يرقان القطط من الحالات المرضية الخطيرة التي تتعرض لها قططنا، يمكننا ملاحظة العرض الأكثر مشاهدة ألا وهو اصفرار الجلد والأغشية المخاطية (للعين و تجويف الفم) نتيجة زيادة تركيز البيليروبين الكلي في مصل الدم. لكن بنفس الوقت قد تسبق هذه الأعراض أعراض أخرى تشتت تشخيصنا للمرض بدقة.
فصلنا في مقالتنا هذه مجمل الأسباب المؤدية إلى إصابة القطط باليرقان وآلية حدوثه وطرق علاجه و الوقاية منه.
إذا كنت مربي قطط حريص على سلامتها أو طبيباً بيطرياً ستكون المعلومات الواردة لاغنى عنها حول هذا العرض لأمراض خطيرة قد تودي بحياة هذا الكائن القريب إلى قلوبنا.
آلية حدوث يرقان القطط
فيزيولوجياً يحدث يرقان القطط عندما تتجاوز مستويات البيليروبين ( ينتج بشكل طبيعي في الجسم نتيجة تحلل خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة) في دم القطط أكثر من 2 ملغ/مل.
هو صبغة صفراوية طبيعية تتشكل من تحلل تحلل خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة ( نتيجة تحلل الهيموجلوبين والذي هو مركب في خلايا الدم الحمراء يحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم) .
يستقبل الكبد الهيموجلوبين بعد تحلل خلايا الدم الحمراء (سواء كان طبيعيًا أو غير طبيعي) ويقوم بمعالجته لتكوين الصفراء، وهي مادة سائلة تلعب دورًا في هضم الدهون وتُساعد على التخلص من البيليروبين من الجسم.
يظهر اليرقان إما عن زيادة تحلل كريات الدم الحمراء بشكل يفوق قدرة الكبد على معالجة البيليروبين، أو بسبب أمراض الكبد والمرارة.
أسباب زيادة مستويات البيليروبين في الدم
- زيادة إنتاج البيليروبين: يحدث عندما يتم تحلل الكثير من خلايا الدم الحمراء (Hemolysis)، مما يؤدي إلى زيادة تكوين البيليروبين.
- تقليل التخلص من البيليروبين: يحدث عندما يتم منع تدفق الصفراء (Cholestasis)، مما يؤدي إلى عدم التخلص من البيليروبين بالمعدل الطبيعي.
أعراض يرقان القطط
بما أنه قد ذكرنا سابقاً أن زيادة البيليروبين ناتجة عن مسارين: زيادة إنتاج البيليروبين أو انخفاض القدرة على التخلص من البيليروبين، لذا سنقسم الإعراض بناءاً على هذين المسارين.
الأعراض الناتجة عن زيادة تكوين البيليروبين ( تحلل خلايا الدم الحمراء)
- الخمول، الضعف.
- فقدان الشهية.
- اصفرار اللثة والأنسجة الأخرى.
- شحوب اللثة والأغشية المخاطية.
- تضخم الكبد أو تضخم الطحال.
- ميول النزيف، انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- براز برتقالي اللون.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- الحمى.
- جلد ذو ملمس “هلامي” (نتيجة أمراض الأوعية الدموية).
- تاريخ نقل دم مؤخرًا.
- إصابة شديدة: نزيف في العضلات أو تكوين كتلة دموية موضعية.
الأعراض الناتجة عن انخفاض التخلص من البيليروبين ( انسداد تدفق الصفراء)
- الخمول.
- فقدان الشهية.
- اصفرار اللثة والأنسجة الأخرى.
- تغير لون البول والبراز.
- انتفاخ بطن القطط.
- تقيء القطط.
- الإسهال.
- زيادة التبول وزيادة العطش.
- تغير في الحالة الذهنية: اضطراب في الدماغ بسبب تراكم الأمونيا في الجسم نتيجة عدم قدرة الكبد على التخلص منها.
- نزول وزن القطط.
- تضخم الكبد مع أو بدون تضخم الطحال.
- تراكم السوائل في البطن، وجود محتمل لكتلة في البطن، ألم في البطن.
- براز أسود أو رمادي اللون، مما يشير إلى انسداد كامل في القناة الصفراوية المشتركة.
- الحمى.
أسباب يرقان القطط بناءاً تأثير المسبب بالنسبة لموقع الكبد
اسباب ما قبل كبدية
يكون يرقان القطط ناتج عن عمليات تحلل الدم مما يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من صبغات الهيموجلوبين التي تتعدى قدرة الكبد على معالجة وإفراز البيليروبين.
تُعزى الأسباب ماقبل كبدية بشكل رئيسي إلى:
- اضطرابات تسبب تحلل خلايا الدم الحمراء: مثل فقر الدم الانحلالي المناعي، بعض الأدوية (مثل Propylene Glycol، Trimethoprim Sulfa)، الذئبة الحمامية الجهازية، الالتهابات، السموم (مثل الزنك، البصل، الفينولات)، نقص الفوسفات الشديد.
- نقل دم غير متوافق بالزمرة الدموية.
- العدوى: فيروس اللوكيميا القطط (FeLV)، مايكوبلازما هيموفيليس Mycoplasma haemofelis، داء الفيلاريا، Babesia البابيسيا ، Ehrlichia، Cytauxzoon، الطفيليات الدموية (مثل Mycoplasma haemofelis).
- إعادة امتصاص الدم بكميات كبيرة: كتل دموية موضعية، دم في التجاويف الجسدية (مثل النزيف الثانوي للسرطان، استخدام منتجات تقليل تخثر الدم).
اسباب كبدية
يظهر يرقان القطط هنا مع انسداد الأقنية الصفراوية الفرعية الشديد والمنتشر (عبر الالتهاب) أو انسداد في القنوات الصفراوية الرئيسية.
تُعزى الأسباب الكبدية بشكل رئيسي إلى:
- التهاب الكبد المزمن غير معروف السبب أو الوراثي.
- ردود فعل سلبية للأدوية: مثل مضادات التشنج، Acetaminophen، Trimethoprim-Sulfa (مضاد حيوي)، Carprofen (مسكن)، Stanozolol (لتحسين الشهية والوزن) في القطط، والمنومات (Benzodiazepines).
- التهاب القنوات الصفراوية (Cholangitis) والتهاب القنوات الصفراوية والكبد (Cholangiohepatitis).
- السرطان: الليمفوما.
- تراكم الدهون والدهنيات في كبد القطط.
- تموت كبير لأنسجة الكبد، مثل بسبب الأفلاتوكسينات.
- الأمراض الجهازية التي تشمل الكبد: العدوى الفطرية، التهاب الصفاق المعدي (FIP)، زيادة مستويات هرمون الغدة الدرقية، Toxoplasmosis.
- العدوى البكتيرية الجهازية: قد تعيق المنتجات البكتيرية معالجة الكبد للبيليروبين.
اسباب ما بعد كبدية (Post-hepatic)
انسدادًا ميكانيكيًا لمجرى القنوات الصفراوية (مثل المرارة والقناة الصفراوية المشتركة).
ناتج عن اضطرابات داخل التجويف أو خارجه تسبب تداخل ميكانيكي مؤقت أو دائم مع إفراز البيليروبين والعناصر الصفراوية الأخرى:
- التهاب البنكرياس: عادةً ما يكون مؤقتًا.
- سرطان القنوات الصفراوية، البنكرياس، الأمعاء الدقيقة.
- انسداد القنوات الصفراوية: وجود مواد صلبة في القنوات، صفراء متخثرة، ديدان الكبد (في القطط)، تدمير القنوات المناعية.
- تمزق شجرة القنوات الصفراوية، مما يؤدي إلى تسرب الصفراء والتسبب في التهاب بطانة البطن.
الأمراض المسببة ليرقان القطط
تراكم الدهون في الكبد
تتراكم الدهون في خلايا الكبد مما يؤدي إلى انسداد للقنوات الصفراوية و يرقان القطط الكبدي.
ضعف وظائف الكبد التدريجي يؤدي إلى فقدان الشهية، ترجيع القطط والتجفاف( السبب غير مفهوم بشكل جيد لحتى الآن).
تتراكم الدهون الثلاثية(الغليسريدات) في الكبد نتيجة اختلالات متعددة العوامل في هضم واستقلاب الدهون. قد تشمل هذه الاختلالات:
- امتصاص الأحماض الدهنية.
- استخدام الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة (مثل إنتاج الكيتون وأكسدة الأحماض الدهنية).
- إنتاج وانتشار البروتينات الدهنية في الجسم.
- تخليق الدهون الثلاثية الجديد.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن السريع يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد.
حوالي 50٪ من الحالات مجهولة السبب حيث لم يتم اكتشاف أي مسبب مرضي ولكن لوحظ عند:
- حدوث حالات من السمنة سابقاً في معظم القطط التي اصيبت لاحقاً.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن السريع المؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد.
يحدث بشكل أقل شيوعًا يُشاهد في مرضى السكري أو التسمم (مثل الأفلاتوكسينات، السموم البكتيرية).
الأعراض
- تظهر بشكل شائع في القطط عند منتصف عمرها والقطط الكبيرة ومن الجنسين. لا يوجد استعداد لسلالة معينة للإصابة.
- القطط الإناث التي تعاني من فقدان الشهية أكثر عرضة للإصابة.
- العلامات المبكرة الأكثر ملاحظةً هي فقدان الشهية التدريجي والاكتئاب مع القيء المتقطع على مدار عدة أسابيع.
- فقدان الوزن، فقدان الشهية لفترة طويلة (اكثر من أسبوعين)، القيء والخمول.
- يتم اكتشاف اليرقان وتضخم الكبد والجفاف أثناء الفحص البدني.
- الاستسقاء، الحمى وسيلان اللعاب.
العلاج
- يجب إطعام القطط من 65 إلى 90 كيلو كالوري لكل 1 كغ من وزن القطة كل يوم حتى تبدأ في الأكل.
- يتطلب التغذية عبر الأنبوب باستخدام حميات تجارية عالية الطاقة إذا كان القيء متكررًا.
- يمكن استخدام أنابيب (Esophagostomy) عندما يكون القيء غير متكرر، وقد تكون أبسط وأكثر أمانًا من أنابيب Gastrostomy.
- تُستخدم الأنابيب الأنفية المعوية في القطط التي تكون مريضة جدًا لإجراء أنبوب (Gastrostomy انظر الصورة ادنى الشرح).
- غالبًا ما تُستخدم لدعم قصير الأمد حتى وضع أنبوب Gastrostomy.
- تتطلب الأنابيب الأنفية المعوية وبعض الأنابيب المريئية حميات تجارية مسيلة (مثل Iams Nutritional Recovery Formula، Clinicare، أو Hill’s A/d مخلوطة بالماء).
- يستغرق الأمر عدة أيام قبل أن تتمكن من تلبية الاحتياجات الحرارية في 3-4 وجبات يوميًا دون التسبب في القيء. يتم البدء بإطعام كميات صغيرة، مثل 5 مل كل ساعتين، ويتم زيادة الحجم مع تقليل التكرار على مدار عدة أيام.

يمكن البدء بالتغذية بمعدل ثابت على مدار 24 ساعة باستخدام مضخة حقن مع زيادة الحجم تدريجيًا حتى يتم تحقيق الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية. بعد ذلك يمكن الانتقال إلى التغذية بالحقن أربع مرات يوميًا.
يجب ترك الأنابيب في مكانها حتى تبدأ القطة في تناول جميع احتياجاتها الحرارية طواعية من تلقاء نفسها لمدة أسبوعين ويكون وزنها مستقر ويزداد.
تجنب مركبات البنزوديازيبينات لأنها غير كافية لتحفيز الشهية وقد تفاقم أعراض الجهاز العصبي المركزي.
يتم التحكم في القيء باستخدام ميتوكلوبراميد (0.2–0.5 ملغ / كغ كل 8 ساعات أو باستخدام معدل ثابت 1-2 ملغ / قطة / 24 ساعة).
فترتان من التمارين بمجمل 45-60 دقيقة يوميًا قد تساعد في تقليل التقيء وحجم البقايا المعدية المرتفع. يمكن تحقيق ذلك عن طريق ترك القطة حرة في الغرفة ( يُفضل بجانب النافذة).
أيضاً تصحيح ومعالجة التجفاف واختلالات الإلكتروليت باستخدام العلاج السوائل وزيادة الترطيب.
حمض Ursodeoxycholic (10-15 ملغ عن طريق الفم كل 24 ساعة) لعلاج احتباس الصفراء داخل الكبد.
غالبًا ما يتم إعطاء فيتامين K1 (3-5 ملغ لكل قطة كل 12 ساعة في البداية) بسبب تكرار اضطرابات التخثر.
يُنصح عمومًا بتزويد الثيامين (100 ملغ من ثيامين هيدروكلوريد، كل 12 ساعة عن طريق الفم أو تحت الجلد أو العضل).
الوقاية
من المهم استخدام أنظمة غذائية مقيدة بشكل معقول للقطط التي تعاني من السمنة. قم بإطعام 60-75٪ من الاحتياجات الأساسية (60 كيلو كالوري / كغ) لتعزيز فقدان وزن بطيء ولكن بمعدل ثابت. يجب تعديل استهلاك الطعام شهريًا لكل قطة لتحقيق فقدان وزن بنسبة 1-2٪ أسبوعيًا.
هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة التجارية المتوازنة غذائياً ولكنها قليلة السعرات الحرارية المتاحة في متاجر الحيوانات الأليفة.
التهاب القناة الصفراوية عند القطط
يشكل التهاب القناة الصفراوية سبباً لـ 30٪ من اليرقان عند القطط.
سببه غير معروف بالضبط ولكنه قد يرجع إلى عوامل عدة مثل العدوى البكتيرية.
إحدى الفرضيات تشير إلى أن التموضع التشريحي عند القطط بين القناة الصفراوية والقناة البنكرياسية الرئيسية حيث تشكلان قناة مشتركة قصيرة تدخل الاثني عشر قد تجعل القطط عرضة لأمراض الكبد الالتهابية.
قد تصل البكتيريا الموجودة في البنكرياس أو دخول إنزيمات البنكرياس إلى المسالك الصفراوية.
يدعم هذه النظرية ملاحظة أن الأمراض الالتهابية لأعضاء أخرى في الجهاز الهضمي، مثل التهاب البنكرياس والتهاب الأمعاء، مرتبطة عادةً بالتهاب القناة الصفراوية.
التهاب القناة الصفراوية الليمفاوي
يُفترض أن التهاب القناة الصفراوية الليمفاوي ناتج عن منشأ ذاتي المناعة.
يحدث بشكل أساسي في القطط منتصف العمر التي تعاني من أعراض مزمنة (> 3 أسابيع). غالبًا ما تتخللها حلقات متكررة من الأعراض السريرية تفصل بينها أسابيع أو أشهر من الصحة الطبيعية، مع شهية طبيعية أو حتى مرتفعة.
القطط غالبًا ما تكون أقل مرضًا مقارنة بالشكل الحاد العدوي (النوع العدوي)، وقد يكون لديها استسقاء.
التهاب القناة الصفراوية المزمن المرتبط بعدوى الدودة الكبدية
تنتج الآفات نتيجة إصابة بديدان الكبد مثل: Amphimerus pseudofelineus، Opisthorchis pseudofelineus Opisthorchis tenuicollis، Metorchis albidus، M. conjunctus، Platynosomum concinnum>
الأعراض
- غالبًا ما تُلاحظ في القطط عند منتصف عمرها.
- فقدان شهية متقطع أو فقدان الوزن والخمول.
- يحدث ارتفاع الحرارة مع التهاب القناة الصفراوية البكتيري السبب.
- قد يُلاحظ الاستسقاء مع التهاب القناة الصفراوية الليمفاوي. يحتوي سائل الاستسقاء على نسبة عالية من البروتين ( الغلوبولين ).
- يرقان القطط مع أو بدون تضخم الكبد.
علاج يرقان القطط بسبب التهاب القناة الصفراوية المزمن
- الخيارات الأفضل للمضادات الحيوية هي الأموكسيسيلين (22 ملغ / كغ فموي كل 12 ساعة) والميترونيدازول (10 ملغ / كغ فموي كل 12 ساعة) أو الإنروفلوكساسين (2.2 ملغ / كغ مرتين يوميًا فمويًا).
- الاستمرار في العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 6-8 أسابيع.
- الأحماض الصفراوية الطبيعية UDCA (10-15 ملغ / كغ فموي كل 24 ساعة) قد يكون مفيدًا لتحفيز تدفق الصفراء بعد تصحيح انسداد القنوات الصفراوية.
- S-adenosylmethionine (يتم إنتاج S-adenosylmethionine في الجسم من الأحماض الأمينية الميثيونين مع فيتامين بـ12 وحمض الفوليك) 20 ملغ / كغ فموي كل 24 ساعة يُوصى به لإعادة تخزين الجلوتاثيون والتخلص من الجذور الحرة.
- العمل الجراحي في القطط التي تعاني من أعراض سريرية (آفات انسداد القنوات الصفراوية) أو من خلال الصورة الشعاعية (مثل القناة الصفراوية المشتركة المنتفخة والملتوية، المثانة الصفراوية الكبيرة أو القنوات الصفراوية داخل الكبد البارزة).
علاج يرقان القطط بسبب التهاب القناة الصفراوية الليمفاوي
- استخدام جرعات مثبطة للمناعة من الستيرويدات (بريدنيزون 2 ملغ / كغ فموي كل 24 ساعة) لمدة 4-6 أسابيع لتقليل الالتهاب الكبدي. عند الإستجابة الإيجابية للعلاج يمكن تقليل الستيرويدات بنسبة 25٪ من الجرعة كل أسبوعين بناءً على الأعراض السريرية.
- إعطاء الأحماض الصفراوية الطبيعية (UDCA) لتحفيز تدفق الصفراء وتعديل “الأحماض الصفراوية الضارة”.
- غالبًا ما يتطلب العلاج المثبط للمناعة طويل الأمد (ستيرويدات +/- ميترونيدازول) في القطط التي تعاني من أعراض سريرية مستمرة أو قيم مختبرية غير طبيعية. بعض القطط التي لا تستجيب للبريدنيزون قد تستجيب للكلورامبوسيل (0.2 ملغ / كغ فموي كل 48 ساعة).
رعاية القطط المصابة بالتهاب القناة الصفراوية الليمفاوي
- فيتامين K1 للتخفيف و معالجة اضطرابات تخثر الدم (3-5 ملغ لكل قطة بالفم كل 24 ساعة عند الحاجة).
- علاج التجفاف واضطرابات الإلكتروليت ( توازن الأملاح و المعادن في الدم) بالسوائل.
- العلاج الغذائي مهم لتقليل العبئ على الكبد وتعزيز عملية التعافي.
- الأنابيب المعدية أو المعوية وإطعام نظام غذائي تجاري مهروس.
- إطعام نظام غذائي معدل البروتين حسب حالة وظائف الكلى وأعراض اعتلال الدماغ الكبدي (نادر).
- السيطرة على التقيء باستخدام الفاموتيدين (0.2 ملغ / كغ مرة يوميًا فمويًا) أو الميتوكلوبراميد (0.2-0.5 ملغ / كغ كل 8 ساعات) أو معدل ثابت للجرعات ( 1-2 ملغ / قطة / 24 ساعة).
الوقاية
للوقاية من هذه الإصابة ولمنشأها التشريحي ينصح بالتصحيح الجراحي لآفات انسداد القنوات الصفراوية عند اكتشافها بالتصوير الشعاعي.
يجب أيضاً علاج الآفات الالتهابية (الليمفاوية البلازمية) التي تؤثر على الغشاء المخاطي المعوي (مثل التهاب الأمعاء الالتهابي) قبل الوصول لهذه الحالة (يرقان).
داء الصفائح المعدية (FIP)
الأعراض
- نسبة 50٪ من هذه الإصابة تلاحظ عند القطط الصغيرة (عمرها اقل من 2 سنة).
- تعود الأعراض إلى التهاب مزمن في الكلى، الكبد، العقد الليمفاوية الداخلية، الأمعاء، الرئتين، العينين والدماغ.
- فقدان الشهية المزمن والتدريجي، فقدان الوزن، الحمى والاكتئاب.
- قد تكون العلامات دورية في البداية.
- قد يحدث اليرقان والاستسقاء.
- ضيق التنفس الناتج عن تجمع السوائل الجنبي ( بين غشاء الكبد و الكبد) ويحدث في حوالي واحد من كل خمسة قطط.
- العلامات العصبية: تشمل النوبات، تغيرات الشخصية، الرأرأة، رعاش الرأس والحساسية المفرطة.
- العلامات العينية: تشمل التهاب القزحية الثنائي، نزيف الشبكية أو انفصالها.
العلاج
لا يوجد علاج نهائي لداء الصفائح المعدية (FIP)، وتكون نهاية المرض بشكل دائم الموت في القطط التي تظهر عليها الأعراض.
لذلك تعتبر الرعاية للقطط المصابة من خلال بعض الإجراءات المخففة للمرض:
- جرعات مثبطة للمناعة من الستيرويدات (2-4 ملغ / كغ فموي يوميًا) مع أو بدون أدوية أخرى سامة للخلايا (مثل سيكلوفوسفاميد 2.2 ملغ / كغ / يوم لمدة 4 أيام متتالية كل أسبوع أو كلورامبوسيل 20 ملغ / م² كل 2-3 أسابيع) لعلاج التهاب الأوعية الدموية.
- مضادات حيوية واسعة الطيف للعدوى البكتيرية الثانوية.
- إعطاء إنترفيرون البشري β بجرعة 30 وحدة دولية / يوم لمدة 7 أيام كل أسبوعين لتعزيز المناعة.
- دعم غذائي من خلال التغذية القسرية أو الأنابيب المريئية أو المعدية أو القسطرة الأنفية المعوية.
الساركوما الليمفاوية
تحدث الإصابة بالتوازي مع تسلل الأورام الخبيثة لأعضاء ليمفاوية أخرى، مثل العقد الليمفاوية الطرفية أو الغشاء المخاطي المعوي.
تستبدل الخلايا الليمفاوية السرطانية تدريجيًا الخلايا الكبدية الطبيعية، مما يؤدي إلى تضخم وفشل الكبد.
التضييق على القنوات الصفراوية المتواجدة داخل الكبد بسبب تضخمه إلى احتباس الصفراء وحدوث يرقان القطط.
الأعراض
- غالبًا ما تحدث الإصابة في القطط عند منتصف العمر و القطط الكبيرة ( اكبر من 10 سنوات).
- الخمول، فقدان الشهية، فقدان الوزن.
- قد يكون اليرقان موجودًا.
- تضخم الكبد مع أو بدون تجمع السوائل (استسقاء أو قيلة دموية في البطن).
العلاج
يُوصى باستخدام العلاج الدوائي كما يلي:
- سيكلوفوسفاميد (300 ملغ / م² فموي كل 3 أسابيع)،
- فينكريستين (0.75 ملغ / م² IV أسبوعيًا لمدة 4 أسابيع)،
- بريدنيزون (2 ملغ / كغ / يوم).
العلاج الداعم (بما في ذلك التغذية المعوية عند الحاجة) حسب الحاجة.
التوكسوبلازما
الأعراض
- الإصابة بهذه الآفة (توكسوبلازما) تسبب التهاب وتلف الخلايا في الرئة، الدماغ، الأمعاء، الكبد، والعين (العضو الأكثر تضررًا).
- فقدان الشهية، الحمى، ضيق التنفس، والخمول.
- التهاب القزحية الأمامي أو الخلفي وقد يشمل عينًا واحدة أو كلتا العينين.
- الأكياس المائية الناتجة عن الإصابة والموجودة في العضلات الهيكلية مؤلمة وغالبًا ما تسبب حساسية مفرطة عند لمس العضلات، ومشية متيبسة، وعرج الأطراف المتغير بين القدمين ( يشاهد العرج في قدم ثم يختفي ويظهر على القدم الأخرى).
العلاج
الأدوية المتاحة تثبط تكاثر الطفيلي التوكسوبلازما ولكنها لا تقضي عليه تمامًا.
بشكل عام الكورس العلاجي التالي مفيد لتعافي يرقان القطط:
- كليندامايسين (12.5 ملغ / كغ فموي كل 12 ساعة) لمدة 3 أسابيع.
- يجب معالجة القطط المصابة بالتهاب العين بحذر باستخدام الستيرويدات القشرية الموضعية (قطرات أسيتات بريدنيزولون 0.5٪ كل 6-12 ساعة).
تسمم القطط بالأسيتامينوفين
لأجسام القطط قدرة محدودة على استقلاب الأسيتامينوفين والتخلص منه. فقد تكون جرعة 50-60 ملغ / كغ قاتلة للقطط وتسبب تسمم القطط بالاسيتامينوفين. هذه الكمية تعادل قرصًا واحدًا من الأسيتامينوفين للأطفال أو نصف قرص للكبار.
الجرعات الكبيرة من الأسيتامينوفين تنتج ( اثناء استقلابها في الكبد) مواد سامة وسيطة تسبب أضرارًا جسيمة في الخلايا، خاصة كريات الدم الحمراء وخلايا الكبد.
يؤدي ضرر كريات الدم الحمراء إلى زيادة مستويات عالية من الميثيموغلوبين ( غير قادر على حمل جزيئات الأكسجين) وتقليل قدرة حمل الأكسجين للكريات الحمراء. وبالتالي يحدث نقص الأكسجين في الأنسجة وإصابة الأوعية الدموية، تلف الكبد ونخر الخلايا الكبدية.
الأعراض
- الأغشية المخاطية باهتة ومن ثم ظهور مفاجئ للإزرقاق، ضيق التنفس، تورم الوجه، سيلان اللعاب والاكتئاب وهي علامات تسمم القطط.
- الاكتئاب، الضعف والتنفس السريع.
- التقيء والضعف العام (أقل شيوعًا).
- قد يحدث اليرقان بعد 3-6 أيام من تناول جرعة من الأسيتامينوفين.
- قد تظهر هيموغلوبين البول في بعض القطط أو بول بني غامق يحتوي على مستويات مرتفعة من الهيموغلوبين، البيليروبين والبروتين.
- يحدث الموت خلال 18-36 ساعة من تناول الجرعة السامة.
العلاج
تهدف العلاجات الإسعافية و الدائمة إلى تقليل امتصاص الدواء في حالات تسمم القطط الحادة (خلال 4 ساعات الأولى من تناول الأسيتامينوفين) وذلك من خلال الإجراءات التالية:
- إجراء غسيل المعدة الفموي (عدة دورات لكل منها 5-10 مل / كغ من الماء الدافئ) لإزالة محتويات المعدة ميكانيكيًا.
- إعطاء الفحم المنشط (2 جم / كغ من وزن الجسم) عبر أنبوب فموي لربط المواد السامة المتبقية في التجويف المعدي.
قد تكون هناك حاجة لعلاج التجفاف بالسوائل، إضافة إلى اختلال التوازن الحمض القاعدي واختلالات الإلكتروليت الناتجة عن التقيء.
العلاج المضاد للتسمم
N-acetylcysteine يساعد على تحييد المواد الوسيطة السامة من خلال الآليات التالية:
- إعطاء جرعة تحميل بمقدار 140 ملغ / كغ فمويًا، تليها جرعات 70 ملغ / كغ كل 4-6 ساعات لمدة تصل إلى 3 أيام.
- يتم استخدام حمض الأسكوربيك بالاشتراك مع N-acetylcysteine.
- استخدامه مثير للجدل. يعمل ببطء ويستخدم كعلاج مساعد.
- إعطائه بمقدار 30 ملغ / كغ فمويًا كل 6 ساعات لسبع جلسات أو أكثر.
يمكن أيضاً إعطاء Cimetidine لمنع إنتاج المواد السامة الوسيطة في الكبد بجرعة بمقدار 5 ملغ / كغ كل 8 ساعات فمويًا أو عن طريق الحقن لمدة 3 أيام على الأقل.
الوقاية
- تجنب الجرعة الزائدة من الأدوية.
- تخزين الأدوية بعيدًا عن متناول الحيوانات الأليفة.
تسمم القطط بالدايازيبام
الجرعة المسببة للسمية الكبدية بالديازيبام قد تتراوح بين 1 ملغ مرة واحدة يوميًا إلى 2.5 ملغ مرتين يوميًا، ولا يتطلب حدوث التسمم بهذه المادة حساسية جسم القطة المسبقة لها.
الأعراض
- الخمول، عدم التناسق الحركي وفقدان الشهية خلال أقل من 3-4 أيام بعد تناول المادة.
- معظم القطط تصبح خاملة، عدم التوازن بالحركة وفقدان الشهية خلال 96 ساعة من تناول المادة.
- يحدث اليرقان خلال أول 11 يومًا من المرض.
العلاج
- الرعاية الداعمة حسب احتياجات القط المصاب.
- علاج بالسوائل للحفاظ على ترطيب الجسم.
- إضافة الجلوكوز لتجنب انخفاض مستوى السكر في الدم.
- توفير الاحتياجات الغذائية لتعزيز تجدد الكبد.
- التغذية الوريدية الكاملة (سيرومات) أو التغذية عبر القسطرة الأنفية المعوية.
- نقل بلازما الدم لتعويض عوامل التخثر المستهلكة.
الوقاية
- تقييم مستويات الإنزيمات الكبدية (ALT و AST) في القطط قبل بدء أي علاج بالدايازيبام.
- إعادة الفحص بعد أسبوع من بدء العلاج بالدايازيبام.
- إيقاف العلاج بالدايازيبام في القطط التي تظهر زيادة غير مبررة في نشاط إنزيمات الكبد.
- Peractin (فاتح للشهية) فعال في هذه الحالة ولم يتم الإبلاغ عن ردود فعل خطيرة له.
التليف الكبدي
تليف الكبد عند القطط هو مرض نادر نسبيًا ولكن قد يحدث نتيجة تطور بعض أمراض الكبد عند القطط (مثل التهاب القناة الصفراوية الكبدي، انسداد القنوات الصفراوية المزمن)، والاضطرابات الجهازية (مثل التهاب البنكرياس، التهاب الأمعاء المزمن، أمراض الكلى المزمنة)، وربما أيضاً بسبب أمراض الأوعية الدموية وأمراض المناعة الذاتية.
يحدث التليف بشكل متكرر مع الأمراض التي تؤثر على المناطق البوابية للكبد، وخاصة القنوات الصفراوية مسبباً تليف وتحويل متن الكبد الطبيعي إلى عقيدات غير طبيعية.
الأعراض
- فقدان الشهية، فقدان الوزن والخمول (أعراض شائعة).
- الإسهال المتقطع.
- استسقاء بالبطن احياناً (سوائل في التجويف الطني).
- اليرقان.
- تضخم الكبد.
العلاج
تُحدد استراتيجيات الدعم العلاجي للقطط المصابة بالتليف بناءً على شدة الحالة وفق الخطوات التالية:
- إطعام القطط طعاماً يحتوي سعرات حرارية كافية لمنع المزيد من سوء التغذية. يُوصى بشدة باستخدام التغذية المعوية في القطط التي تعاني من فقدان الشهية.
- تقليل تناول البروتين للقطط التي تظهر عليها علامات واضحة.
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء ( A-D-E-C -K) عند الحاجة بضعف الجرعة الطبيعية. استخدام فيتامين K في القطط المصابة بانسداد القنوات الصفراوية وارتفاع نتائج اختبار PIVKA أو (APTT/OSPT).
- التحكم وتخفيف الأعراض باستخدام مضادات الميكروبات، نظام غذائي منخفض البروتين، والمواد الواقيّة للأغشية المخاطية (مثل السكرالفات).
- قد يقلل العلاج بفيتامين K من النزيف المعوي الذي يسهم أيضًا في حدوث الحالة.
- تصحيح نقص الترطيب باستخدام السوائل الوريدية. يتم اختيار السوائل بناءً على وجود الاستسقاء وحالة الإلكتروليت.
- استخدام الأنظمة الغذائية قليلة الملوحة، الراحة في القفص، والمدرات البولية للتحكم في الاستسقاء.
- تُستخدم المضادات الحيوية في القطط التي تعاني من التهاب صديدي، الحمى مع أ بدون زيادة عدد خلايا الدم البيضاء.
- استخدام الأدوية المضادة للالتهابات (مثل بريدنيزون).
- قد تقلل العوامل المضادة لتكوين النسيج الليفي، مثل الكولشيسين وD-penicillamine، من تليف الكبد.
- قد يؤدي Actigal إلى تحفيز تدفق الصفراء وتعزيز بيئة أكثر فائدة لأحماض الصفراء.
- تقليل الضرر التأكسدي للخلايا الكبدية عن طريق إعطاء S-adenosyl.
الأورام غير الليمفاوية في الكبد
يمكن أن تتطور أورام القنوات الصفراوية من الآفات الحميدة إلى الخبيثة لكن بشكل عام معظم الأورام (60٪) حميدة.
الأورام الحميدة تكون عادة بؤرية وكيسية الشكل و الأورام الخبيثة غالبًا ما تتضمن فصوص متعددة ( سرطان القنوات الصفراوية).
الأعراض
- يمكن أن تصاب به بشكل عام القطط الكبيرة بالسن (عمرها اكبر من 10 سنوات).
- شائع في سلالات القطط قصيرة الشعر (DSH) مقارنة بالقطط السيامية مثلاً.
- فقدان الشهية، الخمول، والضعف.
- تضخم الكبد.
العلاج
- يُوصى باستئصال الأورام الحميدة للخلايا الكبدية أو القنوات الصفراوية جراحيًا (استئصال الفص).
- العلاج الكيميائي لا فائدة منه لعلاج الأورام الخبيثة.
فرط نشاط الغدة الدرقية
الأعراض
- نادرًا ما يُرى فرط نشاط الغدة الدرقية في القطط التي يقل عمرها عن 8 سنوات.
- فقدان في الوزن، زيادة الشهية وفراء غير مرتب ( شعر القطط مختلف الاتجاهات) هم السمات الغالبة لهذا المرض.
- كثرة التبول وكثرة شرب الماء وقد يكون مصحوباً بالتقيء والإسهال.
- تنجم العلامات السريرية عن الإفراط في إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
- أكثر من 70٪ من القطط المصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية لديها أورام درقية ثنائية الجانب أو فرط تنسج غدي.
- فقدان الوزن، زيادة الشهية، وفراء غير مرتب شائعة.
- قد يُلاحظ القيء والإسهال المعوي الصغير.
- انخفاض الشهية يُشاهد في حوالي واحد من كل عشرة قطط مصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
- يُلاحظ التنفس بسرعة وضيق التنفس مع أمراض القلب المصاحبة.
الهيستوبلازموسيس (Histoplasmosis)
العامل المسبب هو فطر ثنائي الشكل يعيش في التربة (Histoplasma capsulatum) تستنشقه القطط ومن ثم ينتشر في الجهاز التنفسي للقطط ومنه إلى أعضاء أخرى في الجسم (مثل الكبد ) مسبباً التهاب حبيبي كاستجابة للإصابة الفطرية.
الأعراض
- الخمول، فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- أغشية مخاطية شاحبة.
- المرض يصيب بشكل رئيسي القطط الصغيرة (عمرها أقل من 4 سنوات) والتي تعيش خارج المنزل.
- تظهر القطط خاملة وتتمدد لفترات طويلة.
- أعراض تنفسية خفيفة إلى معتدلة (ضيق التنفس مع زيادة معدل التنفس) في 50٪ من القطط المصابة وأحيانًا السعال.
- تضخم الغدد الليمفاوية، الطحال الكبد.
- حمى خفيفة إلى متوسطة، لكن درجة حرارة الجسم قد تكون طبيعية.
- قد تؤدي إصابة الأمعاء بالفطريات إلى الإسهال وفقدان الوزن. عند الجس، قد يكون هناك حلقات أمعاء سميكة، تضخم الغدد الليمفاوية المساريقية مع تضخم الكبد والطحال.
- عند امتداد الإصابة الفطرية إلى العين فقد نلاحظ التهاب المشيمية الشبكي الحبيبي، انفصال الشبكية مع العمى والتهاب العصب البصري.
العلاج
- العلاج الكيميائي المركب باستخدام أمفوتيريسين B وإيتراكونازول (5 ملغ / كغ فموي كل 12 ساعة)، أو جرعات عالية (10 ملغ / كغ فموي كل 12-24 ساعة) من إيتراكونازول.
- عادةً يتم العلاج لمدة 4-6 أشهر ولكن يعتمد على تحسن الأعراض.
التهاب البنكرياس
انسداد القنوات الصفراوية خارج الكبد له أسباب متنوعة، بما في ذلك أمراض البنكرياس، الأورام، حصوات القنوات الصفراوية والضغط الخارجي (كتل).
عواقب انسداد القنوات الصفراوية تشمل إصابة أغشية الخلايا نتيجة لركود أحماض الصفراء وغيرها من المواد الضارة.
قد يؤدي التهاب البنكرياس إلى اليرقان الانسدادي من خلال إصابة مباشرة للقنوات الصفراوية عبر إفرازات البنكرياس المعكوسة، تليف البنكرياس وانسداد القناة الصفراوية المشتركة في غضون أسابيع قليلة بعد إصابة البنكرياس.
قد تؤدي الأورام (مثل سرطان البنكرياس الغدي) إلى ضغط خارجي بطيء التقدم على القنوات الصفراوية الرئيسية، مما يؤدي إلى انسداد تدفق الصفراء واليرقان.
يؤدي الانسداد الكامل إلى احتباس الصفراء، تضخم الكبد وتوسع القنوات الصفراوية داخل الكبد.
انسداد تدفق الصفراء يثير التهاب القنوات الصفراوية والخلايا الكبدية وإصابتها.
قد تُلاحظ توسع دائم للقنوات الصفراوية وتليف الكبد مع انسداد القنوات الصفراوية خارج الكبد المزمن.
الأعراض
- فقدان للشهية، خمول ويرقان واضح يزداد تدريجيًا.
- القيء والحمى المتكررة.
- قد يحدث تضخم للكبد.
- البراز بلا لون (acholic feces) في حالة الانسداد الكامل.
- قد يؤدي التهاب البنكرياس الحاد إلى فقدان الشهية، الخمول، ألم البطن واليرقان نتيجة انسداد القنوات الصفراوية خارج الكبد.
- قد تسبب خراجات البنكرياس، الأكياس والأورام أعراض انسداد القنوات الصفراوية خارج كبدية.
العلاج
- علاج بالسوائل والإلكتروليتات (سيرومات ملحية) لاستقرار حالة القطط المصابة.
- إجراء جراحة بطنية لفحص وتصحيح الآفة الانسدادية في القنوات الصفراوية.
- قد يكون انسداد القنوات الصفراوية خارج الكبد الناتج عن التهاب البنكرياس قابلًا للعلاج الغذائي و الدوائي (تعديل النظام الغذائي، السوائل الوريدية، مضادات القيء، إلخ).
- قد تكون هناك حاجة إلى علاج محدد للالتهاب الخلوي الكبدي (المؤكد بالخزعة) واختلال تدفق الصفراء داخل الكبد.
- استخدام حمض الـursodeoxycholic (10 ملغ / كغ فموي كل 12 ساعة) لمدة 5-7 أيام بعد الجراحة لتقليل الإصابة المرتبطة باحتباس الصفراء.
التهاب المرارة (Cholecystitis)
قد يحدث التهاب المرارة (نادر الحدوث في القطط) نتيجة انسداد قناة المرارة، مما يؤدي إلى التهاب المرارة نتيجة لركود الصفراء فيها.
قد يحدث انسداد قناة المرارة بسبب عامل ضغط خارجي (مثل كتلة، التصاقات) أو انسداد داخلي كما هو الحال مع حصوات المرارة.
التهاب المرارة الغازي غالبًا ما يُلاحظ مع داء السكري، التهاب المرارة الحاد مع أو بدون حصوات المرارة، والإصابة الناتجة عن الصدمة.
تعتبر بكتيريا الإيشريشيا كولي (E. coli) هي السبب الأكثر شيوعًا لهذه الإصابة.
الأعراض
- ألم البطن (يلاحظ عند لمس بطن القطط المصابة وردة فعلها العدوانية بسبب الألم)، الحمى، القيء واليرقان.
- الشعور بكتلة في الجزء العلوي من البطن عند الجس باليد.
العلاج
- إزالة الحصوات التي تسبب أعراض مرض الكبد والمرارة جراحيًا.
- تقييم سلامة القنوات الصفراوية أثناء العمل الجراحي. فإذا بدت المرارة ملتهبة، فالتفكير في إزالة المرارة وارد في هذه الحالة.
- إعطاء فيتامين K قبل الجراحة بـ 12-24 ساعة.
- إجراء خزعة كبديّة متزامنة لتقييم مدى التهاب الكبد.
- زرع السائل الصفراوي للكشف عن وجود مسببات الأمراض البكتيرية اللاهوائية والهوائية.
- استخدام علاج المضادات الحيوية واسعة الطيف الفعالة ضد مسببات الأمراض المعوية ( السيفالوسبورينات، البنسلينات، الدوكسيسيكلين، الميترونيدازول، الكليندامايسين والكينولونات).
- تعتمد علاجات مضادات البكتريا على النتائج المستخلصة من زراعة السائل الصفراوي واختبارات الحساسية.
- يتم إعطاء علاج بالسوائل للقطط التي تعاني من نقص الحجم أو التي تحتاج إلى تصحيح اختلالات الإلكتروليتات.
تمزق القناة الصفراوية
قد يحدث تمزق للقنوات الصفراوية خارج الكبد نتيجة لإصابة البطن الرضية، اختراق جسم حاد للبطن، التهاب المرارة التنخري والحصوات الصفراوية (نادرًا).
تسرب حجم كبير من الصفراء إلى التجويف البريتوني يسبب التهاب الأنسجة التي تسربت إليها خاصة الأحماض الصفراوية غير المقترنة وهي الأكثر تهييجًا لأنها تغير نفاذية الشعيرات الدموية داخل أغشية الصفاق للأعضاء الحيوية.
تغيير نفاذية اغشية الأعضاء تمنح الفرصة للغزو البكتيري عبر جدار الأمعاء إلى التجويف البريتوني، مما يؤدي إلى التهاب عفن وعدوى للدم.
الإلتهاب الغير عفن يسبب تجمع السوائل داخل البطن، انخفاض حجم الدم الدائر والجفاف، مما قد يؤدي إلى صدمة نقص حجم الدوار داخل الأوعية الدموية.
الأعراض
- الوهن العام، فقدان الوزن وألم البطن الخفيف هم الأعراض الغالبة الظهور.
- قد يكون هناك تجمع سوائل في البطن مع أو بدون اليرقان.
- قد تُلاحظ فترات تتراوح بين 3 أيام إلى 3 أسابيع قبل ظهور الأعراض.
العلاج
- تصحيح فوري لتسريب الصفراء جراحيًا: إجراء إزالة المرارة إذا كان هناك التهاب مرارة تنخرية متزامن. توفير تصريف كافٍ بعد الجراحة.
- تصحيح اختلالات السوائل والإلكتروليتات عن طريق الوريد باستخدام محلول إلكتروليت متوازن مع مكملات الإلكتروليت عند الحاجة. قد تكون المواد الغروية ضرورية لتصحيح نقص الألبومين إذا كان موجودًا.
- علاج المضادات الحيوية واسعة الطيف، كما هو الحال في التهاب المرارة، إذا كانت هناك عدوى دموية.
المصادر
Yellow Skin (Jaundice) in Cats
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم