يعد استفراغ القطط مشكلة شائعة تواجه العديد من مالكي الحيوانات الأليفة. فمن غير المريح رؤية قططهم تتقيأ، لكن الأكثر إزعاجاً هو عدم معرفة السبب وكيفية التعامل مع هذه المشكلة وما هو علاج استفراغ القطط.
في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بعلاج استفراغ القطط، من الأسباب المحتملة إلى العلاجات الفعّالة والنصائح الوقائية.
اسباب استفراغ القطط
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى القيء في القطط. ولأسباب قلة الخبرة و تلقي النصائح من غير البيطريين، يميل الجميع إلى إلقاء اللوم على كرات الشعر.
صحيح أن القطط تبتلع الكثير من الشعر نتيجة عادات التنظيف العدوانية لديها. تتراكم كميات من هذا الشعر في معدتها وتتقيأها على شكل كرات صغيرة مرتبة يسهل تنظيفها، والتي نسميها كرات الشعر.
لكن المشكلة هي أن الناس غالبًا ما يفترضون أن القيء ناتج عن كرات الشعر التي تسبب نوعًا من الانسداد في الجهاز الهضمي، ويحاولون تسهيل الأمور باستخدام منتجات (مثل Cat Lax أو Laxatone) ، وهي مواد تشحيم بنكهة تعتمد على البترول.
قد تعمل هذه المنتجات أحيانًا، لكنني أشك في وجود انسداد حقيقي للجهاز الهضمي في معظم الحالات. من المرجح أن تجمع الشعر في المعدة يحفز المعدة على “تنظيف نفسها” من حين لآخر، مما يؤدي إلى التقيؤ ( وللأسف، يحدث ذلك عادةً على أرضية المطبخ أو السجاد الشرقي الفاخر عندما يصل الضيوف).
عندما يصبح القيء أكثر تكرارًا، مثل 3-4 مرات في الشهر، فمن الحكمة ألا نلجأ فورًا إلى “نظرية كرات الشعر”. بل يجب أن يتم فحص قطتك من قبل الطبيب البيطري. يمكن أن يكون القيء المتكرر عرضًا لأمراض متعددة يمكن علاجها أو على الأقل السيطرة عليها.
للأسف، علينا أن نواجه حقيقة أن بعض القطط ستتقيأ بشكل منتظم دون وجود سبب طبي واضح. عادةً ما تتقيأ هذه القطط مرة أو مرتين في الأسبوع بشكل مستمر.
- كرات الشعر ✅: ربما تكون كرات الشعر هي السبب رقم واحد لقيء القطط. على الرغم من أن هذه المشكلة تُعتبر أكثر شيوعًا لدى القطط ذات الشعر الطويل، إلا أنها قد تحدث أيضًا لدى القطط ذات الشعر المتوسط أو القصير.
- تناول الطعام بسرعة كبيرة ✅: بعض القطط إذا أكلت بسرعة كبيرة، ستتقيأ بعد فترة قصيرة من تناول الطعام.
- الطعام الجاف ✅: تحتوي معظم الأطعمة الجافة التجارية على طبقة دهنية يتم رشها عليها لتمنحها ذلك الطلاء اللامع. قد تتقيأ القطط ذات المعدة الحساسة بعد تناول الطعام الجاف ولكنها تكون بخير مع الطعام الرطب.
- المأكولات البحرية ✅: بعض القطط تبدو حساسة تجاه المأكولات البحرية وقد تتقيأ كلما أكلتها، سواء كانت في الطعام الجاف أو الرطب.
- الارتجاع المعدي ✅: بعض القطط تعاني من حالة مشابهة للارتجاع المعدي لدى البشر، حيث أنه إذا لم يتم إطعامها في وقت معين كل يوم، فإنها ستتقيأ بسبب زيادة الحمض في معدتها.
- فرط نشاط الغدة الدرقية ✅: هذه حالة هرمونية تؤدي إلى زيادة كبيرة في معدل الأيض لدى القطط. نتيجة لذلك، قد تتقيأ بعض القطط بشكل متزايد. يمكن تشخيص هذا المرض بسهولة من خلال اختبار الدم.
- الأمراض الاستقلابية ✅: فشل الكلى، فشل الكبد، والسكري يمكن أن تسبب جميعها قيء القطط. يمكن استبعاد هذه الأمراض أيضًا من خلال اختبار دم بسيط.
- التغيرات في النظام الغذائي ✅: هل قمت بتغيير نوع طعام قطتك مؤخرًا؟ القطط قد تكون حساسة جدًا للتغيرات في نظامها الغذائي، مما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في المعدة.
- الحساسية الغذائية ✅: تحدث الحساسية الغذائية عندما يتفاعل جهاز المناعة مع مكونات معينة في الطعام، مما يؤدي إلى استفراغ القطط كواحد من الأعراض.
- التهابات الجهاز الهضمي ✅: يمكن أن تكون التهابات الجهاز الهضمي سببًا رئيسيًا لاستفراغ القطط. تشمل الأعراض الأخرى الإسهال وفقدان الشهية والخمول.
- ابتلاع أجسام غريبة ✅: غالبًا ما نرى هذه المشكلة في القطط الصغيرة التي تحب اللعب بالألعاب. تبتلع القطط مواد غريبة تنتهي بانسداد في الجهاز الهضمي.
متى يعتبر القيء مشكلة صحية؟
- إذا كانت القطة تتقيأ تقريباً مرة واحدة في الشهر وتبدو بصحة جيدة ومستمرة في الأكل واللعب بشكل طبيعي، فهذا ليس بالضرورة مشكلة.
- إذا زادت حالات القيء وأصبحت أسبوعية أو كل بضعة أيام، فقد يكون هناك مشكلة. كذلك إذا شعرت القطة بالمرض أثناء نوبات القيء، حتى لو كانت نادرة.
- إذا تقيأت قطتك لبضعة أيام ثم اصبحت بخير لبضعة أسابيع وتكرر هذه الدورة شهرًا بعد شهر؟ يمكن أن تكون هذه النوبات المتقطعة من القيء علامة على وجود مشكلة.
- هل تتقيأ قطتك غالبًا بعد “تناول الطعام بسرعة كبيرة أو بكميات كبيرة”؟ قد يكون هناك مشكلة في حركة الجهاز الهضمي (GI)، وليس بسبب الإفراط في الأكل.
كيفية علاج استفراغ القطط
تحديد السبب
استفراغ القطط هو أمر شائع يحدث للعديد من الأسباب من المشاكل البسيطة الى المشاكل الصحية الخطيرة. من المهم تحديد سبب الاستفراغ من أجل تقديم العلاج المناسب.
للتسهيل على الطبيب البيطري عند طلب الاستشارة منه الإنتباه وملاحظة:
- زيادة في تكرار أو كمية أو شدة القيء: إذا لاحظت أن قطتك تتقيأ أكثر مما كانت عليه في السابق، أو أنها لم تكن تتقيأ من قبل والآن بدأت في ذلك، فيجب فحصها. أي تغيير في نمط القيء قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام.
- وجود دم في القيء: إذا رأيت أي دم في القيء، يجب فحص قطتك فورًا، حيث يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة.
- أعراض سريرية أخرى مرتبطة بالقيء: مثل: تغيرات في الشهية (زيادة أو نقصان)، تغيرات في مستويات النشاط (انخفاض الطاقة أو الخمول)، مشاكل جلدية، السعال، فقدان الوزن.
تقديم نظام غذائي مناسب
يعتبر تقديم نظام غذائي مناسب جزءاً أساسياً من علاج هذا العرض. من خلال تنظيم النظام الغذائي، يمكنك مساعدة القطة في تحسين هضمها والحد من حدوث الاستفراغ.
يجب التركيز على تقديم نظام غذائي متوازن وسهل الهضم.
من الضروري التأكد من أن الطعام يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية دون مكونات تسبب تهيج المعدة أو الحساسية.
خطوات تقديم النظام الغذائي المناسب لعلاج استفراغ القطط:
- البداية بالطعام الخفيف (SOFT FOOD) ✅: بعد فترة قصيرة من توقف الاستفراغ، ينصح بتقديم طعام لين وسهل الهضم، مثل الدجاج المسلوق غير المملح أو الطعام المعلب المخصص للقطط التي تعاني من مشاكل الهضم. هذه الأنواع من الطعام تكون لطيفة على المعدة وتقلل من احتمالية التهيج.
- تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة ✅: تجنب إطعام القطة كميات كبيرة من الطعام في وجبة واحدة، وبدلاً من ذلك، قدم وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم. هذا يساعد على منع المعدة من الامتلاء بشكل مفرط ويقلل من فرص الاستفراغ.
- تجنب التغييرات المفاجئة في الطعام ✅: إذا كنت تفكر في تغيير نوع الطعام، تأكد من القيام بذلك تدريجياً على مدار عدة أيام. التغيير المفاجئ في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تهيج معدة القطة ويزيد من احتمالية الاستفراغ.
- اختيار أطعمة مخصصة للقطط الحساسة ✅: هناك أطعمة متوفرة في الأسواق مخصصة للقطط التي تعاني من مشاكل هضمية. هذه الأطعمة عادةً تحتوي على مكونات بسيطة وخالية من المواد المهيجة.
يجب استشارة الطبيب البيطري إذا استمر الاستفراغ رغم تقديم نظام غذائي مناسب لتحديد أي أسباب مرضية قد تكون وراء الاستفراغ المتكرر.
الترطيب المناسب
عند استفراغ القطط، يمكن أن تفقد كميات كبيرة من السوائل، مما يعرضها لخطر الإصابة بالجفاف. الحفاظ على ترطيب مناسب للقطط يعد جزءًا أساسيًا من عملية علاج الاستفراغ، حيث يساعد في تعويض السوائل المفقودة وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
من المهم التأكد من أنها تتناول كمية كافية من الماء لتجنب الجفاف، الذي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.
إذا لم تتمكن القطة من الاحتفاظ بالماء بسبب الاستفراغ المتكرر، فقد تكون هناك حاجة لتدخل طبي لتزويدها بالسوائل بطريقة أخرى، مثل السوائل الوريدية أو تحت الجلد.
خطوات لضمان الترطيب المناسب للقطط بعد الاستفراغ:
- إضافة الماء إلى الطعام الرطب ✅: إذا كانت القطة تستجيب للطعام الرطب، يمكن إضافة كمية صغيرة من الماء إليه للمساعدة في تعزيز الترطيب. الأطعمة الرطبة تحتوي بالفعل على نسبة من السوائل، مما يساعد في دعم ترطيب القطة بشكل طبيعي.
- تقديم الماء بكميات صغيرة ومتكررة ✅: بدلاً من ترك القطة تشرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة، يفضل تقديم الماء بكميات صغيرة على فترات متباعدة. هذا يساعد في تقليل فرص تهيج المعدة ويساعد القطة على الاحتفاظ بالسوائل.
- استخدام المياه المفلترة أو المعدنية ✅: إذا كانت القطة تتناول الماء العادي وترفضه بعد الاستفراغ، يمكن محاولة تقديم ماء مفلتر أو مياه معدنية مخصصة للحيوانات الأليفة، حيث قد تكون أقل إزعاجًا لمعدتها.
- تقديم السوائل المخصصة للقطط ✅: هناك بعض السوائل والمحاليل المخصصة لترطيب القطط، والتي تحتوي على الأملاح والمعادن الضرورية لتعويض السوائل المفقودة بسبب الاستفراغ. يمكن للطبيب البيطري أن يوصي بأفضل الخيارات بناءً على حالة القطة.
العلاجات المنزلية
في بعض الحالات، يمكن علاج استفراغ القطط باستخدام العلاجات المنزلية البسيطة، ولكن يجب دائماً مراقبة حالة القطة بعناية، وإذا استمر الاستفراغ أو تفاقمت الأعراض، فمن الأفضل استشارة الطبيب البيطري.
قبل كل شيئ إذل كان هناك أي شك في سبب القيء أو خطورته، فطلب المساعدة البيطرية أمر ضروري.
يمكن أن تفقد القطط التي تتقيأ بسرعة السوائل الجسمية والكهارل مع القيئ. يجب طلب مشورة الطبيب البيطري في حال استمرار القيء لأكثر من 24 ساعة، أو إذا أصيبت القطة بالتجفاف، أو إذا تكرر القيء.
ننصح بمعالجة القيئ في المنزل فقط للقطط البالغة الطبيعية والصحية التي لا تظهر أي علامات سوى القيء. القطط الصغيرة والقطط ذات الحالات الصحية السابقة والقطط الكبيرة غير القادرة على تحمل الجتفاف يجب علاجها من قبل الطبيب البيطري.
عندما يستجيب المعدة بسرعة، يتم طرد المواد الغريبة. بعدها، يكون الخطوة الأولى المهمة هي راحة المعدة عن طريق عدم تناول الطعام والماء لمدة 12 ساعة على الأقل. إذا بدت القطة عطشى، فاسمح لها بلعق مكعبات الثلج.
بعد مرور 12 ساعة، إذا توقف القيء، قدم رشفات من الماء. يمكن إعطاء محلول كهارل للأطفال بكميات صغيرة، بالإضافة إلى الماء.
إذا تم تحمل الماء بشكل جيد، قدم طعامًا مهروسًا من لحم منخفض الدهون وبدون مسحوق البصل. قدم أربع إلى ست وجبات صغيرة في اليوم لمدة يومين. ثم عودة إلى النظام الغذائي العادي.
توقف عن تناول الطعام والماء واطلب مالساعدة البيطرية الفورية عندما:
- يستمر القيء على الرغم من عدم تناول الطعام أو الماء لعدة ساعات.
- يتكرر القيء أثناء محاولات إعادة تقديم الطعام والماء.
- يرافق القيء الإسهال.
- تتقيأ القطة دمًا طازجًا أو مادة تشبه القهوة المطحونة (دم مع طعام بهضم جزئي).
- تصبح القطة ضعيفة وكسولة أو تظهر علامات أخرى للمرض العام.
يمكن أن نقول أن العلاجات المنزلية لعلاج استفراغ القطط تتجلى في الخطوات التالية:
- الصيام المؤقت ✅: إذا كانت القطة تستفرغ بشكل متكرر، يمكن أن يكون الصيام لفترة قصيرة (من 12 إلى 24 ساعة) مفيدًا لإراحة المعدة. يُفضل خلال هذه الفترة تقديم كميات قليلة من الماء فقط لتجنب الجفاف. بعد انتهاء الصيام، يمكن البدء بإعادة تقديم الطعام ببطء.
- تقديم الطعام اللين ✅: بعد فترة الصيام، يفضل تقديم طعام سهل الهضم مثل الدجاج المسلوق غير المتبل أو الطعام المعلب المخصص للقطط ذات المعدة الحساسة. هذا النوع من الطعام يخفف الضغط على الجهاز الهضمي ويقلل من فرص حدوث الاستفراغ مرة أخرى.
- تقليل كميات الطعام وزيادة عدد الوجبات ✅: تقديم وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من وجبة كبيرة قد يساعد في تخفيف الضغط على المعدة ومنع الاستفراغ. إذا كانت القطة تأكل بسرعة كبيرة، قد يكون من المفيد تقسيم وجباتها إلى أجزاء صغيرة.
- استخدام الزنجبيل ✅: يُعتبر الزنجبيل مكونًا طبيعيًا يمكنه المساعدة في تهدئة المعدة وتخفيف الغثيان. يمكن استشارة الطبيب البيطري حول الجرعة المناسبة لطعام القطة.
- الاهتمام بإزالة كرات الشعر ✅: إذا كان السبب المحتمل للاستفراغ هو وجود كرات شعر، يُفضل تمشيط القطة بانتظام واستخدام أطعمة أو مستحضرات مخصصة لتقليل تكوّن كرات الشعر.
المعالجة الدوائية
في بعض الأحيان، قد تكون العلاجات المنزلية غير كافية، وبالتالي تصبح الأدوية البيطرية ضرورية لعلاج الحالة. هناك مجموعة من الأدوية البيطرية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الاستفراغ.
الأدوية البيطرية الشائعة لعلاج استفراغ القطط:
- أدوية معالجة الطفيليات ✅: إذا كان سبب الاستفراغ وجود طفيليات داخلية مثل الديدان، فإن الأدوية المضادة للطفيليات مثل “بايرانتيل” أو “ميبندازول” قد تكون ضرورية للقضاء على الطفيليات وتحسين صحة القطة.
- مضادات القيء ✅: تعتبر هذه الأدوية فعالة في تقليل الغثيان ومنع القيء. قد يصف الطبيب البيطري أدوية مثل “ماروبانت” (Cerenia) التي تساعد في السيطرة على استفراغ القطط بشكل سريع وفعال. يعمل هذا الدواء على تقليل الإشارات التي تؤدي إلى الغثيان في الجهاز العصبي.
- مضادات الحموضة ✅: إذا كان الاستفراغ ناتجًا عن حموضة زائدة في المعدة، فقد يصف الطبيب البيطري مضادات الحموضة مثل “فاموتيدين” أو “أوميبرازول” للمساعدة في تقليل تهيج المعدة والحموضة المفرطة.
- المضادات الحيوية ✅: في حالة الاشتباه في وجود عدوى بكتيرية في الجهاز الهضمي، قد تكون المضادات الحيوية جزءًا من خطة العلاج. يتم وصفها بناءً على نوع العدوى وشدتها، ومن الأمثلة على ذلك “ميترونيدازول” أو “أموكسيسيلين”.
- مكملات البروبيوتيك ✅: للمساعدة في استعادة توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء، قد يوصي الطبيب البيطري بمكملات البروبيوتيك. هذه المكملات تساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل اضطرابات المعدة التي تؤدي إلى الاستفراغ.
مضادات القيء
مضادات القيء هي أدوية تعمل على منع رد فعل القيء عن طريق إعاقة نقل الإشارات العصبية في المستقبلات المركزية والطرفية.
تصنف هذه الأدوية بناءً على نوع المستقبلات التي تقوم بحجبها. ومع ذلك، فإن لمضادات القيء القدرة على إطالة العدوى المعوية، وجعل القطط المريضة أكثر عرضة لهذه العدوى، ومنع التخلص من السموم عن طريق تقليل حركة الجهاز الهضمي.
في الفقرات اللاحقة ستتعرف بالتفصيل على مضادات التقيئ.
الفينوثيازينات
الفينوثيازينات هي مضادات قيء واسعة الطيف تمتلك خصائص مضادة للدوبامين والهيستامين بجرعات منخفضة في منطقة الزناد الكيميائي (CRTZ)، وتؤثر كمضادات للكولين عند جرعات أعلى في مواقع مركزية أخرى، بما في ذلك مركز القيء.كما تقوم هذه الأدوية بحجب النورإبينفرين في المستقبلات الأدرينالية ألفا المحيطية.
تشمل الأدوية في هذه المجموعة الكلوربرومازين، البروكلوربيرازين، والأسيتيلبرومازين.
لهذه الأدوية آثار جانبية شائعة في الحيوانات الصغيرة، وخاصة الكلاب، الدوخة (العدوى العصبية)، انخفاض ضغط الدم، والتخدير المفرط.
نادرًا ما تحدث حالات تحفيز عام للجهاز العصبي المركزي (CNS) مثل العدوانية، السلوك العنيف، التأثيرات خارج الهرمية، والنوبات.
يُوصى باستخدام علاج السوائل للقطط المريضة التي تتلقى علاج الفينوثيازين بسبب خصائص توسع الأوعية الدموية لهذه الأدوية.
مضادات الكولين
- تعمل مضادات الكولين على حجب انتقال الإشارات في المسار الكوليني الوارد من الجهاز الهضمي (تأثير محيطي) ومن الجهاز الدهليزي إلى مركز القيء (تأثير مركزي).
- يعبر كل من السكوبولامين والإيزوبروباميد الحاجز الدموي الدماغي، وهما من مضادات الكولين المركزية.
- لهذين الدوائين مدة تأثير قصيرة وقد يسببان الإثارة عند القطط. تشمل مضادات الكولين المحيطية البروبانثيلين والميثسكوبولامين.
- يعتبر الإيزوبروباميد والبروبانثيلين من أكثر الأدوية المستخدمة في هذه المجموعة للحيوانات الصغيرة لعلاج القيء المرتبط بدوار الحركة.
- تتضمن الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها لدى البشر والحيوانات الصغيرة جفاف الفم، التخدير، اضطرابات الرؤية، النعاس، الاكتئاب النفسي، الارتباك، شلل الأمعاء، وعدم القدرة على التركيز.
مضادات الهيستامين
- يمكن لمضادات الهيستامين اعتراض النقل العصبي الكوليني والهيستاميني المسؤول عن تحفيز مركز القيء عبر الجهاز الدهليزي.
- تشمل الأدوية في هذه الفئة ديفينهيدرامين، ديمينهيدرينات، ومكليزين.
- تتميز هذه الأدوية بخصائص مضادة للهيستامين من النوع H1 وتُستخدم بشكل رئيسي للتحكم في أعراض دوار الحركة.
- من الآثار الجانبية الشائعة التخدير الطفيف، جفاف الفم، والنعاس.
- يمكن أن يكون مكليزين مسببًا للتشوهات الخلقية إذا تم إعطاؤه بجرعات عالية.
- القطط لا تحتوي على مستقبلات الهيستامين في منطقة الزناد الكيميائي (CRTZ)، وبالتالي فإن الأدوية المضادة للهيستامين لا تتحكم في قيء القطط.
مضادات السيروتونين
مضادات السيروتونين هي مثبطات محددة لمستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT.
تتحكم هذه الأدوية في القيء عن طريق العمل على المستقبلات الموجودة في نهايات الأعصاب المبهمة في الأطراف وعلى منطقة الزناد الكيميائي (CRTZ) في الدماغ.
يتم تحفيز هذه المستقبلات عادةً بواسطة السيروتونين الذي تطلقه خلايا الإنتيروكرومافين في الأمعاء الدقيقة استجابةً للتلف في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي.
أوندانسيترون، وهو أحد أعضاء هذه الفئة من الأدوية المضادة للقيء، أثبت فعاليته في التحكم في القيء لدى الكلاب ويُستخدم في الكلاب التي تخضع للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي عندما يفشل الميتوكلوباميد والأدوية المضادة للقيء الأخرى في التحكم في القيء.
دولاسيترون، وهو عضو آخر في هذه المجموعة، يعمل على مستقبلات في منطقة الزناد الكيميائي. كلا الدواءين يستخدمان على نطاق واسع في الطب البشري ويبدو أنهما خياران آمنان في الطب البيطري. ومع ذلك، فإنهما غير فعالين في التحكم في القيء الناجم عن دوار الحركة.
من الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها لهذه الأدوية عند البشر تغيرات في التخطيط الكهربائي للقلب، بما في ذلك استطالة PR وQT وتوسيع QRS، والتي يُعتقد أنها ناجمة عن انسداد قنوات الصوديوم بواسطة مستقلبات دولاسيترون. كما تم الإبلاغ عن الإسهال، الصداع، الدوار، وألم في العضلات والعظام. قد تكون هذه الأدوية مكلفة.
مشتقات البنزاميد
تؤثر مشتقات البنزاميد كأدوية مضادة للقيء من خلال آليات مختلفة. بعضها، مثل الميتوكلوباميد والتريميثوبنزاميد، يعطل مستقبلات الدوبامين في الجهاز العصبي المركزي ويمنع مستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT3 عند إعطائها بتركيزات عالية.
يُعرف الميتوكلوباميد بتأثيره القوي كمضاد للدوبامين، بينما التريميثوبنزاميد، الذي يعتبر أيضًا مضادًا ضعيفًا للهيستامين، لم يكن فعالًا كمضاد للدوبامين من الناحية السريرية.
يمتلك الميتوكلوباميد تأثيرًا أكبر على مستقبلات الدوبامين من النوع D2 مقارنة بالتريميثوبنزاميد، وهو أقوى بـ 20 مرة من الفينوثيازينات. لذلك، يجب عدم استخدام الميتوكلوباميد في المرضى الذين يتلقون الدوبامين.
سيسابريد، وهو مشتق آخر من البنزاميد، ينشط مستقبلات السيروتونين العصبية من النوع 5-HT4، مما يسهل إفراغ المعدة. يعمل الميتوكلوباميد أيضًا على تنشيط مستقبلات السيروتونين العصبية من النوع 5-HT4 ويمنع مستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT3، ويزيد من توتر المصرة المريئية السفلية ويعزز حركة الجهاز الهضمي باتجاه الأسفل، لذلك تُصنف هذه الأدوية كموصِّلات حركية أيضًا.
من الآثار الجانبية لهذه الأدوية الإثارة في الجهاز العصبي المركزي والتغيرات السلوكية، خاصة عند الإدارة الوريدية السريعة أو عند إعطائها بجرعات عالية.
يتحكم الميتوكلوباميد في القيء الناتج عن التحفيز المحيطي والوسطي الناجم عن العديد من الحالات، لكن يجب تجنب استخدامه إذا كان هناك اشتباه في وجود انسداد معوي لأن خصائصه الموصِّلة الحركية قد تجعل هؤلاء المرضى أكثر عرضة لثقب المعدة أو الأمعاء. ينطبق هذا المحظور أيضًا على السيسابريد.
مشتقات البيوتيروفينون والبنزايميازول
مشتقات البيوتيروفينون (مثل الهالوبيريدول والدروبيريدول) هي مثبطات قوية لمستقبلات الدوبامين في منطقة الزناد الكيميائي (CRTZ) وتُستخدم كمسكنات.
تشبه آثارها الجانبية إلى حد كبير تلك الخاصة بالفينوثيازينات. أما مشتقات البنزimidazole، فهي تعطل مستقبلات الدوبامين في العضلات الملساء للجهاز الهضمي وتظهر خصائص موصِّلة حركية مشابهة لتلك الخاصة بالميتوكلوباميد، ولكن استخدامها في الطب البيطري محدود إن وجد.
الأفيونيات
تُعتبر الإينكيفالينات (هي أفيونات داخلية تنتمي إلى عائلة الإندورفين) أنها تمتلك خصائص مضادة للقيء. تم تحديد الخلايا العصبية التي تحتوي على الإينكيفالينات بالقرب من منطقة الزناد الكيميائي (CRTZ) ومركز القيء.
تشير الأدلة إلى وجود مستقبلات أفيونية من النوع κ و/أو μ في مركز القيء، وهي تلعب دورًا في تثبيط القيء لدى الكلاب والقطط.
يُستخدم البوتورفانول، وهو مركب يعمل بشكل رئيسي كمنشط لمستقبلات κ وσ، لمنع القيء المرتبط بعلاج السيسبلاتين في الكلاب.
مضادات العصارة العصبية Neurokinin Antagonists
مضادات العصارة العصبية (NK1) هي مجموعة جديدة من الأدوية المضادة للقيء، ومن بينها الماروبيتان، وهو عقار طُوّر للكلاب ويتفاعل كرابط مع مستقبلات المادة P الموجودة في العديد من مناطق الدماغ، بما في ذلك مركز القيء ومنطقة الزناد الكيميائي (CRTZ).
يُعتقد أن المركب المتكون من المادة P ومستقبلاتها NK1 يقع في المسار المشترك النهائي للمسارات العصبية والهرمونية لرد فعل القيء.
أظهرت الدراسات التي أجريت على الكلاب أن الماروبيتان يمنع القيء الناجم عن المواد المسببة للقيء سواء كانت محيطية أو مركزية، بما في ذلك الأبوكيمورفين، السيسبلاتين، وشراب الإيباك.
كما ثبت فعاليته في حالات سريرية مثل التهاب البنكرياس والتهاب المعدة والأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، يكون الماروبيتان فعالًا ضد القيء الناجم عن دوار الحركة.
من الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها لهذا الدواء: الدوخة (العدوى العصبية)، فقدان الشهية، الإسهال، وألم في موقع الحقن.
لا ينبغي استخدام هذا الدواء في الكلاب التي تقل أعمارها عن 16 أسبوعًا بسبب تقارير عن انخفاض نمو نخاع العظام.
أدوية أخرى لمعالجة استفراغ القطط
تُستخدم أدوية أخرى للتحكم في القيء بشكل مركزي، وتشمل هذه الأدوية: اليوهيمبين، الديازيبام، الديكساميثازون، البروبوفول، والميرتازابين.
- اليوهيمبين: وهو ناهض خالص لمستقبلات α2 الأدرينالية، ويُعتبر مضادًا قويًا جدًا للقيء يستخدم في الكلاب والقطط. قد يسبب اليوهيمبين إثارة الجهاز العصبي المركزي، تخديرًا مفرطًا، رعشة عضلية، تنفسًا سريعًا، زيادة إفراز اللعاب، وأغشية مخاطية محتقنة.
- الديازيبام: يخفف الغثيان والقيء لدى البشر. تشير الدراسات التي أجريت على نماذج حيوانية والتجارب السريرية في الطب البشري إلى أن هذا الدواء يكبح الجهاز الدهليزي.
- الكورتيكوستيرويدات: لا تزال آلية عمل الكورتيكوستيرويدات كمضادات للقيء غير مفهومة تمامًا، ولكن يُعتقد أنها تعمل من خلال تنشيط مستقبلات الجلوكوكورتيكويد في النخاع المستطيل، خاصة في مركز القيء لدى القطط. أظهر الديكساميثازون فعالية في التحكم في الغثيان والقيء المرتبط بالعلاج الكيميائي لدى البشر والكلاب.
- البروبوفول: وهو مشتق من الألكيلفينول، ويُستخدم كمضاد للقيء لدى البشر الذين يعانون من الغثيان والقيء المرتبط بالعلاج الكيميائي وغير المستجيب لمضادات السيروتونين أو الديكساميثازون. يُعتقد أن آلية عمله كمضاد للقيء تشمل تقليل تركيز السيروتونين في منطقة الزناد الكيميائي (CRTZ) من خلال نشاط حمض γ-أمينوبوتيريك (GABA) وحجب مستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT3.
- الميرتازابين: وهو دواء من فئة البيبيرازينوازيبين ويُستخدم كمضاد للاكتئاب لدى البشر. يعمل الميرتازابين على حجب مستقبلات α2 الأدرينالية قبل المشبكية المركزية ومستقبلات السيروتونين. يعتبر ناهضًا ضعيفًا لمستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT1، ولكنه ناهض قوي لمستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT2 و5-HT3، كما أنه ناهض للمستقبلات الهيستامينية من النوع H1. يُستخدم للتحكم في الغثيان والقيء المرتبط بالعلاج الكيميائي لدى البشر، وفي الآونة الأخيرة، في الحيوانات الصغيرة.
نصائح وقائية
- تجنب التغييرات المفاجئة في النظام الغذائي: لتجنب اضطرابات المعدة، قم بتغيير طعام القط تدريجيًا على مدار عدة أيام.
- مراقبة تناول المواد الغريبة: تأكد من أن القط لا يبتلع مواد غير صالحة للأكل من خلال مراقبته وإبعاد الأشياء الخطرة عن متناوله.
- تقديم طعام عالي الجودة: اختر أطعمة عالية الجودة ومخصصة للقطط لتقليل مخاطر الحساسية والاضطرابات الهضمية.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
- التقيؤ المستمر ✅: إذا استمر التقيؤ لأكثر من يوم أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الشهية أو الخمول، فيجب زيارة الطبيب البيطري فورًا.
- وجود دم في التقيؤ ✅: إذا كان هناك دم في التقيؤ، فقد يشير ذلك إلى مشكلة خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً.
- التقيؤ بعد تناول الأدوية ✅: إذا بدأ القط في التقيؤ بعد تناول أدوية معينة، فقد يكون ذلك رد فعل تحسسي ويجب إبلاغ الطبيب البيطري.
ختاماً
استفراغ القطط يمكن أن يكون مصدر قلق كبير لمالكي الحيوانات الأليفة. من خلال فهم الأسباب المحتملة والعلاجات المتاحة، يمكنك تقديم الرعاية الأفضل لقطتك.
تذكر أن الاستشارة البيطرية ضرورية في الحالات الشديدة لضمان صحة وسلامة حيوانك الأليف.
الأسئلة الشائعة
ما هي الأسباب الشائعة لاستفراغ القطط؟
تشمل الأسباب الشائعة لتقيؤ القطط التغيرات في النظام الغذائي، التهابات الجهاز الهضمي، تناول مواد غريبة، والحساسية الغذائية.
كيف يمكنني تهدئة معدة قطتي؟
يمكنك تهدئة معدة قطتك من خلال تقديم طعام خفيف وسهل الهضم مثل الدجاج المسلوق أو الأرز، وضمان توفير الماء الكافي.
متى يجب علي القلق بشأن تقيؤ قطتي؟
يجب القلق بشأن تقيؤ قطتك إذا استمر لأكثر من يوم، أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الشهية أو الخمول، أو إذا كان هناك دم في التقيؤ.
هل يمكن أن يكون التقيؤ علامة على حساسية غذائية؟
نعم، التقيؤ يمكن أن يكون علامة على حساسية غذائية. يجب استشارة الطبيب البيطري لتحديد السبب ووضع خطة علاجية.
كيف يمكنني منع قطتي من تناول مواد غريبة؟
يمكنك منع قطتك من تناول مواد غريبة من خلال مراقبتها وإبعاد الأشياء الخطرة عن متناولها، مثل البلاستيك والألياف النباتية.
المصادر
Cat Vomiting: Causes, Types, and What to Do
Types of Cat Vomit & What it Means
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم