض أخرى مثل فيروس أبيضاض الدم أو نقص المناعة لدى القطط.
- وجود قطط أخرى سائبة في نفس المنطقة الموبوءة.
طرق التشخيص الدقيقة
تشمل تشخيص فطر الهيستوبلازما عند القطط:
- تحليل الأنسجة (Biopsy) من الأعضاء المصابة (مثل الرئة أو الكبد).
- فحص البول أو الدم لاكتشاف المستضدات الخاصة بالفطر.
- صور الأشعة السينية للصدر لتقييم تضرر الرئتين.
- تحليل السائل البريتوني أو الجنبـي في الحالات المعقدة.
خيارات العلاج فطر الهيستوبلازما عند القطط
العلاج يعتمد على شدة المرض ووضع الحالة الصحية العامة للقط . من أبرز الخيارات:
العلاج بالمنزل باستخدام إيتراكونازول
- مضاد فطريات فعال وآمن.
- يعطى مع الطعام الغني بالدهون لزيادة الامتصاص.
- يتم إعطاؤه لمدة لا تقل عن 90 يومًا .
- يُستخدم في حالات المرض المتوسط.
العلاج داخل المستشفى البيطري باستخدام أمفوتيريسين B
- يُعطى عن طريق الوريد .
- يُوصى به في الحالات الشديدة، خاصةً مع مشاكل الأمعاء أو سوء الامتصاص .
- يجب مراقبة وظائف الكلى بانتظام أثناء العلاج.
العلاج بمادة فلوكونازول
- يُستخدم في حالات التأثير على الجهاز العصبي المركزي أو العينين .
- يتميز باختراقه للحاجز الدموي الدماغي.
الدعم العام
- سوائل بالوريد لتقوية الكلى خاصة مع استخدام الأمفوتيريسين.
- العناية الغذائية باستخدام طعام عالي الجودة سهل الهضم.
- الراحة الكاملة في حالات صعوبة التنفس.
مراقبة حالة القطط بعد بدء العلاج
- التحاليل الدورية لإنزيم ALT لمراقبة وظائف الكبد (خاصة مع إيتراكونازول).
- أشعة الصدر المنتظمة بعد 60 يومًا لتقييم التحسن.
- فحوصات البول لمتابعة انخفاض مستويات المستضد.
- الاستمرار في العلاج لمدة شهر على الأقل بعد زوال الأعراض السريرية.
متى يتحسن القط بعد العلاج؟
عادةً يحتاج العلاج إلى حوالي 4 أشهر أو أكثر ، ويجب أن يستمر حتى تظهر صور الأشعة تحسنًا كاملًا في الرئتين أو توقف تقدم الآفات.
في بعض الحالات، قد تبقى ندبات رئوية دون تطور، وهنا يصعب التفريق بينها وبين النشاط المرضي، مما يستدعي تمديد فترة العلاج.
الوقاية من فطر الهيستوبلازما عند القطط
- تجنب السماح للقطط بالخروج إلى المناطق المشتبهة بتلوثها بالفطر .
- تنظيف أماكن تواجد الطيور أو الخفافيش بحذر باستخدام كمامات وقفازات.
- منع القطط من دخول العنابر أو الكهوف القديمة .
- الحفاظ على نظافة المحيط الخارجي للمنزل.
النتائج المحتملة وفرص التعافي
- التشخيص عامًا جيد إذا تم التشخيص المبكر والبدء الفوري بالعلاج.
- القطط التي لا تعاني من صعوبة تنفس متقدمة أو تأثر الجهاز العصبي لديها فرص عالية للتعافي.
- أما في الحالات المتقدمة فقد تكون النتائج غير مؤكدة ، وقد يتطور الأمر إلى وفات حيوانات بسبب فشل عضوي متعدد .
ختاماً
فطر الهيستوبلازما عند القطط هو مرض خطير يتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا ودقيقًا. على الرغم من ندرته، إلا أنه قد يسبب مضاعفات تهدد الحياة إذا أُهملت العلامات المبكرة. من الضروري على مربي القطط مراجعة الطبيب البيطري فور ظهور أي من الأعراض غير الطبيعية مثل فقدان الشهية، صعوبة التنفس أو الإسهال المزمن.
- التشخيص المبكر هو مفتاح العلاج الناجح.
- الالتزام بالتوجيهات الطبية خلال فترة العلاج طويلة الأمد ضروري لتجنب الانتكاس.
- الوقاية من التعرض الأولي أفضل من العلاج، خاصة في المناطق عالية الخطورة.
الأسئلة الشائعة
هل ينتقل هذا الفطر من القط إلى الإنسان أو الحيوانات الأخرى؟
لا يوجد انتقال مباشر بين الحيوانات أو من الحيوان إلى الإنسان، لكن الإنسان قد يصاب بنفس الطريقة التي يُصاب بها القطط، وهي استنشاق الأبواغ.
كم تبلغ تكاليف العلاج؟
تعتمد التكلفة على نوع الدواء ومدة العلاج، لكن أدوية مثل الإيتراكونازول قد تكون مكلفة خاصةً للعلاج الطويل الأمد.
هل يمكن للقط أن يتعافى تمامًا؟
نعم، معظم القطط التي تتلقى العلاج المناسب تتعافى تمامًا، ولكن يحتاج الأمر إلى الصبر والمراقبة الدورية.
المصادر
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم