يُعَدّ داء الكلب عند القطط من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات الثديية بشكل عام، والقطط على وجه الخصوص، نظرًا لقدرة الفيروس العالية على غزو الجهاز العصبي والتسبب في اضطرابات سلوكية وعصبية تنتهي دائمًا بالموت.
هذا المرض يُسببه فيروس ينتمي إلى عائلة Rhabdoviridae من جنس Lyssavirus، وهو فيروس قاتل ينتقل عادةً عن طريق اللعاب الملوث من خلال العضّ أو الخدش. وتكمن خطورته في أن القطة المصابة يمكن أن تنشر العدوى قبل ظهور الأعراض الواضحة عليها، مما يجعل الاكتشاف المبكر للمرض صعبًا.
تبدأ القصة غالبًا بعضّة صغيرة من حيوان ضال أو بري مصاب، لينتقل الفيروس عبر الألياف العصبية نحو الدماغ مسببًا التهابًا قاتلًا في الجهاز العصبي المركزي.
مع تطوّر المرض تظهر على القطة تغيرات سلوكية حادة مثل العدوانية غير المبررة أو الخوف المفرط، تليها مراحل من الشلل وصعوبة البلع والاختناق حتى الموت خلال أيام قليلة.
في مقالنا الشامل سنجاوب على سؤال يطرحه الكثير من مربي القطط: هل القطط تنقل السعار لنا نحن البشر، وسنفصل كل ما يخص هذا الفيروس القاتل بدءاً من التعرف على المرض الى طرق انتقاله الى بداية اعراض داء الكلب عند القطط التي يجب التنبه اليها لإنقاذ قططنا وتجنب انتقال العدوى منها الى عائلتنا.
محتوى المقالة
ماهو مرض داء الكلب عند القطط؟
داءُ الكَلَب عند القطط هو مرض فيروسي عصبي شديد الخطورة ينقله فيروس (rabies virus) وهو فيروس ذو شكل رصاصة يحتوي على حمض نووي RNA أحادي السلسلة مغلف بغلاف دهني يساعده على الالتصاق بالخلايا العصبية.
تحدث عدوى القطط به عادةً نتيجةً وصول لعاب حيوان مصاب الى الدورة الدموية لجسم القطة من خلال تلوث جرح به أو عضة حيوان مصاب، وهي الوسيلة الأساسية لنقل الفيروس إلى القطط.
بعد دخول الفيروس إلى الأنسجة من خلال العضة، يبدأ بالتكاثر موضعياً في مكان العضة وأحيانًا في الخلايا العضلية أو عند نهايات الأعصاب، ثم ينتقل عبر الألياف العصبية بصورة ارتجاعية (من الاطراف الى المركز العصبي) إلى الحبل الشوكي والدماغ.
هذا الانتقال المحوري يفسر فترة الحضانة الطويلة التي قد تتراوح بين أسابيع إلى شهور وتعتمد على قرب أو بعد موقع العضة من الجهاز العصبي المركزي وكمية الفيروس المحقونة مع اللعاب وخصائص السلالة الفيروسية.
بمجرد وصوله إلى الجهاز العصبي المركزي يتكاثر الفيروس ويؤدي إلى اضطرابات وظيفية عصبية شديدة مع تلف النسيج العصبي، وتنتشر العدوى فيما بعد الى خارج الجهاز العصبي عبر الأعصاب المحيطية لتصل إلى الغدد اللعابية.
في هذه المرحلة يظهر الفيروس في اللعاب وتصبح القطة قادرة على نشر العدوى للآخرين من حولها. وهذا يعني أن طرح الفيروسي في لعاب القطط قد يبدأ قبل ظهور العلامات العصبية الواضحة بفترات قصيرة، لذا قد تكون الحيوانات ناقلةً للفيروس قبل أن يلاحظ عليها أصحابها أي سلوك مرضي.
اعراض داء الكلب عند القطط متغيرة، تُوصف غالبًا بالصورة الغاضبة أو المتحمسة (furious) التي تتضمن تغيرات سلوكية وعدوانية وفرط تحسس، أو شلل أو خمود (paralytic). قد تدخل القطة في مرحلة فقدان القدرة على البلع وزيادة في لعابها ثم غيبوبة وموت خلال أيام من بداية العلامات المرضية.
خطورة القطط المصابة على بقية الحيوانات الأليفة في المنزل كبيرة لأن اللعاب المصاب هو الوسيلة الأكثر احتمالا للانتقال من القطة المصابة، فأي عضّة أو خدش مُلوّث باللعاب قد ينقل العدوى للحيوانات الأخرى أو حتى للبشر.
القطط غير الملقّحة أو التي يُسمح لها بالخروج الى خارج المنزل هي الأكثر عرضة للالتقاء بحيوانات برية ناقلة للفيروس (مثل الراكون أو الخفافيش) وبالتالي تشكل مصدر خطر لقِطَط وأفراد المنزل.
برامج التطعيم الروتينية للكلاب والقطط والحدّ من سلوك الخروج غير الخاضع للرقابة يقلل بشدة من الخطر وإمكانية نقل العدوى. كما أن بروتوكولات العزل والمتابعة والإبلاغ للسلطات الصحية البيطرية ضرورية عند الاشتباه.
ماهي فترة حضانة مرض السعار عند القطط؟
أظهرت التجارب على القطط أن فترة حضانة مرض السعار عند القطط تتراوح بين 9 إلى 51 يومًا (متوسط 18 يومًا)، بينما استمرت فترة المرض السريري حتى الوفاة من 1 إلى 8 أيام (متوسط 5 أيام).
تم اكتشاف الفيروس في لعاب هذه القطط باستخدام تقنيات الفيروسات التقليدية قبل ظهور الأعراض السريرية بيوم واحد، واستمر طرح الفيروس منها حتى وفاة القطة.
في الظروف الطبيعية، تكون فترة حضانة مرض السعار عند القطط متشابهة عمومًا، على الرغم من أن هناك حالات قليلة قد تكون فترة الحضانة فيها أطول بكثير، ربما تصل إلى 6 أشهر أو أكثر.
اعراض داء الكلب عند القطط
تمر اعراض الكلب عند القطط سريريًا في ثلاث مراحل، ولكل مرحلة اعراضها التي تميزها، وغالبًا ما تتقاطع مع بعضها.
الفترة الأولية
تستمر هذه المرحلة عادة ليوم واحد فقط في القطط، وتتميز بتغير واضح في السلوك. إذ قد تصبح القطط الكئيبة يقظة أكثر ونشاطًا أعلى مما قبل وودودة الى اصحابها، بينما قد تخدش أو تعض بعض القطط الأخرى والتي كانت ودودة في السابق ودون أي استفزاز لها، أو تصبح مكتئبة ومنعزلة، وتحب الإختباء في الأماكن المظلمة.
يلاحظ عدوانية القطط بشكل أكثر شيوعًا في القطط مقارنة بالكلاب. خلال هذه الفترة، قد يكون هناك ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وتوسع في حدقة العين مع ضعف في رد فعل القرنية.
مرحلة الاستثارة
يصبح داء الكلب في هذه المرحلة أكثر سهولة في التعرف عليه، ويكون القط في حالة تشكل خطورة أكبر على الآخرين من حوله.
تزداد عصبية القطة وتهيجها وشراستها، وقد تظهر عليها رعشة عضلية، وهزال، أو عدم تناسق في الحركة.
كما هو الحال في البشر المصابين بداء الكلب، يواجه القط المصاب صعوبة في البلع بسبب تشنجات عضلات الوجه، مما يؤدي بالنهاية إلى شلل عضلات البلع، وتراكم اللعاب ونزوله من الفم على شكل خيوط أو تشكل الرغوة.
مرحلة الشلل
مع دخول القطة هذه المرحلة، يؤدي عدم التناسق العضلي والتشنجات التي تحدث إلى شلل عام، ثم غيبوبة وموت. قد تستمر مرحلة الاستثارة لمدة تصل إلى 7 أيام، ولكن في بعض الأحيان تكون غير موجودة تقريبًا، وتنتقل القطط مباشرة من المرحلة الأولية إلى المرحلة الشللية.
كيف اعرف ان القط مصاب بالكلب؟
نحكم على أن القط مصاب بالكلب وذلك حسب اعراض كلب القطط التي تظهر في المراحل التي يسير فيها داء الكلب والتي ذكرناها سابقاً. تكون علامات داء الكلب عند القطط لكل مرحلة كالتالي:
المرحلة البادرية (Prodromal stage)
- تلاحظ أن لدى قطتك ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
- تغيّر مفاجئ في سلوك القطة (خوف، توتر، عزلة، أو زيادة المودة).
- لعق أو عضّ مكان العضة المسببة للعدوى.
- فقدان الشهية أو خمول عام.
- توسّع حدقة العين مع ضعف في استجابة الحدقة للضوء.
- قيء أو اضطرابات هضمية خفيفة.
المرحلة الهيجان (Furious stage)
- تظهر هذه المرحلة لدى نحو ثلثي القطط المصابة.
- فرط استثارة عصبية وحساسية مفرطة للأصوات أو اللمس أو الضوء.
- عدوانية القطط والهجوم على الحيوانات أو الأشخاص أو الأشياء.
- محاولة أكل أجسام غريبة أو عضّ الهواء.
- كثرة المواء أو الصراخ غير الطبيعي نتيجة تأثر الدماغ والأعصاب الصوتية.
- اضطراب في التوازن (ترنح، فقد تنسيق الحركات).
- تشنج القطة ونوبات صرع.
- مظهر “العينين الجامدتين” أو قد تصبح نظرتها مخيفة وتوحي بالشراسة.
- فرط إفراز اللعاب (نتيجة صعوبة البلع أو شلل عضلات الحلق).
المرحلة الشللية (Paralytic stage)
- تبدأ عادةً بعد 1–10 أيام من ظهور الأعراض العصبية الأولى.
- شلل تدريجي صاعد يبدأ غالبًا من الطرف الذي تعرّض للعضّة.
- شلل في عضلات الفك يؤدي إلى “تدلّي الفك السفلي” وصعوبة المضغ.
- شلل الحنجرة والذي يسبب تغيّر نغمة الصوت أو فقدان المواء.
- سقوط الفك وكثرة سيلان اللعاب مما قد يبدو وكأن القطة تختنق.
- فقدان القدرة على البلع.
- ارتخاء عضلات الأطراف وفقدان الحركة.
- الدخول في غيبوبة ثم الوفاة خلال أيام قليلة (عادة أقل من أسبوع بعد ظهور الأعراض).
هل القطط تسبب داء الكلب للبشر؟
القطط المصابة بداء الكلب قادرة على نقل المرض إلى البشر، وهي تُعدّ من المصادر الخطيرة للعدوى في البيئات المنزلية، خصوصًا عندما لا تكون مُلقَّحة ضد الفيروس.
ينتقل فيروس داء الكلب (Rabies virus) عبر اللعاب المصاب الذي يدخل جسم الإنسان من خلال:
- عضّة قطة مصابة (وهي الطريقة الأكثر شيوعًا).
- خدش أو جرح مفتوح ملوَّث بلعاب القطة المصابة.
- ملامسة الأغشية المخاطية (مثل العين أو الفم) للعاب المصاب.
انتبه حتى الخدوش البسيطة يمكن أن تكون خطيرة إذا كان هناك تلوث بلعاب القطة قبل أن تلعق مخالبها.
ماهي العوامل التي تزيد خطر اصابة قططنا بداء الكلب؟
- تعرض القطط للحياة البرية، خاصة الخفافيش، والثعالب.
- عدم التطعيم ضد داء الكلب او إهمال التطعيمات المعززة.
- جروح العض أو الخدش من كلاب، قطط، أو حيوانات برية غير ملقحة.
- تعرض القطط للهواء المحمل بالفيروس في كهوف الخفافيش.
- القطط التي لا تستطيع تطوير استجابة مناعية طبيعية.
التعامل مع القطط المصابة بداء الكلب
داء الكلب مرض خطير ونهايته الموت المحتم ويمكن أن تنقله قططنا إلينا، لذلك احرص على التقيد بالإرشادات التالية:
- يجب عزل جميع القطط المشتبه في إصابتها بداء الكلب بشكل آمن ومراقبتها لأي تغيرات في المزاج أو السلوك أو الأعراض السريرية التي قد تشير إلى المرض.
- قطة تبدو بصحة جيدة ولكن تعض أو تخدش شخصًا ما من العائلة، يجب مراقبة القطة لمدة 10 أيام أو وفقًا للوائح المحلية أو الحكومية، إذا لم تظهر أي علامات مرض على القطة خلال 10 أيام، فإن الشخص بكل تأكيد لم يتعرض للفيروس، فالكلاب والقطط لا تنشر الفيروس لأكثر من 3 أيام قبل ظهور المرض السريري.
- قطة غير ملقحة تتعرض للعض من حيوان مصاب بداء الكلب يجب وضعها في الحجر الصحي لمدة تصل إلى 6 أشهر أو وفقًا للوائح المحلية أو الحكومية.
- يجب أن يكون العلاج داخل المستشفى البيطري فقط للحيوانات المشتبه في تعرضها لداء الكلب أو المصابين به.
- تقديم الرعاية للقطط المصابة بحذر شديد.
- حبس القط المصاب في منطقة حجر صحي آمنة مع لافتات واضحة تشير إلى الاشتباه في داء الكلب.
- يجب قفل الأقفاص أو الأحواض، ويجب أن يكون الوصول مقتصرًا على الأشخاص المعينين فقط.
- توفير الطعام الرطب والماء (معظم القطط لن تأكل) دون فتح باب القفص أو الحظيرة (أي، تمرير أطباق الطعام والماء إلى القفص أو الحظيرة من خلال نقاط وصول مخصصة لهذا الغرض).
- بمجرد التأكد من التشخيص، يُوصى بالقتل الرحيم.
الوقاية
تُعَدّ الوقاية من داء الكلب عند القطط خطوة أساسية لحماية القطة نفسها، وكذلك لحماية الإنسان والحيوانات الأخرى من خطر هذا الفيروس القاتل.
داء الكلب في القطط (Rabies) هو مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي المركزي وينتقل عبر اللعاب غالبًا من خلال العضّ أو الخدش. نظرًا لأن المرض مميت بنسبة تقارب 100% بعد ظهور الأعراض، فإن الوقاية بالتطعيم والرعاية الصحية والاحتياطات السلوكية تمثّل الوسيلة الوحيدة للسيطرة عليه.
تتضمن طرق الوقاية النقاط التالية:
التطعيم الوقائي
التطعيم ضد داء الكلب هو الركيزة الأساسية للوقاية.
- يُعطى اللقاح الأول عادةً عند عمر 12–16 أسبوعًا، ثم جرعة داعمة بعد سنة واحدة.
- بعد ذلك تُكرر الجرعة كل سنة أو كل ثلاث سنوات تبعًا لنوع اللقاح وتعليمات الطبيب البيطري.
- التطعيم لا يحمي القطة فقط، بل يقطع سلسلة العدوى ويمنع انتشار الفيروس في البيئة المنزلية.
- يجب الاحتفاظ بسجل تطعيم محدث لأن إثبات التحصين ضروري في حال تعرض القطة للعضّ أو اشتُبه بإصابتها.
تقليل خطر التعرض للفيروس
- منع القطط من الخروج العشوائي إلى الشوارع أو المناطق البرية حيث يمكن أن تلتقي بحيوانات ناقلة مثل الكلاب الضالة أو الخفافيش.
- تجنّب اختلاط القطة بحيوانات مجهولة المصدر أو غير مُطعّمة.
- مراقبة وجود أي حيوانات برية غير طبيعية السلوك بالقرب من المنزل، وإبلاغ الجهات البيطرية فورًا.
- عدم لمس أو محاولة إنقاذ الحيوانات البرية المصابة أو الميتة باليد المجردة.
الإجراءات الوقائية المنزلية
- تعليم أفراد العائلة، خاصة الأطفال، تجنّب اللعب العنيف أو العضّ مع القطط، حتى الملقّحة منها.
- في حال عضّ القطة لأي شخص أو حيوان، يجب تنظيف الجرح فورًا بالماء والصابون ومراجعة الطبيب.
- إذا اشتُبه بإصابة القطة أو تعرضت لعضّة من حيوان مجهول، فيجب عزلها فورًا ومراجعة الطبيب البيطري لإجراء الفحص أو إعادة التطعيم.
المضاعفات المحتملة لداء الكلب عند القطط
داء الكَلَب عند القطط يُعد من أخطر الأمراض الفيروسية العصبية، إذ لا يسبب فقط أعراضًا حادة بل قد يؤدي إلى مضاعفات مميتة تصيب الجهاز العصبي المركزي وتؤثر في وظائف الجسم الحيوية.
يمكن تلخيص أهم المضاعفات كما يلي:
🧠 المضاعفات العصبية الخطيرة
- التهاب الدماغ الفيروسي: الفيروس يغزو خلايا الدماغ مسببًا اضطرابًا في الوظائف العصبية، مما يؤدي إلى نوبات صرع، تشنجات، ترنح، واضطرابات سلوكية شديدة.
- الشلل العصبي التصاعدي: يبدأ عادةً في الأطراف أو الفك بعد مرحلة الهياج، ويتطور إلى شلل عام يشمل عضلات التنفس، مما يؤدي إلى الاختناق والموت.
- فقدان السيطرة على العضلات الإرادية: تشمل صعوبة البلع، ارتخاء الفك، وسيلان اللعاب الغزير.
- تلف دائم في الأعصاب القحفية: يؤدي إلى شلل في الوجه أو الحنجرة، وصوت مواء مشوه.
❤️ المضاعفات الجسدية الجهازية
- فشل تنفسي: نتيجة شلل عضلات الحجاب الحاجز والحنجرة.
- اضطرابات قلبية: قد يحدث عدم انتظام في ضربات القلب بسبب تأثر الأعصاب المنظمة لنشاط القلب.
- هزال شديد وجفاف: بسبب فقدان الشهية، وصعوبة الشرب والبلع، والقيء المستمر.
- ارتفاع الحرارة الحاد أو انخفاضها المفاجئ مع انهيار عام للجسم.
🧬 المضاعفات السلوكية والنفسية
- تغيرات سلوكية غير عكوسة، مثل العدوانية المفرطة، الخوف غير المبرر، أو العزلة المفاجئة.
- فقدان الإحساس بالمكان والزمان، وحركات عشوائية لا إرادية.
- اضطرابات إدراكية تجعل القطة تهاجم أصحابها أو الحيوانات الأخرى دون استفزاز.
☠️ وفاة القطط
للأسف، داء الكلب في القطط مميت بنسبة تقارب 100% بمجرد ظهور الأعراض السريرية. لا يوجد علاج فعال بعد المرحلة العصبية، إذ تتدهور حالة القط المصاب خلال أيام إلى غيبوبة ثم وفاة نتيجة توقف التنفس أو السكتة الدماغية.
من خلال مشاهدة المقطع التالي للدكتور كرم مصطفى ستتحصل على معلومات قيمة عن داء الكلب للقطط وبقية الحيوانات:
ختاماً
في ختام مقالنا عن داء الكلب عند القطط، يتبيّن أن هذا المرض ليس مجرد حالة مرضية عادية، بل يمثل تهديدًا حقيقيًا للحياة لكل من الحيوان والإنسان على حد سواء.
الفيروس المسبب للمرض يمتلك قدرة مميزة على غزو الجهاز العصبي وإحداث تغيرات عصبية وسلوكية قاتلة تنتهي دائمًا بالموت، مما يجعل الوقاية السبيل الوحيد للحماية.
التطعيم المنتظم للقطط، ومراقبة سلوكها الصحي، ومنع احتكاكها بالحيوانات البرية أو الضالة، كلها إجراءات تعتبر بسيطة لكنها فعالة في قطع سلسلة انتقال العدوى وحماية البيئة المنزلية من خطر المرض.
كما أن رفع الوعي بين أصحاب القطط بأهمية الإبلاغ المبكر عن أي سلوك غير طبيعي أو تعرض للعضّ يساهم في الحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه في المجتمع.
الوقاية من داء الكلب هي مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الأفراد والأطباء البيطريين والسلطات الصحية باعتبار هذا الداء من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
في النهاية، داء الكلب رغم خطورته الشديدة، لكن يمكن القضاء عليه تمامًا من خلال التحصين المستمر والمسؤولية المجتمعية والالتزام بالقواعد البيطرية الوقائية، لتبقى قططنا سليمة وآمنة وتعيش في بيئة خالية من هذا الوباء القاتل.
الأسئلة الشائعة
ما هو داء الكلب عند القطط؟
داء الكلب (السعار) عند القطط هو مرض فيروسي قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي للقطط وجميع الثدييات تقريبًا، بما في ذلك الإنسان. يسببه فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الكلبية (Lyssavirus)، ويؤدي إلى تغيرات سلوكية وعصبية خطيرة، وغالبًا ما يكون مميتًا بمجرد ظهور الأعراض السريرية.
ما هي المدة بين العدوى وظهور أعراض داء الكلب عند القطط؟
فترة الحضانة بين العدوى وظهور أعراض داء الكلب عند القطط تتراوح عادةً بين 9 إلى 51 يومًا، بمتوسط حوالي 18 يومًا، لكن هذه الفترة قد تمتد في بعض الحالات إلى عدة أشهر، وقد تصل حتى إلى 6 أشهر أو أكثر في ظروف نادرة.
ما هي الأعراض الأولية لداء الكلب عند القطط؟
الأعراض الأولية لداء الكلب عند القطط تظهر عادة في المرحلة الأولية التي تستمر عادة ليوم واحد، وتتميز بتغير واضح في السلوك، وتتضمن:
تغيرات في سلوك القطط.
ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
توسع حدقة العين مع ضعف في رد فعل القرنية.
سلوك غير منتظم مثل العض أو النقر، لعق أو مضغ مكان الجرح، أو العض بدون استفزاز.
فقدان الشهية والخمول.
ما هي الإجراءات الفورية عند الاشتباه بإصابة قط بداء الكلب؟
عند الاشتباه بإصابة قطة بداء الكلب، يجب اتخاذ الإجراءات الفورية التالية لضمان سلامة الحيوان والإنسان:
عزل القطة المشتبه في إصابتها.
مراقبة القطة عن كثب لأي تغيرات في السلوك.
عدم التعامل المباشر مع القطة بدون حماية.
الاتصال بالطبيب البيطري فورًا.
في حال تعرض شخص للعض أو الخدش من القطة المشتبه بها.
إبلاغ السلطات البيطرية المختصة.
في الحالات المؤكدة، قد يُوصى بالقتل الرحيم.
هل يوجد علاج لمرض الكلب عند ظهور الأعراض؟
لا يوجد علاج فعال لداء الكلب بمجرد ظهور الأعراض السريرية، ويعتبر المرض قاتلًا في هذه المرحلة تقريبًا.
العلاج الفعال لداء الكلب يكون قبل ظهور الأعراض، ويتضمن:
غسل الجرح جيدًا بالصابون والماء فور التعرض.
إعطاء الغلوبيولين المناعي لداء الكلب (Rabies Immunoglobulin) لمن لم يتلقوا التطعيم سابقًا، وهو يوفر حماية فورية.
تلقي سلسلة من لقاحات داء الكلب على مدى عدة أسابيع لتعزيز استجابة الجهاز المناعي ومحاربة الفيروس.
ما هي إجراءات الوقاية من داء الكلب للقطط؟
لوقاية القطط من داء الكلب، هناك عدة إجراءات أساسية وفعالة يجب اتباعها:
التطعيم المنتظم ضد داء الكلب: يُعد التطعيم الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض.
تجنب خروج القطط من المنزل أو مراقبتها جيدًا عند الخروج.
عدم السماح للقطط بالاختلاط مع حيوانات غير معروفة أو غير ملقحة.
مراقبة النظافة والتغذية الجيدة.
عزل القطط المشتبه بإصابتها أو التي تعرضت للعض أو الخدش.
الإبلاغ عن الحيوانات الضالة أو البرية التي تظهر سلوكًا غير طبيعي.
توعية أفراد الأسرة بأهمية التطعيم والوقاية.
كيف يجب التعامل مع عضة قطة مشتبه بإصابتها بداء الكلب؟
عند التعرض لعضة قطة مشتبه بإصابتها بداء الكلب، يجب اتباع الإجراءات الفورية التالية:
غسل الجرح جيدًا بالماء الجاري والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة لتقليل خطر العدوى.
تطهير الجرح بمطهر مناسب.
التوجه للطبيب فورًا لتقييم الحالة.
مراقبة القطة التي عضت الشخص لمدة 10 أيام.
عزل القطة المشتبه في إصابتها.
الإبلاغ عن الحادث للجهات الصحية المختصة لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
تجنب التعامل المباشر مع القطة المشتبه بها بدون حماية لتقليل خطر انتقال الفيروس.
ما هي الإجراءات القانونية المطلوبة عند تشخيص حالة داء كلب؟
عند تشخيص حالة داء الكلب، توجد إجراءات قانونية ووقائية مهمة يجب اتباعها لضبط المرض ومنع انتشاره، وفقًا لقانون رقم 9 لسنة 1969 بشأن حيازة الكلاب والإجراءات الوقائية من مرض الكلب، ومنها:
الإبلاغ الفوري عن الحالة.
حجز الحيوانات المعقورة والمشتبه بإصابتها.
إعدام الكلاب الضالة والمشتبه في إصابتها.
إبلاغ الجهات الصحية المختصة.
عدم التخلص من جثث الحيوانات المصابة أو المشتبه بإصابتها دون إذن.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- American Veterinary Medical Association (AVMA)
- World Small Animal Veterinary Association (WSAVA)
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
- Rabies in Cats
- Diagnosis and Treatment of Cat Rabies | VetAmerican
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم