يُعرَّف الفشل الكلوي المزمن عند القطط حالة مرضية تتميز بوجود مستويات مرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى في دم القطط (تعرف باسم “اليوريميا” أو “الأزوتيميا”)، مع كثافة نوعية للبول أقل من 1.035.
الكثافة النوعية للبول تقيس تركيز المواد (مثل الاملاح، الجلوكوز، البروتين) في البول (كلما زادت الكثافة النوعية، زاد تركيز الجزيئات وقلت كمية الماء في البول).
تقوم الكلى بإزالة الماء من البول للحفاظ على مستويات الترطيب في الجسم(سوائل الجسم)، ومع انخفاض وظائف الكلى، تصبح تقل قدرة الكلى على إزالة الماء من البول، مما يؤدي إلى انخفاض الكثافة النوعية للبول.
توفر الكثافة النوعية للبول معلومات حول قدرة الكلى على الحفاظ على السوائل (تركيز البول) أو إزالة السوائل الزائدة من الجسم (تخفيف البول)، تتقلب الكثافة النوعية بشكل طبيعي بناءً على كمية الماء التي تشربها القطط ونسبة الأملاح في نظامها الغذائي.
يحدث الفشل الكلوي المزمن نتيجة لأمراض الكلى الأولية التي استمرت عند القطط لأشهر وسنوات، ويتميز بفقدان لا رجعة فيه لوظائف الكلى، والذي يميل إلى التدهور تدريجيًا على مدى أشهر إلى سنوات.
ماهي وظائف الكلى الحيوية عند القطط؟
تتكون كل كلية من آلاف الأنابيب الكلوية (الوحدات الوظيفية للكلى)، وكل منها يحتوي على الكبيبة (شبكة من الشعيرات الدموية “مرشح الدم”) وسلسلة من الأنابيب التي تتدفق خلالها السوائل المصفاة لتكوين البول.
تقوم الكلى بتصفية الدم وإزالة المخلفات المختلفة من الجسم أثناء إنتاج البول، كما أنها تلعب دورًا في الحفاظ على حجم السوائل الطبيعي في الجسم.
ماهي سلالات القطط الأكثر إصابة بالفشل الكلوي المزمن؟
جميع سلالات القطط معرضة للإصابة. لكن يحدث الفشل الكلوي المزمن بشكل شائع في سلالات القطط الحبشية والقطط الشيرازية.
يمكن أن تصاب القطط بأي عمر، ولكن إحتمالية الإصابة تزداد مع تقدم القطط في العمر. فمتوسط العمر عند اغلب الحالات المشخصة للقطط هو حوالي 9 سنوات.
الأعراض
الأعراض السريرية مرتبطة بدرجة شدة الخلل في وظائف الكلى ووجود أو عدم وجود مضاعفات (مثل ارتفاع ضغط الدم). وقد لا تظهر أي أعراض سريرية على القطط المصابة بفشل كلوي مزمن خفيف.
الأعراض التي ظهرت على القطط التي تم تأكيد تشخيص الفشل الكلوي المزمن عندها:
- تناقص القدرة على تعويض انخفاض وظائف الكلى، مما يؤدي إلى أزمة طبية (أزمة اليوريميا).
- زيادة التبول (كثرة البول) وزيادة العطش (كثرة الشرب): أقل شيوعًا في القطط مقارنة بالكلاب.
- فقدان الشهية (الشره العصبي).
- الخمول والكسل.
- ترجيع القطط.
- فقدان الوزن.
- التبول ليلاً (كثرة البول الليلي).
- امساك القطط.
- الإسهال.
- تحلل شبكية العين (الجزء الخلفي من العين) بسبب ارتفاع ضغط الدم (اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع الضغط) وما ينتج عنه من عمى مفاجئ.
- نوبات تشنج أو غيبوبة: في المراحل المتأخرة.
- قد تعاني القطط أيضًا من زيادة إفراز اللعاب وضعف العضلات مع وضع غير طبيعي للرأس والرقبة، حيث يكون الذقن قريبًا من الصدر (انحناء الرقبة للأمام) بسبب اضطراب عضلي ناتج عن انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم (اعتلال العضلات الناتج عن نقص البوتاسيوم).
- كلى صغيرة وغير منتظمة أو كلى متضخمة نتيجة لمرض الكلى المتعدد الكيسات مرض يتميز بوجود أكياس مليئة بالسوائل في الكلى أو الليمفوما (نوع من السرطان الذي يتطور من الأنسجة الليمفاوية).
- التجفاف.
- نزول وزن القطط بشكل شديد مع ضمور العضلات (الهزال).
- لثة شاحبة وأغشية رطبة في الجسم.
- تقرحات في الفم.
- رائحة فم غير طبيعية بسبب المستويات المرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى في الدم (رائحة النفس اليوريمي).
- الإمساك.
- اضطراب في العظام ناتج عن الفشل الكلوي المزمن يؤدي إلى مستويات غير طبيعية من الكالسيوم والفوسفور في الدم وما ينتج عنه من فقدان تمعدن العظام (اعتلال العظام الكلوي).
الأسباب
معظم الحالات تكون مجهولة السبب (مرض مجهول السبب)، ويُطلق على المرض اسم “اعتلال الكلى المزمن العام” ولكن يرجح أن تكون الأسباب:
- التعرض للمنتجات السامة للكلى.
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم (فرط كالسيوم الدم).
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم (نقص بوتاسيوم الدم، الحالة تُعرف باسم “اعتلال الكلى الناتج عن نقص البوتاسيوم”).
- التهاب وخلل وظائف الكبيبات الكلوية (التهاب الكبيبات الكلوية).
- داء النشوانيات (مجموعة من الحالات التي يتم فيها ترسب البروتينات غير القابلة للذوبان تعرف باسم “الأميلويد” خارج الخلايا في الكلى، مما يعيق الوظيفة الطبيعية).
- التهاب الكلى او العدوى البكتيرية (التهاب الحوض الكلوي).
- مرض الكلى المتعدد الكيسات (أكياس مليئة بالسوائل في الكلى).
- حصوات الكلى.
- الانسداد البولي المزمن.
- الأدوية.
- الليمفوما (نوع من السرطان الذي يتطور من الأنسجة الليمفاوية).
- داء البروسيلات (بعد الفشل الكلوي الحاد).
- التهاب الصفاق المعدي لدى القطط (FIP).
- مرض السكري.
تزداد خطورة الإصابة مع عوامل الخطر التالية:
- تقدم القطط بالعمر.
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم (فرط كالسيوم الدم).
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم (نقص بوتاسيوم الدم) في القطط.
- ارتفاع ضغط الدم.
- عدوى المسالك البولية.
- مرض السكري.
العلاج
الرعاية الصحية
- يمكن إدارة القطط المريضة التي تستطيع تعويض فقدان وظائف الكلى كمرضى خارجيين( تعالج خارج المشافي البيطرية).
- يجب إدارة القطط المصابة بأزمة اليوريميا (التقيئ، الجفاف) داخل المشافي البيطرية: تصحيح نقص السوائل والكهارل من خلال العلاج بالسوائل الوريدية (مثل إعطاء محلول رينغر اللاكتات)، تصحيح الجفاف خلال 6 إلى 12 ساعة لمنع إصابة الكلى الإضافية بسبب ضعف أو تقلص تدفق الدم.
- قد تستفيد القطط المصابة التي تعاني من فشل كلوي طويل مزمن متوسط إلى شديد من العلاج بالسوائل تحت الجلد (يوميًا).
- الترشيح الدموي (إجراء لإزالة المخلفات من الدم) وزراعة الكلى متاحان فقط في مشافي بيطرية محدودة.
النظام الغذائي
- تقليل البروتين والفوسفور والصوديوم في النظام الغذائي مع قدرة كافية على التخزين المؤقت، ومن أمثلة هذه الأطعمة المعدة خصيصاً (Hill’s Prescription Diet k/d ، Royal Canin Renal ، Purina Pro Plan Veterinary Diets NF Kidney Function).
- الأحماض الدهنية n-3 مفيدة في هذه الحالة.
- تشير الدراسات الحديثة إلى أنه عند مقارنة الأنظمة الغذائية العادية، فإن إطعام الأنظمة الغذائية الخاصة بالكلى يؤخر ظهور اليوريميا والوفاة المرتبطة بالكلى.
- توفير وصول حر للماء النقي في جميع الأوقات.
الجراحة
- يجب تجنب انخفاض ضغط الدم أثناء التخدير لمنع إصابة الكلى الإضافية.
- تم إجراء عمليات زراعة الكلى بنجاح في القطط التي تعاني من مرض متقدم.
المعالجة الدوائية
تعتمد المعالجة الدوائية الى معالجة والتخلص من السبب الأساسي إضافة إلى تخفيف الاعراض ومعاناة القطط المصابة:
عند ملاحظة علامات ترجيع القطط، التجفاف:
- الفاموتيدين لتقليل الغثيان والتقيئ.
- كلوريد البوتاسيوم في السوائل الوريدية أو جلوكونات البوتاسيوم عن طريق الفم، حسب الحاجة لتصحيح انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم (نقص بوتاسيوم الدم).
عند الفشل الكلوي المزمن وحيث لايزال بإمكان القطط تعويض فقدان وظائف الكلى:
- الفاموتيدين لتقليل الغثيان.
- جلوكونات البوتاسيوم عن طريق الفم، حسب الحاجة لتصحيح انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم (نقص بوتاسيوم الدم).
- مثبتات الفوسفات المعوية (مثل كربونات الألومنيوم، تُعطى عن طريق الفم مع الوجبات)، حسب الحاجة لتصحيح ارتفاع مستويات الفوسفات في الدم.
- كالسيتريول.
- الإريثروبويتين (الهرمون الذي يحفز نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم الحمراء).
- أملوديبين أو مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (ACE) (مثل الإينالابريل أو البنازبريل)، حسب الحاجة لعلاج ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع الضغط)، أملوديبين أكثر فعالية من مثبطات ACE في القطط التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الفشل الكلوي المزمن، إذا لم يستجب الحيوان لدواء واحد، ففكر في الجمع بين أملوديبين ومثبط ACE مع مراقبة ضغط الدم بشكل متكرر.
يمكن استخدام الميتوكلوبراميد بالإضافة إلى مضادات H2 (مثل الفاموتيدين) لعلاج التقيئ الناتج عن المستويات المرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى في الدم (اليوريميا أو الأزوتيميا).
أيضاً مضادات H2 (الرانيتيدين أو السيمايتدين) يمكن استخدامها بدلاً من الفاموتيدين لعلاج التهاب المعدة الناتج عن المستويات المرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى في الدم (التهاب المعدة اليوريمي).
يستخدم الأوندانسيترون للحالات التي تعاني من الغثيان والتقيئ ولا تستجيب للعلاجات الطبية الأخرى.
رعاية القطط المصابة
يجب مراقبة القطط التي تعاني من الفشل الكلوي المزمن بانتظام، حسب نوع العلاج وشدة المرض، ففي البداية وبشكل أسبوعي للقطط التي تتلقى كالسيتريول أو الإريثروبويتين يجب إعادة تقييم القطط التي تعاني من فشل كلوي مزمن خفيف إلى متوسط مرة كل 1 إلى 3 أشهر.
يعتمد التعافي من الإصابة على المدى القصير على شدة الحالة. لكن على المدى الطويل قد يكون التوقع سيئ للأسف.
المضاعفات المحتملة
- ارتفاع ضغط الدم العام.
- التهاب الفم الناتج عن المستويات المرتفعة من اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى في الدم.
- التهاب المعدة والأمعاء.
- انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء (فقر الدم).
- عدوى المسالك البولية الثانوية.
المصادر
Chronic Kidney Disease in Cats
Kidney Failure in Cats: Symptoms, Stages and Causes
Chronic kidney disease in cats
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم