هل لاحظت أن قطتك تعاني من أعراض غريبة مثل النوبات أو الألم في البطن؟ قد تكون هذه العلامات مرتبطة بحالة طبية تُعرف بـ فرط الدهون في دم القطط .
هذه الحالة، التي تتميز بارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة قطتك إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وفعالية.
في هذا المقال، سنقدم لك دليلًا شاملاً حول أسباب هذه الحالة، الأعراض التي يجب البحث عنها، وكيفية علاجها للحفاظ على حياة صحية وسعيدة لقطتك.
ما هو فرط الدهون في دم القطط؟
فرط الدهون في دم القطط (Hyperlipidemia) هو اضطراب يُظهر زيادة في تركيز الدهون (الكوليسترول والدهون الثلاثية) في الدم بعد الصيام لمدة لا تقل عن 12 ساعة.
يُعتبر هذا الارتفاع غير طبيعي ويحتاج إلى تدخل طبي.
تشمل الحالات الفرعية المرتبطة بهذا الاضطراب:
- فرط الكوليسترول في الدم (Hypercholesterolemia): ارتفاع مستويات الكوليسترول.
- فرط الدهون الثلاثية في الدم (Hypertriglyceridemia): زيادة مستويات الدهون الثلاثية.
عندما يكون الدم محمّلًا بالدهون الزائدة، قد يبدو غائمًا أو معتمًا، وهي حالة تُعرف بـ Lipemia . إذا كانت مستويات الدهون الثلاثية أعلى من 1000 ملغ/ديسيلتر، فإن الدم يظهر بمظهر أبيض يشبه الحليب، وهو ما يُسمى Lactescence .
اسباب فرط الدهون في دم القطط
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذه الحالة، بما في ذلك:
الإستعداد الوراثي
بعض السلالات مثل القطط الهيمالايا معرضة بشكل خاص لحالات فرط الدهون الوراثي (Hereditary Hyperlipidemia).
زيادة امتصاص الدهون
- بعد تناول وجبة دسمة (Postprandial Lipemia).
- استهلاك نظام غذائي غني بالدهون.
زيادة إنتاج الدهون
- المتلازمة الكلوية (Nephrotic Syndrome): حيث يؤدي انخفاض مستويات البروتين في الدم إلى زيادة إنتاج الكوليسترول.
- حمل القطط.
- التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
عيوب في إنزيمات إزالة الدهون
قد تفشل بعض القطط في إزالة الدهون من الدم بكفاءة بسبب عيوب وراثية أو أمراض أخرى.
الأمراض المصاحبة
- مرض السكري عند القطط: يؤثر على عملية أيض الدهون.
- قصور الغدة الدرقية: يؤدي إلى بطء عمليات الأيض.
- متلازمة كوشينغ: زيادة إنتاج الستيرويدات التي ترفع مستويات الدهون.
اعراض فرط الدهون في دم القطط
فرط الدهون في دم القطط قد لا يظهر دائمًا بأعراض واضحة، ولكن هناك بعض العلامات التي يجب أن تلفت انتباهك:
- ألم في البطن: قد يظهر بسبب التهاب البنكرياس.
- نوبات التشنج: نتيجة لاضطرابات الجهاز العصبي.
- حالة تُعرف بـ Lipemia Retinalis حيث تصبح الأوعية الدموية في العين وردية اللون.
- آفات جلدية: مثل Cutaneous Xanthoma ، وهي آفات عقدية مرتبطة بارتفاع الدهون.
تشخيص الحالة
تشخيص فرط الدهون في دم القطط يتطلب إجراء اختبارات دم شاملة بعد صيام القط لمدة 12 ساعة على الأقل.
يتم قياس مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم. إذا كان المصل أو البلازما غائمًا أو أبيض اللون، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود Lipemia .
علاج فرط الدهون في دم القطط
النظام الغذائي
يعتبر النظام الغذائي المنخفض الدهون الخطوة الأولى في إدارة هذه الحالة. يُوصى بأن تحتوي وجبات القطط المصابة على أقل من 10% دهون. بعض الخيارات التجارية تشمل:
- Hill’s Prescription Diet® r/d®.
- IAMS® Restricted-Calorie™ Formula.
الأدوية
إذا لم يكن النظام الغذائي كافيًا للسيطرة على الحالة، يمكن استخدام الأدوية التالية:
- Gemfibrozil : يساعد في خفض مستويات الدهون الثلاثية.
- زيوت السمك : تحتوي على أحماض أوميغا-3 التي تدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
تجنب الأدوية غير المناسبة
الأدوية مثل Clofibrate وNiacin ليست موصى بها للقطط لأنها قد تسبب آثارًا جانبية خطيرة.
المتابعة والرعاية الصحية
من المهم مراقبة مستويات الدهون الثلاثية في الدم بانتظام للتأكد من أنها تبقى أقل من 500 ملغ/ديسيلتر لتجنب حدوث مضاعفات مثل التهاب البنكرياس الحاد.
المضاعفات المحتملة للإصابة
إذا لم يتم علاج فرط الدهون في دم القطط بشكل صحيح، فقد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:
- التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
- اضطرابات الجهاز العصبي (Neuropathies).
- آفات الجلد العقدية (Cutaneous Xanthoma).
ختاماً
فرط الدهون في دم القطط هو حالة تحتاج إلى اهتمام خاص ومتابعة مستمرة. من خلال النظام الغذائي الصحي، الأدوية المناسبة، والمراقبة الدورية، يمكنك ضمان حياة طويلة وسعيدة لقطتك.
إذا كنت تشك في أن قطتك تعاني من هذه الحالة، فلا تتردد في استشارة الطبيب البيطري على الفور. صحة قطتك هي أولويتك الأولى، وهي تستحق كل الرعاية والاهتمام.
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم