متلازمة الكلية عند القطط هو مصطلح طبي أو صفة تشير إلى أي شيء يتعلق بأمراض كلى القطط.
تقوم الكلى بتصفية الدم وإزالة الفضلات المختلفة من الجسم أثناء إنتاج البول، كما أن الكلى تشارك في الحفاظ على حجم السوائل الطبيعي في الجسم، تتكون كل كلية من آلاف النيفرونات (وحدات الكلى الوظيفية، وكل منها يتكون من “الكبيبة” وهي كتلة من الشعيرات الدموية وسلسلة من الأنابيب والقنوات التي تتدفق عبرها السوائل المفلترة أثناء إنتاج البول).
محتوى المقالة
ماهي متلازمة الكلية عند القطط؟
متلازمة الكلية هي حالة طبية يعاني فيها الحيوان من مستويات كبيرة من البروتين في البول (بيلة بروتينية)، مستويات منخفضة من الألبومين نوع من البروتين في الدم، مستويات مرتفعة من الكوليسترول في الدم (فرط كوليسترول الدم)، وتراكم السوائل في البطن (استسقاء البطن)، في المسافة بين جدار الصدر والرئتين أو تحت الجلد.
تحدث متلازمة الكلية عند القطط نتيجة لأمراض الكبيبات، مثل التهاب الكبيبات الكلوي، أو ترسب الأميلويد في الكلى.
التهاب الكبيبات الكلوي هو التهاب واضطراب وظيفي في الكبيبات، لذا غالبًا ما يكون بسبب وجود مركبات مناعية في الكبيبة الكلوية.
ترسب الأميلويد في الكلى أيضاً هو حالة يتم فيها ترسب بروتينات غير قابلة للذوبان (الأميلويد) خارج خلايا الكلى، مما يضعف وظيفة الكلى الطبيعية.
بالنسبة للسلالات التي عندها قايلية الإصابة فلا يبدو أن هناك سلالة معينة تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات متلازمة الكلية المرتبطة بأمراض الكبيبات، لكن متوسط العمر لمعظم سلالات القطط المصابة بالتهاب الكبيبات الكلوي هو 4.0 سنوات.
اعراض متلازمة الكلية عند القطط
- تراكم السوائل تحت الجلد والذي يترك علامة للإصبع عند الضغط بالإصبع على الأنسجة (وذمة تحت الجلد) وتراكم السوائل في البطن (استسقاء البطن) هما السبب الأكثر شيوعًا الذي يجعلان المالك يطلب الرعاية البيطرية.
- في بعض الأحيان، قد تكون العلامات المرتبطة بمرض معدٍ أو التهابي أو السرطان هي السبب الأساسي الذي يجعل المالكين يطلبون الرعاية البيطرية.
- نادرًا، قد تظهر القطط صعوبة مفاجئة في التنفس (ضيق التنفس) أو تنفس سريع شديد بسبب تراكم السوائل في المسافة بين جدار الصدر والرئتين، تراكم السوائل في الرئتين (وذمة رئوية)، أو جلطات دموية في الرئتين.
- مضاعفات ارتفاع ضغط الدم: نزيف في مؤخرة العين (نزيف الشبكية) أو انفصال الشبكية، وذمة القرص البصري، عدم انتظام ضربات القلب وأصوات قلب غير طبيعية، نتيجة لتضخم البطين الأيسر.
- صعوبة التنفس وتلون الجلد والأغشية المخاطية بلون أزرق بسبب مستويات منخفضة من الأكسجين في خلايا الدم الحمراء في القطط التي تعاني من تراكم السوائل في المسافة بين جدار الصدر والرئتين أو جلطات دموية في الرئتين.
اسباب متلازمة الكلية عند القطط
تحدث متلازمة الكلية نتيجة لأمراض الكبيبات، مثل: التهاب الكبيبات الكلوي، ترسب الأميلويد في الكلى.
قد يحدث التهاب الكبيبات الكلوي أو ترسب الأميلويد نتيجة للالتهاب المزمن الناجم عن العدوى، السرطان، وأمراض المناعة الذاتية.
