متلازمة خلل الوظائف الإدراكية عند القطط هي متلازمة مرتبطة بتقدم عمر الدماغ. اي تقدم عمر القطط وكبرها في السن.
تؤدي إلى تغييرات في وعي القط الأليف، وتقليل الاستجابة للمحفزات، وظهور نقص في التعلم والذاكرة.
قد يظهر على القط الأليف زيادة في علامات القلق مع تقدم العمر.
العلامات الدقيقة تُلاحظ في المراحل المبكرة، وتُعرف بـ “التراجع الإدراكي”.
هل لسلالة قطتي علاقة بانخفاض الوظائف الإدراكية؟
هناك علاقة وراثية فيما يتعلق بتوزيع بروتين بيتا أميلويد في الدماغ والعمر الذي يبدأ فيه التراكم.
قد تظهر العلامات السريرية في القطط عند عمر أكبر قليلاً.
علامات انخفاض الوظائف الإدراكية عند القطط
يمكن تصنيف معظم العلامات السريرية إلى 6 فئات:
- الارتباك: بما في ذلك الضياع في البيئات المألوفة، الارتباك، أو عدم القدرة على التنقل عبر الطرق المألوفة (مثل الذهاب إلى الجانب الخطئ من الباب).
- التغيرات في التفاعلات: قد تتغير تفاعلات القطط مع البشر أو الحيوانات الأخرى (انخفاض اللعب، زيادة أو نقصان الاهتمام بالحنان، أو زيادة الانزعاج).
- اضطرابات دورة النوم والاستيقاظ: بما في ذلك الاستيقاظ ليلاً أو الصياح، وربما زيادة النوم خلال النهار.
- تدهور السلوك المكتسب: قد يتدهور التدريب على النظافة المنزلية والسلوكيات المكتسبة الأخرى، مثل التبول داخل المنزل، عدم الاستجابة للأوامر المكتسبة، أو ضعف الأداء في المهام المكتسبة (مثل المهارات الرياضية أو العمل).
- التغيرات في النشاط: قد يصبح القط أقل نشاطًا، مع فقدان الاهتمام بالاستكشاف، العناية الذاتية، أو حتى الأكل، ومع تقدم الحالة، قد تزداد مستويات النشاط مع ظهور علامات القلق، التجوال بلا هدف، أو اضطرابات النشاط القهري (مثل لعق مفرط).
- يلاحظ عند القطط في حال إنخفاض الوظائف الإدراكية عندها:
- زيادة القلق والاضطراب قد تحدث في القطط المصابة بخلل الوظائف الإدراكية.
- عند الفحص البدني: لا توجد تشوهات محددة مرتبطة بمتلازمة خلل الوظائف الإدراكية، قد يكون لدى القط تغيرات جسدية غير مرتبطة أو مشاكل صحية أخرى.
الأعراض التي تسببها الأمراض العضوية
- الدوران المستمر.
- التنقل بلا هدف.
- الضغط بالرأس أو الوقوع في زوايا المنزل أو الأثات.
- عدم القدرة على التعرف على المالكين والأشياء المألوفة بالنسبة لها سابقاً.
- الكآبة، الاكتئاب، والخمول.
- الاختباء.
- التغيرات المفاجئة في الشهية.
- ظهور التبول المتكرر فجأة.
- سلس البراز.
- الرعشة.
- الصمم الظاهر.
الأسباب
السبب العصبي الدقيق غير معروف، وتتأثر القطط بشكل مختلف بين بعضها. لكن يعتقد أن العوامل الوراثية قد تجعل بعض القطط أكثر عرضة لتطور حالة التراجع الإدراكي.
هناك بعض الأمراض الطبية الشائعة المرتبطة بهذه الحالة ولكن دون إثبات لعلاقتها المباشرة بحدوثها:
- الأمراض الأيضية: اليوريميا، اعتلال الدماغ الكبدي، مرض السكري عند القطط.
- اضطرابات الإلكتروليتات: الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم.
- الأمراض الالتهابية.
- الأمراض المعدية: مثل داء الكلب عند القطط.
- الأورام.
- ارتفاع ضغط الدم.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الحالات ناقصة الأكسجين.
- المواد السامة: المخدرات، أول أكسيد الكربون، الأدوية السامة للأذن.
- التهاب المسالك البولية السفلية.
- الحساسية الغذائية.
- أمراض الجهاز العصبي المركزي: التهاب السحايا والدماغ، الأورام، الصرع.
عوامل تزيد الحالة سوءاً
- الأمراض المزمنة أو المتكررة أو الإجهاد قد يؤدي إلى تراكم الجذور الحرة السامة في الدماغ.
- الحالات التي تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ (مثل ارتفاع ضغط الدم، انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء).
العلاج
الرعاية الصحية
يتم تقديم الرعاية بشكل اساسي في المنزل ولا حاجة للمشافي أو العيادات البيطرية في حالات كثيرة وتعتمد على نوع وشدة العلامات السريرية لخلل الوظائف الإدراكية.
يجب الحفاظ على أكبر قدر ممكن من التمارين، اللعب، التدريب، العمل، والروتين اليومي بما يتناسب مع عمر القط وصحته. إذ أظهرت الدراسات أن توفير تحفيز عقلي وجسدي يقلل من احتمالية التراجع الإدراكي.
النظام الغذائي
يتم اختيار النظام الغذائي للقطط التي تعاني من هذا الخلل بناءً على تقييم الصحة العامة للقطط المصابة.
إذا لم تتطلب صحة القط نظامًا غذائيًا علاجيًا خاصًا، فيجب استخدام نظام غذائي مضاد للأكسدة مخصص للقطط الكبيرة بالسن (مثل Hill’s Prescription Diet® b/d®).
أثبتت بعض الدراسات أن Hill’s Prescription Diet b/d يحسن الذاكرة، القدرة على التعلم، والعلامات السريرية لخلل الوظائف الإدراكية.
قد تكون المكملات الطبيعية التي تحتوي على مزيج من مضادات الأكسدة، الفوسفاتيديلسيرين، وDHA مفيدة إذا لم يمكن تغيير النظام الغذائي؛ استشر طبيب بيطري قبل إضافة المكملات.
المعالجة الدوائية
Selegiline: مثبط لإنزيم أحادي الأمين أكسيداز (MAO) B، قد يساهم في تحسين نقل المواد الكيميائية في الدماغ، وتقليل الجذور الحرة، وله تأثير وقائي على خلايا الأعصاب في الدماغ.
يجب إعادة تقييم العلامات السريرية بعد 1-2 أشهر من استخدام هذا الدواء.
الآثار الجانبية لهذا الدواء قد تتتضمن اضطرابات الجهاز الهضمي والقلق، والتصرفات المتكررة بجرعات أعلى.
Nicergoline: قد يزيد تدفق الدم في الدماغ، ويساهم في تحسين نقل المواد الكيميائية، وله تأثير وقائي على خلايا الأعصاب.
Propentofylline: يُفيد في تثبيط تجمع الصفائح الدموية وتكوين الجلطات، وزيادة تدفق الدم.
يستخدم لعلاج الكسل والخمول. ويزيد من إمداد الأكسجين إلى الجهاز العصبي المركزي دون زيادة الطلب على الجلوكوز.
بشكل عام لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج خلل الوظائف الإدراكية في القطط، فقط سيقوم الطبيب البيطري بمناقشة المخاطر والفوائد من استخدام الادوية السابقة.
استخدام Selegiline قد يكون فعالًا في القطط التي تعاني من القلق، ضعف الاستجابة للمحفزات، النشاط والصياح الليلي، ونقص العناية الشخصية والشهية.
أدوية أخرى ينبغي ذكرها: Adrafanil أو Modafinil لتحسين اليقظة والاستكشاف.
الأدوية المضادة للالتهابات، العلاج بتعويض الهرمونات، ومستخلص الجنكو قد تُعتبر بناءً على الدراسات الأولية في الأنواع الأخرى.
الأدوية المستخدمة في البشر لمرض الزهايمر قد تُعتبر في الحالات المستعصية؛ الآثار الجانبية المحتملة تشمل الغثيان، القيء، الإسهال، واضطرابات النوم والاستيقاظ.
أدوية تقليل القلق) مثل Buspirone، تساعد على النوم مثل البنزوديازيبينات، أو مضادات الاكتئاب مثل Fluoxetine (لكن ليس بالتزامن مع Selegiline) قد تُعتبر لعلاج القلق واللامبالاة.
المكملات الطبيعية والعلاجات المثلية قد تساعد في تطبيع دورة النوم والاستيقاظ أو تقليل القلق (مثل DAP pheromone، Melatonin، Valerian، Bach’s flower remedies).
يجب التنويه أن الادوية وجرعاتها ومواعيدها ينبغي أن تكون تحت اشراف الطبيب البيطري حصراً لما لها من تأثيرات جانبية أو حتى سمية على القطط.
مراقبة القطط المريضة
إذا تم وصف نظام غذائي أو دواء، يجب تقييم استجابة العلاج بعد 30-60 يومًا وتعديل الجرعة أو تغيير العلاج إذا كان التحسن غير كافٍ.
إذا كان حالة القط مستقرة، يُوصى بفحوصات مرتين سنويًا للقطط الكبيرة ما لم تظهر مشاكل جديدة قبل موعد إعادة التقييم.
الوقاية
الحفاظ على بيئة تحفيزية وأكبر قدر ممكن من النشاط بما يتناسب مع عمر القط وصحته قد يساعد في منع أو تأخير ظهور التراجع الإدراكي.
التدخل المبكر هو أفضل طريقة لإبطاء تطور خلل الوظائف الإدراكية.
المسار المتوقع والتشخيص
النظام الغذائي والأدوية يجب أن تسيطر على العلامات السريرية وتبطئ التقدم في غالبية الحالات.
قد يتقدم التراجع الإدراكي، ومن المرجح ظهور مشاكل صحية أخرى رغم التدخل الطبي بسبب تقدم عمر القط.
المصادر
Cognitive dysfunction syndrome (senility, dementia) in cats
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم