لغة القطط هي وسيلة اتصال غير لفظية للقطط و تعتمد على الحركات، والتعابير الجسدية، والصوت. هذه اللغة الغامضة تُعتبر عندما يتعلق الأمر بالتفاهم مع القطط تحديًا للكثير من محبي القطط لفهم ما الرسائل التي تحاول قطتهم أرسالها لهم.
في هذا المقال، سنكتشف كيفية فهم لغة القطط من خلال تحليل سلوكياتها المختلفة وتفسير إشاراتها.
أهمية فهم لغة القطط
التواصل الجيد مع حيوانك الأليف
من خلال التعرف على إشارات القطط مثل المواء، الخرخرة، الهسهسة، وحركات الجسم، يمكن للمالك تلبية احتياجات القط بشكل أفضل.
على سبيل المثال، المواء قد يكون طلبًا للطعام أو الانتباه، بينما الخرخرة قد تدل على الرضا أو الألم. فهم هذه الإشارات يمكّن المالك من الاستجابة بسرعة وفعالية، مما يقلل من التوتر والقلق لدى القط.
بالإضافة إلى ذلك، فهم لغة القطط يساعد في تجنب السلوكيات العدوانية أو المواقف التي قد تؤدي إلى تصرفات غير مرغوبة.
عندما يعرف المالك متى يكون القط غاضبًا أو خائفًا (من خلال الهسهسة أو الزمجرة)، يمكنه تجنب استفزازه أو التصرف بشكل مناسب لتهدئته.
هذا النوع من التواصل الفعال يساهم في تحسين الرابطة العاطفية بين الإنسان والقط، ويخلق بيئة منزلية أكثر هدوءًا وسعادة للطرفين.
التعرف على احتياجاتها الصحية
القطط تعبر عن انزعاجها أو شعورها بالألم بطرق غير مباشرة، مثل تغير في نبرة المواء، الزمجرة، أو السلوكيات غير المعتادة كالعزلة أو الامتناع عن الطعام. من خلال فهم هذه الإشارات، يمكن للمالك اكتشاف المشاكل الصحية في مراحلها المبكرة قبل أن تفاقمها.
على سبيل المثال، قد يشير المواء المتكرر أو الخافت إلى وجود ألم أو مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام فوري، مثل التهابات المسالك البولية أو مشاكل في الأسنان. كذلك، إذا لاحظ المالك خرخرة متواصلة غير معتادة، قد يكون القط يحاول تهدئة نفسه من الألم أو التوتر.
فهم هذه الإشارات يمكن أن يدفع المالك لاستشارة الطبيب البيطري في الوقت المناسب.
التعرف المبكر على هذه الاحتياجات الصحية من خلال قراءة لغة القطط يسهم في توفير الرعاية المناسبة والحفاظ على صحة القط، مما يطيل عمره ويحسن جودة حياته.
ماهي لغة القطط بالصوت الذي تصدره؟
القطط بطبيعتها الإنعزلية. غالبًا ما يقتصر التواصل الصوتي على التفاعلات بين القطة الأم وصغارها، أو عند استدعاء شريك التزاوج، لكن تختلف القطط المنزلية عن نظيراتها البرية في أنها تعلمت أن تتواصلبأصواتها مع البشر.
القطط تتعلم أنه يمكنها الحصول على استجابة من صاحبها من خلال المواء ومع مرور الوقت، يمكن لأصحاب القطط بناء تفاهم متبادل مع قططهم.
هذا يوضح كيف يمكن للقطط أن تتواصل بشكل جيد مع البشر من خلال لغة القطط بالصوت، بالإضافة إلى الإشارات الجسدية والتعابير الوجهية.
المواء
مواء القطط هو وسيلة تواصل متعددة المعاني ( لكل صوت مواء معنى خاص به) تستخدمها القطط للتفاعل مع البشر والبيئة المحيطةبها.
يمكن أن يشير المواء إلى الجوع أو طلب الطعام، أو رغبة في اللعب والاهتمام. فإذا كان المواء متقطعًا وعاليًا، فقد يعبر عن انزعاج أو ألم. المواء الناعم قد يدل على الرغبة في التحية أو التواصل الودي.
في بعض الأحيان، تستخدم القطط المواء لجذب الانتباه أو التعبير عن الملل. التغيرات في نمط المواء، سواء في التكرار أو الشدة، قد تكون إشارة إلى مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب البيطري. فهم لغة المواء يساعد على تعزيز التواصل مع القط.
بالنتيجة المواء هو لغة القطط بالصوت ويختلف معناه حسب النغمة والمدة.
الخرخرة
خرخرة القطط هي صوت هادئ ومميز تصدره القطط عندما تكون في حالة استرخاء أو تشعر بالسعادة.
تعتبر الخرخرة علامة على الراحة والرضا، وعادةً ما تصدرها القطط أثناء جلسات الملاطفة أو عند الاسترخاء في مكان مريح. ومع ذلك، قد تخرخر القطط أيضًا كوسيلة للتخفيف من الألم أو التوتر، حيث يُعتقد أن الخرخرة لها تأثير مهدئ على الجهاز العصبي للقط.
الخرخرة يمكن أن تكون أيضًا وسيلة تواصل بين القطط الأم وصغارها. يُعتقد أن الاهتزازات الناتجة عن الخرخرة قد تساعد في تحفيز الشفاء وتعزيز العناية الذاتية لدى القطط.
الهسهسة والزمجرة
هما صوتان تصدرهما القطط للتعبير عن الخوف، الغضب، أو الشعور بالتهديد.
هسهسة القطط: عادةً ما تكون استجابة دفاعية، حيث تصدر القطط هذا الصوت عندما تشعر بالخوف أو عند مواجهة موقف يسبب لها التوتر. قد تُظهر الهسهسة مع رفع الفرو والظهر المقوس لإظهار نفسها بحجم أكبر وردع التهديد.
الزمجرة: غالبًا ما تكون علامة على العدوان أو التحذير. تصدر القطط الزمجرة عندما تشعر بأنها مضطرة للدفاع عن نفسها أو حدودها، وتعتبر إشارة قوية إلى أن القط مستعد للهجوم إذا استمر التهديد.
هذان الصوتان يهدفان إلى تحذير الآخرين من الاقتراب وإعطاء إشارات واضحة بأن القط غير مرتاح.
لغة جسد القطط
لغة ذيل القطط
يُعبر ذيل القط عن مجموعة واسعة من المشاعر والحالات المزاجية.
- ذيل منتصب بشكل مستقيم ✅: يعبر عن الثقة والسعادة. إذا كان ذيل القط مرفوعًا بشكل مستقيم مع طرفه ملتف قليلاً، فهذا يعني أن القط في مزاج ودود ويشعر بالأمان.
- ذيل المهتز أو مرتعش ✅: غالبًا ما يدل على الإثارة أو الفرح، وقد يحدث عندما يقترب القط من صاحبه للترحيب.
- ذيل ملتف حول الجسم أو الأقدام ✅: يعكس الخوف أو القلق. إذا كان القط يشعر بالخطر أو بعدم الراحة، فقد يقوم بلف ذيله حول جسمه في إشارة إلى الحذر.
- ذيل منفوش ✅: يشير إلى أن القط يشعر بالتهديد أو الخوف الشديد، ويستخدم هذا الموقف لجعل نفسه يبدو أكبر وأقوى.
فهم هذه الحركات يساعد المالك في التعرف على مشاعر القط واتخاذ الإجراءات المناسبة لتلبية احتياجاته العاطفية.
وضعية الأذنين
من خلال مراقبة حركة الأذنين ووضعيتها، يمكن للمالك التعرف على ما تشعر به القط والتصرف بناءً على ذلك:
- الأذنان المنتصبتان إلى الأمام ✅: عادةً ما تُرى الأذنان المنتصبتان في القطة الهادئة والمرتاحة ويمكن اعتبارها وضعية محايدة. ومع ذلك، قد تشير أيضًا أن شيء ما قد لفت انتباه القطة، لذلك يجب النظر إلى لغة جسدها وسلوكها بالكامل.
- الأذنان للأمام مع تصرف عدواني ✅: قد تُبدي القطط التي تُظهر عدوانية هجومية تجاه القطط الأخرى أذنان منتصبتان للأمام، لكنها غالبًا مصحوبة بالتحديق.
- الأذنان للخارج أو ترتجفان ✅: قد تشير إلى أن القطة تشعر بالتوتر أو الفضول، حيث تحرك أذنيها لمحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات من البيئة المحيطة.
- الأذنان المسطحتان للخلف ✅: تعبر عن الخوف أو الإحباط أو العدوانية. إذا كانت الأذنان موجهة للخلف ومسطحة على الرأس، فهذا يشير إلى أن القط يشعر بالتهديد وقد يكون مستعدًا للدفاع عن نفسه.
- الأذنان الموجهتان جانبياً أو متحركتان ✅: تدل على القلق أو الحذر. قد يكون القط في حالة من التوتر أو يحاول فهم مصدر الأصوات من حوله.
- الأذنان مفلطحتان ✅: تشيرا إلى الإحباط.
فهم وضعية الأذنين يمكن أن يساعد في التعرف على مشاعر القط بسرعة، مما يسمح للمالك بالتفاعل بشكل مناسب لتخفيف التوتر أو تعزيز الحالة المزاجية الإيجابية للقط.
لغة عيون القطط
على غرار آذان القطط، يمكن لعيون القطط، أو بشكل أدق لحدقاتها ( البؤبؤ )، أن تتوسع (تصبح أكبر) أو تنقبض (تصبح أصغر) لتسمح بدخول المزيد أو القليل من الضوء من أجل الحصول على مزيد من المعلومات عن البيئة المحيطة.
هذا يعني أن القطة ذات الحدقات المتوسعة قد تكون تشعر بالضعف أو التوتر، ولكن قد يكون ذلك أيضًا شعورها بالحماس أو إنها في وضع الصيد.
السياق المحيط مهم جدًا، حيث إن مستويات الإضاءة المنخفضة ستؤدي أيضًا إلى توسع حدقة عين القطة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها تشعر بالتوتر أو الإثارة.
القطط التي تستريح وتستمتع بشعور الاسترخاء غالبًا ما تكون لديها عيون نصف مغلقة.
القطط التي تغمض عيونها بشكل جزئي، قد تشير إلى أنها تعاني من ألم أو تشعر بقلة الراحة.
عادةً ما تحاول القطط تجنب التواصل البصري، حيث يعتبر التواصل البصري مع القطط الأخرى أو بين القطط والبشر أمرًا استفزازيًا. غالبًا ما تنظر القطط بعيدًا عندما ينظر إليها شخص ما، ليس لأنها “وقحة”، بل على العكس تمامًا.
بالنسبة للبؤبؤ في عيون القطط فهو إشارة قوية تعكس مشاعرها وحالتها المزاجية. يمكن أن يكون توسع أو تقلص البؤبؤ استجابة لمجموعة من العوامل مثل الضوء أو العواطف.
- البؤبؤ المتوسع ✅: يشير إلى الإثارة أو الخوف. عندما يتسع بؤبؤ العين بشكل كبير، قد يعني ذلك أن القط يشعر بالتحفيز أو الحماس، مثل أثناء اللعب أو عند رؤية شيء مثير. لكن في حالات أخرى، قد يعكس توسع البؤبؤ الخوف أو التوتر، حيث يكون رد فعل فوري لمواجهة تهديد محتمل.
- البؤبؤ المتقلص ✅: يعبر عن التركيز أو الاسترخاء. في الضوء الساطع، يتقلص البؤبؤ بشكل طبيعي لحماية العين. ومع ذلك، إذا تقلص في بيئة مضاءة بشكل عادي، قد يشير ذلك إلى أن القط يشعر بالاسترخاء أو يحاول التركيز على هدف معين، مثل مطاردة لعبة.
فهم لغة عيون القطط يساعد على قراءة مشاعرها بسرعة، مما يتيح للمالك تقديم الرعاية المناسبة استنادًا إلى حالته العاطفية.
فهم لغة القطط من تصرفاتها
الخدش
القطط لا تعتبر “شقيّة” عندما تقوم بخدش الأثاث أو السجاد، إنها فقط تتبع سلوكًا غريزيًا. فهو لغة جسد القطط الطبيعي والشائع، وله عدة أغراض تتعلق باحتياجاتها البدنية والنفسية:
أولاً 🟢، القطط تخدش الأسطح المختلفة للحفاظ على صحة مخالبها. عملية الخدش تساعد على إزالة الطبقة الخارجية الميتة من المخالب وبقائها حادة وجاهزة للاستخدام عند الضرورة.
ثانيًا 🟢، الخدش هو وسيلة للقطط لتمييز مناطقها وتحديد حدودها. تحتوي أقدام القطط على غدد تفرز روائح خاصة( لا يشعر برائحتها البشر )، وعندما تخدش سطحًا ما، تترك وراءها رسالة كيميائية ( هذه المنطقة تعود لملكيتي )، مما يساعدها في التواصل مع القطط الأخرى أو تثبيت الشعور بالملكية.
ثالثًا 🟢، الخدش يعتبر طريقة للتمدد وتمرين العضلات. عندما تخدش القطط، فإنها تقوم بتمديد جسمها بشكل كامل، مما يعزز مرونتها ويساعد في الحفاظ على قوة عضلاتها.
وأخيرًا 🟢، الخدش قد يكون سلوكًا يهدف لتخفيف التوتر أو الملل. إذا شعرت القطط بالقلق أو بعدم التفاعل الكافي، قد تبدأ في خدش الأثاث أو الأشياء المحيطة بها كطريقة لتفريغ طاقتها.
لتجنب تدمير الأثاث، يمكن توفير أماكن مخصصة للخدش، مثل الأعمدة المغطاة بالخيش أو السجاد، وتشجيع القطط على استخدامها من خلال اللعب أو مكافأتها عند استخدامها بشكل صحيح.
نصائح من أجل تقليل سلوك الخدش غير المرغوب
- إذا كانت قطتك تخدش أثاث منزلك، حاول وضع عمود الخدش بجانب المنطقة المستهدفة وشجعها باستخدام المكافآت أو الألعاب.
- يمكن استخدام مواد طاردة للرائحة (على هيئة رذاذ) على الأسطح التي لا تريد أن تخدشها القطة، ولكن يجب أن تكون هذه المواد آمنة وغير ضارة لها.
- تذكر أن الخدش هو سلوك طبيعي ولا ينبغي معاقبة القطة عليه. بدلاً من ذلك، وجه السلوك نحو الخيارات المناسبة.
باتباع هذه النصائح، يمكنك توفير بيئة مريحة وداعمة لقطتك، مما يعزز رفاهيتها ويقلل من السلوكيات غير المرغوب فيها.
العجن
حركة العجن هي واحدة من السلوكيات الشائعة لدى القطط، حيث تضغط ببطء على سطح ناعم باستخدام كفوفها الأمامية بالتناوب. هذه الحركة، التي تشبه عجن العجين، غالبًا ما تصاحبها خرخرة وتظهر عندما تكون القطط في حالة استرخاء أو راحة.
أصل السلوك ✅: تعود حركة العجن إلى مرحلة الطفولة، حيث كانت القطط الرضيعة تقوم بالعجن على بطن الأم لتحفيز إنتاج الحليب. لهذا السبب، يُعتقد أن العجن يمنح القطط شعورًا بالراحة والطمأنينة، ويذكرها بالوقت الذي كانت تشعر فيه بالأمان إلى جانب أمها.
أغراض العجن:
- التعبير عن الراحة والسعادة ✅: تقوم القطط بالعجن عندما تشعر بالأمان والاسترخاء، سواء كانت على حضن صاحبها أو على سطح ناعم.
- تمييز المنطقة ✅: تحتوي مخالب القطط على غدد تفرز رائحة فريدة، لذا عندما تقوم بالعجن على سطح معين، فهي تترك رائحتها لتحديد ملكيتها لهذه المنطقة.
- التحضير للنوم ✅: بعض القطط تعجن الأسطح قبل النوم كنوع من التحضير للراحة، كما كانت تفعل في البرية لتهيئة العشب أو أوراق الأشجار لمكان مريح.
بالرغم من أن هذا السلوك قد يسبب بعض الإزعاج إذا تم على البشر أو الأثاث، إلا أنه تعبير طبيعي عن الهدوء والسعادة لدى القطط.
الاختباء
الاختباء هو سلوك القطط الطبيعي ويعكس مجموعة من المشاعر والاحتياجات، تُظهره جميع القطط كآلية من أهم آليات التكيف التي تستخدمها عندما تشعر بالصراع أو عدم اليقين بحثًا عن الأمان أو الهدوء عندما تشعر بالخوف أو التوتر و يمنحها شعورًا بالحماية من التهديدات المحتملة، مثلما يحدث عند صدور أصوات مرتفعة أو وجود غرباء في المنزل.
أظهرت الأبحاث التي أجريت على القطط أن توفير مكان للاختباء يقلل من مستويات التوتر التي تشعر بها القطة ويساعدها على التأقلم بشكل أسرع مع البيئة الجديدة.
وجود مكان للاختباء يمكن أن يقلل من الوقت الذي تستغرقه القطة للعثور على منزل جديد، حيث تكون أكثر استرخاءً وأكثر قابلية للتواصل مع البشر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الاختباء استجابة لحاجتها إلى الراحة والخصوصية. بعض القطط تفضل الأماكن الهادئة والمخفية للاستراحة، بعيدًا عن الضجيج أو التفاعل المستمر.
من ناحية أخرى، قد يكون الاختباء أحيانًا مؤشرًا على مشكلة صحية. إذا بدأت القطة في الاختباء بشكل مفرط أو لفترات طويلة، فقد يكون ذلك علامة على الألم أو المرض، وفي هذه الحالة، يوصى باستشارة الطبيب البيطري.
إذا لم يكن هناك مكان مخصص لتختبئ فيه، قد تحاول القطة الاختباء تحت بطانيتها أو في فراشها كبديل. ومع ذلك، هذا ليس مكانًا مناسبًا للاختباء، ويجب توفير خيار أفضل يلبي احتياجات القطة.
يجب توفير مكان للإختباء يمكن للقطة الدخول إليه والاختباء فيه، ويفضل أن يكون أعلى من مستوى الأرض.
فهم هذا السلوك يساعد في توفير بيئة آمنة للقطط ويعزز رفاهيتها، سواء كانت تبحث عن الراحة أو تحاول التعامل مع التوتر.
الرائحة والتواصل الكيميائي
الروائح
القطط تستخدم الروائح كوسيلة للتواصل مع القطط الأخرى. الاحتكاك بالأسطح أو الأشخاص هو وسيلة لنقل هذه الروائح وتحديد مناطق نفوذها.
تقوم القطط بنشر رائحتها الخاصة في بيئتها هي عن طريق حك وجوهها على الأشياء لتترك وراءها الفيرومونات المميزة بالنسبة لها.
الفيرومونات هي مواد كيميائية تنقل معلومات محددة للغاية بين الحيوانات من نفس النوع. عندما تشم القطط الرائحة التي تركتها على البيئة المحيطة، فإنها تشعر بالأمان والاستقرار.
علامات البول ( الرش )
يمكن أن تقوم جميع القطط بالرش بغض النظر عن كونها ذكورًا أو إناثًا، مخصية أو غير مخصية.
يعتبر الرش سلوكًا طبيعيًا تقوم به القطط في حدود الإقليم الخاص بها، وعادةً ما يكون على الأشجار أو الأسوار داخل نطاق منزلها. تقوم القطط برش البول لترك رسالة كيميائية محددة (رائحة)، وغالبًا ما تستخدم هذه الرائحة في المناطق التي تشعر فيها بالتهديد.
يعتقد أن هذه الرائحة المتروكة تعمل كـ”تذكير” للقطة بأن تكون حذرة، ولذلك تميل القطط إلى تجديد الرش كلما بدأت الرائحة تتلاشى، وذلك للحفاظ على فعالية هذه الإشارة الكيميائية.
هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى تطور سلوك الرش. في بعض الحالات، قد يبدأ السلوك لأسباب معينة ثم يتغير أو يتطور بسبب أسباب أخرى. على سبيل المثال: العديد من أصحاب القطط يعاقبون قططهم بسبب الرش داخل المنزل وهذا يؤدي عادةً إلى زيادة القلق لدى القطة ويجعلها أكثر احتمالاً للرش.
الرش هو سلوك تقوم به القطط لتحديد منطقتها، وهي شائعة بين القطط الذكور غير المخصيين. يمكن الحد من هذا السلوك عن طريق التعقيم.
فهم لغة القطط من خلال التفاعل اليومي
اللعب والتفاعل
اللعب والتفاعل اليومي مع القطط هو وسيلة فعالة لفهم لغة جسدها ومشاعرها. من خلال اللعب، يمكن للمالك التعرف على مزاج القطط، سواء كانت مرحة ومستعدة للتفاعل أو متوترة وتحتاج إلى مساحة.
على سبيل المثال، إذا كانت القطة ترفع ذيلها وتتحرك بسرعة، فهي على الأرجح متحمسة ومستعدة للعب. في المقابل، إذا بدأت القطة بالهسهسة أو الزمجرة أثناء اللعب، فهذا يعني أنها قد تشعر بالتوتر أو الانزعاج. أيضًا، مراقبة كيفية استخدام القطط لمخالبها وأسنانها أثناء اللعب يمكن أن يوفر دلائل على مستويات الراحة أو العدوان.
التفاعل اليومي يعزز العلاقة بين المالك والقط، مما يساعد في فهم احتياجاتها ورغباتها بشكل أفضل. من خلال اللعب، يمكن أيضًا تحسين الحالة النفسية للقطط، مما يقلل من التوتر ويزيد من شعورها بالأمان والراحة. فهم هذه الإشارات يعزز الرابطة ويجعل حياة القطط والمالك أكثر سعادة وتناغمًا.
الأكل والشرب
مراقبة عادات الأكل والشرب لدى القطط تعد وسيلة هامة لفهم لغة القطط والتعرف على حالتها الصحية والمزاجية من خلال التفاعل اليومي. القطط التي تأكل وتشرب بشكل منتظم وبكمية مناسبة عادة ما تكون في حالة صحية جيدة وتشعر بالراحة.
إذا لاحظت تغييرًا في عادات الأكل، مثل فقدان الشهية أو الأكل المفرط، فقد يكون ذلك إشارة إلى مشكلة صحية أو شعور بالتوتر.
على سبيل المثال، فقدان الشهية يمكن أن يدل على اضطرابات في الجهاز الهضمي أو مرض آخر، بينما تناول الطعام بشراهة قد يكون ناتجًا عن الإجهاد أو تغيير في الروتين.
عادات الشرب مهمة أيضًا، حيث أن زيادة أو نقص تناول الماء قد يشير إلى مشاكل صحية مثل أمراض الكلى أو السكري. مراقبة هذه التغيرات تساعد في فهم حالة القط بسرعة، وتمكن من التدخل المبكر عند الحاجة.
من خلال التفاعل اليومي مع القطط ومراقبة عاداتها الغذائية، يمكن تعزيز الرعاية الصحية وتحسين رفاهية القط بشكل عام.
الوضعيات السلوكية لجسم القطة
التودد و اكتشاف البيئة المحيطة

عندما تقترب القطط بطريقة ودية، غالبًا ما يكون ذيلها مرفوعًا و مستقيمًا، وشواربها موجهة للأمام، وتقوم بفرك ذقنها أو رأسها على القطط الأخرى أو الأشخاص الآخرين.
تعبر القطط عن ذلك عند التحية أو عندما تستكشف شيئًا جديدًا.
علامات اللعب والإثارة عند القطط

عندما تكون القطط سعيدة وترغب في اللعب، تقوم بتقويس ذيلها فوق ظهرها أو تحريك الذيل بسرعة. و قد تكون حدقات عيونها متسعة وأذناها موجهتين للأمام.
رغم أن القطط التي تحرك ذيلها بسرعة تكون في حالة إثارة، فقد يكون من الأفضل عدم اللعب معها في هذه اللحظة، لأنها قد تصبح عدوانية وتعض أو تخدش.
علامات استعداد القط للهجوم

عندما يكون القط على وشك الهجوم، يتخذ وضعية مستقيمة للأمام، تكون حدقات عينيه ضيقة، وقد يتحرك ذيله بسرعة من جانب إلى آخر. تكون أذناه موجهتين للخلف وشواربه للأمام.
علامات دفاع القط عن نفسه

عندما يدافع القط عن نفسه من قطة أخرى، يميل جسده إلى الخلف مع تقويس ظهره. قد يتحرك ذيله بسرعة كبيرة، أو يقوسه فوق ظهره، أو يضعه بين رجليه الخلفيتين. تكون أذناه مسطحتين، وحدقتا عينيه متسعتين، وقد يكون شعره منتصبًا.
يقوم القط بذلك ليبدو أكبر حجمًا وأكثر تهديدًا للخصم.
وضعية الدفاع عند القط عند اقتراب تهديد

عندما يكون التهديد قريبًا، قد يلامس بطن وأرجل القط الأرض. تكون الأذنان والشوارب مسطحة وموجهة نحو الخلف على الرأس، وقد تظهر الأسنان.
على عكس الكلاب، لا يُظهر القط بطنه كعلامة على الخضوع، بل يفعل ذلك فقط لإيقاف الهجوم عندما لا يكون لديه مجال للهرب، أو عندما يكون محصورًا في زاوية أو تحت الأثاث، حيث يرغب في أن يكون قادرًا على الهجوم بأربعة مخالب على أي يد تقترب منه.
ختاماً
فهم لغة القطط يتطلب ملاحظة دقيقة وتفاعل مستمر مع القطة. من خلال فهم الإشارات الصوتية والجسدية، وسلوكيات القطة المختلفة، يمكن لمحبي القطط تعزيز علاقتهم بحيواناتهم الأليفة وتوفير بيئة آمنة وصحية لها.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكن فهم لغة جسد القطط؟
فهم لغة الجسد عند القطط يعتمد على مراقبة تحركاتها. على سبيل المثال، رفع الذيل بشكل مستقيم يشير إلى الثقة، بينما تدلي الذيل قد يعكس الشعور بالخوف أو القلق. تحريك الأذنين أو انحناء الظهر يمكن أن يكون دليلاً على استعداد للدفاع أو اللعب.
ماذا يعني خرخرة القطط؟
الخرخرة تعبر عن عدة مشاعر لدى القطط، مثل الاسترخاء والسعادة. ولكن في بعض الأحيان قد تصدر القطط خرخرة عندما تكون متوترة أو حتى مريضة، مما يجعل فهم لغة القطط يتطلب معرفة السياق.
لماذا تصدر القطط أصوات المواء؟
المواء هو الطريقة التي تتواصل بها القطط مع البشر. قد تعبر القطط عن الجوع، الرغبة في اللعب، أو حتى الاحتياج للعناية. فهم لغة القطط من خلال المواء يتطلب مراقبة الظروف المحيطة بالصوت.
ماذا يعني عندما تعضني القطة بلطف؟
العض اللطيف قد يكون علامة على اللعب أو رغبة في الانتباه. ولكن إذا كان العض قويًا أو متكررًا، قد يشير ذلك إلى الإحباط أو التوتر. فهم لغة القطط في هذه الحالة يتطلب مراقبة سلوكها العام.
كيف تعبر القطط عن شعورها بالأمان؟
عندما تكون القطط تشعر بالأمان، فإنها تميل إلى الاسترخاء بجانب صاحبها، تصدر أصوات خرخرة وتقوم بفرك رأسها أو جسدها على الشخص. فهم لغة القطط هنا يعكس الراحة والاطمئنان.
لماذا تصدر القطط أصوات الهسهسة؟
الهسهسة هي طريقة القطط للتعبير عن الغضب أو الشعور بالتهديد. إذا كانت القطة تصدر هذا الصوت، فهي ترغب في الابتعاد أو تحذر من الاقتراب منها. هذا جزء مهم من فهم لغة القطط في المواقف الدفاعية.
ماذا يعني أن تلعق القطط صاحبها؟
عندما تقوم القطط بلعق صاحبها، فإنها تعبر عن حبها وثقتها. اللعق يشبه التمشيط الذي تقوم به القطط لتنظيف بعضها البعض، مما يعزز الروابط الاجتماعية بينها وبين البشر.
كيف يمكن فهم مشاعر القطط من خلال ذيلها؟
فهم مشاعر القطط من خلال ذيلها يعتمد على موقع وحركة الذيل. الذيل المرتفع يشير إلى الثقة والسعادة، بينما الذيل المتحرك بسرعة من جانب لآخر قد يعكس القلق أو التوتر.
لماذا تقوم القطط بالفرك على الأشخاص والأشياء؟
فرك القطط على الأشخاص أو الأشياء هو طريقتها لنشر رائحتها، مما يعزز شعورها بالملكية أو الأمان. هذا السلوك يمكن أن يُفهم كتعبير عن الراحة أو الرغبة في التفاعل الاجتماعي.
كيف يمكن معرفة ما إذا كانت القطط مستعدة للعب؟
القطط التي تستعد للعب تظهر علامات مثل تحريك الأذنين للأمام، انخفاض الجسم بشكل يشبه القفز، وذيل مرفوع. فهم لغة القطط في هذه الحالات يساعد في تحديد الوقت المثالي للعب معها.
المصادر
Cat Language and Signals Explained
Cat language: learn to understand your cat
How to Talk to Cats (and Are They Really Listening?
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم