عندما تدخل القطط الكبيرة في سن شيخوختها ( يطلق عليها السنوات الذهبية)، سيحتاج مربي القطط إلى فهم أكثر للتغيرات الي تحدث في نمط وأسلوب حياتها.
تعتبر القطط عادةً “كبيرة بالسن” عندما تصل إلى عمر حوالي 12 عامًا فما فوق.
هناك العديد من الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لضمان أن تعيش قطتك السنوات الأخيرة من حياتها مرتاحة وسعيدة. وهي بدورها ستمنحك في هذا العمر رفقة حيوان أليف راضٍ عنك تماماً، وغالبًا ما يكون سعيدًا بقضاء الكثير من الوقت بهدوء وسلام في منزلك كرفيق رائع لك.
متى تصبح القطة في مرحلة الشيخوخة؟
بالضبط لا يوجد عمر محدد يصبح فيه القط “كبيرًا في السن”. إذ تختلف معدلات الشيخوخة بين الحيوانات. ومع ذلك، يمكن تصنيف القطط الأكبر سنًا باستخدام مخطط مراحل الحياة على الشكل التالي:
- “ناضجة” (7-10 سنوات).
- “كبيرة في السن” (11-14 سنة).
- “عجوز جدًا” (15 سنة فأكثر).
بفضل التحسينات العامة والرعاية الجيدة في النظام الغذائي والرعاية الصحية وإدارة الرعاية، يمكن الآن للعديد من القطط الكبيرة أن تعيش حتى أواخر عقدها الثاني كسنوات مراهقة ( تبقى فتية).
ماذا يحدث عند تقدم القطط بالعمر؟
يُعتبر العديد من مربي القطط أن عمر الشيخوخة هي مرحلة طبيعية من مراحل حياتها ولا ينتبهون إلى أن هناك إجراءات و طرق رعاية خاصة يمكن أن تساعد قطتهم في هذا العمر.
بعض المربين أيضاً يشعرون بالقلق من ذكر المشاكل التي لاحظوها في قططهم الكبيرة خوفًا من أن يقول الطبيب البيطري إن الحالة خطيرة أو أن القطة قد تحتاج إلى القتل الرحيم. ومع ذلك، غالبًا ما تكون هذه المخاوف غير صحيحة، والطبيب البيطري موجود لمساعدتك حيثما كان ذلك ممكنًا.
تستطيع مشاورة الطبيب البيطري لمناقشة أي مخاوف عن قطتك. لذلك من المهم جدًا أخذ قطتك الكبيرة وعرضها على الطبيب البيطري بانتظام للتأكد من أنها لا تعاني من مشاكل أو لديها آلامًا مخفية عنك.
هناك العديد من العلاجات للكثير من المشاكل أو على الأقل التخفيف منها إذا كنت تريد أن تستمتع قطتك بسنواتها الذهبية خالية من الإزعاج و الألم ( نحن متأكدون إنك حريص على سعادتها).
التغيرات الشائعة المرتبطة بشيخوخة القطط
- تنخفض مستويات النشاط وتقل مرونة عضلاتها.
- تنام القطط الكبيرة لفترات أطول مما قبل أو تصبح نشاطاتها الليلية أكثر وضوحًا وقد تصبح القطط الكبيرة أكثر عزلة أو تطلب المزيد من الاهتمام.
- قد تواجه صعوبة في العثور على مكان مريح للنوم بسبب آلام المفاصل، صعوبة الحركة أو ضعف الإحساس.
- قد تتغير شهيتها أو استهلاكها للسوائل وقد تفقد اهتمامها بالطعام بسبب انخفاض قدرتها على شمه أو تذوقه.
- قد لا تكون الرؤية أو السمع حادة كما كانت من قبل.
- القطط الكبيرة أقل استجابة للأصوات المألوفة أو قد تبدو غير مهتمة بما يدور حولها.
- قد تحتاج ( كمالك لها) إلى التواصل معها بطريقة أكثر وضوحًا، مثل استخدام الإيماءات أو الاقتراب منها بهدوء.
- تصبح القطط الكبيرة أكثر حساسية للتغيرات في بيئتها، مثل الضوضاء أو وجود أشخاص غرباء.
- قد تتغير وظائف الجهاز الهضمي والبولي.
- قد يضعف الجهاز المناعي مما يجعلها أكثر عرضة للعدوى والأمراض.
- يزداد النوم الخفيف بينما يقل النوم العميق.
- قد يتدهور حالة المعطف (الفراء).
- قد يصبح الجلد أكثر جفافًا وهشاشة، مما يجعل القطة معرضة أكثر للجروح أو التهيج.
- الأظافر الهشة وضعف القدرة على سحب المخالب: قد تحتاج الأظافر إلى التقليم المنتظم لتجنب النمو الزائد أو التسبب في إصابات.
- قد تتطور اضطرابات مرتبطة بالعمر مثل التهاب المفاصل، السكري، فرط نشاط الغدة الدرقية أو ضعف الكلى.
- يمكن أن تحدث تغييرات نفسية وسلوكية مثل الخرف، العدوانية، زيادة الاعتماد أو الصياح المفرط.
التغيرات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة
مع التقدم في العمر، تحدث سلسلة من التغيرات البيولوجية التي لا مفر منها، والتي قد تؤثر ليس فقط على الجسم ولكن أيضًا على سلوك القطط المسنة. القطط الأكبر سنًا ليست أكثر عرضة للإصابة بالأمراض فحسب، بل قد تعاني أيضًا من:
- انخفاض القدرة على شم أو تذوق الطعام.
- ضعف السمع والبصر.
- انخفاض القدرة على هضم الدهون والبروتين.
- انخفاض تحمل التوتر.
كل هذه العوامل قد تظهر كتغييرات سلوكية. بعض هذه الحالات يمكن معالجتها طبيًا، لكن يمكن تقليل تأثير الشيخوخة من خلال إجراء تعديلات بسيطة على بيئة القطة ( المنزل).
التغيرات السلوكية المرتبطة بالشيخوخة
بعض التغيرات الفيزيولوجية المرتبطة بالشيخوخة يمكن أن تؤثر على سلوك القطط الكبيرة. في بعض الأحيان، قد تكون هذه التغيرات خفية وغير ملحوظة. لكن الشيء الأكثر أهمية هو ألا يفترض المالك أن التغيير “مجرد شيخوخة” ولا يمكن فعل شيء حياله. قد يلاحظ المالك أن قطته مع تقدمها في العمر أصبحت أقل نشاطًا وتُمضى وقتًا أطول في النوم.
قد تصبح القطة أقل اهتمامًا باللعب أو العناية بنفسها (مثل تنظيف فرائها). قد تصدر اصواتاً أكثر (متكررة) وتبدو أكثر عجزًا، حيث تفضل البقاء قريبة من المالك أو داخل المنزل للشعور بالأمان. مع تقدم القطط في العمر، قد تصبح أيضًا أكثر انتقائية للطعام وقد تفقد شهيتها.
بعض هذه التغيرات قد تكون نتيجة لمرض كامن، لذلك يُوصى بزيارات منتظمة للطبيب البيطري للقطط المسنة. يجب أن يُفحص القطط الكبيرة في السن من قبل الطبيب البيطري مرة كل ستة أشهر على الأقل، وقد تكون هناك زيارات متكررة بناءً على نصيحة الطبيب البيطري.
إذا لاحظ المالك تغييرًا حديثًا في السلوك أو الصحة العامة، يُوصى بزيارة الطبيب البيطري كخطوة أولى. إذا أمكن، من الجيد تسجيل مقاطع فيديو لهذه التغيرات، وخاصة تصوير القطة وهي تصعد السلالم لمساعدة الطبيب البيطري في تحليل مشيتها والبحث عن علامات التهاب المفاصل.
الإضطرابات الذهنية
يمكن أن يؤدي تقدم عمر الدماغ لدى القطط إلى تدهور وظائف الدماغ، وهو ما يُعرف في الطب البيطري باسم “اختلال الوظائف الإدراكية”. تبدأ علامات هذا الاضطراب بشكل تدريجي جدًا، بحيث قد لا يلاحظ العديد من المالكين حدوثه.
تشمل العلامات النموذجية للاختلال الإدراكي:
- التجول بلا هدف.
- إصدار أصوات متكررة.
- التبول خارج صندوق الفضلات أو استخدام الصندوق بشكل متكرر بسبب نسيان أنه تم استخدامه مؤخرًا.
- فقدان الاتجاه.
- زيادة النشاط الليلي.
لكي يتم تشخيص اختلال الوظائف الإدراكية، يجب استبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب هذه العلامات بواسطة الطبيب البيطري. يشبه هذا الاضطراب بعض أشكال الخرف لدى البشر.
لا يوجد علاج معروف للاختلال الإدراكي، ولكن يمكن أن تساعد بعض التدخلات مثل تغيير النظام الغذائي، وإدارة البيئة، وبعض العلاجات الدوائية في تحسين جودة الحياة. يمكن للأطباء البيطريين تقديم المشورة حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتلبية احتياجات القطة بشكل أفضل.
متى يجب أخذ القطط الكبيرة إلى الطبيب البيطري؟
بالإضافة إلى الفحوصات الطبية الدورية، يجب أن تُعرض قطتك على الطبيب البيطري إذا لاحظت تغييرات في:
- صحتها العامة.
- شهيتها أو عطشها.
- التبرز والتبوّل.
- الحركة و النشاط: أو إذا بدت وكأنها تعاني من الألم.
- السلوك: بما في ذلك الصياح أو العصبية الزائدة. قلة التفاعل معك أو مع الحيوانات الأخرى يمكن أن يكون علامة على أن هناك شيئًا ما غير طبيعي في صحة قطتك.
مشاكل القطط الكبيرة الصحية
الخرف واضطراب الوظائف الذهنية
اضطراب الوظائف الذهنية هو انخفاض في وظائف منطقة الدماغ العليا، بما في ذلك المراكز العصبية للذاكرة والتعلم، وهو أمر يحدث غالبًا مع التقدم في العمر. تتضمن علامات اضطراب الوظائف العصبية:
- تشوش.
- تغيرات في التفاعل الاجتماعي والبيئي.
- تغيرات في أنماط النوم والاستيقاظ، مثل النوم أكثر خلال النهار والشعور بالقلق ليلاً.
- الصياح.
- تلويثها داخل المنزل( تتبرز في أي مكان).
إذا لاحظت أي تغييرات في سلوك قطتك، خذها إلى الطبيب البيطري لفحصها، وناقش التغييرات السلوكية مع طبيب البيطري بأكبر قدر ممكن من التفاصيل.
الإمساك
يمكن أن تواجه القطط الكبيرة تغييرات في عادات الخروج الى التواليت مع تقدمها في العمر، بما في ذلك الإمساك. تتضمن علامات الإمساك:
- انخفاض تكرار التبرز.
- بذل الجهد أثناء التبرز.
- الألم أو الصياح أثناء محاولتها التبرز.
- تبرزها برازاً صلباً.
يجب أيضاً أن تتأكد دائمًا من أن قطتك لديها إمكانية الوصول الدائم إلى مصدر ماء نقي.
فقدان السمع
في الغالب تعوض القطط الصماء عن فقدان حاسة السمع باستخدام حواسها الأخرى، لذلك غالبًا ما يمر الصمم في القطط دون أن يُلاحظ.
قد تكون علامات الصمم أو فقدان حاسة السمع:
- عدم الاستجابة عند النداء عليها أو عند سماع أصوات عالية.
- سهولة التخويف أو الانزعاج.
- المواء بصوت عالٍ.
- علامات الدوار أو التشوش.
تشمل علامات أمراض الأذن التي قد تسبب الصمم:
- هز الرأس.
- حك الأذن بالمخالب.
- وجود صديد، إفرازات أو رائحة كريهة من الأذن.
أمراض الأسنان
تحتاج القطط الكبيرة إلى فحوصات طبية منتظمة للأسنان للتحقق من أعراض أمراض الأسنان، بما في ذلك تراكم الجير والتهاب اللثة.
استشر الطبيب البيطري حول الفحوصات الصحية والرعاية الوقائية لأسنان قطتك. للتعرف على المزيد من المعلومات حول التشخيص والعلاج اللازم.
مرض السكري
يؤثر هذا المرض على التحكم في مستويات السكر في الدم وعادةً ما يحدث في القطط متوسطة العمر والكبيرة، خاصة تلك التي تعاني من زيادة الوزن.
قد تكون علامات داء السكري مشابهة لأمراض أخرى وتشمل:
- زيادة العطش والشهية.
- الإدرار الزائد للبول.
- فقدان الوزن.
- الخمول و الضعف.
- التقيئ.
- الإصابة بالعدوى المختلفة بمعدل أكثر من المعتاد (مثل الالتهابات الجلدية أو المسالك البولية).
يتم علاج داء السكري بنسبة نجاح كبيرة إذا تم اكتشافه وعلاجه في المراحل المبكرة.
فرط نشاط الغدة الدرقية
تتكون الغدة الدرقية من جزئين يقعان على جانبي القصبة الهوائية عند قاعدة عنق قطتك.
تسهم هذه الغدة في تنظيم معدل الأيض( استقلاب و هضم الطعام وخاصة السكرية منها).
في بعض القطط، تصبح الغدة الدرقية مفرط النشاط ( افراز زائد لهرمونات الغدة) مما يسرع عملية الأيض.
يصيب فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل رئيسي القطط التي تزيد أعمارها عن 10 سنوات ويمكن أن يحدث في أي من الجزأين أو كليهما.
قد تختلف الاعراض من قطة لأخرى، ولكنها تتضمن بشكل شائع:
- زيادة الشهية والعطش.
- فقدان الوزن.
- التغيرات السلوكية مثل فرط النشاط، عدم الراحة والصياح المتزايد.
- التقيؤ.
- الإسهال.
- سوء حالة المعطف.
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، خذ قطتك للطبيب البيطري لفحصها. بمجرد علاج قطتك من فرط نشاط الغدة الدرقية، ستعود إلى حالتها الطبيعية بسرعة في معظم الحالات.
إذا تم اكتشاف المرض وعلاجه بشكل مبكر، قد تعيش القطة عدة سنوات إضافية. اما إذا ترك دون علاج، يمكن أن تتلف بعض الأعضاء الأخرى.
أمراض الكلى
تُعتبر أمراض الكلى واحدة من أكثر المشاكل التي تصيب القطط متوسطة العمر و الكبيرة.
للأسف، فإن الضرر الذي يلحق بالكلى لا يمكن عكسه ( لا يمكن تلافي الضرر الحاصل) وغالبًا ما يزداد سوءًا مع مرور الوقت. ومع ذلك، بمساعدة مجموعة متنوعة من العلاجات، يمكن للقطط المصابة الحفاظ على جودة حياة جيدة لعدة أشهر أو سنوات.
لا تظهر معظم القطط علامات مرض الكلى المزمن حتى تصل نسبة الضرر 75٪ من الكلى.
قد تختلف الأعراض بين القطط، ولكن العلامات الأكثر شيوعًا هي:
- زيادة العطش.
- إدرار المزيد من البول.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- سوء حالة المعطف.
- التقيؤ.
- الخمول.
- الاكتئاب.
- رائحة الفم الكريهة.
يحاول العديد من الأطباء البيطريين تشخيص مرض الكلى في مراحله المبكرة، قبل ظهور العلامات السريرية، من خلال تقديم خيار إجراء اختبارات البول والدم لأصحاب القطط الكبيرة أثناء الفحوصات الروتينية أو التطعيمات.
من خلال القيام بذلك، قد تؤدي الإدارة الغذائية المبكرة أو العلاجات الأخرى إلى تمديد عمر القطة المتضررة بشكل كبير وتحسين جودة حياتها.
السرطان
يمكن أن تصاب القطط الكبيرة بأنواع مختلفة من الأورام التي قد تكون إما حميدة ( ليست ضارة او عادةً) أو خبيثة ( تنمو بسرعة وتكون ضارة عادةً).
في بعض الأحيان، يمكن أن تنتشر الأورام إلى مناطق أخرى من الجسم. من الجيد أن تتلمس بانتظام جسم قطتك بالكامل للبحث عن أي كتل أو نتوءات.
تختلف علامات السرطان حسب العضو المتأثر، ولكنها قد تشمل فقدان الوزن، زيادة العطش، إدرار المزيد من البول، الاكتئاب، سوء حالة الفرو، التقيؤ والإسهال.
التهاب المفاصل
هو حالة شائعة جدًا في القطط الكبيرة. ومع ذلك، غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه المربون الذين يعتقدون أن القطة تتباطئ فقط نتيجة التقدم في العمر، بينما هي في الواقع تعاني من ألم شديد.
من المهم فحص قطتك بانتظام، لأن علاج المشاكل المزمنة مثل التهاب المفاصل يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياتها.
العلامات الرئيسية لالتهاب المفاصل تتجلى غالباً في سلوكياتها، على سبيل المثال:
- العصبية، وقلة تفاعلها مع الناس (يمكن أن يكون عدم راحتها المرتبط بالتهاب المفاصل سببًا للعدوانية لدى القطط).
- عدم استخدام صندوق الفضلات إذا كانت جوانبه مرتفعة جدًا لأنها لا تستطيع الدخول إليه بسهولة.
- قلة الاهتمام باللعب.
- صعوبة في التنظيف الذاتي، خاصة في منتصف الظهيرة.
- زيادة التيبس فور الاستيقاظ بعد الراحة، والذي يتحسن مع الحركة.
- التيبس، العرج وانخفاض الحركة ( عدم الرغبة في القفز أو التسلق).
إذا كانت قطتك تعاني من زيادة الوزن، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التهاب المفاصل، لذلك من المهم جدًا التأكد من أنها محافظتها على وزن مثالي. كما أن التمارين المنتظمة والمتوسطة ستكون مفيدة ( اللعب هو أفضل طريقة لتحقيق ذلك).
التهاب المفاصل هو مشكلة مستمرة ولا يمكن علاجها تمامًا. ومع ذلك، يمكن إدارتها بنجاح في العديد من الحالات، مما يسمح لقطتك بأن تكون نشطة وخالية من الألم وأن تعيش حياة نشطة إلى حد ما.
ارتفاع ضغط الدم
يعتبر ارتفاع ضغط الدم من امراض القطط الكبيرة والذي يحدث غالبًا بالتزامن مع مرض آخر كامن، كالقطط التي تعاني من أمراض الكلى أو فرط نشاط الغدة الدرقية غالبًا ما تعاني أيضًا من درجة معينة من ارتفاع ضغط الدم.
كما يمكن أن يحدث كمشكلة أولية بحد ذاته. الأعضاء الأكثر تعرضاً لتأثير ارتفاع ضغط الدم هي العيون، الكلى، القلب والدماغ.
في البداية، قد تكون هناك عدد قليل جدًا من العلامات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كان المشكلة الأساسية. ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تظهر هذه العلامات فجأة.
تتضمن علامات ارتفاع ضغط الدم:
- العمى.
- تغيرات داخل العين، بما في ذلك النزيف.
- التشوش.
- نوبات تشنج.
يمكن للعديد من القطط أن تعيش حياة طبيعية نسبيًا بعد تشخيص واستقرار ارتفاع ضغط الدم، ولكن هذا يعتمد على نوع وشدة أي مرض كامن.
إذا ترك ارتفاع ضغط الدم دون علاج، يمكن أن تصبح هذه العلامات دائمة، لذا اطلب استشارة بيطرية لقطتك في أقرب وقت ممكن إذا كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.
ماذا يمكنني فعله لمساعدة قطتي الكبيرة بالعمر؟
منازل للقطط الكبيرة في السن
أثناء تربية القطط الكبيرة ، هناك عدد من الإجراءات البسيطة التي يمكن إجراؤها في منزلك و لها تأثير كبير على جودة حياة قطتك.
بينما يبدو أن العديد من القطط الكبيرة في السن ” تشعر إنها مازالت شابّة “، مع استمرار البعض من القطط الكبيرة في إظهار سلوكيات تشبه سلوك القطط الصغيرة، فإن البعض الآخر يمكن أن يستفيد من بعض التعديلات المنزلية البسيطة التي تضمن أن جميع الموارد التي بحاجة إليها في متناولها بسهولة تامة.
زرع شريحة إلكترونية
تأكد من زرع شريحة إلكترونية لقطتك في حال أصبحت مُشوَّشة أو ضاعت.
تحتوي الشريحة على رقم فريد مرتبط بقاعدة بيانات تحتوي على تفاصيل الاتصال الخاصة بك، مما يتيح تتبعك لها بسرعة إذا ضلت وتم فحص الشريحة من أحد ما أحب إرجاع القطة لمالكيها.
الأسرّة
اسمح لقطتك بالوصول إلى الأماكن المفضلة لديها للراحة عن طريق وضع صناديق أو أثاث بشكل يسهل عليها صعودها.
تأكد من وجود مجموعة متنوعة من الأسرّة الدافئة والمبطنة جيدًا في أماكن آمنة ودافئة يمكن الوصول إليها بسهولة. قد تستمتع قطتك بأسرّة النوافذ المعلقة (hammock-style) لأنها دافئة جدًا.
مكان مرتفع للجلوس والمراقبة
قد تجد القطط الكبيرة في السن صعوبة في إجراء حسابات دقيقة عند القفز، ولن تكون رشيقة كما كانت في السابق، خاصة إذا كانت تعاني من تيبس أو ألم أو التهاب المفاصل.
قدم لها طرقًا سهلة للوصول إلى المناطق المفضلة لديها، مثل استخدام منحدر أو مقعد صغير لتوفير الوصول إلى الأسطح المرتفعة.
تأكد من أنه واسع بما يكفي ويمكنك أيضًا تغطيته بالسجاد لإعطاء قدرة تمسك إضافي به.
ستكون فكرة جيدة إذا تم وضع نوع من الوسائد الواقية أسفل المنحدر في حال سقطت القطة. يمكن أن تعمل الوسائد أسفل النوافذ كوسائد واقية للقطط غير المنسجمة أو المشوشة.
توفير عدة صناديق فضلات وتبول
قدم دائمًا عدة صناديق فضلات في المنزل، حتى لو كانت قطتك تتبول خارج المنزل طوال حياتها.
هناك العديد من الظروف التي قد تحتاج فيها القطة الكبيرة في السن إلى صندوق فضلات داخلي، مثل عندما تمطر خارجًا، إذا كان الموقع المعتاد للتبرز مغطى بالثلوج ويصعب الحفر فيه، أو إذا شعرت بالتهديد من قبل القطط المجاورة. احرص على ضع صناديق الفضلات في مناطق هادئة وآمنة من المنزل.
توفير صندوق كبير يمنح القطة مساحة واسعة للتحرك داخله. تأكد من أن الصندوق له جانب منخفض بحيث يمكنها الدخول إليه والخروج منه بسهولة.
قد تكون بعض أنواع الرملة التي كانت مقبولة في سن البلوغ خشنة جدًا بالنسبة للقطط الكبيرة. لا تقم بإجراء تغييرات مفاجئة، ولكن قدم صناديق إضافية تحتوي على 3 سم من الرملة والناعمة التي ستجدها أكثر راحة تحت أقدامها.
القطط الكبيرة أقل قدرة على الدفاع عن نفسها أو عن منطقتها الإقليمية، وبالتالي قد تصبح أكثر قلقًا أو اعتمادًا على أصحابها. قد تشعر بعض القطط بالطمأنينة إذا رافقتها أثناء الخروج لحمايتها من القطط المجاورة.
منطقة حفر قريبة من المنزل
إذا كانت قطتك لا تزال تفضل التبول خارج المنزل: قدم منطقة حفر جديدة قريبة من المنزل قدر الإمكان وحافظ عليها بشكل انتظام.
أوعية الماء والطعام
ضع أوعية الماء والطعام في عدة أماكن من المنزل والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، سواء في الطابق العلوي أو السفلي، بحيث تكون سهل العثور عليها ولا تحتاج إلى صعود أو نزول الدرج للحصول على الطعام والماء.
اطلب الإستشارة الغذائية من طبيب البيطري من أجل النظام الغذائي الأنسب لقطتك الكبيرة.
وقت اللعب
هل تعلم أن القطط الكبيرة تحب اللعب حتى في سنها المتأخرة، لكنها تحتاج إلى ألعاب أكثر رفقًا مقارنةً بفترة شبابها.
استخدم ألعابًا غير مخيفة بالنسبة لها، مثل ريشة مربوطة بخيط يتم تحريكها ببطء أمامها. جرب ألعابًا مختلفة لمعرفة ما يلفت انتباه قطتك.
حتى لو كانت تكتفي بالمشاهدة أو التحرك البطيء بلمس اللعبة بمخالبها، فإن ذلك لا يزال يشكل تحفيزًا عقليًا مهمًا ومفيدًا لها.
العناية المنتظمة بالفراء
بما أن القطط الكبيرة (كما علمنا من الفقرات السابقة) قد تواجه صعوبة في العناية بمعاطفها، فإن المساعدة الإضافية منك والتمشيط اللطيف سيساعدها في الحفاظ على صحة جلدها ويمنحك وقتًا ثمينًا للتواصل مع قطتك.
لا تعتقد إن هذا الجهد في تنظيف قطتك لا يعود بالنفع عليك أيضاً، إذ يُعتبر تدليل القطة وسيلة ناجحة لتخفيف توترك وقد يساعد في خفض ضغط الدم لديك.
أعمدة الخدش
قد لا تزال القطط تريد الخدش ولكن قد تجد صعوبة في ذلك مع تقدمها في العمر. يمكنك توفير عمود خدش أفقي أو مع ميلاند أقل للعمود ومواد أكثر نعومة مثل السجاد، مما قد يكون أسهل بالنسبة لها.
تذكر أن تتحقق بانتظام من مخالبها.
الروتين
القطط هي كائنات تحب الروتين، وهذه الصفة تصبح تكون واضوحة مع تقدمها في العمر. فهي تفضل روتينًا مألوفًا ومنتظمًا حتى تستطيع توقع ما سيحدث.
حسب ظروف منزلك، تجنب نقل الأثاث بحيث يكون هذا المنزل بيئة مألوفة لقطتك ويمكنها بسهولة التنقل فيه.
الرعاية البيطرية
اطلب الإستشارة البيطرية بوقت مبكر قبل بلوغها “السن الذهبية” إذا كنت قلقًا حول ما يجب فعله عند وصولها لهذا العمر.
تذكر أن العديد من الاضطرابات التي تصيب القطط الكبيرة يمكن علاجها وإدارتها لمنح قطتك حياة سعيدة ومريحة، خاصة عند البحث عن العلاج في وقت مبكر.
مع ذلك، لا مفر من أن يأتي الوقت الذي تكون فيه قطتك تعاني من ألم مستمر أو انزعاج أو ضيق، وأكثر الطرق مسؤوليةً وحبًا لإظهار مدى اهتمامك بها هو التخفيف من معاناتها.
متطلبات رعاية القطط الكبيرة
الرعاية الصحية الوقائية
عادةً ما تحتاج القطط الكبيرة في السن إلى كشف الطبيب البيطري للفحص الطبي أكثر من القطط الأصغر سنًا والأكثر صحة و عافية، خاصة إذا كانت تعاني من أية أعراض أو أمراض لها علاقة بالعمر.
يمكن للطبيب البيطري أن ينصحك حول مدى تكرار الحاجة للفحص البيطري، وكثير من العيادات البيطرية الآن تدير عيادات خاصة بـ”القطط الكبار”.
الفحوصات الدورية للوزن مهمة أيضًا، وكذلك الاستمرار في التطعيمات الدورية لأن الجهاز المناعي للقطط قد يضعف مع التقدم في العمر.
متطلبات التغذية
هناك مجموعة متنوعة من الأنظمة الغذائية الخاصة بالقطط الكبيرة والتي توفر تغذية متوازنة مصممة خصيصًا للقطط الكبيرة بالعمر.
يجب أن تتأكد دائمًا من توفير ماء نقي في عدة مواقع مختلفة في المنزل، بما في ذلك الطوابق العلوية والسفلية.
يفضل تقديم وجبات صغيرة للقطط الكبيرة وعلى فترات متكررة.
راقب شهية قطتك عن كثب لأنها قد تقل أو تزيد بناءً على مجموعة من العوامل الصحية. إذا انخفضت حاسة الشم لدى قطتك، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض شهيتها ( يمكنك تسخين الطعام قليلاً، مما سيزيد من رائحته المغرية ويشجعها على الأكل).
الاعتبارات الجراحية
يجب الإهتمام و التدقيق في ال‘تبارات و التأثيرات عند القرار في أي عمل جراحي على قطة كبيرة بالسن بسبب زيادة خطر وجود مشاكل صحية أخرى.
بالطبع سيقوم الطبي البيطري بإجراء تقييم شامل قبل إجراء الجراحة للتحقق من صحة قطتك وصحة أجهزتها الداخلية.
يمكن للأطباء البيطريين إعطائك نصائح أو تحذيرات حول أية مخاوف محددة، وقد يقترحون إجراء اختبارات تشخيصية قبل عمل أي شيئ.
العناية بالفراء
في الغالب ونتيجة التقدم بالعمر ستعاني القطط الكبيرة من تيبس في المفاصل وبالتالي صعوبة في تنظيفها لفرائها، مما قد يؤدي إلى تدهور حالته.
قد تحتاج هذه القطط إلى المساعدة منك، فلا تبخل بمساعدتك لها وتنظيفها بلطف باستخدام فرشاة ناعمة.
تحقق من مخالبها بانتظام، فقد تواجه صعوبة في الخدش للحفاظ على مخالبها في حالة جيدة. إذ مع تقدم القطط في العمر، يمكن أن تصبح مخالبها أكثر سمكًا وطولًا.
كن حذرًا من أن لا تلتف المخالب حول وسادات أقدامها. يمكن لخبراء التربية أن ينصحوك بكيفية العناية بمعطفها ومخالبها.
كن على دراية بأن القطط قد تكون حساسة للمس أو التنظيف في مناطق معينة، خاصة إذا كانت تعاني من ألم أو عدم الراحة.
تعديلات صغيرة في المنزل لتسهيل حياة القطط الكبيرة
- السلالم: قد يصبح صعود وهبوط السلالم صعبًا بالنسبة الى القطط الكبيرة، لذا حاول توفير مجموعة من جميع موارد القطة (صندوق الفضلات، الطعام، الماء، أماكن النوم) في كل طابق من المنزل.
- الأرضيات الزلقة: تذكر أن الأرضيات الخشبية أو البلاستيكية قد تكون زلقة أكثر بالنسبة للقطط الكبيرة غير المستقرة على أقدامها. قم بتقليم الأظافر لتجنب تعليقها في السجاد.
- صناديق الفضلات: قد تكون صناديق الفضلات ذات الجوانب المنخفضة والمفتوحة أسهل للقطط الكبيرة للتعامل معها.
- خيارات متعددة لصناديق الفضلات: تأكد من وجود العديد من صناديق الفضلات في أماكن قريبة لتسهيل استخدامها.
- الإضاءة الليلية: ضع مصابيح ليلية بجانب الموارد المهمة (صناديق الفضلات، أوعية الماء والطعام) حتى يسهل العثور عليها في الليل.
- أعمدة الخدش: قد تكون أعمدة الخدش الأفقية ملاءمة أكثر للقطط المصابة بالتهاب المفاصل. قدم خيارات مختلفة لأعمدة الخدش.
- منحدرات ودرج صغير: قد تكون المنحدرات أو الدرج الصغير مفيدًا لمساعدة القطط المسنة على الوصول إلى أماكن المراقبة المفضلة لديها وأماكن النوم.
- الشعور بالأمان في الخارج: غالبًا ما تصبح القطط الكبيرة خائفة من الخروج لأنها تشعر بأنها لم تعد قادرة على الدفاع عن أراضيها ضد القطط الأخرى. تأمين الحديقة ضد دخول القطط الأخرى سيساعد القطة على الشعور بالأمان عند قضاء الوقت في الخارج. بشكل عام، تصبح القطط الكبيرة أقل تحملًا للتوتر. الروتين المتوقع مهم لمنح القطة شعورًا أكبر بالأمان.
- منطقة راحة هادئة: تأكد من توفر منطقة راحة هادئة دائمًا يمكن للقطة الانسحاب إليها، خاصة في حالة حدوث تغييرات في المنزل مثل إعادة الديكور أو وصول الزوار.
- العناية أثناء السفر: إذا كان المالك سيغادر في إجازة، فمن الأفضل تعيين شخص مألوف للقطة يمكنه رعايتها في منزلها بدلاً من نقلها إلى مكان جديد.
أهم النصائح لتحسين حياة القطط الكبيرة
- قدم بيئة آمنة ومريحة تلبي احتياجات القطة المسنة.
- قم بإجراء فحوصات بيطرية منتظمة للكشف عن أي مشاكل صحية مبكرًا.
- قم بتعديلات بسيطة في المنزل لتسهيل التنقل والراحة.
- احرص على توفير نظام غذائي مناسب وسهل الهضم.
- قدم روتينًا يوميًا متوقعًا لتقليل التوتر وزيادة الشعور بالأمان.
- كن صبورًا ومراعيًا للتغيرات السلوكية واعتبرها جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة.
من خلال هذه النصائح، يمكن لأصحاب القطط المساعدة في تحسين جودة حياة قططهم المسنة وضمان سنواتها الأخيرة مليئة بالراحة والأمان.
ختاماً
رعاية قطة كبيرة في سنواتها الأخيرة تجلب فرحًا كبيرًا، وكثير من المالكين يقررون بنشاط تبني قطة كبيرة بسبب الصفات الجذابة التي يمكن أن تقدمها.
مع انتهاء أيام طلب التزاوج، تميل القطط الكبيرة إلى البقاء بالقرب من المنزل وتقدّر المودة اللطيفة.
غالبًا ما يعلق المالكون على العلاقة الخاصة التي يطورونها مع حيواناتهم الأليفة الكبيرة، والتي يتم تعزيزها من خلال بعض التدابير البسيطة وفهم احتياجاتها.
المصادر
Elderly cats – special considerations
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
Pingback: كيفية العناية بالقطط البالغة: دليل شامل – كورابيتس