علاج متلازمة الكلية عند القطط
الرعاية الصحية
يمكن علاج معظم المرضى كمرضى خارجيين، الاستثناءات تشمل المرضى الذين لديهم مستويات عالية جدًا من اليوريا والمنتجات النيتروجينية الأخرى في الدم (اليوريميا أو الأزوتيميا) أو ارتفاع ضغط الدم، القطط المريضة التي تعاني من أمراض تخثر الدم.
يتم استخدام سحب السوائل من البطن أو من الصدر في القطط التي تعاني من صعوبة شديدة في التنفس وعدم الراحة في البطن بسبب تراكم السوائل في البطن أو تراكم السوائل في المسافة بين جدار الصدر والرئتين، في معظم القطط المريضة، فإن إزالة السوائل ستزيد فقط من معدل تراكم السوائل وتؤدي إلى اضطرابات في الإلكتروليتات بسبب إزالة كميات كبيرة من الصوديوم من الجسم.
نقل البلازما إجراء لا يُوصى به لعلاج انخفاض مستويات الألبومين في الدم ، إذ تتطلب المعالجة بهذه الطريقة كميات كبيرة من البلازما لزيادة مستويات الألبومين بشكل كبير، وبالرغم من هذه الكميات الكبيرة لا تبقى البروتينات المنقولة في الدورة الدموية لفترة طويلة.
يُستخدم الألبومين البشري الوريدي فقط في الحالات النادرة جدًا حيث يتطور لدى القطط مضاعفات تهدد حياتها، مثل تراكم السوائل في الرئتين وذمة رئوية، تراكم السوائل في المسافة بين جدار الصدر والرئتين انصباب جنبي.
قد يكون تقييد النشاط مفيدًا بسبب احتمال الإصابة بأمراض تخثر الدم.
النظام الغذائي
حمية غذائية منخفضة الصوديوم، ذات جودة عالية، ومنخفضة الكمية من البروتين (الحميات التجارية “للكلية” تراعي هذه المعايير).
كان يُوصى سابقًا باستخدام مكملات البروتين الغذائي لتعويض آثار فقدان البروتين في البول (بيلة بروتينية)، ومع ذلك، قد يساهم البروتين الغذائي الطبيعي أو العالي في تقدم مرض الكلى، وبالتالي يجب أن تشمل العلاج الغذائي كمية مخفضة وليس مقيدة من البروتين عالي الجودة (مثل الموجود في Hill’s Prescription Diet k/d).
المعالجة الدوائية
يتم اللجوء للأدوية البيطرية وفق سيناريوات متعددة، حسب المسبب والأعراض السريرية، سنوضح الادوية المستخدمة في الفقرات التالية.
الوذمة واستسقاء البطن
تقليل الصوديوم في النظام الغذائي:
- احتفظ بسحب السوائل من البطن والأدوية التي تزيد من كمية البول المطروحة من الجسم (مدرات البول للقطط) للمرضى الذين يعانون من صعوبة شديدة في التنفس وعدم الراحة في البطن.
- قد يؤدي الاستخدام المفرط لمدرات البول إلى الجفاف وفشل الكلى الحاد.
وجود البروتين في البول (بيلة بروتينية):
تقلل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) من فقدان البروتين في البول.
في دراسة مستقبلية واحدة، إنالابريل (مثبط ACE) قلل من ارتفاع ضغط الدم وفقدان البروتين في البول وقلل من تقدم مرض الكلى في القطط المصابة بالتهاب الكبيبات الكلوي غير المعروف السبب (بيلة بروتينية سامة مباشرة لأنابيب الكلى).
لذلك، يجب بدء علاج مثبطات ACE وقت التشخيص، إلا إذا كان لدى المريض مستويات عالية جدًا من اليوريا والمنتجات النيتروجينية الأخرى في الدم.
مراقبة القطط المريضة
نسبة البروتين:الكرياتينين في البول، تركيزات اليوريا النيتروجينية في الدم، الكرياتينين، الألبومين، والإلكتروليتات، ضغط الدم، ووزن الجسم، من الأفضل إعادة الفحص بعد 1، 3، 6، 9، و12 شهرًا من بدء العلاج.
المضاعفات المحتملة
- قصور أو فشل الكلى المزمن.
- جلطات دموية في الرئتين.
المسار المتوقع والتشخيص
إذا لم يمكن تحديد السبب الأساسي وتصحيحه، فإن التهاب الكبيبات الكلوي وترسب الأميلويد عادةً ما يكونان تدريجيًا، مما يؤدي في النهاية إلى فشل كلوي مزمن.
بمجرد تطور المستويات العالية من اليوريا والمنتجات النيتروجينية الأخرى في الدم وفشل الكلى، يكون التشخيص عادةً سيئًا بسبب المرض التدريجي السريع.
الأسئلة الشائعة
ما هي متلازمة الكلية عند القطط؟
متلازمة الكلية عند القطط هي حالة طبية تتميز بوجود مستويات مرتفعة من البروتين في البول (بيلة بروتينية)، مع انخفاض مستويات الألبومين في الدم، وارتفاع الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى تراكم السوائل في أماكن مختلفة من الجسم مثل البطن (استسقاء) أو تحت الجلد (وذمة)1.
تحدث هذه المتلازمة عادةً نتيجة أمراض تصيب الكبيبات الكلوية، وهي وحدات الترشيح في الكلى، مثل:
التهاب الكبيبات الكلوي: التهاب واضطراب وظيفي في الكبيبات غالبًا بسبب مركبات مناعية تراكمت فيها.
ترسب الأميلويد في الكلى: ترسيب بروتينات غير قابلة للذوبان تؤدي إلى ضعف وظيفة الكلى الطبيعية.
الأعراض التي قد تظهر على القطط تشمل:
تراكم السوائل تحت الجلد أو في البطن، مما يسبب تورمًا واضحًا.
أحيانًا صعوبة مفاجئة في التنفس نتيجة تراكم السوائل حول الرئتين أو جلطات دموية.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم مثل نزيف في العين أو مشاكل في القلب.
علامات عامة مثل الخمول، فقدان الشهية، وصعوبة التنفس في الحالات المتقدمة.
تحدث متلازمة الكلية غالبًا بسبب أمراض مزمنة مثل العدوى، السرطان، أو أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الكبيبات الكلوية.
لذلك، متلازمة الكلية هي تعبير عن اضطراب كلوى خطير يتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا بيطريًا متخصصًا للحفاظ على صحة القطة وجودة حياتها.
ما أسباب الإصابة بمتلازمة الكلية؟
تحدث متلازمة الكلية عند القطط نتيجة لأمراض تصيب الكبيبات الكلوية، وهي وحدات الترشيح في الكلى، وأبرز أسباب الإصابة بها:
التهاب الكبيبات الكلوي: وهو التهاب واضطراب وظيفي في الكبيبات غالبًا بسبب تجمع مركبات مناعية في الكبيبة، ما يؤدي إلى تلفها وضعف وظيفتها.
ترسب الأميلويد في الكلى: حالة يتم فيها ترسيب بروتينات غير قابلة للذوبان (الأميلويد) خارج خلايا الكلى، مما يضعف وظيفة الكلى الطبيعية.
الالتهاب المزمن الناتج عن العدوى: مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تؤدي إلى تلف الكلى على المدى الطويل.
السرطان: بعض أنواع السرطان قد تسبب تلفًا في الكبيبات الكلوية.
أمراض المناعة الذاتية: التي تهاجم أنسجة الكلى وتسبب التهابًا مزمنًا.
هذه الأسباب تؤدي إلى تسرب البروتينات إلى البول، انخفاض الألبومين في الدم، واحتباس السوائل في الجسم، مما يسبب أعراض متلازمة الكلية.
ما أعراض متلازمة الكلية عند القطط؟
أعراض متلازمة الكلية عند القطط تشمل:
تراكم السوائل تحت الجلد (وذمة تحت الجلد) وتراكم السوائل في البطن (استسقاء البطن)، وهو من الأعراض الأكثر شيوعًا التي تدفع المالك لطلب الرعاية البيطرية.
صعوبة مفاجئة في التنفس أو تنفس سريع نتيجة تراكم السوائل في المسافة بين جدار الصدر والرئتين، أو وجود وذمة رئوية أو جلطات دموية في الرئتين.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم مثل نزيف في مؤخرة العين (نزيف الشبكية)، انفصال الشبكية، وذمة القرص البصري، وعدم انتظام ضربات القلب وأصوات قلب غير طبيعية بسبب تضخم البطين الأيسر.
تغير لون الجلد والأغشية المخاطية إلى الأزرق بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم نتيجة تراكم السوائل أو الجلطات.
قد تظهر علامات مرتبطة بمرض معدٍ أو التهابي أو سرطاني كسبب أساسي للحالة.
هذه الأعراض تعكس اضطرابًا خطيرًا في وظائف الكلى وتتطلب تدخلًا بيطريًا عاجلًا.
ما مراحل تطور متلازمة الكلية؟
مراحل تطور متلازمة الكلية عند القطط تمر عادة بعدة مراحل تتعلق بتدهور وظيفة الكلى تدريجيًا، وتشمل:
المرحلة المبكرة (المرحلة الصامتة)
في هذه المرحلة، تبدأ الكبيبات الكلوية بالتلف التدريجي، مما يؤدي إلى تسرب بروتينات مثل الألبومين إلى البول (بيلة بروتينية). قد لا تظهر أعراض واضحة على القطة، ويكون التشخيص غالبًا من خلال فحوصات البول والدم الروتينية.
المرحلة المتوسطة
مع استمرار تلف الكلى، يزداد فقدان البروتين في البول، وينخفض مستوى الألبومين في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الأسموزي في الأوعية الدموية. يبدأ تراكم السوائل في الأنسجة (وذمة) وفي تجويف البطن (استسقاء). قد تظهر علامات مثل تورم البطن وانتفاخ الأطراف.
المرحلة المتقدمة
تتفاقم الأعراض مع زيادة تراكم السوائل وصعوبة التنفس بسبب وذمة الرئة أو تجمع السوائل في تجويف الصدر. قد تظهر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، مثل نزيف الشبكية، مشاكل في القلب، وعدم انتظام ضربات القلب. تصبح القطة ضعيفة وخاملة، مع فقدان الشهية وصعوبة في التنفس.
المرحلة النهائية
في هذه المرحلة، تفشل الكلى بشكل كبير، وتزداد مضاعفات المرض، مما قد يؤدي إلى فشل كلوي حاد أو مزمن يهدد حياة القطة إذا لم يتم التدخل الطبي المناسب.
التشخيص المبكر والمتابعة الدورية مع الطبيب البيطري ضروريان لإبطاء تقدم المتلازمة وتحسين جودة حياة القطة.
ما النظام الغذائي المناسب؟
النظام الغذائي المناسب لمرضى متلازمة الكلية عند القطط يجب أن يكون:
منخفض الصوديوم: لتقليل احتباس السوائل وتقليل العبء على الكلى، لذا يجب تجنب الأطعمة المصنعة والمملحة مثل رقائق البطاطس، الخبز المملح، المخللات، والوجبات الخفيفة المالحة.
منخفض إلى معتدل البروتين: تقليل كمية البروتين يساعد في تقليل إنتاج الفضلات النيتروجينية التي تحتاج الكلى إلى التخلص منها، مع التركيز على بروتينات ذات جودة عالية لتلبية احتياجات القطة دون زيادة العبء على الكلى.
غني بالخضروات والفواكه: لاحتوائها على الفيتامينات والألياف الضرورية لدعم صحة الجسم والكلى.
توفير ترطيب جيد: تقديم الطعام الرطب أو إضافة الماء إلى الطعام الجاف، مع توفير مياه نظيفة وعذبة باستمرار، لأن الترطيب يحسن وظائف الكلى ويقلل من تركيز البول.
تجنب الأطعمة المصنعة واللحوم المعلبة: بسبب ارتفاع محتواها من الصوديوم والمواد الحافظة التي تضر بالكلى.
استخدام أطعمة طبية مخصصة: مثل Hill’s Prescription Diet k/d أو Royal Canin Renal Diet، التي تم تصميمها خصيصًا لدعم وظائف الكلى وتقليل العبء عليها.
مراقبة تناول السعرات الحرارية: لضمان عدم فقدان الوزن أو سوء التغذية، مع زيادة محتوى الدهون كمصدر للطاقة عند الحاجة.
اتباع هذا النظام الغذائي تحت إشراف الطبيب البيطري يساعد في تحسين جودة حياة القطة المصابة بمتلازمة الكلية ويبطئ تقدم المرض.
حول كاتب المقال
د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم